محادثات أميركية روسية خلال أيام بجدة وضحايا في هجمات بالمسيرات على أوكرانيا
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أفاد الكرملين الخميس بأن المحادثات الأميركية الروسية المقبلة يمكن أن تجري الأحد أو مطلع الأسبوع المقبل، فيما من المقرر أن تعقد واشنطن أيضا محادثات مع كييف في السعودية خلال الأيام المقبلة، وسط تصعيد في الهجمات العسكرية المتبادلة بين الطرفين.
وأوضح الكرملين اليوم الخميس أن البلدين سيناقشان سبل ضمان سلامة الملاحة عبر البحر الأسود خلال محادثات بخصوص تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية في اجتماع بمدينة جدة السعودية الأسبوع المقبل.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "قد لا تكون يوم الأحد.. يمكن أن تكون في بداية الأسبوع المقبل"، معبرا عن أمله في أن تستمر المحادثات على مستوى الخبراء في الأيام المقبلة.
ولم يتضح بعد إن كان المسؤولون الأميركيون سيجتمعون مع الوفدين الأوكراني والروسي في اليوم ذاته، أم أن هناك إمكانا لعقد محادثات ثلاثية يكون الحوار فيها مباشرا بين كييف وموسكو.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز الأربعاء إن "فرقا فنية" من روسيا والولايات المتحدة ستجتمع في الرياض "للتركيز على تطبيق وتوسيع وقف إطلاق النار الجزئي الذي ضمنه الرئيس ترامب من الجانب الروسي".
محادثات ترامب مع بوتين وزيلينسكي
وتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق هذا الأسبوع.
إعلانوقال ترامب إن مكالمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين سارت على ما يرام، وإنه تحدث مع نظيره الأوكراني فولودمير زيلينسكي وشرح له ما جرى مع بوتين.
وفي مقابلة مع موقع بريتبارت قال ترامب إن إدارته تتوصل الآن إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن المعادن النادرة بهدف ما قال إنه استعادة الأموال الأميركية وفعل شيء بها
وأضاف أنّ فصل روسيا عن الصين ليس هدفا أو دافعا للولايات المتحدة للانفتاح الاقتصادي مع روسيا.
وبدوره، أفاد زيلينسكي بأن كييف "مستعدة" لوقف الهجمات على شبكة الطاقة والبنى التحتية الروسية، وذلك بعد يوم على موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمر ذاته تجاه أوكرانيا.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى تناقض في روايتي موسكو وواشنطن بشأن نتائج الاتصال بين الرئيسين؛ فقد قال الكرملين إن الطرفين ناقشا فقط وقف الهجمات على محطات الطاقة، لكن البيت الأبيض أصر على ضرورة أن تشمل المحادثات الطاقة والبنى التحتية المدنية الأخرى على حد سواء.
ورغم الأجواء الإيجابية التي طبعت حديث ترامب مع الرئيسين الروسي والأوكراني؛ فإن التوصل إلى وقف أوسع لإطلاق النار ما زال أمرا بعيد المنال مع إصرار بوتين أثناء اتصاله مع ترامب الثلاثاء أن على الغرب أولا وقف كل أشكال الدعم العسكري لأوكرانيا.
كما طالب بوتين أيضا بعدم السماح لأوكرانيا بإعادة التسلح ووقف التجنيد العسكري الإجباري.
من جهة أخرى، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تتملك الولايات المتحدة محطات الطاقة النووية الأوكرانية وتديرها، في إطار مساعيه الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وجارتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز في بيان مشترك إنّ ترامب "ناقش إمدادات الكهرباء الأوكرانية ومحطات الطاقة النووية" وأشارا إلى أن واشنطن "قد تؤدي دورا مساعدا جدا" في إدارتها.
إعلانوأضاف البيان أن "الملكية الأميركية لهذه المحطات ستمثّل أفضل حماية لهذه البنى التحتية".
بيد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال إنه ناقش مع نظيره الأميركي دونالد ترامب هاتفيا احتمال سيطرة الولايات المتحدة على محطة نووية أوكرانية واحدة، هي محطة زاباروجيا التي تحتلها روسيا، وليس محطات عدة كما أشارت واشنطن في وقت سابق.
ومن المقرر أيضا أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات أثناء قمة في بروكسل الخميس، إضافة إلى قدرات التكتل الدفاعية في مواجهة عدائية روسيا.
ميدانيا، أسفر هجوم روسي على شرق أوكرانيا عن مقتل شخصين خلال الليل، كما أطلقت موسكو وابلا من الطائرات المسيّرة أدى إلى إصابة 10 أشخاص وإشعال حرائق على مسافة مئات الكيلومترات من الجبهة.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت75 طائرة مسيرة من أصل 171 أطلقتها روسيا.
وأضافت أن 63 طائرة مسيرة "فُقدت" في إشارة إلى استخدام الجيش الأوكراني أساليب التشويش الإلكتروني لإعادة توجيهها.
وبالمقابل، قال مسؤولون ووسائل إعلام رسمية في روسيا إن النيران اندلعت في قاعدة جوية بالقرب من قاعدة للقاذفات الإستراتيجية بعد هجوم أوكراني كبير بطائرات مسيرة في جنوب البلاد.
وقال رومان بوسارجين حاكم ساراتوف إن طائرة أوكرانية مسيرة شنت هجوما على بلدة إنغلز مما أدى إلى اشتعال النيران في قاعدة جوية وإجلاء السكان من المناطق القريبة.
ولم يذكر قاعدة إنغلز على وجه التحديد، لكنها القاعدة الجوية الرئيسية في المنطقة.
وتقع قاعدة إنجلز على بعد نحو 700 كيلومتر من خطوط المواجهة في أوكرانيا وبها قاذفات القنابل الإستراتيجية الثقيلة من طراز توبولف تو-160 القادرة على حمل رؤوس نووية.
إعلانومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 132 طائرة مسيرة أوكرانية فوق ست مناطق مختلفة في جنوب روسيا، بما في ذلك 54 في منطقة ساراتوف حيث تقع قاعدة إنجلز.
وصعّدت روسيا وأوكرانيا هجماتهما الجوية حتى في الوقت الذي يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الكرملين وكييف للموافقة على وقف لإطلاق النار بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب تثير الفوضى في سوق السيارات الأميركي
في تطور جديد يعكس مدى التأثير الفوري لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، دخلت وكالات السيارات في الولايات المتحدة حالة من الفوضى والارتباك نتيجة فرض رسوم جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
صدمة فورية لوكلاء السياراتووفقا للتقرير، فإن القرار الجمركي دفع عديدا من وكلاء السيارات المستعملة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لمحاولة تغطية النقص الحاد في المخزون، إذ بدأت بعض الوكالات في الاتصال بعملائها السابقين وعرض شراء سياراتهم المستعملة بأسعار أعلى مما دفعوه في الأصل، في محاولة يائسة لملء ساحات العرض الفارغة.
وقال مدير في إحدى وكالات "هوندا" في كاليفورنيا لبلومبيرغ قائلا: "أحتاج لشراء سيارتك مرة أخرى يا سيدي، وأنا مستعد لدفع أكثر بكثير، مما دفعت"، مشيرا إلى أن مخزون الوكالة انخفض من 100 مركبة إلى أقل من 40 فقط في غضون أيام.
تكرار سيناريو الجائحةوأشارت بلومبيرغ إلى أن هذا الاضطراب يُعيد إلى الأذهان المشهد الذي عاشه السوق خلال جائحة كورونا، حين أدت تعطلات الإنتاج إلى شح شديد في المركبات الجديدة، مما دفع المستهلكين نحو سوق السيارات المستعملة، ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة بدافع سياسي وتجاري مباشر.
وأوضحت الوكالة أن أسعار السيارات المستعملة ارتفعت خلال الأيام الماضية بنسب وصلت إلى 12% في بعض الولايات، وفقا لبيانات منصة "مانهايم" المتخصصة في المزادات، في حين سجلت بعض الطرازات، مثل "هوندا سي آر في الهجينة"، زيادة في الطلب بنسبة 18% منذ إعلان الرسوم الجمركية.
إعلان تراجع في المبيعات وإرباك لدى الشركاتوذكرت بلومبيرغ أن شركات مثل تسلا أوقفت تلقي طلبات الشراء في الصين لطرازي "مودل إس" و"مودل إكس" اللذين يُصنعان في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت بكين ردها على الرسوم الأميركية بفرض رسوم انتقامية تصل إلى 125% على جميع البضائع الأميركية بدءا من 12 أبريل/نيسان الحالي.
كما صرّحت الشركة بأنها تشهد تراجعا كبيرا في المبيعات، وتخشى من استمرار تآكل قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية، في وقت تسعى فيه بكين لتوسيع صادراتها من السيارات الكهربائية المصنعة محليا.
أثر اقتصادي واسع النطاقوحسب محللين تحدثوا إلى بلومبيرغ، فإن الرسوم الجمركية المفروضة مؤخرا -التي رفعت إجمالي الرسوم على الصين إلى 145% في بعض المنتجات- خلقت اضطرابا عميقا في سلاسل التوريد وأجّجت التضخم في سوق السيارات الأميركية.
ويُتوقع أن تتسبب هذه السياسات في مزيد من التقلبات بالأسواق خلال الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية أو تعليق إضافي للرسوم.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن ترامب تعليقا مؤقتا للرسوم الجمركية لمدة 90 يوما، مما ساعد مؤقتا في تهدئة الأسواق، غير أن المخاوف لا تزال قائمة من العودة إلى فرض الرسوم بكامل قوتها بعد انتهاء فترة التعليق، حسبما نقلت بلومبيرغ عن مسؤولين في وزارة التجارة الأميركية.
وفي ظل هذا الاضطراب، تُظهر السيارات المستعملة مرونة غير متوقعة، بل وأصبحت -حسب تعبير أحد المحللين في تقرير الوكالة- "أصولا قابلة للتفاوض في ظل عالم تجاري متقلب"، مشيرا إلى أن السوق دخل فعليا في مرحلة ما يمكن تسميتها "حرب السيارات التجارية".