الأسبوع:
2025-04-15@06:37:52 GMT

صرخة وطن في وجه موجة «اللا قيم»

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

صرخة وطن في وجه موجة «اللا قيم»

في ليلة رمضانية، وبين زحام المسلسلات، سمعت مصر صرخة مدوية، صرخة رئيسها، الذي لم يجد بُداً من التدخل لوقف نزيف القيم الذي بات يهدد هويتها. لم تكن مجرد توجيهات، بل كانت صرخة أب غيور على أبنائه، أب يرى بعينيه كيف تتشوه صورة مجتمعه، وكيف تتسلل إلى بيوت المصريين أعمال درامية تفتقر إلى أبسط معايير الأخلاق.

دعونا نتخيل مشهداً من بيت مصري بسيط، يجتمع فيه الأب والأم والأبناء حول مائدة الإفطار، ينتظرون بفارغ الصبر مسلسلهم الرمضاني المفضل. لكن بدلاً من المتعة والفائدة، يصدمون بمشاهد وألفاظ تخدش الحياء، وتتنافى مع قيمهم وعاداتهم. هنا، يتدخل الرئيس، ليقول بصوت عالٍ: "كفى! لن نسمح بتشويه هويتنا، ولن نرضى بأن تكون الدراما الرمضانية مرتعاً للابتذال والانحلال".

حادث مفجع.. عندما يتحول الخيال إلى واقع

لم تكن تحذيرات الرئيس من تأثير الدراما على الأمن الجنائي مجرد كلام مرسل، بل كانت تستند إلى واقع مؤلم. فقبل بضعة أشهر، اهتزت مصر لجريمة بشعة، حيث قام شاب بقتل صديقه بدم بارد، مستوحياً جريمته من أحد المسلسلات التي شاهدها في رمضان الماضي. لم يكن هذا الشاب مجرماً بالفطرة، بل كان ضحية لتأثير سلبي لأعمال درامية تروج للعنف والجريمة. هذا الحادث المفجع ليس مجرد قصة مأساوية، بل هو جرس إنذار يدق ناقوس الخطر، ويؤكد على الدور الخطير الذي تلعبه الدراما في تشكيل وعي الشباب وتوجيه سلوكهم.

دور الرئيس كحامي للقيم

"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" - أحمد شوقي

لم يكن تدخل الرئيس مجرد رد فعل عابر، بل كان تجسيداً لدوره كحامي للقيم والأخلاق، ودفاعاً عن الهوية المصرية الأصيلة. لقد أدرك الرئيس أن الدراما ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي أداة قوية لتشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام. لذلك، كان لابد من وضع حد لهذا الانحدار، وتوجيه صناع الدراما نحو تقديم أعمال فنية هادفة، تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف.

تأثير الدراما على الأمن الجنائي

لا يمكن إنكار أن الدراما تلعب دوراً هاماً في تشكيل وعي المجتمع، وتؤثر بشكل مباشر على السلوكيات والقيم. وعندما تقدم الدراما مشاهد عنف وجريمة بشكل مبالغ فيه، فإنها تساهم في ترويج ثقافة العنف، وتزيد من معدلات الجريمة. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن مشاهدة العنف في التلفزيون والأفلام تؤدي إلى زيادة العدوانية لدى المشاهدين، خاصة الشباب والأطفال.

مسؤولية صناع الدراما

يتحمل صناع الدراما مسؤولية كبيرة في تقديم أعمال فنية هادفة، تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف. يجب أن يدركوا أنهم ليسوا مجرد فنانين يقدمون أعمالاً للتسلية، بل هم صناع للوعي، ومؤثرون في تشكيل القيم والسلوكيات. لذلك، يجب عليهم أن يلتزموا بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وأن يقدموا أعمالاً فنية راقية، تعكس قضايا المجتمع بصدق وموضوعية، وتساهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.

تحركات مدبولي: ترجمة التوجيهات إلى واقع

لم تكن توجيهات الرئيس مجرد كلمات عابرة، بل كانت أوامر واجبة التنفيذ. وهنا، يأتي دور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي قام بتشكيل مجموعة عمل متخصصة لوضع رؤية مستقبلية للدراما والإعلام، وعقد اجتماعات وورش عمل لمناقشة سبل تطوير الدراما الرمضانية. لقد كانت هذه التحركات بمثابة ترجمة عملية لتوجيهات الرئيس، وتأكيداً على جدية الدولة في مواجهة هذا التحدي.

