وداعا للحقن.. الببتيدات تمنحكِ شفاهًا أكثر امتلاء وترطيبا بطرق طبيعية
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تسعى كثيرات للحصول على شفاه أكثر امتلاء وترطيبا، لكن من دون اللجوء إلى الحقن التجميلية أو المستحضرات التي تسبب لسعا مؤقتا. ومؤخرا، برزت الببتيدات (Peptides) -وهي سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية- كنجم صاعد في عالم العناية بالشفاه، إذ تجمع بين الفوائد التجميلية والعلاجية.
ما الببتيدات؟ وما دورها في البشرة والشفاه؟الببتيدات هي جزيئات بروتينية صغيرة تعمل كرسائل محفزة في الجلد.
عند تطبيقها موضعيا على البشرة أو الشفاه، يمكن للببتيدات أن توجه الخلايا الجلدية لأداء مهام معينة -كإنتاج المزيد من الكولاجين والإيلاستين- مما يساعد على تعزيز متانة الجلد ومرونته.
وبخلاف كثير من المكونات الأخرى، تتميز الببتيدات بقدرتها على تحسين نوعية النسيج الجلدي نفسه بدلا من مجرد تغطيته بطبقة مؤقتة. هذا يعني أن استخدام الببتيدات بانتظام قد يجعل الشفاه أكثر قوة وصحة على المدى الطويل.
ويصف خبراء الجلد الببتيدات بأنها "بروتينات مصغّرة" تلعب أدوارا مهمة في إصلاح الأنسجة وتحفيز إنتاج الكولاجين ضمن البشرة، مما يفسّر اهتمام أطباء الجلد وشركات التجميل المتزايد بهذا المكون الواعد في منتجات الشفاه.
إعلان فوائد الببتيدات في مستحضرات الشفاهتقدم الببتيدات باقة من المنافع للشفاه، تجعلها إضافة جذابة إلى بلسم الشفاه والسيروم ومنتجات التكبير الموضعية.
وفي ما يلي أبرز فوائدها المثبتة:
ترطيب عميق وتحسين الحاجز الجلدي: تعمل الببتيدات على تعزيز قدرة الشفاه على الاحتفاظ بالرطوبة من الداخل، بدلا من مجرد تغليف السطح بطبقة دهنية. فهي تقوّي حاجز الجلد الرقيق على الشفاه وتمنع فقدان الماء، مما يؤدي إلى شفاه أكثر ترطيبا وليونة. في إحدى الدراسات، أدى استخدام ببتيد من نوع "بالميتويل ثلاثي الببتيد-1" (Palmitoyl Tripeptide-1) على الشفاه لمدة 4 أسابيع إلى زيادة ترطيب الشفاه بنسبة وصلت إلى 60%. مكافحة الشيخوخة وتنعيم الخطوط: مع التقدم في العمر أو التعرض المزمن للشمس، تظهر خطوط رفيعة وتجاعيد حول الفم وعلى الشفاه نفسها. هنا يأتي دور الببتيدات بوصفها مكونات مضادة للشيخوخة تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين في منطقة الشفاه، مما يقلّل من مظهر الخطوط الدقيقة ويزيد من مرونة الجلد. أشارت أبحاث سريرية إلى أن استخدام مستحضر شفاه غني بالببتيدات على مدى شهر يمكن أن يخفض عمق التجاعيد وشقوق الشفاه بنحو 30%. حماية الشفاه ودعم حاجز الحماية الطبيعي: تتميز الببتيدات أيضا بقدرتها على حماية الشفاه من العوامل الخارجية الضارة. فهي تعزّز تكوين بروتينات وهيكليات داعمة في البشرة، مما يقوّي الحاجز الواقي للشفاه أمام الرياح والطقس البارد والأشعة فوق البنفسجية. ووفقا لخبراء تجميل، يعمل مزيج من الببتيدات وحمض الهيالورونيك على إنشاء حاجز أقوى ضد الجفاف وأضرار الشمس وغيرها من العوامل البيئية. بعض الببتيدات لها خصائص مهدئة ومضادة للالتهاب، مما يساعد في تخفيف تهيّج الشفاه واحمرارها والحفاظ على صحتها دون إضعاف الطبقة الحامية. هذه الحماية المزدوجة (ترميم داخلي وحاجز خارجي قوي) تجعل الببتيدات حليفا مهما للشفاه، خاصة لمن يعانون من التشققات أو التهاب الشفاه المتكرر. زيادة الامتلاء وحجم الشفاه بشكل طبيعي: ربما أكثر ما يثير الاهتمام بشأن الببتيدات هو قدرتها على منح الشفاه مظهرا أكثر امتلاء من خلال آليات مختلفة عن منتجات التكبير التقليدية. عوضا عن إحداث تهيج موضعي لنفخ الشفاه مؤقتا، تحفّز الببتيدات الخلايا الليفية في الشفاه لإنتاج مزيد من الكولاجين والبروتيوغليكان (مثل حمض الهيالورونيك الطبيعي) داخل الأنسجة. والنتيجة هي زيادة حقيقية في كثافة الأنسجة ومنحنى الشفاه مع الاستخدام المنتظم. تحسّن تحديد كونتور الشفاه وحدودها: ما يمنحها شكلا أكثر تحديدا وشبابا مع مرور الوقت.إلى جانب الفوائد السابقة المذكورة أعلاه، كشفت الأبحاث العلمية وخبراء الجلد عن تأثيرات أخرى مفيدة للببتيدات في منتجات الشفاه:
إعلانتعزيز شفاء الشفاه المتضررة: وجدت دراسات أن بعض الببتيدات (مثل الببتيدات المرتبطة بالنحاس) يمكن أن تسرّع تجدد الأنسجة وشفاء الجروح الدقيقة. ففي الجلد عموما، تساعد الببتيدات على تنشيط آليات الشفاء الطبيعية وتقليل الالتهاب. وهذا يعني أنها قد تكون مفيدة في تهدئة الشفاه المتشققة وترميم التصدعات الصغيرة الناتجة عن الجفاف.
