ما مدى خطورة تصريف اليابان لـالمياه المشعة من فوكوشيما؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
بدأت اليابان، الخميس، تصريف المياه المعالجة من محطة الطاقة النووية المتضررة في فوكوشيما، في عملية تعارضها بعض الدول المجاورة ومنظمات الصيد والبيئة، لكن طوكيو تصر على أنها آمنة، وفقا لتقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ومع ذلك، فإن معظم الخبراء النوويين يدعمون خطط اليابان، وهم يقبلون نتائج مراجعة السلامة التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي استمرت عامين.
Japan started releasing treated radioactive water from the wrecked Fukushima nuclear power plant into the Pacific Ocean, a polarizing move that drew fresh and fierce criticism from China https://t.co/vV4veInV1C
— Reuters (@Reuters) August 24, 2023ووجدت تلك النتائج أن هناك "خطر إشعاعي لا يذكر" على الناس أو البيئة البحرية من خطة ضخ 1.3 مليون طن من المياه المعالجة في البحر، على مدى السنوات الثلاثين المقبلة.
ماذا يوجد في مياه تصريف فوكوشيما؟دُمرت محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بسبب زلزال عنيف تلاه تسونامي سببا حادثا نوويا أودى بحياة نحو 18 ألف شخص في مارس 2011، وأدى إلى انهيار ثلاثة من مفاعلات المحطة، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ومنذ أن دمر الزلزال المحطة النووية، قامت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو"، برش مياه البحر على قلب المفاعل المتضرر لمنع ارتفاع درجة حرارته، حسب "فايننشال تايمز".
ويتم تخزين المياه الملوثة في الموقع في أكثر من 1000 خزان ضخم، وتقول تيبكو إنه لم تعد هناك مساحة للبناء، ولا يوجد أي بديل عملي لتصريف المياه في المحيطات للتخلص من المياه.
وتمت معالجة المياه مسبقا لتطهيرها من المواد المشعة، باستثناء "التريتيوم" الذي ستكون مستوياته في المياه ضمن الحدود الآمنة، وفق شركة طوكيو للطاقة الكهربائية "تيبكو".
و"التريتيوم" هو نظير الهيدروجين الذي يتم إنتاجه في المفاعلات النووية، والوقت اللازم لتحلل 50 بالمئة من ذراته المشعة، ما يزيد قليلا عن 12 عاما.
ومن غير العملي من الناحية الفنية فصل جزيئات الماء التي تحتوي على التريتيوم عن تلك المكونة من الهيدروجين غير المشع لأنها متطابقة كيميائيا.
وبدلا من ذلك، سيتم تخفيف المياه المعالجة التي تحتوي على التريتيوم أكثر من 100 مرة بمياه البحر قبل تصريفها في المحيط عبر أنبوب يبلغ طوله كيلومترا واحدا.
هل العملية آمنة؟قال أستاذ علوم البيئة في جامعة بورتسموث، جيم سميث، "لا أعرف أي عالم في مجال الحماية من الإشعاع يعارض العملية".
ووفقا لمعايير النظائر الأخرى المنتجة في المفاعلات النووية، مثل السيزيوم والسترونتيوم واليود، فإن التريتيوم كان "مشعا بشكل ضعيف"، حسبما ذكر سميث.
وتتفق معه، جيرالدين توماس، وهي خبيرة الصحة الإشعاعية في إمبريال كوليدج لندن، والتي زارت فوكوشيما خمس مرات منذ وقوع الحادث.
وقالت: "ما يقلقني هو ما سيحدث إذا وقع زلزال آخر وانشطرت الخزانات وتسربت المياه، فكيف سيتعاملون مع الغضب الشعبي إذن؟".
ويشير أنصار التصريف أيضا إلى أن كميات "التريتيوم" التي يتم إطلاقها سنويا في المحيط الهادئ من محطات نووية فردية في الصين وكوريا الجنوبية أكبر من مرتين إلى عشر مرات عما هو مخطط له في فوكوشيما.
