"جنود الاحتياط يرفضون العودة".. الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة في التجنيد مع استئناف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
مع استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الجيش الإسرائيلي نقصًا ملحوظًا في جنوده، حيث يمتنع العديد منهم عن العودة إلى الخدمة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
أحد الضباط الكبار في لواء احتياط مدرع، الذي يستعد لدخول غزة للمرة الثالثة خلال أسبوعين، قال للصحيفة إن ملء الصفوف بات يشكل تحديًا كبيرًا.
ووفقًا للصحيفة، فإن اللواء الذي ينتمي إليه هذا الضابط يعاني نقصًا بنسبة 30% في عدد أفراده، مما يعطل عمليات التناوب ويؤدي إلى استنزاف الجنود الذين ما زالوا في الخدمة. وأضاف الضابط أن بعض الوحدات أصبحت غير فعالة بسبب غياب القادة، إذ خلت بعض السرايا من قائد سرية ونائب له، ولم يتبقَ سوى عدد قليل من الضباط الميدانيين.
وقد أكد ضباط آخرون نقلت عنهم الصحيفة أن أسباب امتناع جنود الاحتياط عن العودة تعود إلى ضغوط الحياة الشخصية، مثل تأخرهم في الدراسة والعمل أو ظروف عائلية معقدة. كما لفتت الصحيفة إلى أن معدلات التجنيد الاحتياطي التي كانت تتراوح بين 50% و70% أصبحت الآن استثناءً نادرًا، ما يجعل العبء على الجنود الموجودين في الخدمة أكثر صعوبة.
وفي ظل هذا التراجع، يقول أحد الضباط إنه اضطر للاتصال بجنود كانوا معفيين من الخدمة الاحتياطية منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الإرهاق الجسدي والنفسي المتزايد يجعل الجنود غير قادرين على الاستمرار في القتال لفترات طويلة.
ونقلت الصحيفة عن قائد كتيبة خدم في غزة والضفة الغربية أن "الجنود يقاتلون منذ أكثر من 300 يوم، وإنّ استمرار القتال لفترة طويلة يضعهم في موقف صعب".
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، إطلاق عملية عسكرية برية وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل تقارير إسرائيلية تشير إلى توسيع نطاق العمليات البرية بالقطاع. ووفقًا لهذه التقارير، فقد طوقت القوات الإسرائيلية، بدعم جوي من المروحيات الحربية، مناطق في شمال غزة.
Relatedالفصائل الفلسطينية تنعى قادة منها في الغارات الإسرائيلية المتجددة على غزةعائلات الرهائن الإسرائيليين تتظاهر أمام مقر الحكومة تنديدًا بعودة الحرب على غزةحرب غزة تتجدد... مئات القتلى الفلسطينيين وصاروخ يمني يستهدف قاعدة نيفاتيم الإسرائيليةوجاء التصعيد بعد إعلان إسرائيل، الثلاثاء، انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، تلاه شنّ غارات جوية مكثفة على القطاع. وفي هذا السياق، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس من أن العمليات العسكرية ستتزايد "بكثافة غير مسبوقة" ما لم تفرج حماس عن عشرات الرهائن وتتنازل عن سيطرتها على غزة.
ومنذ استئناف العمليات، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن سقوط مئات القتلى والجرحى. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن المستشفيات استقبلت منذ فجر الثلاثاء 710 قتلى وأكثر من 900 جريح، وسط أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الإمدادات الطبية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غارة جوية إسرائيلية تدمر سجناً في غزة وتوقع العشرات من القتلى حرب غزة تتجدد... مئات القتلى الفلسطينيين وصاروخ يمني يستهدف قاعدة نيفاتيم الإسرائيلية عائلات الرهائن الإسرائيليين تتظاهر أمام مقر الحكومة تنديدًا بعودة الحرب على غزة قطاع غزةحركة حماسإسرائيلجندي- جنودفلسطيناحتجاز رهائنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا غزة حركة حماس وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو دونالد ترامب روسيا غزة حركة حماس وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو قطاع غزة حركة حماس إسرائيل جندي جنود فلسطين احتجاز رهائن دونالد ترامب روسيا حركة حماس غزة وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو فولوديمير زيلينسكي إسرائيل الاتحاد الأوروبي إتفاقية سلام واشنطن سوريا الجیش الإسرائیلی الحرب على غزة یعرض الآنNext قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أزمة تجنيد تاريخية تعصف بجيش العدو الإسرائيلي.. تحديات أكبر من أطماعه التوسعية
يمانيون/ تقارير
تعيش قوات العدو الإسرائيلي أزمة غير مسبوقة في مواردها البشرية والعسكرية، تزامناً مع تصاعد مشاريع الكيان المؤقت التوسعية في كل من لبنان وسوريا، فضلاً عن فلسطين (غزة والضفة) وما خلفته تداعيات عملية “طوفان الأقصى”، الأوساط الصهيونية تجدد التحذير من أزمة تاريخية غير مسبوقة يواجهها “جيش” العدو، ما يثير تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على وجوده الميداني وسط اتساع ساحات الصراع، وطول أمد الحروب التي يبدو أنها أكبر من قدرة جيشه على احتمالها، فضلاً عن انعكاس الأزمات الداخلية على بنية الجيش ووظيفته.
