بدأت اليابان، الخميس، تصريف المياه المعالجة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما، في عملية تعارضها بعض الدول المجاورة ومنظمات الصيد والبيئة، لكن طوكيو تصر على أنها آمنة، وفقا لتقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ومع ذلك، فإن معظم الخبراء النوويين يدعمون خطط اليابان، وهم يقبلون نتائج مراجعة السلامة التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي استمرت عامين.

Japan started releasing treated radioactive water from the wrecked Fukushima nuclear power plant into the Pacific Ocean, a polarizing move that drew fresh and fierce criticism from China https://t.co/vV4veInV1C

— Reuters (@Reuters) August 24, 2023

ووجدت تلك النتائج أن هناك "خطر إشعاعي لا يذكر" على الناس أو البيئة البحرية من خطة ضخ 1.3 مليون طن من المياه المعالجة في البحر، على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.

ماذا يوجد في مياه تصريف فوكوشيما؟

دُمرت محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بسبب زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثا نوويا أودى بحياة نحو 18 ألف شخص في مارس 2011، وأدى إلى انهيار ثلاثة من مفاعلات المحطة، وفقا لوكالة "فرانس برس".

ومنذ أن دمر الزلزال المحطة النووية، قامت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، برش مياه البحر على قلب المفاعل المتضرر لمنع ارتفاع درجة حرارته، حسب "فايننشال تايمز".

ويتم تخزين المياه الملوثة في الموقع في أكثر من 1000 خزان ضخم، وتقول تيبكو إنه لم تعد هناك مساحة للبناء، ولا يوجد أي بديل عملي لتصريف المياه في المحيطات للتخلص من المياه.

وتمت معالجة المياه مسبقا لتطهيرها من المواد المشعة، باستثناء "التريتيوم" الذي ستكون مستوياته في المياه ضمن الحدود الآمنة، وفق شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو".

و"التريتيوم" هو نظير الهيدروجين الذي يتم إنتاجه في المفاعلات النووية، والوقت اللازم لتحلل 50 بالمئة من ذراته المشعة، ما يزيد قليلا عن 12 عاما.

ومن غير العملي من الناحية الفنية فصل جزيئات الماء التي تحتوي على التريتيوم عن تلك المكونة من الهيدروجين غير المشع لأنها متطابقة كيميائيا.

وبدلا من ذلك، سيتم تخفيف المياه المعالجة التي تحتوي على التريتيوم أكثر من 100 مرة بمياه البحر قبل تصريفها في المحيط عبر أنبوب يبلغ طوله كيلومترا واحدا.

هل العملية آمنة؟

قال أستاذ علوم البيئة في جامعة بورتسموث، جيم سميث، "لا أعرف أي عالم في مجال الحماية من الإشعاع يعارض العملية".

ووفقا لمعايير النظائر الأخرى المنتجة في المفاعلات النووية، مثل السيزيوم والسترونتيوم واليود، فإن التريتيوم كان "مشعا بشكل ضعيف"، حسبما ذكر سميث.

وتتفق معه، جيرالدين توماس، وهي خبيرة الصحة الإشعاعية في إمبريال كوليدج لندن، والتي زارت فوكوشيما خمس مرات منذ وقوع الحادث. 

وقالت: "ما يقلقني هو ما سيحدث إذا وقع زلزال آخر وانشطرت الخزانات وتسربت المياه، فكيف سيتعاملون مع الغضب الشعبي إذن؟".

ويشير أنصار التصريف أيضا إلى أن كميات "التريتيوم" التي يتم إطلاقها سنويا في المحيط الهادئ من محطات نووية فردية في الصين وكوريا الجنوبية أكبر من مرتين إلى عشر مرات عما هو مخطط له في فوكوشيما.

وتؤكد اليابان أن هذه العملية لا تشكل أي تهديد للبيئة البحرية وصحة الإنسان، وتؤيدها في هذا الرأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على المشروع والتي أعطت الضوء الأخضر في يوليو، وفق "فرانس برس".

وسيكون للوكالة الأممية مراقبين في موقع المحطة للإشراف على بدء عملية التصريف التي يُتوقع أن تستمر عدة عقود.

وستجري الشركة المشغلة أربع عمليات تصريف مياه مُعالجة اعتبارا من الخميس حتى مارس 2024 سيُصرف في كل منها 7800 متر مكعّب من المياه، بحسب وثائق للشركة.

وستستغرق العملية الأولى 17 يوما، وأشارت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية إلى أن نحو 5 تريليون بيكريل من التريتيوم ستُصرف خلال هذه السنة المالية، حسبما ذكرت "فرانس برس".

ومن جانبها، نددت الصين، الخميس، ببدء تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية المعالجة في المحيط الهادئ، واصفة الخطوة بأنها عمل "أناني وغير مسؤول".

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان "المحيط هو ملكية مشتركة للبشرية جمعاء ويشكل تصريف مياه ملوثة ناجمة عن محطة فوكوشيما النووية في البحر، عملا غاية في الأنانية وعدم المسؤولية لا يراعي المصلحة لعامة الدولية".

ويرى محللون أنه على الرغم من أن الصين قد تكون لديها مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة، إلا أن ردودها القوية قد تكون مدفوعة جزئيا بمنافستها الاقتصادية وعلاقاتها الفاترة مع اليابان.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی المحیط

إقرأ أيضاً:

تغير المعادلة في سوريا.. أربعة أعداء جدد للاحتلال أكثر خطورة

ما زالت الانطباعات الاسرائيلية بالخسائر التي مُنيت بها عقب سقوط نظام الأسد في سوريا تخرج تباعاً، بدءً بقيادتها الجديدة، مرورا بتوجهات تركيا بتثبيت نفسها وترسيخ موطئ قدمها، وصولا لموقف الدروز غير الواضح بعد، وانتهاء بإمكانية انزلاق البلاد الى حالة من الفوضى التي لن تكون إيجابية على صعيد أمن دولة الاحتلال، وكل ذلك يعني أن الوضع الأمني على الحدود مع سوريا يغلي.

