ما هي شروط صحة صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
صلاة التهجد.. مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على أداء صلاة التهجد، باعتبارها من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله خلال هذا الشهر الكريم، طمعًا في إدراك ليلة القدر ونيل الثواب المضاعف.
وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص العشر الأواخر، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
تعد صلاة التهجد نوعًا من قيام الليل، وهي الصلاة التي يؤديها المسلم بعد نومٍ ولو لفترة قصيرة، وقد وردت مشروعيتها في قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) (الإسراء: 79).
شروط صحة صلاة التهجدوحتى تكون صلاة التهجد صحيحة ومقبولة، يجب توافر عدة شروط، منها:
1- أداء صلاة العشاء: لا تصح صلاة التهجد إلا بعد أداء فريضة العشاء، إذ تبدأ نافلة الليل من بعد العشاء وحتى الفجر.
2- الطهارة وستر العورة: يشترط الوضوء قبل الصلاة، وارتداء لباس ساتر وفق الضوابط الشرعية.
3- نية الصلاة: يجب أن تكون هناك نية لأداء صلاة التهجد، ويفضل أن يسبقها نوم ولو لفترة قصيرة، وإن لم يتحقق النوم، فهي تُعد قيام ليل.
4- أداء الصلاة مثنى مثنى: تُصلى التهجد ركعتين ركعتين، ثم يختم المسلم صلاته بركعة وتر.
5- الخشوع والتدبر: يستحب الإطالة في القراءة والركوع والسجود، والتدبر في معاني الآيات.
6- أفضل وقت لأدائها: الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويستجيب الدعاء، كما جاء في الحديث الشريف: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» (متفق عليه).
عدد ركعات صلاة التهجدوليس لصلاة التهجد عدد محدد من الركعات، لكن ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يصليها إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، ويمكن للمسلم أن يصلي ما شاء، بشرط أن تكون صلاته مثنى مثنى، ويختمها بركعة الوتر.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليلوتتشابه صلاة التهجد وقيام الليل في أنهما من النوافل الليلية، إلا أن التهجد يشترط فيه النوم قبل أدائه، بينما قيام الليل يشمل أي صلاة تؤدى بعد العشاء حتى الفجر، سواء كانت بعد نوم أو قبله.
أدعية مستحبة في صلاة التهجدويستحب للمسلم الإكثار من الدعاء خلال التهجد، ومن أشهر الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ:
- «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني».
- «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
- «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».
فضل صلاة التهجدوتعتبر صلاة التهجد من أعظم القربات إلى الله، حيث قال النبي ﷺ: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم» (رواه الترمذي).
وبذلك، فإن صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان فرصة عظيمة للمسلم لنيل الأجر والمغفرة، وينبغي الحرص عليها طلبًا لرضا الله واغتنامًا لنفحات الشهر الكريم.
اقرأ أيضاًفضل صلاة التهجد في شهر رمضان وكيفية أدائها
فضل صلاة التهجد في شهر رمضان
الأوقاف تخصص 5143 مسجدًا للاعتكاف و9376 لصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رمضان ليلة القدر التهجد الرحمة العشر الأواخر قيام الليل الدعاء صلاة الوتر الطهارة الإخلاص المغفرة شروط الصلاة عدد الركعات فضل التهجد النية الثلث الأخير العشر الأواخر من صلاة التهجد فی
إقرأ أيضاً:
هل التهجد يجزئ عن التراويح وقيام الليل؟ الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التهجد تُجزئ عن التراويح وقيام الليل، موضحة أن جميعها تدخل تحت مسمى قيام الليل، والفرق بينها يكمن في التوقيت وكيفية الأداء.
وأوضحت الإفتاء أن صلاة التراويح تُؤدى بعد صلاة العشاء وحتى قبل الفجر، وغالبًا ما تُصلى في جماعة خلال شهر رمضان، وتكون عبارة عن عدد من الركعات يؤديها المسلم مثنى مثنى، ويختمها بالوتر.
صلاة التهجد
أما صلاة التهجد، فهي نوع خاص من قيام الليل، يؤديه المسلم بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا، ويكون غالبًا في الثلث الأخير من الليل، وهو وقت له فضل عظيم، إذ ورد عن النبي ﷺ أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويجيب دعوات عباده.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن أداء التهجد يغني عن التراويح، لأن المقصود من التراويح في الأساس هو إحياء الليل بالصلاة، والتقرب إلى الله، وليس شرطًا أن يكون ذلك في وقت معين، مضيفة أن النبي ﷺ كان يجتهد في القيام طوال رمضان، سواءً في أول الليل أو آخره، ولم يحدد عددًا معينًا من الركعات.
كما أكدت أن المسلم مخير في أداء أي من هذه الصلوات حسب استطاعته وظروفه، فالمهم هو الاجتهاد في العبادة خلال شهر رمضان، سواءً بأداء التراويح بعد العشاء أو التهجد في الثلث الأخير من الليل. وأضافت أن بعض المسلمين يفضلون الجمع بين الصلاتين، حيث يؤدون التراويح أول الليل ثم يتهجدون قبل الفجر، بينما يكتفي البعض الآخر بصلاة التهجد فقط، وهذا جائز ولا ينقص من ثوابهم شيئًا.
وبيّنت الإفتاء أن الهدف الأساسي من هذه الصلوات هو التقرب إلى الله، واستغلال شهر رمضان في الطاعات، مشيرة إلى أن المسلم يمكنه أداء ما يستطيع دون تكليف نفسه فوق طاقته، فالإسلام دين يسر، وليس هناك إلزام بعدد محدد من الركعات أو وقت معين يجب الالتزام به، بل الأهم هو النية والإخلاص في العبادة.
وختمت دار الإفتاء فتواها بتوجيه النصح للمسلمين بأن يجتهدوا في قيام الليل بالأسلوب الذي يناسبهم، سواءً بالتراويح أو التهجد أو كليهما معًا، مؤكدة أن العبرة ليست بالعدد، بل بالخشوع والإخلاص لله في الصلاة، واستغلال هذه الأوقات المباركة في الدعاء والذكر وقراءة القرآن، حتى ينالوا الأجر والثواب العظيم في هذا الشهر الكريم.