استنزاف يهدد البنية العسكريةكشفت سلسلة تقارير إعلامية عبْر صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن دخول كيان العدو الإسرائيلي مرحلةً من النقص الحاد في الجنود، هي الأسوأ منذ حرب جنوب لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وأقر جيش العدو بمقتل وإصابة المئات من عناصر وحداته الهندسية خلال معارك غزة، مؤكداً أن هذه الوحدات لم تعد “مورداً لا ينضب”، ما دفعه للاعتماد على مقاولين مدنيين لتدمير المنازل في قطاع غزة، والقرى اللبنانية الجنوبية، وإنشاء تحصينات عسكرية في المنطقة العازلة بسوريا.
ولا تقتصر الأزمة على عصابات “الجنود النظاميين”، بل تطال أيضاً قوات الاحتياط التي تعاني من “استنزاف حتى النخاع”، وفقاً للتقرير ذاته، حيث يُجبر الآلاف على الخدمة لفترات طويلة دون دعم لوجستي أو نفسي كافٍ، وسط غياب خطط سياسية لمعالجة النقص البشري.
أرقام كبيرة وتداعيات ميدانيةبلغت خسائر جيش العدو منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 12 ألف جندي ما بين قتيل وجريح، بينما غادر أكثر من 10 آلاف آخرين الخدمة العسكرية بعد الحرب. وفي محاولة لسد العجز، أعلنت قيادة العدو العسكرية عن حاجتها إلى 7500 جندي جديد، بالإضافة إلى آلاف العناصر في الأدوار القتالية والإدارية، لكن العقبات التشريعية والسياسية تعيق تحقيق هذه الأهداف.
وتفاقمت الأزمة مع قرار ما يسمى رئيس أركان جيش العدو، المعيّن حديثاً إيال زامير، تشكيل وحدات عسكرية جديدة، مثل لواء مشاة إضافي وكتيبة هندسية، ما يتطلب تعبئة آلاف الجنود، بينما يتحمل العسكريون الحاليون العبء الأكبر، وسط تحذيرات من “ضغوط غير مسبوقة منذ عقدين” وهو القرار الذي أعاد للواجهة أزمة التجنيد وفجر خلافات من أعلى المستويات.
وكانت محاولات جيش العدو تجنيد 15 ألف احتياطي على ثلاث دفعات قد وُوجهت برفضٍ واسع، حيث رفض 50-70% من المستدعين العودة للخدمة بسبب الآثار المدمرة على حياتهم العملية والأسرية. حتى اللجوء إلى تجنيد من تزيد أعمارهم عن 40 عاماً بوعود تحفيزية باءت بالفشل، وفقاً لموقع الجيش الإسرائيلي.
ولم تسلم الخطط من سخرية الواقع والأرقام التي حققتها بعد جهد عاصف، فمحاولات تجنيد الحريديم (المتديّنين اليهود) التي استهدفت 6 آلاف فرد حققت نجاحاً هامشياً بـ177 مجنداً فقط، رغم الضغوط السياسية لتعديل قوانين الإعفاء الديني.
وتتصاعد الاحتجاجات حول إعفاء الحريديم والذين يمثلون (14% من نسبة المغتصبين اليهود) من التجنيد الإلزامي منذ تأسيس “إسرائيل”، ما يزيد الضغط على الاحتياط. وبينما يسعى جيش العدو لتجنيد 10 آلاف جندي إضافي، أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – المعتمد على دعم أحزاب الحريديم – على رفض التجنيد الإلزامي لهم، حيث التحق بضع مئات فقط من أصل 10 آلاف أمر تجنيد صدر العام الماضي.