صوت الشارع: دعم ومساندة

"صوت الشعب من صوت السماء" - مثل عربي مشهور.

لم يكن الرئيس وحيداً في هذه المعركة، بل كان صوت الشارع المصري يسانده ويدعمه. لقد عبر المصريون عن غضبهم واستيائهم من بعض الأعمال الدرامية التي تم عرضها في رمضان الماضي، وطالبوا بضرورة تدخل الدولة لوقف هذا الانحدار. لقد كان صوت الشعب هو الدافع الأكبر للرئيس، والمؤشر الحقيقي على أهمية هذه القضية.

و ختاما

"قف دون رأيك في الحياة مجاهداً، إن الحياة عقيدة وجهاد" - أحمد شوقي.

يمكن القول إن توجيهات الرئيس السيسي تمثل صرخة وطن في وجه موجة "اللا قيم"، ودعوة صادقة لصناع الدراما للعودة إلى رسالتهم الحقيقية، وهي تقديم أعمال فنية هادفة تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومثقف. إنها معركة من أجل الهوية، ومعركة من أجل القيم، ومعركة من أجل مستقبل مصر.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يسلم رسالة من الرئيس السيسي إلى رئيسة تنزانيا لتعزيز التعاون الثنائي

رئيس الأعلى للطرق الصوفية يشكر الرئيس السيسي على تطوير مسجد السيدة نفيسة: «مصر تشهد نهضة شاملة في كافة المجالات»

الرئيس السيسي يفتتح المرحلة الثانية من تطوير مسجد السيدة نفسية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس السيسي مصطفى مدبولي المجتمع المصري القيم الأخلاقية الهوية الثقافية الدراما الرمضانية صناع الدراما تأثير الدراما الأمن الجنائي توجيهات الدولة العنف في الإعلام الرقابة الفنية الإعلام والمسؤولية دور الفن في المجتمع الرئیس السیسی صناع الدراما تساهم فی بل کان

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

في أغسطس من العام الماضي، أجرى مركز «إبسوس» الفرنسي لأبحاث السوق وتحليل البيانات، استطلاع رأي، كشف أن "36%" من المصريين يستخدمون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتزداد النسبة إلى "40%" في الفئة العمرية بين "35 و 44 سنة"، وأكد "21%" منهم، أن هذه التكنولوجيا غيّرت حياتهم اليومية بشكل كبير لم يكن في الحسبان.

وربما لو أجري الاستطلاع مرة أخرى خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لتقافزت الأرقام بشكل لن يكون، أيضًا، في الحسبان، عقب طفرة تطور "شات جي بي تي"، و"ديب سيك" وإخوتهما في مجال "مساعدي الذكاء الاصطناعي"، وربما لو دقق أحدنا في "يد الآخر"، لوجد هاتفه الذكي يكاد يلوّح له قائلاً: "أهلاً يا صديقي، كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟!".

عندما نقرأ مصطلح "استنساخ"، سرعان ما ترجع الذاكرة، فلاش باك، إلى عام 1997، حينما حدثت الضجة العالمية باستنساخ النعجة "دوللي" اصطناعيا، بتقنيات طبية تكنولوجية غاية في التعقيد "الجيني". وبعيدًا عن إشكالية الخلاف حول توقيت إجراء أول عملية استنساخ، سواء للفئران أو الحيوانات، فوجئ الجمهور بالمصطلح نفسه، لأول مرة، عبر الصفحات الفنية، كـ"اسم فيلم جديد" تم طرحه بعد عيد الفطر مباشرة، داهمته عواصف من الجدل، عقب التأجيل المفاجئ للعرض الخاص، وتراشق التصريحات بين صناع الفيلم، وجهاز الرقابة، وكانت المفاجأة الكبرى هي "بطل الفيلم" نفسه، الفنان سامح حسين، الذي تصدر التريند خلال شهر رمضان، بعد النجاح الكبير لبرنامجه الذي يقدمه عبر "السوشيال ميديا"، بعنوان "قطايف"، في قالب اجتماعي توعوي أخلاقي، وجاء الإعلان عن فيلمه "استنساخ" بمثابة "ضربة حظ" بتوقيت "يبدو مثاليا" عقب نجاحه في رمضان، كما تشارك بطولته الفنانة هبة مجدي، التي تألقت (أيضًا) في رمضان الماضي بمسلسليْ "المداح"، و"منتهي الصلاحية"، ولكن "التألق المزدوج" لبطليْ الفيلم، لم يشفع لهما أمام شباك التذاكر، فما زالت الإيرادات "هزيلة"، وإن كان صناع العمل يراهنون على الفترة المقبلة، بعد "تشبّع الجمهور من أفلام العيد" التي سبقت طرح "استنساخ".

