المفوضية الأوروبية تحذر من الخطر الصيني
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدمت المفوضية الأوروبية مشروع "الكتاب الأبيض للدفاع"، الذي يحدد الثغرات الأمنية في القارة وأولويات إعادة التسليح، في ظل عدم اليقين بشأن الالتزام الأميركي بحلف الناتو.
يأتي هذا التوجه وسط تصاعد التوترات العالمية، أبرزها الحرب في أوكرانيا، وزيادة النفوذ الصيني في القطب الشمالي والمحيطين الهندي والهادئ.
يؤكد الكتاب الأبيض أن أوروبا تواجه "تهديدًا حادًا ومتزايدًا"، حيث تمثل روسيا والصين التحديين الرئيسيين. فبينما تستمر روسيا في توسيع اقتصادها الحربي، بدعم من بيلاروس وكوريا الشمالية وإيران، فإن بكين تواصل تعزيز قدراتها العسكرية والتكنولوجية، ما يؤدي إلى تغير التوازن الاستراتيجي، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
يُشير التقرير إلى أن روسيا زادت إنفاقها العسكري ليصل إلى 40% من ميزانيتها الفيدرالية في 2024، أي 9% من ناتجها المحلي الإجمالي، مما يعكس تصعيدًا كبيرًا في استراتيجيتها العسكرية. وبحسب المفوضية، فإن انتصار موسكو في أوكرانيا قد يعزز طموحاتها التوسعية في أوروبا، مما يجعلها التهديد الأمني الأساسي للقارة، خاصة مع استمرارها في نشر الأسلحة النووية في بيلاروس، وإثارة التوترات في جورجيا ومولدوفا والبلقان.
أما الصين، فقد أصبحت قوة عالمية ذات نفوذ متزايد، حيث تركز على توسيع سيطرتها الاقتصادية والتكنولوجية. يُشير التقرير إلى أن بكين لا تسعى فقط إلى التفوق التجاري، بل تحاول فرض هيمنتها في المجالات العسكرية والسيبرانية، مما يزيد من تعقيد البيئة الاستراتيجية لأوروبا. كما أن تصاعد التوترات في مضيق تايوان والتدخلات الصينية المتزايدة في المحيط الهادئ قد يُحدثان اضطرابات اقتصادية وسياسية خطيرة تؤثر على أوروبا.
لا تقتصر التهديدات على الصراعات العسكرية التقليدية، بل تشمل الهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، والتجسس، والتخريب، وتسليح الهجرة.
فقد أشار التقرير إلى أن البنية التحتية الحيوية الأوروبية، بما في ذلك الملاحة البحرية في البحر الأسود وبحر البلطيق، باتت هدفًا رئيسيًا للهجمات السيبرانية والتخريبية.
كما حذر التقرير من أن التنافس الجيوسياسي الحالي قد أدى إلى سباق عالمي في مجال التكنولوجيا، مما يجعل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية، والروبوتات، والحرب الإلكترونية عناصر رئيسية في التفوق العسكري المستقبلي.
في ضوء هذه التهديدات، شددت استراتيجية الدفاع الأوروبية على ضرورة تعزيز الإنفاق العسكري للدول الأعضاء، وإعادة بناء قدرات الدفاع الأوروبية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
مشروع "درع الحدود الشرقية"، الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي، يمثل إجراءً رئيسيًا لتعزيز الدفاعات البرية ضد روسيا وبيلاروس. يشمل المشروع نظامًا متكاملًا لإدارة الحدود البرية، يتضمن حواجز مادية، وبنية تحتية متطورة، وأنظمة مراقبة حديثة، مما يجعله الخط الدفاعي الأول ضد التهديدات العسكرية والهجينة.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطة بقيمة 800 مليار يورو لتعزيز الإنفاق الدفاعي في جميع أنحاء الاتحاد، إلى جانب برنامج قروض بقيمة 150 مليار يورو لدعم الاستثمارات العسكرية المشتركة بين الدول الأعضاء. كما وافق الاتحاد الأوروبي على تفعيل بند الإعفاء الوطني، الذي يسمح بزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل منسق، مما يمنح الدول الأعضاء مرونة مالية أكبر لتعزيز قدراتها العسكرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المفوضية الأوروبية الكتاب الأبيض
إقرأ أيضاً:
"فورين بوليسي" تحذر من تحوّل الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن إلى حرب استنزاف طويلة الأمد على غرار العراق وأفغانستان (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الحملة العسكرية للولايات المتحدة في البحر الأحمر قد تؤدي إلى استنزاف كبير لموارد البحرية الأمريكية.