ويواجه الكيان المؤقت أزمات وخلافات عاصفة تنذر بالأسوأ مع تصاعد الاستنزاف في صفوف جنود الاحتياط، واشتداد وتيرة الخلافات السياسية حول إعفاء اليهود الأرثوذكس (الحريديم) من الخدمة العسكرية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”.
ووفقاً للصحيفة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، تم تجنيد نحو 300 ألف مغتصب يهودي -في صفوف الاحتياط- خدموا أكثر من 200 يوم في ثلاث جولات قتالية بغزة، مع توقعات بعودة فورية للمعارك في ظل تهديدات بتصعيد عسكري على جبهات متعددة. وأشارت زوجة أحد الجنود، تشين أربيل مارينبرغ، إلى أن العائلات تُعدّ نفسها لـ”خمس سنوات من القتال العنيف”.
في غضون ذلك حذّر محللون عسكريون، مثل عاموس هاريل من صحيفة “هآرتس”، من تزايد احتمال امتناع بعض “جنود الاحتياط” عن الالتحاق بالخدمة، خاصة مع غياب إجماع على أهداف الحرب. وأكدت أرقام جيش العدو الإسرائيلي مقتل أكثر من 800 جندي وإصابة 6000 آخرين، مع ارتفاع غير معلن في أعداد المصابين بأزمات نفسية.
وكشف استطلاع لمنتدى زوجات جنود الاحتياط في نوفمبر 2023 أن 80% من المشاركين تراجع دافعهم للخدمة بسبب إعفاء الحريديم والصعوبات الشخصية. وأقرّ جنود بتغيّبهم عن التدريبات أو الخدمة لأسباب خاصة، بينما علّق ضباط احتياط خدمتهم احتجاجاً على ما أسموه: “حرب لا تخدم مصلحة الشعب”.
تتعمق الأزمة مع تمسك مجرم الحرب نتنياهو بموقفه الرافض لوقف القتال رغم ضغوط “شعبية” لإبرام صفقة تبادل أسرى، ما يهدد بموجة احتجاجات جديدة، وهو ما بدأ فعلاً في مدينتي يافا وحيفا وغيرهما.
وأعادت محاولة إقالة رئيس ما يسمى جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” الأسبوع الماضي إحياء مخاوف من أزمة دستورية، قد تدفع آلاف الجنود لتعليق خدمتهم كما حدث قبل 7 أكتوبر.
أضافت توسعات العدو الإسرائيلي العسكرية في سوريا – عبر تقسيم الجنوب إلى مناطق نفوذ تصل إلى دمشق والضفة الغربية، حيث عمليات “الجدار الحديدي”، عبئاً جديداً على موارد العدو البشرية. كما أدى إنشاء ما يُسمى “الفرقة الإقليمية الشرقية” لتأمين الحدود مع الأردن، وتعزيز الوجود قرب سيناء، إلى تفاقم الأزمة.
وصف المحلل العسكري عاموس هرئيل في “هآرتس” الخطط السياسية لاستئناف الحرب بغزة بأنها “انغلاق جارف” أمام معاناة الجنود، مشيراً إلى أن “الحكومة الإسرائيلية” تُفضّل مصالحها التحالفية مع الأحزاب الدينية على حساب تعزيز “الجيش”، من جهته، حذّر الخبير يوسي يهوشع من أن “آذان الحكومة مغلقة أمام احتياجات الجيش”، في إشارة إلى غياب الحلول القانونية.
لا تنفصل أزمة التجنيد عن رفض شرائح داخل كيان العدو الإسرائيلي واسعة الانخراط في حروب التوسع، حيث يرى مراقبون أن رفض الحريديم والعديد من الشباب الخدمة يعكس أزمة دستورية عميقة لمشروع الصهيونية في المنطقة التي تحاول أمريكا ترقيعه وتدعيمه. وفي هذا السياق، علّق خبير مختص في شؤون العدو الإسرائيلية أنّ: “محاولات العدو استقطاب الدروز السوريين لتغطية عجزه العسكري تكشف حجم الانهيار الديموغرافي الذي يواجهه كيان يرفض أغلب شبابه أن يكونوا وقوداً لحروبه”.
تبقى أزمة العنصر البشري اختباراً وجودياً للكيان الإسرائيلي، في ظل تنامي رفض داخلي لسياسات الاحتلال، وصعود مقاومة فلسطينية وعربية تزداد قدرة على تعميق هذه الأزمات، على مشارف الزوال المرتقب والانتصار الموعود.
نقلا عن موقع أنصار الله