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وكانت "بوصلة" صناع الفيلم تتجه، قبل برنامج "قطايف"، إلى الاكتفاء بالعرض عبر المنصات الإلكترونية، نظرًا لكون بطل العمل ليس "نجم شباك"، وغيابه الطويل عن السينما، وتراجع إيرادات أفلامه السابقة، التي كان معظم جمهورها من "الأطفال"، خاصة أن البطل "يغيّر جلده الذي يعرفه جمهوره"، حيث يجسد سامح حسين دور "يونس العربي"، مريض نفسي سيكوباتي، كما أن فكرة الفيلم الجديد بعيدة تماما عن "اهتمامات الأطفال"، حيث تتناول الأحداث أفكارًا وجودية عميقة بين الفلسفة والهوية، في قالب تشويقي جاد، حول تداعيات الذكاء الاصطناعي والاستنساخ البشري، وآثارها على جوانب حياتنا الإنسانية والاجتماعية، والعلاقة المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا في المستقبل، والطريف، أننا سألنا "شات جي بي تي" عن "رأيه" في هذا الطرح، فكانت إجابته بأن المعالجة الدرامية تبتعد عن الواقع إلى حد كبير، فمساعد الذكاء الاصطناعي لا يستنسخ البشر، وإنما يعالج البيانات ويتفاعل مع المستخدمين بناء على البرمجة والتعلم، وانتقد "شات جي بي تي" ما ينسجه خيال صناع الدراما من "مخاوف" حول سيطرة الذكاء الاصطناعي، و"وصفها" بأنها "مبالغات درامية"، تعكس المخاوف البشرية بشكل عام من المجهول الذي تأتي به التكنولوجيا، وإن كانت "على حد تعبير شات جي بي تي"، مخاوف غير حقيقية، باعتبار أن خروج الذكاء الاصطناعي (أحيانا) عن سيطرة البشر، ليس مرجعه "نوايا خبيثة" من الذكاء الاصطناعي، كما يتوهم البعض، وإنما "قيادة غير حكيمة من البشر"، وإشراف "غير كافٍ"، و"مراقبة غير دقيقة" لتطبيقات حساسة، مما أدى لاتخاذ الذكاء الاصطناعي "قرارات غير متوقعة" بناء على خوارزميات معقدة، لم يتم حسابها بدقة من جانب البشر!!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

ومنذ عام، تقريبًا، فتحت الدراما المصرية، أبوابها أمام قضايا "تقنية"، تتعلق بالتكنولوجيا المتطورة، والذكاء الاصطناعي، وتناول معظمها العلاقة "المريبة" مع بعض البشر "المؤذين" الذين يمارسون "جرائم إلكترونية" في الخفاء، ودارت "الحبكات الجديدة" في قوالب التشويق والإثارة والغموض، حول "توريط الأبرياء" بأساليب التحايل و"النصب" و"التزييف العميق" الذي يتم باستخدام "AI"، هذين "الحرفين باللغة الإنجليزية" اللذين باتا من "أساسيات الحوار الدرامي" لعدد من المسلسلات المصرية التي عرضت مؤخرا، ومنها "رقم سري"، و"صوت وصورة"، وفي دراما رمضان 2025: "أثينا"، و"منتهي الصلاحية"، كما قدم مسلسل "تيتا زوزو"، 2024، معالجة "إنسانية" مبتكرة، للعلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي، عن طريق "تطبيق ذكاء اصطناعي يخلق كائنا افتراضيا"، يتفاعل مع الأبطال، يؤنسهم ويؤثر فيهم، وتتغير به مسارات الأحداث، هذا المزج "العاطفي" بين الإنسان و"الآلة" ظهر منذ 2020، في مسلسل "النهاية" ليوسف الشريف، الذي جسد دور "روبوت"، صنعته البطلة (سهر الصايغ)، لتتغير به الحبكة ويتفاعل معه الأبطال، كما ظهر معه "روبوت يتعاطف مع البشر"، عمرو عبد الجليل، ودار الصراع حول سرقة "الوعي البشري" باعتباره "أعز ما يملك بنو آدم"، وبعده بعام، طرح مسلسل "في بيتنا روبوت"، معالجة كوميدية لفكرة تصنيع "روبوت" يساعد البشر في مهام عملهم، وتعاطف الجمهور مع اثنين من الفنانين جسدا "شخصيتيْ الروبوتين لذيذ وزومبا"، عمرو وهبة وشيماء سيف!

الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما

وشهدت السينما المصرية، فكرة "الروبوت"، في قوالب مختلفة، كان آخرها، في 2021، "موسى" للفنان كريم محمود عبد العزيز، الذي شارك البطولة مع "روبوت" اخترعه لنصرة الضعفاء، والانتقام من قوى الشر، في قالب فانتازي يعكس حلم الإنسانية الأبدي الذي ينشد تحقيق قيم الحق والخير والجمال، وكانت السينما المصرية قد بدأت مشوارها مع فكرة "الروبوت"، منذ خمسينيات القرن الماضي، بمحاولة "بدائية كوميدية"، في فيلم "رحلة إلى القمر"، 1959، بطولة إسماعيل يس، ورشدي أباظة، حول رحلة فضائية قام خلالها روبوت (إنسان آلي) بالسيطرة على الأبطال، وتحويل مساراتهم، ثم مساعدتهم للعودة إلى كوكب الأرض، وفي 1968، عُرض فيلم "المليونير المزيف"، جسد خلاله الأستاذ فؤاد المهندس، شخصية مهندس اخترع "روبوت" يؤدي الأعمال المنزلية، أطلق عليه "ماك ماك"، جسده الفنان حسن مصطفى، وفي 1987، عرض التليفزيون فوازير "جدو عبده زارع أرضه" للفنان عبد المنعم مدبولي، وظهر فيه "روبوت" يعمل كـ"جنايني"، أطلق عليه أهل القرية اسم "العمدة الآلي"، والطريف، أنه في نفس العام، عرض مسلسل "الزوجة أول من يعلم"، شاركت في بطولته الفنانة شهيرة، وجسدت دور مهندسة كمبيوتر، تستعين بما يشبه "المساعد الذكي"، عن طريق توصيل "الآلة الكاتبة بالتليفزيون"، لمساعدتها في العثور على "لوازم البيت". وبشكل عام، في أغلب الأعمال الدرامية التي تناولت الذكاء الاصطناعي، سواء في مصر، أو حتى هوليوود (مع الفارق الرهيب بالطبع)، تتمحور الفكرة الأساسية حول الأسئلة الأخلاقية والفلسفية والوجودية المعقدة، التي تعكس مخاوف مليارات البشر، باختلاف مستويات تطورهم، من المصير الضبابي الذي ينتظر كوكب الأرض، وتقف في مقدمته "جيوش الذكاء الاصطناعي"، وكأنها "تخرج ألسنتها" للجميع، في "سخرية غامضة" لن يكتشف "سرّها" أحد!!

اقرأ أيضاًسامسونج تستحوذ على شركة ناشئة في مجال الروبوتات بـ كوريا الجنوبية

«الجوانب القانونية لاستخدام الروبوت الذكي في المؤسسات الحكومية».. مؤتمر طلابي بـ«حقوق حلوان»

تطور غير مسبوق.. «جوجل» تضيف تحديثات إخبارية إلى روبوت Gemini

مقالات مشابهة

  • الغزالي حرب يعيش في أوهام الباشوية
  • مصطفى: ما نشهده ليس مجرد حرب بل محاولة لمحو شعب وقضية
  • الذكاء الاصطناعي يداعب خيال صناع الدراما
  • عروسان مصريان بعمر الـ 80.. “نادية” و”يوسف” يتحديان الزمن
  • بسبب الفوضى.. صرخة من اتحاد النقل
  • في فجر أحد الشعانين غزة تبحث عن من "يخلصها"
  • العمر مجرد رقم .. رونالدو يعانق المجد بإنجاز جديد
  • “هل مواعيد الامتحانات في العراق مجرد مسكنات أم بداية لحل حقيقي؟”
  • "أوصنا" أنشودة الخلاص تُلهب قلوب المحتفلين بأحد الشعانين
  • موجة نزوح جديدة من شرق مدينة غزة لغربها