بدموع لا تتوقف احتضن الفلسطيني قاسم أبو شرقية جثمان طفله الصغير عمر، غير مصدق أن ابنه الوحيد قد رحل، بعد أن مزقت صواريخ إسرائيل جسده في إطار الإبادة التي ترتكبها بدعم أمريكي في قطاع غزة.

 

الطفل الذي جاء إلى الدنيا بعد سنوات من المعاناة مع العقم، كان حلما تحقق لوالديه، لكنه سرعان ما أصبح ذكرى مؤلمة، بعدما حول القصف الإسرائيلي لحظة طفولية بريئة إلى مأساة مفجعة.

 

** الحلوى.. آخر طلب

 

قبل دقائق فقط من رحيله، طلب الطفل من والده شراء بعض الحلوى، ولم يكن يدرك أن هذه الكلمات ستكون آخر ما ينطق به، فسارعت آلة الحرب الإسرائيلية لاغتياله بلا رحمة، وهو يلعب مع أصدقائه قرب خيمته بمدينة رفح جنوبي القطاع.

 

في مشهد مؤلم، حمل الأب المفجوع جثمان طفله المكفن، يسير به من مستشفى غزة الأوروبي إلى المقبرة، مثقلًا بالحزن والفقد، وكأن الأرض لم تعد قادرة على تحمل خطواته.

 

وسط جموع المشيعين، كان يحتضنه كما لو أنه لا يزال نائما، يرفض تصديق أن الحياة خطفت منه فلذة كبده بهذه الوحشية، يهمس باسمه عله يستيقظ، أو يكون مجرد كابوس سينتهي قريبا.

 

** "وجدته شهيدا"

 

وقال أبو شرقية للأناضول: "طلب مني جلي (حلويات)، ذهبت لأشتريها، وعندما عدت وجدته شهيدًا، الله يعوضنا خيرا".

 

وأضاف، وهو يحدق في جسد صغير لم يعد يتحرك: "انتظرناه سنوات، جاء عبر التلقيح الصناعي، ولم يكن لدينا غيره، والآن رحل".

 

وأوضح أن طفله قتل أثناء لعبه مع أصدقائه خلال قصف خيمة مجاورة له بمدينة رفح.

 

ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن "710 شهداء وأكثر من 900 جريح"، حسب متحدث وزارة الصحة بغزة خليل الدقران للأناضول صباح الخميس.

 

وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

 

وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء المرحلة الثانية.

 

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

 

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت إجمالا أكثر من 162 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يصل إلى مسجد السيدة نفيسة لأداء صلاة الفجر وافتتاح المرحلة الثانية من تطوير المسجد

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي،  إلى مسجد السيدة نفيسة لأداء صلاة الفجر وافتتاح المرحلة الثانية من تطوير المسجد، بعد انتهاء أعمال التطوير التي استمرت لعدة أشهر.

وخلال عملية التطوير والصيانة، كان مقام السيدة نفيسة مفتوحا للزيارة أمام الزوار، وكانت الصلوات ومنها التراويح تقام في الساحة الخارجية لـ المسجد.  

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة بغزة : استشهاد 710 فلسطينيا منذ استئناف الكيان العدوان على القطاع
  • ضمن فعاليات المرحلة الثانية للموجة 25.. إزالة 96 حالة تعد بأسوان
  • NHC تُعلن عن اكتمال بيع المرحلة الثانية من مشروع “عبية” الفاخر في وجهة الفرسان
  • صحة غزة: 710 شهداء بالقصف الإسرائيلي منذ الثلاثاء
  • القصف الإسرائيلي على غزة ينهي حياة أم وجنينها ورضيعها
  • الرئيس السيسي يفتتح المرحلة الثانية من تطوير مسجد السيدة نفسية
  • الرئيس السيسي يصل إلى مسجد السيدة نفيسة لأداء صلاة الفجر وافتتاح المرحلة الثانية من تطوير المسجد
  • حماس : لا شروط لدينا ونطالب فقط بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية
  • شرط واحد ينهي حرب غزة! مسؤول إسرائيلي يكشف