سواليف:
2025-04-14@12:43:35 GMT

خواطر رمضانية

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

#خواطر_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

من أكثر المتضررين من مواصلة العدو الحاقد اعتداءاته على إخواننا الصامدين في القطاع، هم منافقو هذه الأمة، متمثلين بالأنظمة الخانعة، فهؤلاء المنبطحون للعدو طلبا لرضاه عنهم، يتسابقون لتحقيق متطلبات اعتمادهم لدى راعيه (الشيطان الأكبر)، والتي يعتقدون انهم بالإيفاء بها يطمئنون الى بقائهم على الكراسي.


هؤلاء جميعهم سواء منهم من كان طبّع مبكرا، أو ما زال ينتظر على الدور، قلقون من تواصل جرائم هذا الذي يخشونه أكثر من خشيتهم لله، لأن أفعاله هذه تسوّد وجوههم أمام شعوبهم، وتسقط كل حججهم أمامها بأن معاهدات التطبيع التي يعقدونها معه تحقق السلام والرخاء لشعوبهم.
فالذين كانوا السباقين الى التطبيع أسقط في أيديهم، فليس في أيديهم غير نقع الوثيقة وشرب مائها، بعد أن أثبتت تجربة أكثر من ثلاثين عاما أنها غير ملزمة إلا لهم، فهم ملتزمون من طرفهم بإزالة حالة العداء مع مغتصب أرضهم، وحماية حدوده وتقديم المعلومات عن كل من يستهدفه، فيما هو يصول ويجول في المياه والأجواء العربية من أقصاها الى أقصاها، بأمان واطمئنان الى عدم وجود أية دفاعات أو حتى احتجاجات.
ورغم ثبوت هذا الإذلال، فالذين يصطفون في الدور بانتظار الإذن بالتطبيع، لم تدفعهم هذه الحالة لمراجعة أنفسهم، بالسؤال: إذا كان هذا حال المطبعين الأوائل، فما الذي سنجنيه نحن، وما هي ذريعتنا أمام شعبنا؟.
لكن يبدو أن خوفهم من ابتزاز الشيطان الأكبر لهم بتقويض حكمهم إن عصوه، يفوق كل حسابات العقل والوطنية والشرع.
لذلك يعوضون الحجج التي استند إليها المطبعون الأوائل وثبت زيفها وبطلانها، بحجج جديدة لكنها أكثر قبحا وسقوطا، وهي التحالف مع العدو ضد الخطر الإيراني المزعوم!.
هنا يجب العودة الى فترة أواخر القرن التاسع عشر، حينما أوفدت المخابرات البريطانية الى المنطقة العربية اثنين من أهم عملائها، هما (لورنس) الذي كانت وظيفته تثوير العرب على الدولة العثمانية، والثاني هو (مستر همفر)، الذي كانت مهمته توسيع الشرخ الشيعي – السني، واكتشف ووجود شاب ألمعي يدرس في البصرة اسمه محمد بن عبد الوهاب، فاخترقه واستطاع التأثير فيه، وشجعه على انشاء حركة سلفية الطابع، وتمكن من توجيهه على غير علم منه لدعم ابن سعود في صراعه مع آل رشيد ، ثم ضد الشريف حسين لطرده من الحجاز، وبذلك استتب الأمر للعائلة السعودية في كامل الجزيرة العربية، وجعلت من الحركة الوهابية غطاءها الشرعي.
بالطبع فالحركة الوهابية بقضل الدعم والرعاية الرسمية قويت وتوسعت حتى الى خارج الجزيرة، لكن لا يمكن ضمان ولاء كل منتسبيها، فكثيرون منهم علماء ربانيون يخشون الله، لذلك ظل التعامل مع شيوخها على الدوام بسياسة العصا والجزرة.
حاليا من اختاروا رضا الله ولو نالت منهم العصا قليلون، وهم إما مبعدون أو معتقلون، والأكثر يفضلون الجزر، ومقابل ذلك عليهم تبرير سياسات السلطان وتغطيتها بلبوس شرعي.
من هنا لاحظنا من أئمة الحرمين إحجاما عن الدعاء للمجاهدين، ومن شيوخ السلاطين من محبي الجزر اتهاما للمقاومين في القطاع بالضلال حينا، وبالتسبب في تعريض المدنيين للأذى حينا آخر، أما المرتبطون منهم بالأجهزة الأمنية، فهم يعملون عن التخذيل عن نصرة المجاهدين بحجة تعاونهم مع إيران، وينفخون في فتنة توسيع الشرخ المذهبي، بادعائهم أن الشيعة أخطر على الأمة من الصهاينة، وذلك لتبرير التطبيع القادم، والتهيئة للعودة الى خيبر.
كل هؤلاء معروفون وحججهم ساقطة، لكن المصيبة في بعض البسطاء من عامة السلفيين، فهؤلاء لا تطولهم العصا ولا ينالون الجزر، إنما يعتقدون أن اتباعهم أفكار شيوخ الوهابية هو تعمق في الإيمان، وينيلهم رضا الله، فهؤلاء يقعون في التضليل، فينساقون لخطة توسيع الشرخ المذهبي، ولا يعلمون أن السهام كلها يجب أن توجه للعدو الصهيو – صليبي، وأي سهم يوجه لغيره في هذه المرحلة هو خيانة للواجب الشرعي بنصرة المجاهدين.
ليس سرا أن المقاومة محاصرة من الأنظمة الحاكمة لأهل السنة أكثر مما يحاصرها العدو، لأنها الوحيدة المتبعة لمنهج الله، والوحيدة التي ترفض الاستسلام مثلهم، فهل لو كانت هذه الأنظمة التي يدافع عنها شيوخ الضلال مؤدية لواجبها بدعمهم .. هل كانوا ليلجأوا لغيرها!؟.
إذا ليصمت القاعدون والسماعون لهم .. فكما قال ابن تيمية: لا يجوز لقاعد أن يفتي لمجاهد.

مقالات ذات صلة خواطر رمضانية 2025/03/19

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خواطر رمضانية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

لا تعتبوا على أهل غزة ولا تغضبوا منهم

لا تعتبوا على #أهل_غزة ولا تغضبوا منهم

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

يشكو بعض الإعلاميين وأصحاب القلم والكتاب العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً، الذين يتصدرون الرأي العام بصدقٍ وأمانةٍ في الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم، ويؤيدون مقاومتهم وينتصرون لقضيتهم، ويظهرون على الفضائيات العربية والدولية، يشرحون ويعلقون، ويحذرون وينبهون، ويعقبون ويوضحون، وينشرون المقالات المتعددة العناوين والمضامين، ويبدون وجهات النظر المختلفة فيما يجري في غزة ويقع عليها وعلى أهلها، ولا يقصرون في القيام بما يستطيعون القيام به، ولا يألون جهداً في الدفاع عن غزة وأهلها، وهم يجتهدون في دراسة الأوضاع ومتابعة التطورات ومعرفة تفاصيل ما يجري في غزة، ويكادون يحفظون تفاصيلها كأهلها، ويعرفون دقائقها كأنهم فيها.

يشكو هؤلاء وغيرهم من بعض الردود والتعليقات التي تصلهم من غزة، ويصفونها بأنها قاسية ومجافية للحقيقة، وتخالف الواقع وتناقض الحال، وأحياناً تكون خشنة ومؤذية، ومشككة ومتهمة، مما يجعلهم يشعرون تجاهها ببعض الحزن والأسى، والضيق والألم، مما يضطر بعضهم بسببها إلى العزوف والزهد في المشاركات الإعلامية، وعدم الظهور على الشاشات الفضائية والمساهمات الإعلامية، تجنباً للحرج أحياناً وللنقد الشديد في أحيان أخرى، إلا أنهم يبقون محافظين على حبهم وولائهم لغزة وأهلها، وتأييدهم ونصرتهم لمقاومتها وقضيتها، ولا تؤثر الآراء الناقدة التي تصلهم في ثبات مواقفهم، وصدق نواياهم، وأصالة انتماءاتهم.

مقالات ذات صلة تحت الضوء 2025/04/12

يتهم بعض الغزيين الإعلاميين الذين يرونهم على الفضائيات العربية، ويقرأون مقالاتهم في المواقع الإليكترونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعية، بأنهم لا يقدرون معاناتهم، ولا يشعرون بحالهم، ولا يبالون بحجم تضحياتهم وعمق جراحهم، إذ يطالبونهم بالصمود والثبات، والصبر والاحتساب، وهم كذلك فعلاً، وإلا ما بقيت الحرب واستمرت، وكانت قد انتهت باستسلامهم ورفع الراية البيضاء لعدوهم، فهم درء المقاومة وسندها، وحاضنتها وبيئتها، ولولا صمودهم وصبرهم ما استطاعت المقاومة أن تستمر في مقاومتها وتتحدى عدوها وتصر على شروطها.

يتهمهم بعض الغزيين بالتنظير وحب الظهور، والحرص على الصورة والابتسامة، والمظهر والشكل، والأداء والجاذبية، وأنهم يقومون بأعمالٍ مأجورةٍ، ويتقاضون أموالاً مقابل مشاركاتهم، وهم يتحدثون عن معاناة شعب جائعٍ، واستباحة وطنٍ ممزقٍ، لا يجد أهله كسرة خبزٍ ولا شربة ماء، ويموتون في سبيل الحصول على بعض طعامٍ أو قطعة قماشٍ يسترون بها أجسادهم، أو بعض الخرق والنايلون يصنعون بها خيمةً يستظلون بها وينامون تحتها، ويسترون أنفسهم بها، ويقتل أطفالهم أمام أعينهم، ويحملون صغارهم بين أيديهم والأكفان تلفهم، ودموع الحزن والأسى تسبقهم، ويهيلون التراب على عشراتٍ من أهلهم وأبناء عائلاتهم، ضحايا القصف الإسرائيلي المجنون على المدارس والمخيمات، وأماكن اللجوء والإيواء.

قد يصعب التحامل على أهل غزة الذين يضامون كل يومٍ ويقتلون، ويعذبون ويسامون، ويجوعون ويعطشون، ويقصفون ويدمرون، وتحرق خيامهم وتتطاير في السماء أجسادهم، والغضب منهم نتيجة مواقفهم، أو على خلفية بعض تعليقاتهم، فهم معذورون في كل ما يصدر عنهم، ومغفورٌ لهم غضبهم وحدة تعليقاتهم أحياناً.

وإننا أن نقدر ظروفهم ونعرف حقيقة واقعهم، فإننا نأمل منهم أن يدركوا صدق أغلب الذين يظهرون على الفضائيات، ويكتبون ويعلقون، وألا يقسوا عليهم أو يجردوهم من صدق حسهم وحقيقة مشاعرهم، فهذا هو أقصى ما يستطيعون القيام به، بالنظر إلى الواقع الذي يعيشونه، فالحدود غير مفتوحة، والوصول إلى غزة مستحيل، والمساهمة في القتال غير ممكنة، فلا اقل من تحشيد الأمة وتنويرها، وتسليط الضوء على قضيتها المركزية وتحريضها، ودفع الشارع العربي والإسلامي للحركة في الشارع نصرةً وتضامناً مع غزة وأهلها، وضغطاً على الحكومات والأنظمة، للتوقف عن دعم الكيان الإسرائيلي، والامتناع عن نصرته وتأييده، ودفعه لوقف الحرب والعدوان على غزة وأهلها.

بالمقابل لا ينبغي على الإعلاميين الصادقين، وحملة الأقلام الغيورين، والمتضامنين الثائرين، ألا يغضبوا من أهل غزة، وألا يعتبوا عليهم، وألا تدفعهم مواقف بعض الغزيين الغاضبة، وظروفهم الصعبة، وحنقهم على العالم الظالم وحكامه المتآمرين عليهم، إلى النأي بأنفسهم عنهم، والامتناع عن القيام بالواجب الملقى على عاتقهم تجاههم، فغزة وأهلها تستحق منا كل نصرةٍ وتأييد، وفي سبيلها ووفاءً لأهلها يتسع صدر الإعلاميين لنقد أهلهم، وحدة كلماتهم، وسورة غضبهم، إلى أن يأذن الله عز وجل بنصرهم ورفع الظلم عنهم.

بيروت في 12/4/2025

moustafa.leddawi@gmail.com

مقالات مشابهة

  • العرموطي يكشف تفاصيل تمرير المادة 4 من قانون المرأة والمخالفات التي حصلت
  • علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟
  • خواطر عن عيد العمال
  • من هو عبد الله البلوشي الذي شكره محمد بن راشد على حسن وداعه لمسافرة
  • الخيانة لن تغفر
  • لا تعتبوا على أهل غزة ولا تغضبوا منهم
  • خواطر كوز ذهبي
  • حج النافلة أم الصدقة.. أمين الفتوى: العبادة التي يصل نفعها للغير أولى
  • هل تجوز صلاة الجنازة على الميت أكثر من مرة؟.. الإفتاء ترد