"ارض الأمل".. ألمانيا على طريق تسهيل منح الجنسية والسماح بازدواجيتها
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
الكثير من أبناء الجالية التركية أحجموا عن التقدم بطلب للجنسية الألمانية لكي لا يفقدوا جنسيتهم التركية الأصلية
وافق مجلس الوزراء الألماني على مشروع قانون الجنسية الجديد، المقدم من وزيرة الداخلية نانسي فيزر. مشروع القانون الذي تم إقراره لا يخفف من متطلبات الحصول على الجنسية الألمانية فحسب، وإنما يسمح أيضا بحمل أكثر من جنسية، غير أنه يقرن الحصول على الجنسية بشروط تتعلق بالاندماج الاقتصادي والديمقراطي.
مختارات ألمانيا ـ دعوات لاستبعاد المعادين للسامية من التجنيس ألمانيا تنشر توضيحاً حول تجريد الإرهابيين من الجنسية تعديل القانون وازدواجية الجنسية.. هل تلحق ألمانيا بدول أوروبية أخرى؟ ألمانيا: قانون الهجرة الجديد- تشدد مع اللاجئين وترحيب بأصحاب الكفاءات
ومنذ خريف عام 2021، عكف الائتلاف الحكومي المكون من أحزاب: الديمقراطي الاشتراكي والخضر والديمقراطي الحر، على العمل لإعداد مشروع القانون الجديد للجنسية. وقد نشرت DW عدة تقارير عن هذا التشريع بما يشمل مقابلات مستفيضة مع العديد من الأشخاص الذين سيستفيدون من هذا القانون حال دخوله حيز التنفيذ.
ومن هؤلاء مارك يونغ، أمريكي يعيش في ألمانيا منذ 20 عاما، الذي قال في مقابلة مع DW إنه "سئم من الجدل السياسي حول موضوع الجنسية المزدوجة" وأضاف أن "خطط ألمانيا للسماح بالجنسية المزدوجة جاءت متأخرة 10 سنوات، بالنسبة لي، على الأقل. لقد رفضت التخلي عن جواز سفري الأمريكي، لكن الاحتفاظ بجنسيتك القديمة لا يعني انقسام الولاء، كما يقول الكثير من المحافظين الألمان، بل الأمر يعكس هويتك الحقيقية فقط".
الإصلاحات التي تخطط لها الحكومة التي يقودها الاشتراكيون الديمقراطيون جزء من إصلاح شامل لقانون الهجرة الألماني، الذي يهدف بشكل أساسي إلى تشجيع المزيد من العمال المهرة على القدوم إلى ألمانيا وسد النقص الهائل في اليد العاملة بسوق العمل.
ما هي التغييرات المزمعة؟
تتلخص التغييرات في قانون التجنيس في ثلاث نقاط أساسية:
أولاً: سيُسمح للمهاجرين الذين يعيشون في ألمانيا بشكل قانوني بالتقدم بطلب للحصول على الجنسية بعد خمس سنوات فقط بدلاً من ثماني سنوات كما هو معمول به حالياً.
ثانياً: سيحصل الأطفال الذي يولدون في ألمانيا على الجنسية الألمانية تلقائياً، شرط أن يكون أحد الوالدين، على الأقل، مقيما بشكل قانوني في ألمانيا لمدة خمس سنوات أو أكثر.
ثالثا: من يريد أن يتجنس بالجنسية الألمانية، عليه أن يلتزم في نفس الوقت بقيم المجتمع الحر. ولذلك سيتم استبعاد الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بدوافع معادية للسامية أو عنصرية. كما يجب أن يكسب طالب التجنيس عيشه بنفسه، دون الحصول على مساعدات اجتماعية.
رابعا: سيتم السماح بتعدد الجنسية بالنسبة لجميع المهاجرين.
حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ المعارض، والذي عرقل باستمرار أي إصلاحات من هذا القبيل في الماضي، يعارض خطط الحكومة والمستشار أولاف شولتس بوضوح. وقال فريدريش ميرتس زعيم الحزب في تصريح سابق للقناة الألمانية الأولى "ARD" إن "الجنسية الألمانية شيء ثمين للغاية، ويجب على المرء أن يتعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد".
هذا الإصلاح سيجعل القوانين الالمانية منسجمة ومماثلة لنظيراتها في الدول الأوروبية الأخرى. في الاتحاد الأوروبي، كان للسويد أعلى معدل تجنيس في عام 2020، حيث تم تجنيس 8,6 بالمائة من مجموع الأجانب الذين يعيشون هناك. أما في ألمانيا، فقد كان المعدل 1,1 بالمئة فقط.
