يشهد قطاع العطارة في مصر إقبالا كبيرا من المواطنين خلال شهر رمضان، إذ يزداد الطلب على التوابل والمشروبات العطرية التي تضفي نكهة خاصة على وجبتي الإفطار والسحور.

ومع حلول الشهر الكريم، يُعتبر الذهاب إلى محلات العطارة عادة موروثة في الأسر المصرية، ولا تكتمل الموائد الرمضانية إلا بهذه المكونات التي تحسن طعم الأطباق وتمنحها طابعا مميزا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"في أكنافها" فعالية رمضانية بالأردن تحاكي الرباط في الأقصىlist 2 of 2كيف يبدو واقع صناعة الدواجن في مصر خلال رمضان؟end of list

وتتعدد احتياجات المصريين من الأعشاب والتوابل، التي تُستخدم ليس فقط في الطهي، بل أيضا في تحضير المشروبات الرمضانية الشهيرة مثل التمر هندي والكركديه، بالإضافة إلى الزيوت الطبيعية التي تُستخدم في العناية الشخصية.

فوائد التوابل لا تقتصر على إضافة النكهة فحسب، بل تُعد جزءا أساسيا من المطبخ المصري التقليدي (رويترز)

يوسف تيسير، مدير شركة "حراز للعطارة" وحفيد مؤسسها، يوضح أن محلات العطارة كانت في البداية تقتصر على بيع الأعشاب والبذور الزراعية، لكن مع مرور الوقت، تطورت لتصبح واحدة من أبرز الوجهات لشراء التوابل والأعشاب الطبية.

كما أشار إلى أن التنوع في التوابل والزيوت الطبيعية أصبح أكثر وضوحا بفضل التفاعل مع ثقافات مختلفة، خاصة تلك التي جلبت معها توابل مثل السماق والزعتر من سوريا والمملكة العربية السعودية.

المصريون يحرصون على شراء الأعشاب من محلات العطارة التقليدية (رويترز)

وفي ما يتعلق بأهمية هذه المنتجات في رمضان، يقول تيسير إن التوابل مثل الفلفل والقرفة والزعتر أصبحت عنصرا أساسيا في المطبخ المصري بسبب الاحتكاك بالثقافات المختلفة.

إعلان

كما أشار إلى أن منتجات العطار ليست مقتصرة على الطهي فقط، بل تمتد لتشمل الزيوت والعلاجات الطبيعية التي يفضلها كثيرون لتعزيز صحتهم في الشهر الكريم.

وفي السياق، يوضح أحمد الحسيني (أحد الزبائن) أنه يفضل شراء الزيوت الطبيعية للعناية بالشعر من محلات العطارة، لأنها توفر منتجات طبيعية بعيدة عن المواد الكيميائية، مما يجعلها أكثر فاعلية وصحة.

الإقبال الكبير على محلات العطارة في رمضان، يبرز أهمية المنتجات الطبيعية في حياة المصريين اليومية (رويترز)

أما بلال مندور، وهو زبون آخر، فيشير إلى أن التوابل التي تُستخدم في محلات العطارة تتميز بنكهة فريدة، إذ يفضل شراء حبوب البن المطحونة التي تحتوي على إضافات مميزة مثل الحبهان (الهيل)، مؤكدا أن هذه التوابل تضيف طعما خاصا إلى مشروباته.

ويبرز الإقبال الكبير على محلات العطارة في رمضان أهمية هذه المنتجات الطبيعية في الحياة اليومية للمصريين، إذ تساهم بشكل أساسي في إثراء تجربة الشهر الكريم من خلال تقديم مكونات صحية ومغذية، مما يجعلها جزءا لا يتجزأ من عادات هذا الشهر المبارك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025 محلات العطارة فی رمضان التی ت

إقرأ أيضاً:

المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية

يشهد شهر رمضان المبارك تفاعلًا خاصًا من المرأة في مختلف جوانب الحياة، حيث تسعى لتحقيق التوازن بين التزاماتها الأسرية وعباداتها، مما يعكس قدرتها الكبيرة على إدارة الوقت وتنظيم المهام.

وبين إتقانها للأعمال المنزلية، والمشاركة في الأعمال التطوعية، تسعى المرأة في هذا الشهر إلى أن تكون مصدرًا للعطاء الروحي والمادي وتحقيق توازن دقيق بين تلبية احتياجات أسرتها وبين اغتنام الفرصة للتقرب إلى الله تعالى.

وفي هذا السياق، تتحدث العديد من النساء عن دورهن الفعّال في الشهر الكريم، الذي يشمل التزامهن بالأعمال المنزلية إلى جانب المشاركة في الأنشطة التطوعية.

وتقول فاطمة القيوضية "يعتبر شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة، فضلاً عن تجديد الروح والجسد. وفي هذا الشهر الكريم، تؤدي المرأة دورًا محوريًا في حياتها اليومية، بدءًا من العبادة وصولًا إلى العطاء الاجتماعي، مما يعكس قدرتها على التكيف مع التحديات والمساهمة الفعّالة في المجتمع. وتضيف فاطمة أنها تقوم بتنظيم وقتها بعناية بين إعداد موائد الطعام لأفراد أسرتها وبين تخصيص وقت للعبادة وزيارة الأرحام.

