بغداد اليوم -  بغداد

أثارت الاضطرابات السياسية الأخيرة في تركيا تساؤلات حول مدى تأثيرها على المشهد السياسي الإقليمي، وخصوصًا على القوى الشيعية في العراق.

ويرى مراقبون أن أي أزمة سياسية في تركيا قد تنعكس بشكل غير مباشر على موازين القوى في المنطقة، لا سيما في ظل التنافس المستمر بين المحاور الإقليمية والدولية.

المختص في الشؤون السياسية والاستراتيجية مجاشع التميمي أوضح في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "أي قلاقل وأزمات تصب في مصلحة الطرف المعارض، وهو الطرف الإيراني وحلفاؤه"، مشيرًا إلى أن "تركيا لعبت دورًا بارزًا في إسقاط نظام بشار الأسد، الحليف لإيران، وبالتالي فإن قوى الإطار التنسيقي، التي تمثل البيت الشيعي في العراق، قد تشعر بالارتياح لهذا التطور".

وأضاف التميمي أن "التغيير في سوريا جاء بأدوات تركية لكنه في جوهره مشروع دولي تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل، ولذلك لا يُتوقع أن تؤدي التوترات في تركيا إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثامن من كانون الأول 2024".

ولطالما كانت تركيا لاعبًا أساسيًا في الملف السوري، حيث دعمت المعارضة المسلحة وساهمت في تقويض نظام الأسد، مما شكل تهديدًا لمصالح إيران وحلفائها. في المقابل، دعمت إيران النظام السوري وسعت إلى تثبيت نفوذها عبر الفصائل المسلحة والمساعدات العسكرية.


موقف القوى الشيعية من الأزمة التركية

يؤكد التميمي أن "حكماء البيت الشيعي في العراق يدركون أن الأوضاع في تركيا لن تؤدي إلى تغييرات كبيرة على المدى البعيد، بسبب وجود دولة عميقة في تركيا ممثلة بالمؤسسة العسكرية، التي قد تتدخل في الوقت المناسب لإعادة الاستقرار". وأضاف أن "القوى الشيعية العقلانية لا تفكر في استغلال الأوضاع في تركيا، كما أن التظاهرات هناك لن تؤثر بشكل كبير على السياسة الخارجية لأنقرة".

ويشير التميمي إلى أنه "حتى في حال سقوط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن هناك قوى شيعية قد تعتقد أن هذا التطور سيفتح المجال أمام إيران لاستعادة نفوذها في سوريا، إلا أن الواقع يشير إلى أن الدولة العميقة في تركيا، إلى جانب الناتو وإسرائيل والولايات المتحدة، لن تسمح بحدوث ذلك".

وأضاف أن "النفوذ الإيراني في العراق كبير جدًا، وهو أحد الملفات التي تثير قلق الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات على أن إيران أو العراق لهما دور مباشر في ما يحدث بتركيا، حيث أن الأزمة هناك نابعة من مشاكل سياسية داخلية مرتبطة بإدارة أردوغان وسعيه للحفاظ على نفوذ حزبه بعد الانتخابات التركية".


كيف تؤثر اضطرابات تركيا على العراق؟

يعتقد التميمي أن "أي اضطرابات في الدول الإقليمية الكبرى، مثل تركيا، قد تؤثر إيجابيًا على الوضع في العراق، حيث أن تراجع النفوذ التركي قد يقلل من التحديات التي تواجهها بغداد في إدارة علاقاتها مع أنقرة". وأضاف أن "تركيا لها نفوذ كبير في العراق وهي جزء من المعادلة السياسية والأمنية، وبالتالي فإن أي تراجع في استقرارها الداخلي قد يمنح العراق مساحة أوسع للمناورة في سياساته الإقليمية".

في المجمل، يرى المراقبون أن الأزمة في تركيا لن تؤدي إلى تحولات دراماتيكية في الإقليم، لكن تداعياتها قد تفتح المجال أمام العراق لتعزيز موقعه الإقليمي. ومع ذلك، تبقى المعادلة السياسية مرتبطة بتفاعلات أوسع تشمل اللاعبين الدوليين والإقليميين، وليس فقط الاضطرابات الداخلية في تركيا.


المصدر: بغداد اليوم + وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی العراق فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض يعلق على "المحادثات الإيجابية" مع إيران

قال البيت الأبيض، يوم السبت إن المبعوث الأميركي الخاص ستيفن ويتكوف التقى بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وأجرى معه محادثات "إيجابية وبناءة للغاية".

وأضاف البيت الأبيض في بيان "أكد المبعوث الخاص ويتكوف لعراقجي أنه تلقى تعليمات من الرئيس ترامب لحل الخلافات بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية إن أمكن".

 وتابع "هذه القضايا معقدة للغاية. التواصل المباشر الذي أجراه المبعوث الخاص ويتكوف اليوم هو خطوة إلى الأمام نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الطرفين".

وجاء في البيان أن الجانبين سيلتقيان مجددا يوم السبت المقبل.

مقالات مشابهة

  • انعقاد جولة المشاورات السياسية الأولى بين العراق والسعودية في بغداد
  • سفير الاتحاد الأوروبي: ناقشت مع المنفي العملية السياسية التي تُيسّرها الأمم المتحدة
  • تزايد نسبة غير المقتنعين بقدرة الأحزاب السياسية القادر على حل مشاكل تركيا
  • تركيا تخطط لمد خطوط أنابيب غاز ونفط جديدة إلى العراق
  • البيت الأبيض يصف المحادثات مع إيران بـالإيجابية والبناءة
  • وزارة الداخلية: لن نساوم على مصلحة العراق
  • البيت الأبيض: المناقشات مع إيران كانت إيجابية وبناءة للغاية
  • البيت الأبيض: المحادثات مع إيران إيجابية وبناءة
  • البيت الأبيض يعلق على "المحادثات الإيجابية" مع إيران
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية