تعرف الأيكة الساحلية أو القرام أو المانغروف (Mangrove) بكونها نباتات تعيش في البيئات الشاطئية المالحة، التي لا تستطيع معظم الأشجار الصمود في مياهها، ورغم أهميتها البالغة للبيئة والمناخ، يزداد نسقها وإزالتها.

وتعد أشجار المانغروف من بين أكثر النظم البيئية التي يساء فهمها، إذ يُنظر إلى تلك الغابات الساحلية التي تشكلها، والتي تكون ضحلة غالبا- على أنها "مناطق "قذرة" أو "ميتة"، أو أراض مهدرة، ويمكن إزالتها لصالح الشواطئ الرملية وإنشاء المشاريع الساحلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غرينبيس" تستأنف حكما بغرامة ضخمة لشركة نفط أميركيةlist 2 of 2كيف تتعافى النظم البيئية بعد الحرائق؟end of list

وتستند هذه النظرة لأشجار المانغروف المنتشرة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، على طبيعة تلك الاشجار وكونها الوحيدة التي تزدهر في المياه المالحة، ويمكنها التنفس عبر جذور هوائية متخصصة ترتفع من الطين على الرغم من الرواسب الكثيفة المشبعة للمياه حيث تنمو. وتشكل حلقة وصل بين البيئات البحرية والبرية.

وتعد غابات المانغروف موائل حيوية، توفر حماية بالغة الأهمية للمجتمعات من خلال إضعاف طاقة الأمواج والعواصف، والتكيّف مع ارتفاع منسوب مياه البحر، وتثبيت الشواطئ من التآكل. كما تعتبر من أكثر النظم البيئية كفاءة في تخزين الكربون، بجانب فوائدها الاقتصادية للمجتمعات المحلية.

إعلان

وحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تتميز غابات المانغروف بأنها نظم بيئية نادرة وخصبة، وهي تعد إحدى أهم الثروات الطبيعية.

وتعمل على امتصاص الكربون من الجو وتخزينه في أعماق تربتها لعقود أو قرون أو حتى آلاف السنين، كذلك بإمكانها تخزين 10 أضعاف كمية الكربون مقارنة بالغابات الأخرى.

كما تعتبر غابات المانغروف الشاطئية مناطق حضانة للأسماك والقشريات والرخويات، وهي تعزز الثروة السمكية وتسهم في حماية الشواطئ من التآكل، وتحافظ على جودة المياه عن طريق تصفية المغذيات والرواسب. كما يمكنها أن تخفف من موجات التسونامي، حيث تقلل من ارتفاع الأمواج بنسبة تتراوح بين 5% و35%.

وتعد أيضا ملاذا ومأوى للعديد من الطيور المهاجرة، إضافة إلى دورها الاقتصادي المهم للمجتمعات المحلية، حيث إنها (أشجار عاسلة) تنتج عسلا ذا قيمة غذائية عالية، وتدخل في صناعة الصبغات والمستحضرات، وأيضًا تعتبر مناطق جذب بيئي وسياحي وعلمي.

وعلى عكس مظهرها ومكان نموها فهي أشجار تعج بالحياة، ويعتمد أكثر من 1500 نوع من النباتات والحيوانات على المانغروف. ويشمل ذلك الأسماك والطيور التي تستخدم المياه الضحلة تحتها كمحاضن لها. وتشير الدراسات إلى أن غابات المانغروف مهمة أيضا للثدييات الكبيرة، مثل القرود وحيوان الكسلان والنمور والضباع والكلاب البرية الأفريقية.

صورة جوية تُظهر جانبا من غابة مانغروف قرب ليبروفبل بالغابون تمت إزالته لإفساح المجال لمشاريع جديدة (رويترز)

مخاطر الأنشطة البشرية
تشكل أشجار المانغروف أقل من 1%من جميع الغابات الاستوائية، وأقل من 4% من الغابات العالمية، وتوجد عمليا في 123 دولة حول العالم، بما فيها دول الخليج العربي، لكن المساحات التي تغطيها تتراجع بنسبة تفوق بمقدار 3 إلى 5 مرات نسبة التراجع العام لمساحات الغابات العالمية الأخرى، ويقترن هذا التراجع بحدوث أضرار كبرى من النواحي البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

إعلان

وتشير الدراسات إلى إن المحرك الرئيسي لفقدان أشجار المانغروف هو التنمية الساحلية، عندما يتم إزالة غابات المانغروف لإفساح المجال للمباني والمشاريع الساحلية والمنتجعات ومزارع الأسماك.

تؤكد الإحصاءات أيضا أن ما يقرب من 50% من أشجار المانغروف في العالم أزيلت منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب النشاط البشري كما تشير تقديرات نشرها الصندوق العالمي للطبيعة إلى أن غطاء المانغروف سينتهي خلال 100 عام فقط، إذا لم يتم التحرك منذ الآن لحمايته. ويعمل الصندوق العالمي للطبيعة على استعادة 20% من أشجار المانغروف التي فقدت وذلك بحلول عام 2030.

ويتعاون الصندوق العالمي للطبيعة في هذا السياق مع التحالف العالمي للمانغروف لدعم المشاريع التي تُعوِّض عن الفقدان المستمر لهذا النوع المهم من الأشجار ذات الأهمية الحاسمة بيئيا ومناخيا واقتصاديا، عبر إصلاح السياسات والتقنيات الجديدة، وتحسين إدارة استخدام الأراضي، والاستثمار في الحفاظ على أشجار المانغروف واستعادتها واستخدامها المستدام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي أشجار المانغروف

إقرأ أيضاً:

بعد نجاحها الكبير.. نادر الأتات يطلق تحدي “الغمّازة”!

متابعة بتجــرد: بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيته الجديدة “الغمّازة” وانتشارها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وجّه النجم اللبناني نادر الأتات رسالة خاصة إلى جمهوره عبر حساباته الرسمية، عبّر فيها عن سعادته البالغة بالتفاعل الكبير مع الأغنية، ونشر مقطعاً من كلماتها جاء فيه: “هلا بل حلواية هلا بل قمراية وبالوجه الحلو لْ ما يحتاج مراية”

وقال الأتات في تعليقه: “مبسوط كتير بكل تعليقاتكن والفيديوهات اللّي عم توصلني، ولا أهضم! يلا ابعتولي الفيديوهات اللي عم تصوروها على هاشتاغ #الغمّازة، ورح اختار من بيناتن ٣ أشخاص يشاركوني الغنية على المسرح بأقرب حفلة”.

ويأتي هذا التفاعل المباشر في إطار الحالة الجماهيرية الكبيرة التي أطلقتها الأغنية منذ صدورها، حيث اكتسحت الترند على “يوتيوب” وتربعت ضمن قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة في عدد من الدول العربية، كما أشعلت “إنستغرام” و”تيك توك” بتحديات راقصة ومقاطع طريفة لاقى بعضها انتشاراً واسعاً.

وكان نادر الأتات قد أثبت مرّة جديدة أنه لا يطرح مجرد أغنية، بل يصنع حالة فنية متكاملة تمزج بين الحداثة والطابع الشعبي المحبب، مستعينًا في كليب “الغمّازة” بالمخرج Yacinn والطفل الشهير يحيى الزعبي، في عمل بصري قصصي تميّز بالكوميديا والدراما الخفيفة.

بهذا التفاعل، يؤكد الأتات مجددًا قربه من جمهوره، وتفرّده في تقديم أغنيات قادرة على صناعة ترند حقيقي، بأسلوب فني مميز يرسّخ حضوره كنجم لبناني جماهيري من الطراز الأول.

View this post on Instagram

A post shared by Nader Al Atat (@naderalatat)

main 2025-04-14Bitajarod

مقالات مشابهة

  • أشجار القرم توثّق علاقات الإمارات والفلبين
  • «بيئة أبوظبي» وسفارة الفلبين تزرعان أشجار القرم
  • القبض على 3 مخالفين للأنظمة البيئية بمحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • بعد نجاحها الكبير.. نادر الأتات يطلق تحدي “الغمّازة”!
  • بالصور.. بدء موسم حصاد الورد في الجبل الأخضر
  • تحتوي على أقدم وأندر الأشجار في العالم.. غابات لبنان سحر لا يُقاوم مُهدد بالزوال! (صور)
  • المغير .. حرائق الغابات بسيدي عمران
  • اليابان تلجأ للذكاء الاصطناعي لإنقاذ أشجار الكرز
  • اجتماع في إب لمناقشة أوضاع المشاريع التي تنفذها وتمولها وحدة التدخلات المركزية
  • التحديات البيئية والصحية في أعقاب الحروب وكيفية التعامل معها