أهناك اكثر.... (قصة)

بقلم / عبير أنيس

كان جالسا على البحر بصمت وبجانبه صديقه فاستغرب صمته وعدم تحدثه منذ ان مر على جلوسهم ساعتين او اكثر.

– ساله لماذا انت صامت غير عن العادة وايضاً تبدو حزين.
=لقد توفي كثيرون.
-من اقاربك؟
=نعم.
-كم منهم؟
=لا يعدون.
-حقاً! كيف ماتوا؟
=بطرق مختلفة وشنيعة.
-كيف لم افهم؟
=بعضهم مات بسبب الرصاص العين وبعضهم مات بسبب قنابل وبعضهم بسبب الجوع وبعضهم بسبب التعذيب واخرون بسبب زيادة الحرارة واخرون بسبب البرودة واخرون منتحرين واخرون وهناك من مات بسبب الادمان دون سبب وكثير من الاسباب الشنيعة.

-حقاً! يالهي وجميعهم يقربون لك؟
=نعم.
-كيف هذا يبدون كثيرون جداً، ماذا يقربون لك؟
=اخوتي وآبائي وامهاتي واجدادي واعمامي واخوالي واخواتي وابنائي وبناتي.
-كل هؤلا!  حقا يقربون لك لم افهم؟
=نعم جميعنا من أم واحدة.
-حقاً! وهذه الام كم انجبت؟
=انبجت كثيرون وقد مات منهم كثيرون ويموت كثيرون ويكبر كثيرون ويعيش كثيرون انها ام كبيره جداً.
-حقاً! وهل جميعهم بارون بها وكيف يموتون ايضاً؟
=لا ليس جميعهم بارون بأمي، في اولادها العاقين هم يقتلون اولادها البارين بها في بعض اولادها قاسون القلب كانهم يهود يقتلون هذا وذاك ويسرقون مالهم ويسجنون هذا ويعذبون ذلك ويفعلون ما يحلوا لهم ويعيشون في راحة ويعذبون الباقيين ويغتصبون هذه وتلك. ويقتلون هذه ويمنعونهم من حقوقهم.
-اوووو حقاً شريرون جداً.
=ليس هذا فقط يا صديقي.
-ايوجد مزيد؟
=نعم فهم يريدون ان يدخلون اشخاصا غرباء لمنزلهم الجميل ليدمروه يريدون ان يدخلوا امهات اخريات لنا ليربوننا ويعيشوننا على كيفهم انا متاكد من انهم سيعذبوننا فزوجة الاب ليست مثل الام.
-حقاً نذلاء ولعناء.
=ليس هذا فقط.
-هل هناك اكثر؟
=نعم يريدون أن يقسموا منزلهم قسمين قسم جنوبي وقسم شمالي ليعيشوا النساء الجديدات كما يريدون.
-وأمك واولادها اين سيعيشون؟
=حتى حكم هؤلئك القساة النساء الجديدات اللعينات غضبي وغضب كل اخوتي وغضب الله تعالى ورسوله عليهم ولعنتهم ايضاً.
-وغضبي ولعنتي عليهم.
=يريدون ان يكسروننا ويحطموننا ويدمروننا يا صديقي.
-لا تخف انتم اقوى، ان تاريخكم عريق وجميل فمنزلكم اشرف منزل بين كل تلك المنازل منزلكم قوي منزلكم عليه اربعين حديث نبوي صحيح فانتم محررين ارض الشام ستستطيعون ان تحرروا منزلكم من هؤلاء الجبناء لو تقفون معاً فاجدادكم اقوياء انتم اخرجتم كثير من المحتلين قديماً من ارضكم دون لي اتفاقية انتم حررتم بلادكم بثورات فقط كيف لو وقفتم مجدداً معاً واقمتم حربا عليهم سيهربون جمعياً ولن يبقى اي شخص هنا حقاً سيهربون لا تخف لقد ذهب الكثير لم يبقى سوى القليل يا عزيزي لا تخف ولا تخزن الله معكم ويرى وسيحرركم من كل هاذا السخط.
=ان شاءلله.

بقلم عبير انيس.

المصدر: عدن الغد