وذكرت المجلة في تقرير لها ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن عمليات القصف الجوي وإطلاق صواريخ "توماهوك" تهدد مخزونات الذخائر الأمريكية وتضعف قدرة واشنطن على الاستجابة لصراعات أخرى.
وأكدت أن استمرار العمليات العسكرية بهذه الوتيرة قد يضعف البحرية الأمريكية في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى الحفاظ على قدراتها لمواجهة تحديات أخرى، خاصة في المحيط الهادئ.
وأشارت إلى أن تصاعد التساؤلات في واشنطن حول جدوى التدخل العسكري الأمريكي في البحر الأحمر وسط مخاوف من حرب استنزاف طويلة.
وحذر خبراء ومحللون من أن الحملة العسكرية قد تتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، على غرار التجارب الأمريكية في العراق وأفغانستان.
ونقلت المجلة عن جيمس هولمز - أستاذ في كلية الحرب البحرية الأمريكية قوله إن "الاعتماد على القوة الجوية والبحرية فقط قد لا يكون كافيًا للقضاء على تهديد الحوثيين".
وشكك هولمز من جدوى القوة الجوية البحرية في ترويع الجهات البرية غير الحكومية وقال "أنا مُتشكك". وتساءل عما إذا كان استنزاف مخزونات الذخائر الثمينة اللازمة لحرب مُستقبلية مُحتملة في المحيط الهادئ هو أفضل استخدام للموارد الأمريكية المحدودة.
وأكد أن القضاء التام على الحوثيين يتطلب أكثر من مجرد بضعة صواريخ توماهوك وغارات جوية، والتزامًا أكبر بكثير مما أظهره ترامب، أو الشعب الأمريكي، حتى الآن.
قال هولمز: "يجب أن تكون هناك - في ساحة المعركة، تُصارع العدو - لتحقيق النصر".
كما نقلت المجلة عن خبير بحري أوروبي قوله إن "الحملة الأمريكية في البحر الأحمر "جنون" وقد تؤدي إلى إنهاك القدرات العسكرية الأمريكية وسط التوتر مع الصين".
"المشكلة الأساسية هي أن الحوثيين، وهم جماعة مسلحة عابرة للحدود تدعمها إيران... بدأوا حربًا أهلية، واستولوا على العاصمة، ويرفضون الحوار، ويشعرون بأنهم مخولون بحكم البلاد بوعد إلهي"، هذا ما قالته ندوة الدوسري، الخبيرة في شؤون اليمن والحرب غير النظامية في معهد الشرق الأوسط.
وقالت الدوسري للمجلة إن قبضة الحوثيين على البلاد ازدادت قوةً بعد مبادرة دبلوماسية عُرفت باتفاقية ستوكهولم، المُتفق عليها عام 2018، والتي منحت المسلحين سيطرةً فعليةً على أحد أكبر موانئ البلاد - الحديدة - الذي حوّلوه إلى مستودعٍ للأموال والأسلحة.
ولفتت إلى أن اتفاقية ستوكهولم شكلت نقطة تحول في الصراع اليمني. لقد عززتهم [الحوثيين] عسكريًا ومكّنتهم من الحصول على الموارد".