غريتا أوغوستيني، محامية ألمانية متخصصة في قوانين الهجرة، أوضحت في تصريح حول الموضوع لـ DW: بأن "قانون الجنسية الألماني قائم على مبدأ تجنب تعدد الجنسيات، أما الدول الأوروبية الأخرى، مثل إيطاليا والسويد وإيرلندا وفرنسا وغيرها، فهي تسمح بازدواجية االجنسية ولديها قوانين أقل بيروقراطية فيما يتعلق بهذا الموضوع".
وتقول أوغوستيني إن الكثير من الذين يترددون على مكتبها يسعون للحصول على الجنسية الألمانية، لكنهم "يرفضون التخلي عن جنسيتهم الأصلية" على حد قولها.
وبحسب "مكتب الإحصاء الاتحادي" الألماني، هناك حوالي 2,9 مليون شخص يحملون أكثر من جنسية واحدة يعيشون في ألمانيا، أي حوالي 3,5 بالمائة من السكان. كما يحتفظ 69 بالمائة من المواطنين الحاصلين على الجنسية الألمانية في السنوات الأخيرة على جواز سفرهم الأصلي. ويتصدر القائمة حاملو جوزات السفر البولندية والروسية والتركية.
الكثير من الأتراك والعمال المهاجرون وأبناؤهم في ألمانيا سيستفيدون من تعديل القانون والسماح بازدواجية الجنسية
"العمال الضيوف"
تأثير قوانين الجنسية الألمانية سينعكس بشكل كبير على الجالية التركية، التي جاء منها عدد كبير من العمال في الستينيات، حين وقعت ألمانيا الغربية آنذاك، صفقات مع عدة دول لاستقدام "عمال ضيوف"، للعمل بشكل أساسي في الصناعة الناهضة آنذاك.
الآن يوجد في ألمانيا حوالي 3 ملايين شخص من أصل تركي، 1,45 مليون منهم ما زالوا يحملون الجنسية التركية. قالت أصليخان يشيلكايا يورتباي، عضو منظمة "الجالية التركية في ألمانيا " TGD في حوار سابق مع DW إن الإصلاحات جاءت "بعد فوات الأوان" بالنسبة للكثير من الأتراك من هذا الجيل، لكن "أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً".
"بالنسبة لجيل العمال الضيوف، فإن هذا الإصلاح يعني الاعتراف والاحترام لحياتهم وعملهم في هذا البلد ومن أجله" حسب المتحدثة، التي أكدت أن "الكثير من الأتراك من الجيلين الثاني والثالث سيشعرون بالراحة، لأنهم كانت عندهم على الدوام أزمة هوية".
وفي نظر أصليخان، فإن ألمانيا كانت ستصبح دولة مختلفة لو تم إدخال الإصلاح في وقت سابق: "كان المهاجرون سيكونون أكثر اهتماماً بالسياسة وأكثر نشاطاً في المجتمع لو كانت هذه الفرصة متاحة قبل 20 أو 30 عاماً".
وقد أدانت منظمة "الجالية التركية في ألمانيا TGD " العديد من التصريحات التي أدلى بها الاتحاد الديمقراطي المسيحي حول هذا الموضوع ووصفتها بأنها "غير مدروسة" و"عنصرية". وعلقت عليها أصليخان بالقول: "بصراحة، لقد صدمت من هذه الأصوات العنصرية، حججهم ليست قائمة على الحقائق، وأعتقد أنها خطيرة جداً على المجتمع، إنها تثير المشاعر السلبية بين الناس في البلد".
مارك يونغ يقول لـ DW إن تجربته الخاصة منحته فكرة عما كان على الأشخاص ذوي الأصول التركية تحمله على مدى عقود. فهو أيضاً قام بتربية أطفاله في ألمانيا وليس لديه نية للمغادرة، ومن المحتمل أن يتقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية متى ما تم إقرار إصلاحات حكومة شولتس بشكل نهائي، ويقول "سأتقدم بطلب إذا سمحت ألمانيا بالجنسية المزدوجة، لقد دفعت ضرائبي وسأكون يوماً ما متقاعداً في ألمانيا سواء أحب زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس ذلك أم لا".