الحفاظ على لون شفاه صحي: من المثير للاهتمام أن بعض أطباء الجلد لاحظوا أن مستحضرات الشفاه المحتوية على الببتيدات قد تساعد أيضا في تخفيف فرط التصبغ على الشفاه. إذ يمكن للببتيدات -عبر آلية الإصلاح آنفة الذكر- أن تقلل من تراكم الميلانين غير المرغوب فيه، وبالتالي تحسين لون الشفاه الداكن أو غير المتجانس بمرور الوقت.
تعزيز مرونة الشفاه: بفضل تحفيز إنتاج الإيلاستين والكولاجين، تكتسب الشفاه مع الببتيدات مرونة أعلى ومظهرا أكثر امتلاء وصحة. إحدى الدراسات الصغيرة وجدت أن علاج شفاه يحتوي على الببتيدات وحمض الهيالورونيك مرتين يوميا زاد من مرونة جلد الشفاه بنسبة 25% تقريبا. زيادة المرونة هذه تساعد الشفاه على مقاومة التشقق والتجعد، وتمنحها ملمسا ناعما حتى في ظروف الجفاف.
جدير بالذكر أن الحصول على هذه النتائج يتطلب المواظبة لعدة أسابيع على استخدام المنتج، فالببتيدات لا تعطي تأثيرا فوريا مثل منتجات النفخ المهيِّجة (كالقرفة أو النعناع)، لكنها تعمل بشكل أعمق وأكثر دواما.
يشرح الخبراء أن المرء قد يلحظ ترطيبا فوريا طفيفا من الببتيدات بسبب تحسين الحاجز، لكن الامتلاء الواضح يأتي تدريجيا مع الاستخدام المستمر على مدى أسابيع. وهذا النهج البطيء الثابت هو ما يجعل فوائد الببتيدات تراكميّة وطويلة الأمد مقارنة بالحلول المؤقتة.
رغم مزايا الببتيدات، فهي ليست الوحيدة على ساحة العناية بالشفاه. فكيف تقارن مع المكونات التقليدية مثل حمض الهيالورونيك والسيراميدات والزيوت الطبيعية؟
إعلان حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid): يُعد حمض الهيالورونيك بطل الترطيب الفوري في مستحضرات الشفاه، إذ يعمل هذا الحمض كمادة مرطبة جاذبة للماء قادرة على حمل ما يصل إلى ألف ضعف وزنها ماء. عند وضعه موضعيا، يقوم بجذب الرطوبة إلى سطح الشفاه وطبقاتها العلوية، مما يمنح انتفاخا مؤقتا ويحسّن مرونة الجلد. لكن تأثيراته آنية وتتطلب إعادة تطبيق للحفاظ على النتائج، بخلاف الببتيدات التي تعمل على تغيير البنية الداخلية بمرور الوقت. السيراميدات (Ceramides): السيراميدات هي دهون طبيعية تشكّل جزءا أساسيا من حاجز الجلد. في الشفاه، تساهم السيراميدات في ملء الفراغات بين خلايا الجلد وتقوية الطبقة القرنية، مما يمنع فقدان الرطوبة ويحمي من العوامل الخارجية. إدخال السيراميدات في بلسم الشفاه يساعد على إصلاح الشفاه المتشققة بسرعة عبر إعادة بناء "الإسمنت" بين الخلايا. الفرق أن الببتيدات تشجع الجلد نفسه على إنتاج السيراميدات والكولاجين ذاتيا بمرور الوقت، بينما السيراميدات الموضعية توفر دعما خارجيا فوريا للحاجز. لذلك قد يكون الجمع بينهما مثاليا، فالسيراميدات تمنح ترميما سريعا والحماية من العوامل المهيجة، والببتيدات تقوّي الشفاه من الداخل على المدى الطويل. الزيوت الطبيعية والزبدات: تشمل هذه الفئة مكونات مثل زيت الجوجوبا وجوز الهند وزبدة الشيا وغيرها. تعمل الزيوت الطبيعية كمواد ملطفة ومرطبة في آن واحد، فتخترق الطبقة العليا للجلد لترطيبها وتغذيها بالأحماض الدهنية، وفي الوقت نفسه تكوّن طبقة واقية على السطح لحبس الرطوبة داخل الشفاه. كثير من الزيوت والشموع الطبيعية (كشمع العسل) تملك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب أيضا، مما يساعد في تهدئة الشفاه المتهيجة وحمايتها من التلوث. تمنح هذه المكونات شعورا فوريا بالنعومة وتخفف من التشقق، لكنها في النهاية تعمل حاجزا يمنع الجفاف أكثر من كونها تعالج السبب العميق. بالمقارنة، الببتيدات لا توفر ترطيبا دهنيا أو حاجزيا مباشرا، لذا غالبا ما تُدمج مع الزيوت والزبدات في المنتج نفسه لتحقيق التوازن. إعلانفي المجمل، لكل مكوّن من المكونات المذكورة دور مكمل في العناية بالشفاه. فحمض الهيالورونيك يوفّر الترطيب الفوري، في حين تعيد السيراميدات بناء الحاجز وتحافظ على الرطوبة، وتعمل الزيوت الطبيعية على تغليف الشفاه وحمايتها. أما الببتيدات فتميّزها آلية عملها العميقة وطويلة الأجل في تحسين بنية الشفاه من الداخل.