من جانبها ،ترى ناهد المجرفية، وهي أم تعمل وربة منزل، أن من الضروري أن تضع المرأة خطة مسبقة لأداء الأعمال في رمضان، خاصةً مع كثرة الارتباطات والانشغالات. التوازن بين مسؤوليات الأسرة وتنظيم الأعمال يعد أمرًا أساسيًا، حيث ينبغي تقسيم المهام لتجنب الضغط الكبير. وتؤكد ناهد على أهمية تخصيص وقت أكبر للعبادة خلال رمضان، مشيرة إلى أن العديد من النساء يشهدن تطورًا روحيًا عميقًا، مما يعزز علاقتهن بالله تعالى ويشعرهن بالسلام الداخلي.

وتوضح ناهد أن المرأة في الكثير من الأسر هي التي تضع الأسس الروحية لشهر رمضان، حيث تحرص على أداء السنن مثل صلاة التراويح، وتحث أطفالها على المشاركة في هذه الأجواء الروحية، إضافة إلى تشجيعهم على الإسهام في الأعمال المنزلية وتقسيم المهام بين الجميع.

وتشير زكية البسامية إلى أن تحضير وجبات رمضان يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين، لا سيما في العزائم والإفطارات الجماعية. وتقول إن النساء في هذه الأوقات يشمرن عن سواعدهن بتحضير الطعام الرمضاني بكل حب واهتمام، ويتحملن مسؤولية تجهيز وجبات الإفطار والسحور. تنوع قائمة الإفطار يشمل تحضير الشوربات المختلفة، بالإضافة إلى الأطباق الأخرى مثل الرز مع اللحوم والحلويات. وتؤكد زكية أن النساء يبذلن جهدًا كبيرًا لضمان راحة الأسرة وتحقيق شعائر الشهر الفضيل في أجواء من الدفء والمحبة والمشاركة العائلية.

وبعيدًا عن الأجواء المنزلية، تشارك العديد من النساء في الأنشطة الخيرية والتطوعية خلال شهر رمضان. حيث يقمن بتوزيع الوجبات على الفقراء والمحتاجين، كما يدعمن مشروعات خيرية متنوعة. وتعمل النساء جاهدات لتلبية احتياجات الأسر المحتاجة من طعام وملابس ودعم نفسي. وتزداد وتيرة هذه الأنشطة خلال الشهر الكريم، حيث ترى النساء في ذلك فرصة لمساعدة المجتمع وتحقيق التكافل الاجتماعي.

وتؤدي المرأة دورًا محوريًا في الحفاظ على الروابط العائلية خلال الشهر المبارك، وهو ما أكدت عليه موزة الرواحية. فهي تسعى لتعزيز الروابط الأسرية، سواء من خلال الاجتماعات العائلية على مائدة الإفطار أو تنظيم أنشطة دينية مشتركة بين أفراد الأسرة. تهدف من خلال هذه الأنشطة إلى خلق أجواء إيمانية ووجدانية داخل الأسرة، وتشجيع أفراد العائلة على التعاون والمحبة، فضلًا عن تحفيزهم على زيارة الأرحام والأقارب.

من جانبها، أفادت لطيفة الكندية بأن النساء يواجهن تحديات كبيرة خلال شهر رمضان. فهن يتحملن أعباء إضافية بسبب المسؤوليات العائلية والعمل، ويواجهن تحديات جسدية ونفسية نتيجة ساعات الصيام الطويلة. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك صعوبات في التوازن بين العمل، الأسرة، والعبادة. لكنها أكدت أن المرأة بطبيعتها قادرة دائمًا على التكيف والتغلب على هذه التحديات بعزيمة قوية، مشيرة إلى ضرورة تكاتف جميع أفراد الأسرة للعمل معًا لإنجاز المهام في وقت أقل وبجهد أقل.

وقالت رحمة المقبالية إن الدعم النفسي والمعنوي يعد من الأمور الأساسية التي تساعدها على تجاوز جميع التحديات والصعوبات التي قد تواجهها، موضحة أن جهود المرأة في شهر رمضان لا تقتصر على الأدوار التقليدية فقط، بل تتجلى في تنوع مهامها وتفانيها في خدمة أسرتها ومجتمعها. وأكدت أن قوة المرأة تتجسد في قدرتها على الجمع بين العبادة والعناية بالعائلة والمشاركة المجتمعية من خلال الأعمال التطوعية والخيرية.

مقالات مشابهة

  • «رواق رمضان».. مجلس عصري في منارة السعديات
  • رمضان في إندونيسيا حاجة تانية.. عادات وتقاليد 200 مليون مسلم في الشهر الفضيل
  • روحانيات «رمضان» وجمالياته في الفن التشكيلي الإماراتي
  • قرار صادم من واتساب .. تعيين حدود الرسائل التي يمكن إرسالها
  • حدث وأنت نائم| تحوّل محلات الملابس في منشأة ناصر إلى رماد قبل العيد.. وضحايا جراء حادث الطريق الأوسطي
  • رمضان بين الروحانية والاقتصاد.. بين الزهد والاستهلاك
  • 19 رمضان.. موعد السحور وأذان الفجر
  • أكثر الأبراج سعيًا للخير في رمضان.. ما هي؟
  • المرأة .. توازن مثالي بين الصيام والأعمال المنزلية