بين نايت/كريستوف هاسلباخ/ م.ب/ م.ع/ف.ي
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الجنسية الألمانية ازدواجية الجنسية الهجرة إلى ألمانيا الجنسية الألمانية ازدواجية الجنسية الهجرة إلى ألمانيا على الجنسیة الألمانیة فی ألمانیا الکثیر من
إقرأ أيضاً:
الإنجيليون يضغطون على ترامب لرد الجميل والسماح بضم الضفة
كشف تقرير نشر بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن المسيحيين الإنجيليين الذين قدموا خدمة كبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إبان الانتخابات الأخيرة حيث صوت نحو 80% لصالحه، ينتظرون منه الآن رد الجميل، والسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وذلك استنادا إلى الوعد الذي قطعه الرب لليهود في الكتاب المقدس.
وأضافت إفرات ليفني -مراسلة نيويورك تايمز ومن المساهمين في تغطية حرب إسرائيل على قطاع غزة– أن المسيحيين الإنجيليين يسعون لإيجاد طريقة لضم أراضي الضفة الغربية التي ينظر إليها على الصعيد الدولي على أنها مخصصة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتابعت ليفني أن أنصار ترامب من الإنجيليين البارزين يحرصون على زيارة إسرائيل وتوقيع عرائض تطالب بضم الضفة، ويحشدون الدعم في الكونغرس الأميركي لمطالبهم.
مسيحية صهيونيةوزادت أن القادة الإنجيليين هم جزء من حركة المسيحية الصهيونية وتؤمن بأن الأرض أعطيت لليهود في الكتاب المقدس، ويؤمنون بأن المسيحيين الذي يساعدون في تحقيق الوعد التوراتي مباركون، وأن تأسيس دولة إسرائيل الكبرى يشير إلى تحقق نبوءات توراتية أخرى، وخاصة نهاية العالم والمجيء الثاني ليسوع (المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام).
إعلانوبحسب الكاتبة إفرات ليفني فإن من أبرز المجموعات التي تعمل في هذا الإطار مجموعة القادة المسيحيين الأميركيين من أجل إسرائيل، والتي ترفض أن تمارس الإدارة الأميركية أي ضغط على إسرائيل، وتصف نفسها -وهي التي تأسست قبل عقد من الزمان- بأنها شبكة تضم حوالي 3000 زعيم مسيحي يمثلون عشرات الملايين من المسيحيين الأميركيين الذين يدافعون عن الحقيقة التوراتية، والدعم الثابت المستمر لإسرائيل.
وتوضح الكاتبة أن أنصار ترامب من المسيحيين الإنجيليين يأملون منه دعم مشروع ضم الضفة الغربية حتى ينتهي أي نقاش بخصوص إقامة دولة فلسطينية مستقبلا.
استيطان مستمروشرحت بأن هذه المطالب تأتي متزامنة مع إعطاء حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لبناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية بوتيرة أسرع من الماضي، ووسط مداهمات عسكرية مكثفة في المدن الفلسطينية منذ يناير/كانون الثاني، وتشريد آلاف الفلسطينيين.
وقالت إفرات ليفني إن بعضا من قرارات ترامب شدت من عضد المسيحيين الإنجيليين، حيث أيد الشهر الماضي تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وألغى في يناير/كانون الثاني أمرا تنفيذيا للرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان يسمح بفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة.
كما اختار ترامب عناصر من هذا التيار لشغل مناصب رئيسية في إدارته، وبينهم باولا وايت كاين مستشارة لمكتب الإيمان في البيت الأبيض، والذي أنشئ حديثا. وتوضح الكاتبة أن العديد من الإنجيليين لديهم خط مباشر مفتوح مع البيت الأبيض.
ومن الملفت -تشير إفرات ليفني في تقريرها بنيويورك تايمز- أن الإنجيليين الأصغر سنا يتبنون بشكل متزايد "وجهة نظر أكثر انفتاحا" تركز على حقوق الإنسان والعدالة والتعاون المتبادل مع جميع الأطراف.
وتابعت أن استطلاعا للرأي كان قد أجري في 2021 بتكليف من جامعة نورث كارولاينا أظهر أن هناك تحولا حادا في المواقف بين الإنجيليين الأصغر سنا بين 2018 و2021، حيث انخفض دعمهم لإسرائيل من 75% إلى أقل من 35%، وذلك إلى جانب ارتفاع في الرغبة في رؤية سياسة أميركية تعكس أيضا وجهة نظر فلسطينية، ولا تختزل كل شيء في وجهة النظر الإسرائيلية.
إعلان