يدخل المؤتمر الشعبي العام العقد الخامس من عمره وسط تحديات بالغة الحساسية والتعقيد أفرزتها ظروف الحرب والمد الطائفي الشيعي الدخيل الذي تنفذ ميليشيا الحوثي اجندته الخمينية الخبيثة بقوة السلاح وتكميم الأفواه.

عقود مضت من عمر اليمن كان للمؤتمر الشعبي العام بصمته الواضحة والمميزة على الواقع اليمني وعلى امتداد 555 ألف كيلو متر مربع ظلت تكتسب الوان انجازاتها فيما تكتمل ملامح صورتها البهية على لوحة رسمت تفاصيلها ارادة الشعب وحملت توقيع  الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله وفق رؤية وتصميم للعمل على تحقيق النهوض والتقدم في شتى المجالات، لهذا استحق بجدارة أن تطلق عليه الجماهير لقب بشير الخير.

وسعت أطراف داخلية وخارجية عبر عشرات المخططات القذرة لاستئصال المؤتمر تماما ومحوه عن الوجود الوطني والشعبي والسياسي مستخدمة من أجل غايتها كافة الوسائل والاسلحة بما في ذلك تنفيذ الجرائم الارهابية الدموية.

ظن المتأمرون بعد تكرار محاولاتهم ان بقاء المؤتمر على الساحة مرهون بإستمرار حالة الارتباط الوثيق بينه ويين مؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله وبالتالي فإن تصفية حياة الأخير يعني القضاء على الأول.
في يونيو 2011 نجا الرئيس علي عبدالله صالح باعجوبة من الموت في جريمة  محكمة نفذتها أيادي الإرهاب بتفجير مسجد دار الرئاسة أثناء تأديته وكبار قيادات الدولة صلاة الجمعة الأولى من شهر رجب  .
وفي وقت شهدت فيه دولا عربية سقوط زعامات وقيادات جراء ما سمي " الربيع العربي " أدرك الكثيرين فيما يخص اليمن أن حضور علي عبدالله صالح أكبر من مجرد حزب إذ لا يمكن قياس مكانته سوى ب30 مليون مواطن.
لم يمض وقت قصير حتى تعرض المؤتمر لمؤامرة جديدة استهدفت إقصائه عن السلطة، إلا أن الزعيم وحرصا منه على عدم إراقة الدماء وتجنيب البلاد ويلات الاقتتال تنازل عن حقه الدستوري في الرئاسة ووجه المؤتمر بقبول اتفاق تشكيل حكومة جديدة تضم إلى جانبه قيادات أحزاب الأزمة والجريمة. 
عندما استولت ميليشيا الحوثي على صنعاء في 2014 م كانت قناعاتهم بأن مشروعهم المذهبي مهدد بالفشل بسبب وجود الزعيم علي عبدالله صالح كما ان توجهاتهم لاتتفق مع مبادئ أكبر وأهم الأحزاب اليمنية المؤتمر الشعبي العام الذي يرفض كل أشكال التعصب و الطائفية والسلالية والمذهبية. 
حدد المؤتمر منذ تأسيسه ثلاثة معايير للولاء الوطني ينص الأخير منها بحسب الميثاق الوطني بأنه " يتمثل في الحفاظ على الوحدة الوطنية، والابتعاد عن التعصب الطائفي، أو السلالي، أو القبلي أو الحزبي.. وغيرها من التعصبات التي تمزق الوحدة الوطنية وتضر بمصلحة المواطن والوطن "!.  


(ليس منا من دعا إلى عصبية)  - حديث شريف- 
 

ومن بين الحقائق الخمس للميثاق الوطني تنص الحقيقة الثالثة:" إن التعصب الأعمى لا يثمر إلا الشر، وأن محاولات أية فئة متعصبة للقضاء على الآخرين، أو إخضاعهم بالقوة، قد فشلت عبر تاريخ اليمن كله، وأن الاستقرار الجزئي أو الشامل لليمن في ظل حكم يتسلط بالقوة ويتسلط بالدجل والخديعة لا يدوم طويلاً، وغالباً ما ينتهي بكارثة، بعد أن كان نفسه كارثة على الشعب، وأن الحوار الواعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق حياة أفضل للجميع ". 

