لاكروا: العلاقات بين فرنسا والجزائر تسير في اتجاه سيئ للغاية
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تناولت 3 من كبريات الصحف الفرنسية أهم مكونات الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر، فرأت لاكروا أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه سيئ للغاية، وعلقت لوموند على المشاكل العقارية، في حين ركزت لوفيغارو على تزايد أعداد الجزائريين في السجون الفرنسية.
وقالت لاكروا -في افتتاحية بقلم رئيس تحريرها جان كريستوف بلوكين- إن على وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايلو أن يخفف من تعليقاته بشأن الجزائر، لأنه يخاطر بتصعيد التوتر في العلاقة بين البلدين، وهو بذلك يلعب ضد مصالح بلاده.
وأوضح رئيس التحرير أن هناك حاجة ماسة للحوار ومنع سيناريو الانهيار الذي لن يستفيد منه إلا المتطرفون، مؤكدا صعوبة التعامل مع نظام يسيطر فيه نظام أمني غامض على أنصار الاعتدال، مع أن السبب الرئيسي للنزاع معروف جيدا، "وهو شعور الجزائر بالإهانة من قرار فرنسا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".
ودعا بلوكين إلى ضبط الخطاب الفرنسي تجاه الجزائر، وحمل السياسيين المسؤولية عن تفادي تأجيج الأزمة بما يضر مصالح فرنسا، كما طالب بتفعيل الحوار الدبلوماسي كأداة رئيسية لإعادة بناء الثقة بين البلدين وتجنب تطورات قد تكون كارثية على العلاقات الثنائية.
إعلان
ومن ناحيتها رأت لوموند أن كشف الصحافة الجزائرية الرسمية عن ملف العقارات الفرنسية في الجزائر ليس بالأمر الهيّن في وقت تقف فيه باريس والجزائر على حافة القطيعة، وذلك بعد أن طالبت الجزائر بإعادة تقييم الاتفاقيات المتعلقة بالممتلكات مما يعكس رغبتها في مراجعة العلاقة مع باريس وسط أجواء مشحونة دبلوماسيا.
وسلطت الصحيفة الضوء على الخلاف بشأن "فيلا الزيتون"، وهي المقر التاريخي لسكن السفارة الفرنسية في الجزائر، ورأت أن الجزائر أجّجت الجدل حول وضع هذه الممتلكات بقولها إن فرنسا تدفع إيجارات منخفضة للغاية منذ عقود.
أزمة ترحيل الجزائريينأما لوفيغارو، فرأت أن الجزائريين غير المرغوب فيهم في فرنسا أصبحوا يشكلون صداعا لوزارة الداخلية ولوزارة العدل أيضا بعد أن صاروا الأوائل فيما يتعلق بالاعتقالات، إذ بلغ المعتقلون الجزائريون أكثر من 33 ألفا من بين 147 ألف معتقل بسبب انتهاك التشريعات الخاصة بالأجانب.
وذكرت الصحيفة بأن عدد الجزائريين في السجون الفرنسية ارتفع بنسبة تزيد عن 117% خلال 10 سنوات، إذ يزيد عدد السجناء الجزائريين عن 4 آلاف سجين، أي ضعف عدد السجناء المغاربة، و4 أضعاف عدد السجناء التونسيين، لترتفع نسبتهم من 33% في 2023 إلى 43% في 2024.
وتتعلق القضايا الأكثر حساسية -حسب الصحيفة- بالسجناء السابقين المتورطين في قضايا القانون العام أو الإرهاب، إذ تم وضع ألف جزائري في المراكز المخصصة لتسهيل عمليات الترحيل، ولكن لم يتم إبعاده إلا 25.7% فقط منهم، وذلك لرفض السلطات الجزائرية دخولهم بشكل متزايد.
وعلى هذا الأساس تواجه باريس تحديات قانونية وإدارية في إدارة ملف المهاجرين، مما يزيد الضغط على وزارة الداخلية، خاصة أن عدم القدرة على ترحيل المهاجرين الجزائريين يؤثر على الأمن الداخلي ويجعل الوضع أكثر تعقيدا سياسيا، حسب الصحيفة.
إعلانوالخلاصة هي أن العلاقات بين باريس والجزائر دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، يستغل فيها كل طرف الملفات العالقة لتحقيق مكاسب سياسية، وبينما تحاول الجزائر إعادة توازن العلاقة مع فرنسا، تواجه باريس تحديات متزايدة في إدارة ملفات المهاجرين، مما يعيد طرح أسئلة حول مستقبل هذه العلاقة المضطربة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: عدم استقرار ليبيا أحد تحديات مشروع الربط الكهربائي مع تونس والجزائر
تستعد كل من الجزائر وتونس وليبيا للدخول في مرحلة جديدة من التعاون في مجال الطاقة، مع اقتراب توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق الدراسات الأولية لمشروع الربط الكهربائي بينها.
وأوضح المحلل الاقتصادي التونسي، إسماعيل بن دويسة، أن هناك محاولات مستمرة منذ سنوات لإنشاء شبكة كهربائية موحدة، لا سيما بين الجزائر وتونس، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا المشروع سيعود بفوائد كبيرة على البلدان الثلاثة، خصوصًا فيما يتعلق بتوزيع فائض الطاقة خلال فترات الذروة، مما يسهم في تقليل العجز الطاقي وخفض الاستثمارات المحلية المخصصة لتعزيز الشبكات الداخلية.
وأضاف بن دويسة أن التجربة الأوروبية أثبتت جدوى مثل هذه الشبكات الموحدة، لكنه شدد على أن نجاح المشروع يتطلب تنسيقًا مشتركًا ورؤية واضحة لدى كل دولة بشأن سيادتها الطاقية، وهو ما قد يشكل تحديًا، خصوصًا في ظل الوضع السياسي غير المستقر في ليبيا.
كما أشار إلى أن دول المغرب العربي تمتلك إمكانات اقتصادية وتجارية ضخمة، إلا أن الخلافات السياسية، وخاصة بين الجزائر والمغرب، لا تزال تشكل عائقًا أمام تحقيق تكامل اقتصادي أوسع في المنطقة. وفي ظل هذا الواقع، تسعى تونس والجزائر وليبيا إلى تعزيز تعاونها الطاقي بشكل مستقل، في محاولة لبناء نموذج تكاملي يمكن أن يحقق مكاسب استراتيجية واقتصادية للدول الثلاث.