أوكرانيا تتصدر ملفات أجندة قمة الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط أزمات متفاقمة، يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة مستقبل الدفاع الأوروبي، وتعزيز القدرة التنافسية، ومواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب التعامل مع نهج واشنطن الجديد في مفاوضاتها مع موسكو.
يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل، الخميس، في قمة زاخرة بالقضايا الاستراتيجية، يتصدرها الصراع في أوكرانيا، وتأثير المفاوضات التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هدنة مؤقتة، إضافة إلى مشروع تحويل التكتل إلى قوة عسكرية عالمية، من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي وإعادة تسليح أوروبا.
ووفقًا لما أوردته مجلة "بوليتيكو"، تركز القمة، الممتدة ليومين، على عدة ملفات رئيسية، تشمل:تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا لمواصلة المواجهة مع روسيا.إصلاحات في ميزانية الاتحاد الأوروبي بعد أزمات اقتصادية متعاقبة.مناقشة استراتيجيات الحد من الهجرة غير النظامية.إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل سياسات ترامب التجارية والعسكرية المتغيرة.مراجعة مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ومستقبل دول البلقان في التكتل.أوكرانيا
محور القمة.. دعم أوروبي بلا شروط
تأتي القمة في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد بشأن دعم أوكرانيا، خصوصًا بعد الطرح الأمريكي لهدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا، تهدف إلى حماية منشآت الطاقة الأوكرانية والملاحة في البحر الأسود.
في هذا السياق، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن رفضه لأي وقف لإطلاق النار لا يضمن تفوق كييف، قائلًا:"يجب أن نواصل دعمنا العسكري لأوكرانيا بموقف واضح، لأن أي سلام يجب أن يكون عادلاً، ويضمن استقلال كييف وسيادتها".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن على الاتحاد الأوروبي التركيز على تعزيز تكنولوجيا الدفاع بدلاً من مجرد زيادة مخزونات الأسلحة، مشددًا على أهمية تحديث القدرات الأوروبية لمواجهة التحديات المستقبلية.
أما رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، فقد أبدى تفاؤلًا حذرًا بشأن المحادثات بين واشنطن وموسكو، لكنه أشار إلى أن الموقف الروسي لا يزال غير واضح، حيث قال:
"أوكرانيا والولايات المتحدة مستعدتان للتفاوض، لكن لا أحد يعلم ما تريده روسيا الآن. الكرة في ملعب موسكو".
هل تسبق أوكرانيا دول البلقان إلى عضوية الاتحاد الأوروبي؟
من بين القضايا الخلافية المطروحة خلال القمة، إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قبل دول البلقان، مثل صربيا والجبل الأسود، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا بين القادة الأوروبيين.
أكد رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا، أن ذلك يعتمد على سرعة الإصلاحات الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه إذا تمكنت كييف من استكمال المتطلبات بحلول عام 2030، فقد تتفوق على دول غرب البلقان في سباق الانضمام إلى الاتحاد.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو على أن أوروبا يجب أن ترحب بأوكرانيا "في أقرب وقت ممكن"، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبعث برسالة واضحة للأوكرانيين بأن جهودهم الإصلاحية لن تذهب سدى.
خطوة نحو الاستقلال عن واشنطن
مع تصاعد التوترات العالمية، أصبح تعزيز القوة العسكرية الأوروبية أولوية قصوى، وهو ما ظهر في المناقشات حول "الكتاب الأبيض"، الذي قدمته المفوضية الأوروبية كمقترح لإعادة تسليح القارة.
في هذا السياق، قال المستشار النمساوي كريستيان ستوكر إن الوقت قد حان لأوروبا لإدارة أمنها بشكل مستقل، حتى مع التزام بلاده بالحياد وعدم عضويتها في حلف الناتو. وأشار إلى أن النمسا ستزيد إنفاقها الدفاعي للمساهمة في الأمن الأوروبي، وهو تحول استراتيجي جديد في سياستها الدفاعية.
العلاقات التجارية مع واشنطن.. مواجهة أم تنازلات؟
بينما ينصب التركيز على الدفاع والسياسة الخارجية، أثيرت تساؤلات حول السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها على الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد فرض ترامب رسومًا جمركية على الصلب والألومنيوم، وتهديده باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الاتحاد الأوروبي.
حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد من أن أوروبا يجب أن تستعد لمحاولات واشنطن لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط وابتزاز، قائلة بلهجة مباشرة غير معهودة:
"يجب أن نعزز استقلالنا الاقتصادي، لأن سياسة ترامب تعتمد على تقوية بلاده ثم إضعاف الآخرين، ومن ثم استخدام التعريفات كوسيلة ابتزاز".
ورغم أن التجارة لم تكن على جدول الأعمال الرسمي للقمة، إلا أن دولًا مثل إيطاليا، وإيرلندا، وفرنسا عبرت عن مخاوفها من تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة مع توجه المفوضية الأوروبية نحو إجراءات انتقامية ضد واشنطن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الحرب الاتحاد الأوروبی یجب أن
إقرأ أيضاً:
مصادر تكشف طلبا صادما لواشنطن من أوكرانيا
طالبت الولايات المتحدة بالسيطرة على خط أنابيب حيوي في أوكرانيا يُستخدم لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، اجتمع مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون يوم الجمعة لمناقشة مقترحات البيت الأبيض بشأن صفقة معادن.
ويريد دونالد ترامب من كييف تسليم مواردها الطبيعية "كرد فعل" مقابل الأسلحة التي سلمتها إدارة بايدن السابقة.
ووصف خبير اقتصادي أوكراني كبير في كييف الموقف الأخير لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المحادثات بأنه تنمر "استعماري".
وأفادت رويترز بأن المحادثات ازدادت حدة. وتُعدّ أحدث مسودة أمريكية أكثر "تطرفًا" من النسخة الأصلية الصادرة في فبراير، والتي اقترحت منح واشنطن ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة، بالإضافة إلى النفط والغاز.
ونقلت رويترز عن مصدر مطلع على المحادثات أن الوثيقة الأخيرة تتضمن مطلبًا بأن تتولى مؤسسة تمويل التنمية الدولية التابعة للحكومة الأمريكية السيطرة على خط أنابيب الغاز الطبيعي.
ويمتد خط أنابيب نقل الغاز الروسي، الذي بُني هذا الخط في الحقبة السوفيتية، من مدينة سودجا في غرب روسيا إلى مدينة أوزهورود الأوكرانية، على بُعد حوالي 1200 كيلومتر، على الحدود مع الاتحاد الأوروبي وسلوفاكيا.