 
وهكذا يؤكد المؤتمر انه "  في المناخ الديمقراطي تموت هذه الولاءات و التعصبات الضيقة وتبقى الوحدة الوطنية قوة للشعب والدولة، لحماية البلاد وسيادتها واستقلالها ". 
في ديسمبر 2017 عم الحزن ارجاء اليمن فقد هاجمت ميليشيا الحوثي الزعيم واستشهد داخل منزله.
تعرض المؤتمر على اثرها لصدمة شديدة لكنه تمكن من لملمة صفوفه واستعادة توازنه والثقة بنفسه والى الان مازال يناضل في سبيل الوفاء بالمسؤوليات الوطنية والسياسية الملقاة على عاتقه رغم ما يواجهه من ممارسات قمع وتخوين وتهميش . 
إذا كان ثمة فرصة حقيقية خلقتها الأزمات المتعاقبة على المؤتمر واليمن في السنوات الاخيرة فهي تضاعف رصيده الشعبي وتصاعد نسب الأمل المتعلقة بالدور المأمول منه مستقبلا. 

 يؤمن غالبية المواطنين اليوم بأن المؤتمر سيظل خير من يقود اليمن ووحده القادر على إخراج البلاد من مأساة الحرب ومخاطر التمزق والتفكك. 

طبعا لا يمكن القول أن الثلاثة العقود من عهد المؤتمر 1982 إلى 2011  كانت وردية خالصة وخالية من أي أخطاء.. بيد أنها تعد المرحلة الافضل اذ يتوق الكثيرون العودة إليها ومواصلة الانطلاق على اساسها صوب المستقبل المنشود.

مرحلة بعيدة كل البعد عن حجم وفداحة الوضع الحاصل الذي نعايش مجريات أحداثه اليومية بذائقة من الالم والاسى  للسنة الثانية عشر في جميع المحافظات.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: علی عبدالله صالح

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف ياسر عبدالله، رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة، أبرز تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج «صباح البلد» المذاع عبر قناة صدى البلد، أن وزارة البيئة عملت مؤخرًا على العديد من المشروعات فى مجال إعادة استخدام المياه في العملية الصناعية والتي تعرف باسم الدوائر المغلقة، بالإضافة إلى قطاع التعبئة والتغليف وإعادة الاستخدام.
وأضاف ياسر عبدالله، أنه تم التركيز أيضًا على قطاع البترول وإعادة استخدام الكربون مره أخرى، وقطاعات التشييد والبناء، والزراعة والغذاء، والسياحة وغيرها من القطاعات الهامة.
وأشار ياسر عبدالله، إلى أن هناك توجيهات من قبل وزيرة البيئة على ضرورة التركيز أثناء إعداد الاستراتيجية على فكرة ربط الاقتصاد الدائري بالتنوع البيولوجي والذى يضم فى مكنونه الحديث عن التلوث، وملف البلاستيك، خاصة وأن دول العالم حاليا فى طريقها للتصديق على اتفاقية البلاستيك بنهاية الشهر الجاري.
وأردف رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات: لكي تكون الاستراتيجية قابلة للتطبيق؛ لابد من التركيز على قطاعات أخرى هامة كقطاع الصناعة، وقطاع المنسوجات، وقطاع المياه.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعرقل خطة سعودية للسيطرة على الساحل الغربي اليمني
  • جلالة الملك يوجّه خطاباً للأمة في ذكرى المسيرة الخضراء
  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني .. ويؤكد على أمن واستقرار اليمن
  • عاجل : بعد توحد أكبر تكتل سياسي في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن
  • بالفيديو.. تفاصيل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري
  • نجاة عضو بالمجلس الرئاسي اليمني من حادث تعرض له بمدينة المخا الساحلية
  • نجاة عضو المجلس الرئاسي اليمني من حادث تعرض له بمدينة المخا الساحلية
  • حسين محب يصنع الحدث والجمهور اليمني الابرز: كرنفال اليمن في الرياض يحطم الأرقام القياسية
  • تصريحات قوية للرئيس العليمي تنعش الشعب اليمني: نعدكم بالعودة إلى صنعاء منتصرين رافعي الرؤوس
  • واحد يُقتل كل يوم.. مآسي وندوب نفسية يعانيها الأطفال بسبب الحرب في لبنان