راشد عبد الرحيم: فطام دبلوماسي
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
أصدرت وزارة الخارجية قرارا أمس بنزع الجوازات الدبلوماسية من عدد من الشخصيات حيث وضع القرار قادة التمرد و مركزية قوي الحرية و التغيير في مرتبة واحدة . الجوازات الدبلوماسية إمتياز و ليس حقا يمكن أن ينازع فيه من ينزع منه .
الجواز ( الأحمر ) و هو اللون المميز له يمنح للدبلوماسيين و شاغلي المناصب العليا ليوفر لهم إحتراما و تقديرا عند السفر و هذا يتيح عند الإتهام الجنائي أن تخطر السفارة السودانية في البلد الذي يقيم فيه حامل الجواز قبل الشروع في الإجراءات .
ظلت قيادات قوي الحرية و التغيير تحمل هذا الجواز و هم خارج الخدمة . بهذا القرار فقدوا الكثير من المزايا و علي رأسها أنهم سيعاملون معاملة المواطن العادي الذي يتوجب عليه الحصول علي تأشيرة دخول و إقامة و الأهم أنه لن يعامل بإعتباره رجل دولة و لا يستطيع أن يقوم بمعاملات رسمية و لا التحدث بإسم بلده .
مؤخرا ظلت هذه المجموعة السياسية تتحرك دون غيرها وفق هذا الإمتياز و بدأت في عقد لقاءات في ظل منظومات دولية و إقليمية دون حق . بل عمدت هذه القيادات للإيحاءبأنها تتمتع بقبول و رضا و تشاور مع قيادات الدولة .
قرار وزارة الخارجية لم يكن قصرا علي الذين شغلوا مواقع رسمية بل نزع الجواز من سفراء منعوا من التمتع به مدي الحياة كما هو معمول به .
هذه المجموعة عندما كانت في السلطة توسعت في منح الجوازات الحمراء لمن لا يستحقونها بل منحتها لمن هم في أدني وظائف الدولة . تحركت مركزية الحرية و التغيير في طرح التفاوض مع المتمردين و هي تخالف توجه الدولة و موقفها و مطالبها في التفاوض مع المتمردين و قد أوقف الجيش التفاوض المباشر و إشترط لعودة وفده خروج المتمردين من الأعيان المدنية بما فيها من منازل و مؤسسات حكومية . كما إشترط خروج قواتها من الخرطوم . لم تعر الحرية و التغيير هذا الموقف الواضح من القوات المسلحة في مفاوضات جدة إهتماما مؤكدة بذلك أنها تريد أن تظل ظهيرا و حاميا للمتمردين بأن يتم التفاوض معهم و هم مستمرون في إستيلائهم علي المواقع المدنية و مسيطرين عليها بقوة السلاح .
أرادت هذه القيادات أن يفهم القرار علي أنه من وزير الخارجية و ليس قرار الدولة و القرار شمل قيادات عسكرية من المتمردين و ما إتخذ بشأنهم مرتبط بأعمالهم العسكرية و له تأثيره علي سير المعارك . وزير الخارجية هو جزء من الدولة . هذا قرار دولة وضع الحرية و التغيير في مكانها الطبيعي رفقة الخونة و المعتدين .
القرار أكد أن الحرية و التغيير هي الحاضنة السياسة و المظلة المدنية للمتمردين .
علي الدول و المنظمات التي تريد أن تتعامل معهم أن تدرم أنهم ( فطموا ) من الحبل السري الذي يزعمون أنهم يتغذون منه . و قد أصبحوا بهذا القرار خارج الفعل الوطني السوداني .
راشد عبد الرحيم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحریة و التغییر
إقرأ أيضاً:
محمد بن سلمان.. ماذا يعني التغيير الكبير لمستقبل السعودية؟
يرسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استراتيجية جديدة للنظام العالمي بعد أن تحول من أمير شاب معتدٍ بنفسه قبل عدة سنوات، إلى وسيط دولي مؤثر وقوي، وفقا لوكالة "بلومبرغ".
وقالت بلومبرغ في مقال لبرادلي هوب، الذي نشر هو وجاستين تشيك كتاب "الدم والنفط" في عام 2020 حول الأمير محمد بن سلمان، إن السنوات الأربع الأخيرة من حكم محمد بن سلمان تمثل تغييرا كبيرا عن أول خمس سنوات له، وما يعنيه ذلك لمستقبله ومستقبل المملكة العربية السعودية.
تميز صعود محمد بن سلمان، الذي اختير وليا للعهد في عام 2017، بسلسلة من التعقيدات، بدءا من الحرب المدمرة في اليمن والتضييق على المعارضين والإنفاق الباذخ والمشاكل مع الجارة قطر وانتهاء بمقتل الصحافي جمال خاشقجي والتي ساهمت في توتر علاقات الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويوضح الكاتب كيف أن محمد بن سلمان تمكن بعد ذلك من تجاوز كل هذه القضايا، ليصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
في البداية تصالح مع قطر في عام 2021، وبعدها نجح في تخفيف حدة التوتر مع إيران، العدو التقليدي للسعودية، قبل أن تعود واشنطن للتعامل معه من جديد مستفيدا من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.
السعودية أولايقول الكاتب إنه وعلى الرغم من استمرار الانتقادات التي توجهها المنظمات الحقوقية لمعاملة السعودية للمعارضين وغياب الحريات السياسية، لكن العالم الذي سعى إلى عزل محمد بن سلمان أصبح الآن "بلا خيار سوى التفاعل معه."
ويضيف أن عصر محمد بن سلمان، الذي تمتد فيه تأثيرات السعودية إلى ما هو أبعد من أسواق النفط، بدأ الآن.
ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية باتت تتبع اليوم بوضوح مبدأ "السعودية أولاً".
ويلفت إلى أن تأثيرات السعودية توسعت لتشمل الشركات الكبرى في وادي السليكون إلى ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز وألعاب الفيديو والغولف وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
ويختتم الكاتب بالقول إن بصمات المملكة أصبحت أكثر وضوحا في الاقتصاد العالمي وإن تداعيات تحول السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان ستستمر في التأثير على ما وراء حدود المملكة لعقود قادمة.
وفي إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030" التي أطلقها قبل عدة سنوات، يسعى محمد بن سلمان إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية والى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.
ومنذ تولي محمد بن سلمان (37 عاما) ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت مغلقة لعقود انفتاحا اجتماعياً واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق.
وتنفق المملكة ببذخ في إطار استراتيجية لتطوير بنيتها التحتية وتحسين صورتها، فتقوم ببناء مرافق سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار بالإضافة لاستضافة فعاليات رياضية وترفيهية تضم صفوة نجوم العالم.