كاتب بريطاني: أوروبا لم تستيقظ من سباتها بعد
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
جاء في مقال نشرته صحيفة، فايننشال تايمز، إن استجابة أوروبا لتصاعد التهديدات الجيوسياسية لا تزال مجزأة، والأخبار تتجه إلى الحديث عن أوروبا مستقلة عن الولايات المتحدة، لكنّ الواقع مختلف إذ تعيق الانقسامات المالية والسياسية الوحدة العسكرية الحقيقية.
وأشار الكاتب والمعلّق في السياسة الدولية جنان غانيش، إلى أن مستوى الإنفاق الدفاعي يختلف بشكل حاد في القارة، حيث تنفق الدول الشمالية والشرقية أكثر، مقارنةً بنظيرتها الجنوبية، وليس هناك اتفاق على كيفية نشر القوى الأوروبية.
وفي هذا الصدد شكك الكاتب بادعاءات، أن انفصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتحاد الأوروبي يعزز الوحدة الأوروبية، وأكد أنه من دون دعم شعبي صريح أو إستراتيجية عسكرية منسقة، فإن أوروبا لا تشهد صحوة تاريخية بل لا تزال في سباتها.
وذكر، أنه من المرجح أن يؤدي انفصال أوروبا عن حليفتها أميركا إلى ترسيخ الانقسامات الموجودة بين دول شمال القارة وجنوبها، وذكر مثالَ رفض رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا بالرغم من أنها تدعمها.
وأشار غانيش إلى التفاوت في الالتزامات العسكرية داخل أوروبا، إذ إن دول البلطيق وبولندا تنفق بسخاء على الدفاع، في حين أن الدول الكبرى في الجنوب تقدم مساهمات محدودة رغم تعدادها السكاني الكبير.
إعلانوحذر من أنه حتى لو زادت ألمانيا إنفاقها الدفاعي كالمتوقع، فإن القدرة العسكرية الأوروبية ستظل ضعيفة خارج إطار حزب شمال الأطلسي (الناتو) ما لم يكن هناك انخراط فعلي من دول الجنوب.
تحدياتولفت غانيش إلى أن التفاؤل الذي ساد المملكة المتحدة بعد تغير قيادتها عام 2024 سرعان ما تلاشى، إذ إنه كان من المتوقع، أن تعمل حكومة حزب العمال على استقرار الاقتصاد وتعزيز الإنفاق، ولكن الناتج البريطاني انكمش حتى قبل أن تدخل الزيادات الضريبية حيز التنفيذ.
وفي رأي الكاتب، فإن أوروبا تعاني مما تعانيه المملكة المتحدة، بما في ذلك تباطؤ النمو، وإيرادات مالية ضعيفة، وتمويل دفاعي غير كاف، ولاحظ مفارقة، أن بريطانيا أصبحت تأخذ الدفاع الأوروبي بجدية أكبر من بعض دول الاتحاد الأوروبي بعد خروجها من الاتحاد.
وقال غانيش، إنه لا عيب في البحث عن الأمل في ظل الأزمة الحالية -حتى لو كان أملا زائفا- ولكنه يرى أن هناك فرقا كبيرا بين التفاؤل وبين الاستسلام لأوهام لا أساس لها وهي تنكر الواقع، وتكمن الأوهام في أوروبا في الحديث عن توحيد أوروبا كنتيجة غير مقصودة لسياسات ترامب.
وأشار الكاتب إلى أنه من غير الواضح مدى استعداد المواطنين الأوروبيين للتضحية من أجل إعادة التسلح، كما أن أوروبا لم تقرر بعد من سيحمل السلاح فيها وإلى أين.
وخلص الكاتب إلى أن وصف أوروبا بالعملاق "الذي يستيقظ من سبات طويل" سيظل غير دقيق ما لم تحل هذه المشكلات، وتتوقف أوروبا "عن تجاهل المنبه" وتستيقظ تماما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبية يحذّر من تداعيات الرسوم الجمركية
حذر فادليس دومبروفسكيس المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، من التبعات الاقتصادية طويلة المدى على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا طبقت واشنطن الرسوم الجمركية المعلّقة على صادرات التكتل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول الأربعاء، إن واشنطن ستعلّق رسوما خاصة على وارداتها من معظم الشركاء التجاريين، ومن بينهم الاتحاد الأوروبي، لمدة 90 يوما؛ للسماح بإجراء مزيد من المحادثات مما دفع التكتل لتعليق الرسوم المضادة المخطط لها.
وقال دومبروفسكيس "وفقا لأحدث نموذج محاكاة لدينا لتأثير رسوم الولايات المتحدة، يمكن أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة تتراوح ما بين 0,8 % و1,4 % حتى عام 2027".
وأضاف أن "التأثير السلبي على الاتحاد الأوروبي سيكون أقل منه في الولايات المتحدة، ويصل لحوالي 0,2% من الناتج المحلي الإجمالي" إذا طبقت الرسوم الأميركية بنسبة 20%.
وأوضح المفوض الأوروبي أنه "نظرا لعدم اليقين الاستثنائي وقرارات الرسوم التي تتغير كثيرا، لا يمكن أن تكون نماذج المحاكاة لدينا دقيقة تماما، لكنها تظهر أن الاتجاه العام أن الرسوم تضر بالرخاء".
يأمل الاتحاد الأوروبي التوصل لحل عن طريق التفاوض أثناء تعليق زيادات الرسوم على الوارادت.
وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أنها تدرس فرض رسوم جمركية على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة مثل "ميتا" أو "جوجل".
وقالت فون دير لاين للصحيفة إنه إذا لم تنجح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق، فهناك مجموعة واسعة من الإجراءات المضادة المتاحة للاتحاد الأوروبي. ونقتل عن فون دير لاين قولها "على سبيل المثال، يمكن فرض ضريبة على عائدات الإعلانات الخاصة بالخدمات الرقمية".
وكانت فون دير لاين قد أعلنت، أمس الخميس، أن الاتحاد الأوروبي سيعلق فرض الرسوم الجمركية الانتقامية على الواردات الأميركية لمدة 90 يوما ردا على خطوة مماثلة أعلنتها الولايات المتحدة.
وقالت فون دير لاين "نريد أن نعطي المفاوضات فرصة". وأضافت "إذا لم تكن المفاوضات مرضية، سنقوم بتفعيل تدابيرنا المضادة".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، أن "العمل التحضيري لاتخاذ تدابير مضادة إضافية لا يزال مستمرا. وكما قلت سابقا، فإن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة".
كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد وافقت، أمس الأول الأربعاء، على فرض رسوم جمركية انتقامية تتراوح بين 10% و25% على الواردات الأميركية، والتي كان من المقرر تطبيقها اعتبارا من الأسبوع المقبل، ردا على الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الصلب والألومنيوم التي فرضها الرئيس ترامب منذ نحو شهر.