وأكد الجنرال يائير رافيد رافيتس، قائد المنطقة الشمالية في الوحدة 504، ورئيس فرع العمليات في الموساد في بيروت سابقاً، أن "الوضع الجديد في سوريا يعني أنه بدلاً من عدو لدود واحد، هو بشار الأسد، بات لدى الاحتلال اليوم عدة أعداء في سوريا، ليسوا أقل مرارة، ولكن أقل توازنا، وأكثر خطورة.

وتباع رافيتس أن أول هؤلاء الاعداء القيادة الجديدة ممثلة بأحمد الشرع، الإسلامي الراديكالي، الذي أصبح رئيساً للدولة، ورغم كل محاولاته للظهور بمظهر الزعيم المتزن، وتتضمن خطاباته كلمات ناعمة وجميلة مقبولة في الغرب، لكنه يبقى الجولاني الذي يتحدث بإعجاب عن وحدة الأمة السورية".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "العدو الثاني هو تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان الثاني الذي يحاول تثبيت نفسه، وأخذ مكانه في سوريا، حيث أن لديه أهداف عديدة، "إسرائيل" واحدة منها، لكنها ليست على رأس قائمة أولوياته، بل إن هدفه الأول منع إقامة إقليم كردي مستقل في سوريا، ورغم أنه منشغل حالياً بهذه القضية، لكنه في المستقبل سيتم إضافة دولة الاحتلال إلى خطط عمله، سواء من منطلق طموحاته التوسعية، أو خدمة لحليفه الجولاني، ثم سيقوم بإعداد قواته في جنوب سوريا بشكل يهدد الاحتلال".


وأشار أن "دولة الاحتلال في هذه المرحلة يجب أن يكون استعدادها مبنيّاً على الاستخبارات، لكن يجب على العناصر الأمنية المناسبة أن تكون قد بنت القوة بالفعل، وعندما يحين الوقت، يجب أن تستعد لمواجهة الجيش التركي، الذي يعتبر من أكبر الجيوش في العالم، عقب تحطّم منذ زمن طويل أوهام السلام والهدوء التي دفعت رؤساء الأركان لتقليص قوة جيش الاحتلال في حرب "السيوف الحديدية" مع حماس في غزة، والمواجهة مع حزب الله في الشمال".

واستدرك بالقول إن "انضمام تركيا إلى حلف الناتو أمرٌ مهم، وللموقف الأمريكي تأثيرٌ كبير، لكن لا يوجد عالمٌ بمنأى عن ذلك، فالنظام في الولايات المتحدة يتغير أيضًا، ومعه تتغير سياسة الإدارة تجاه الاحتلال، وما يحدث في منطقتنا".

وأشار أن "التهديد الثالث متمثل في قوة أخرى موجودة تعمل في سوريا، وهم الدروز، وتماشياً مع تقاليد هذا المجتمع، فهم يتصرفون بولاء كامل لحكومة البلد الذي يعيشون فيه، خاصة مدينة السويداء".

وأكد أن "التهديد الرابع القادم من سوريا هي الفوضى السائدة فيها، رغم أنها لا تزال في بدايتها، وما زلنا ننتظر الكثير من التطورات، وما زال من الصعب التنبؤ بمن سيحاول تحريك الأمور، ومن بينها إيران الساعية للحفاظ على الاستمرارية الإقليمية لحزب الله في لبنان، وروسيا الساعية لحماية قواعدها البحرية في اللاذقية وطرطوس، وهذا عامل مهم يجب أخذه في الاعتبار".


وأشار أنه "في مواجهة هذه التطورات الأمنية المتوقعة وغير المتوقعة، ولا يُمكن التنبؤ بها حاليًا، يجب على دولة الاحتلال الاستعداد والتصرف بما يضمن أمنها، ويحفظ مصالحها على المدى البعيد، ففي الجولان، يجب الحفاظ على الانتشار الحالي، وإجراء تغييرات إلى الشرق إذا كانت الأحداث على الأرض تتطلب ذلك، ومحاولة فتح خطوط مع الأقليات في سوريا، بمن فيهم الدروز والأكراد والعلويين، وإمكانية نقل السلاح إليهم".

وختم بالقول إن "كل هذه الخطوات مطلوب القيام بها انطلاقا من مبدأ السرية، ومنع تصريحات السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك فرض رقابة مُشددة عليهم، وتجنّب الأوهام الكاذبة حول "شرق أوسط جديد" أو "نظام جديد في سوريا".

مقالات مشابهة

  • اليابان تشجع السكان على مغادرة العاصمة طوكيو والرحيل إلى الريف
  • وزير سلطة المياه الفلسطيني لـ«الاتحاد»: أزمة مياه غير مسبوقة في قطاع غزة
  • مياه طرطوس تتسلم محولتين كهربائيتين لضمان استمرار إمدادات المياه
  • تغير المعادلة في سوريا.. أربعة أعداء جدد للاحتلال أكثر خطورة
  • كمية الماء اللازمة لصحة الكلى
  • لماذا يشكل تحمل الألم خطورة على الصحة؟
  • توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"
  • كنيسة التوحيد في اليابان تواجه احتمال حلّها بقرار قضائي
  • اليابان تتخذ خطوة لإعادة إعمار السودان
  • دورية صينية قرب جزر متنازع عليها مع اليابان.. مخاوف من عودة التوتر