وينصح أطباء الجلد بالبحث عن منتجات تجمع الببتيدات مع هذه المكونات لضمان أقصى استفادة، فالتوليفة الذكية قد تعني شفاهًا أكثر صحة وجمالا من كل النواحي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان حمض الهیالورونیک الزیوت الطبیعیة الببتیدات على على الشفاه من العوامل من الداخل
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تعمل منذ استئناف الحرب على تغيير وجه غزة
سلطت صحف إسرائيلية وعالمية الضوء على الغضب المتزايد في الداخل الإسرائيلي بسبب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن أهداف الحرب على قطاع غزة، وتعامل حكومته مع حرائق القدس.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الغضب يتزايد في إسرائيل من نتنياهو، بسبب تصريحه بشأن الهدف الأسمى من الحرب على غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجدل الذي أثاره نتنياهو بتقديمه النصر الكامل على حياة الأسرى، يأتي في حين تواجه الحكومة اتهامات بتخريب اتفاق كان قريبا من تحرير المحتجزين.
وقال نتنياهو، خلال لقاء مع طلاب إسرائيليين، إن إسرائيل تهدف إلى إعادة جميع المحتجزين الأموات والأحياء من قطاع غزة، معتبرا أن الهدف الأعلى للحرب هو تحقيق الانتصار على من سماهم الأعداء.
بدورها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن إسرائيل تحاصر فلسطينيي غزة في جيوب ضيقة، وتجبرهم على النزوح باستمرار من خلال أوامر إخلاء جديدة.
وباتت 70% من أراضي غزة موزعة بين مناطق عسكرية ومناطق قيد الإخلاء، حسب الأمم المتحدة، ما يعني أن القوات الإسرائيلية عملت منذ خرقها اتفاق وقف إطلاق النار على تغيير وجه غزة بالكامل.
وأوضحت أن هذه التطورات تحدث في حين تحذر منظمات إغاثية من عزل آلاف السكان ومنع وصول المساعدات إليهم.
إعلان
ونشرت صحيفة هآرتس مقالا يقترح على قادة إسرائيل إعادة ترتيب أولوياتها وتسخير كل الجهود لحماية الإسرائيليين بدل السعي المتواصل وراء الانتقام.
ووفق المقال، فإن إسرائيل كانت لتتصدى بجدارة لموجة الحرائق لولا تجاهل الحكومة تحذيرات الأرصاد الجوية، وتسخير الموارد المالية للبلاد وقواتها، بعيدا عن الأهداف المرتبطة بالاستجابة السريعة لتهديدات مماثلة.
وبناء على هذا الوضع، لم يكن الجيش والشرطة قادرين على اتخاذ إجراءات فعالة لتجنب خطر الحرائق، حسب المقال.
من جانبها، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن الوقت الحالي يتطلب ضغوطا دولية حقيقية على إسرائيل من أجل رفع الحصار عن غزة، والسماح فورا بدخول المساعدات لتجنب مزيد من المعاناة والموت.
وجاء ذلك في ظل النقاشات الجارية داخل محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه عمل المنظمات الدولية في الأراضي المحتلة.
وتوقعت الصحيفة قرارا سريعا من المحكمة بالنظر إلى أهمية عامل الوقت، لكنها استبعدت إحداث تغيير في الواقع لأن إسرائيل ستتجاهله.
ورأت مجلة ناشونال إنترست الأميركية في مقال أن الصراع الذي بدأته الولايات المتحدة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) كشف عن أثر عميق للحروب في شكلها الجديد، إذ يمكن أن تقوم على مواجهة بين جماعة صغيرة وقوة عظمى.
ويعتمد الطرف الأول على أسلحة بسيطة وغير مكلفة، في حين يستخدم الطرف الآخر أسلحة ثقيلة انطلاقا من سفن حربية يتعين حمايتها أيضا.
وخلص المقال إلى أن هذا النوع من الصراعات يقود إلى ضرورة بحث طرق لحماية أساطيل القوى العظمى المنتشرة في البحار والمحيطات.