وتؤكد اليابان أن هذه العملية لا تشكل أي تهديد للبيئة البحرية وصحة الإنسان، وتؤيدها في هذا الرأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على المشروع والتي أعطت الضوء الأخضر في يوليو، وفق "فرانس برس".
وسيكون للوكالة الأممية مراقبين في موقع المحطة للإشراف على بدء عملية التصريف التي يُتوقع أن تستمر عدة عقود.
وستجري الشركة المشغلة أربع عمليات تصريف مياه مُعالجة اعتبارا من الخميس حتى مارس 2024 سيُصرف في كل منها 7800 متر مكعّب من المياه، بحسب وثائق للشركة.
وستستغرق العملية الأولى 17 يوما، وأشارت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية إلى أن نحو 5 تريليون بيكريل من التريتيوم ستُصرف خلال هذه السنة المالية، حسبما ذكرت "فرانس برس".
ومن جانبها، نددت الصين، الخميس، ببدء تصريف مياه محطة فوكوشيما النووية المعالجة في المحيط الهادئ، واصفة الخطوة بأنها عمل "أناني وغير مسؤول".
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان "المحيط هو ملكية مشتركة للبشرية جمعاء ويشكل تصريف مياه ملوثة ناجمة عن محطة فوكوشيما النووية في البحر، عملا غاية في الأنانية وعدم المسؤولية لا يراعي المصلحة لعامة الدولية".
ويرى محللون أنه على الرغم من أن الصين قد تكون لديها مخاوف حقيقية تتعلق بالسلامة، إلا أن ردودها القوية قد تكون مدفوعة جزئيا بمنافستها الاقتصادية وعلاقاتها الفاترة مع اليابان.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی المحیط
إقرأ أيضاً:
اليابان.. عقار جديد لإعادة نمو الأسنان المفقودة
يختبر أطباء أسنان يابانيين عقاراً جديداً قد يجعل الأشخاص الذين فقدوا أسناناً قادرين على الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.
على عكس الزواحف والأسماك، التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى، لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان، لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي، التابع لكلية البحوث الطبية في مدينة أوساكا، كاتسو تاكاهاشي الذي أطلق فريقه خلال أكتوبر الماضي، تجارب سريرية في مستشفى أوساكا، موفراً لأشخاص بالغين دواءً تجريبياً، يقولون إنه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية، بحسب موقع الحرة.
ويقول تاكاهاشي لوكالة فرانس برس، إنها تقنية “جديدة تماماً” في العالم. غالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة، بسبب التسوس أو الالتهابات، على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً.
ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن “استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها”. وتشير الاختبارات التي أجريت على فئران وقوارض، إلى أن وقف عمل بروتين (يو ساغ 1 / USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.
وفي دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن “العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر”.
في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات “الماسة” للمرضى، الذين خسروا 6 أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة. ويشير تاكاهاشي إلى أن الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص، الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة، لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف إن “هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم”. لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.
ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل، باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.
في حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، “إن مجموعة تاكاهاشي تقود المسار”. ويعتبر كانغ أن عمل تاكاهاشي “مثير للاهتمام ويستحق المتابعة”، لأن الدواء المكون من الأجسام المضادة، يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـUSAG-1، يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام، مضيفاً أن “السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه”، متابعاً: “إنها ليست سوى البداية”.
يرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أن طريقة تاكاهاشي “مبتكرة وتحمل إمكانات”. ويقول لوكالة فرانس برس إن “التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية، قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل”، مشيراً أن “النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر”.
ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير “تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة”.
يشير تاكاهاشي إلى أن موقع السن الجديد في الفم يمكن التحكم به، إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء. وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ، فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.
ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ أن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته. لذا يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة، خسروا سناً واحدة على الأقل.
ومع أن تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي. إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي “سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك”.
وتظهر بيانات وزارة الصحة اليابانية أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً، خسروا سنّاً واحداً على الأقل. ويقول تاكاهاشي “ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع”.
الشرق القطرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب