تحليل.. نهاية حرب أوكرانيا تشبه نهاية حرب فيتنام
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
لفت المحلل السياسي جورج فريدمان، إلى أن الولايات المتحدة لم تكن قد هُزمت عسكرياً عندما دخلت محادثات مع فيتنام الشمالية مع اقتراب نهاية الحرب، لكنها كانت قد فشلت في مهمتها بالقضاء على الفيت كونغ.
تستند المفاوضات إلى واقع جيوسياسي وأيضاً إلى ظروف سياسية
ولم تنتصر فيتنام الشمالية في الحرب أيضاً، لكن نتيجة النزاع كانت واضحة: لم يستطع أي من الجانبين إخضاع الآخر تماماً.
كتب فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن حرب فيتنام كانت نتاجاً لضرورات جيوسياسية، بينما نشأت نتيجتها عن الواقع العسكري. انتهت الحرب بمفاوضات استمرت طويلاً، لم تكن محادثات السلام ذات طابع جيوسياسي بل كانت مسألة هندسة تسوية تعترف بواقع جيوسياسي يفرض على كلا الجانبين مراعاة الظروف السياسية الداخلية. لم تستطع الولايات المتحدة الاعتراف ببساطة بالفشل العسكري الكامل، لذا طالبت بـ "سلام مشرف"، كان على فيتنام الشمالية تبرير تكلفة الحرب أمام شعبها بأنها هزيمة بطولية للقوة الإمبريالية.
Although a grand bargain between Russia and Ukraine is unlikely, a provisional peace settlement with external guarantees could end the fighting—and offer a model for conflict resolution across the world, write G. John Ikenberry and Harold James. https://t.co/66kUNwEwpj
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) March 17, 2025استند اندلاع الحرب إلى ضرورة جيوسياسية، كان على فيتنام الشمالية توحيد البلاد بأكملها تحت نظام شيوعي. وكان على الولايات المتحدة إيقافها، ليس لأهمية فيتنام الجيوسياسية، بل بسبب خشية واشنطن من أن يؤدي الاستسلام المبكر إلى فقدان حلفائها ثقتهم بأنظمة التحالف المستندة إلى الولايات المتحدة. كانت المخاطر كبيرة لكلا الجانبين، لكن مصالح فيتنام الشمالية كانت أكبر. دار واقع المفاوضات حول شكل النهاية والصورة السياسية التي ولدتها.
ماذا عن أوكرانيا؟ينطبق الأمر نفسه على حرب أوكرانيا. فكل طرف يريد دفع أدنى ثمن سياسي لأي شيء يتجاوز انتصاره. أرادت روسيا استعادة أوكرانيا بصفتها حاجزاً ضد الغرب، بينما لم ترغب الولايات المتحدة في أن تكون روسيا مجاورة لحلف الناتو. لقد اندلعت الحرب، ويبدو أن روسيا قد كسبت حاجزاً في شرق أوكرانيا، وإن كان أصغر مما أرادت. تريد الولايات المتحدة إنهاء الحرب، وعليها أن ترضى بالنتيجة. أوكرانيا الآن في نفس الوضع خلال المفاوضات مع روسيا الذي كان عليه الفيتناميون الجنوبيون في حرب فيتنام.
نهاية الحرب حتمية، وتظهر الآن مقالات في وسائل الإعلام حول واقع ما بعد الحرب. يتحدث بعض المراقبين عن حرص صناديق التحوط على الاستثمار في روسيا. ويقول آخرون إن روسيا ستدفع ثمناً باهظاً وهي تبتعد عن اقتصاد الحرب. ولا يزال آخرون يتكهنون بالتأثير الجيوسياسي للحرب على أوروبا والصين.
فكرة مذهلةأضاف الكاتب أن نتيجة الحرب واضحة، ولم تعد المشكلة الآن جيوسياسية. المفاوضات عملية هندسية قد تفشل ثم تستأنف على مدى فترة طويلة، سواء استمر القتال أم لا. تدور المفاوضات جزئياً حول الشروط الدقيقة لنهاية الحرب. لكن هذه أيضاً قضية سياسية داخلية. لا يمكن لروسيا أن تبدو وكأنها خسرت الحرب، وستحاول إقناع شعبها بأنها انتصرت. وستحاول الولايات المتحدة إقناع شعبها بأنها وحدها من أنهت الحرب. المواقف السياسية داخل كلا البلدين على المحك لكلا الرئيسين.
Ukraine faces the prospect of reduced military aid, but its efforts over the past three years to boost domestic manufacturing capacity and encourage frontline innovation means that it is actually much more self-reliant than many observers appreciate. https://t.co/53lMkho7Kk
— Modern War Institute (@WarInstitute) March 13, 2025ويجب على كليهما أيضاً التفكير في شكل عالم ما بعد الحرب. أياً كانت النتيجة، فهي ستساعد في إنتاج نظام جيوسياسي سيذهل العالم. لم يكن واضحاً، في نهاية المطاف، أن الحرب الباردة ستنبثق من الحرب العالمية الثانية. إن وجود مصالح مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا فكرة مذهلة حقاً. لكن كل هذا قد يفشل، وقد تكون النهاية بعيدة المنال.
أول خطوة صغيرةتستند المفاوضات إلى واقع جيوسياسي، لكنها تستند أيضاً إلى ظروف سياسية دولية ومحلية. شهد العالم أول خطوة رسمية صغيرة يوم الثلاثاء، إنه مشروع هندسي يسعى فيه الطرفان إلى السلام بشرف. وبينما ستنتهي الحرب بالشكل الذي أوجدته الجيوش، ستكون التسوية مسألة تتعلق بفن الحكم، كما هي الحال في جميع المفاوضات السياسية. الخداع والتهديد هما أدوات المفاوضات، مع أن العوامل البشرية – الكبرياء والعار – ستلعب دوراً أيضاً.
يمكن التنبؤ بالحرب والقوى التي تسببت بها. كما يمكن التكهن بنتائجها، لكن عملية التفاوض مشروع بشري سيصل إلى نتيجة ما، مهما طال الزمن أو قصر، وهو مليء بالخوف والأمل. في النهاية، يجب أن يؤكد هذا المشروع ما هو موجود، ربما ببريق من الرضا المتبادل، كما ختم فريدمان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة فیتنام الشمالیة
إقرأ أيضاً:
انطلاق محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عمانية
في خطوة دبلوماسية تهدف إلى تخفيف حدة التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، انطلقت في العاصمة العمانية مسقط جولة أولى من المحادثات غير المباشرة بين البلدين.
وأكدت وكالة أنباء إيرانية أن المحادثات تجري في قاعتين منفصلتين، حيث يتولى الوفد العماني مهمة نقل الرسائل بين الجانبين، مما يعكس الطبيعة الحساسة لهذه المفاوضات.
ترامب يمنح إيران مهلة 60 يوما لحسم الملف النووي.. هل تلجأ أمريكا للحرب حال تعثر المفاوضات؟
إيران: وزير الخارجية يتوجه إلى مسقط لإجراء مفاوضات النووي
تأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث تسعى الأطراف المعنية إلى إيجاد قنوات للحوار والتفاهم. وتلعب سلطنة عمان دور الوسيط المقبول لدى الطرفين، نظرًا لسياستها الحيادية في المنطقة.
ومن المتوقع أن تتناول المحادثات عدة ملفات رئيسية، من بينها البرنامج النووي الإيراني، والعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والوضع الأمني في المنطقة.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه المحادثات، نظرًا للخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وإيران. وتعتبر هذه الجولة من المحادثات خطوة أولى نحو استكشاف إمكانية إيجاد أرضية مشتركة بين البلدين.
ووصل صباح اليوم السبت وفد إيراني بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، اليوم السبت، إلى العاصمة العُمانية مسقط؛ لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي - في تدونية نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة (إكس) - "نعتزم استخدام جميع الإمكانات لحماية قوة إيران ومصالحها الوطنية".
وقالت مصادر لوكالة أنباء (تسنيم) الإيرانية إن طهران حددت عددًا من الخطوط الحمراء للمحادثات.. وأفادت تقارير بأن إيران أكدت أن الوفد الأمريكي يجب أن يتجنب استخدام لغة التهديد أو تقديم مطالب مفرطة بشأن برنامج إيران النووي.
وأضافت المصادر أن إيران مستعدة دائما لبناء الثقة بشأن سلمية برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، موضحة "أن الكرة الآن في ملعب واشنطن، لأن الجانب الأمريكي لن يكون لديه طريق صعب في المحادثات إذا كان قلقًا بشأن قنبلة نووية".
وتابعت: "إذا دخل الأمريكيون المحادثات بنفاق، وقدموا مطالب مفرطة فسيتعين عليهم تحمل المسؤولية الدولية لعرقلة المفاوضات".