تغير المناخ يفاقم أزمة الصحة النفسية لدى المراهقين في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أن تغير المناخ لا يؤثر فقط على البيئة، بل يمتد تأثيره إلى الصحة النفسية للمراهقين، لا سيما في المناطق الأكثر تضررًا من الاحتباس الحراري، مثل مدغشقر.
وأظهرت الأبحاث التي أُجريت في جنوب مدغشقر أن الشباب في المناطق الريفية يعانون من مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب بسبب المخاوف المرتبطة بالمناخ، مما يعكس أبعادًا نفسية خطيرة للأزمة البيئية.
وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "تغير المناخ والصحة"، فإن المراهقين في جنوب مدغشقر يواجهون مشاعر خوف مستمرة نتيجة الجفاف والعواصف الرملية المتكررة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالمحاصيل، وأدت إلى تفاقم أزمة ندرة المياه.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة نامبينينا راسولومالالا من الجامعة الكاثوليكية في مدغشقر أن "المراهقين يتحدثون عن المجاعة والمستقبل المجهول الذي سرقته الظروف المناخية القاسية".
وأضافت أن الفقر المترتب على هذه الأوضاع يدفع العديد من الشباب إلى مغادرة مجتمعاتهم بحثًا عن فرص للبقاء على قيد الحياة، في حين يواجه الآخرون ظروفًا صعبة تتمثل في الجوع، الحرمان من التعليم، والإحباط الشديد.
تغير المناخ ليس مجرد أزمة بيئيةرغم التوثيق الواسع لتأثيرات تغير المناخ على صحة الأطفال والمراهقين، فإن الأبحاث حول انعكاساته النفسية في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لا تزال محدودة.
والدراسة التي أجراها باحثون من كلية ترينيتي في دبلن، وكلية لندن الجامعية، وجامعة كوين ماري في لندن، والجامعة الكاثوليكية في مدغشقر، بالتعاون مع منظمة "سي بي إم غلوبال"، سلطت الضوء على هذه الأبعاد غير المرئية للأزمة.
وقد استند البحث إلى بيانات استقصائية جمعت من 83 مراهقًا، بالإضافة إلى جلسات حوارية مع 48 مراهقًا من القرى الريفية في جنوب مدغشقر، وأظهرت النتائج مستويات مرتفعة للغاية من القلق والاكتئاب، وأعرب العديد منهم عن شعورهم بالعجز التام وانعدام الأمل في المستقبل.
وقال أحد المشاركين: "ليس لدي أي فكرة عما يمكنني فعله لأكون سعيدًا"، بينما عبّر آخر عن معاناته قائلًا: "الحياة بائسة".
وفي هذا الصدد، تؤكد الدكتورة كريستين هادفيلد، المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية ترينيتي في دبلن، أن المراهقين في جنوب مدغشقر يجدون أنفسهم في الخطوط الأمامية لمواجهة تأثيرات تغير المناخ رغم عدم رغبتهم باختبار ذلك، مشيرةً إلى أن هذه الفئة يمكنها تقديم رؤى مهمة حول كيفية تأثير الأزمات البيئية على الصحة النفسية.
وتضيف: "الدراسة تكشف أن تغير المناخ لا يقتصر على كونه مشكلة بيئية، بل هو أيضًا أزمة صحة نفسية، حيث تشمل تأثيراته أيضًا الضغوطات المناخية المزمنة التي يعيشها الشباب يوميًا".
انعدام الأمن الغذائيحددت الدراسة ثلاثة مسارات رئيسية تؤثر من خلالها التغيرات المناخية على الصحة النفسية للمراهقين: فقدان الموارد الأسرية، عدم اليقين بشأن المستقبل، وتعطيل آليات التكيف.
وكان انعدام الأمن الغذائي من أكثر العوامل تأثيرًا، حيث أفادت الدراسة بأن 90% من الأسر في المنطقة عانت من نقص الغذاء خلال العام الماضي، فيما اضطر 69% من المراهقين إلى قضاء يوم كامل دون طعام.
وعبّر العديد من المشاركين عن ضيقهم الشديد بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، إذ قال أحدهم: "مات الكثيرون، كان هناك العديد من كبار السن، لكنهم توفوا بسبب سوء التغذية". وأوضح آخر: "الماء غير متوفر، وعندما تشتد حرارة الشمس، نعاني كثيراً".
دعوات لتعزيز دعم الصحة النفسية في المجتمعات الضعيفةتدعو البروفيسورة إيزابيل مارشال من جامعة "كوين ماري" في لندن، وهي إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، إلى ضرورة الاستعداد للتعامل مع التأثيرات النفسية الناجمة عن التغير المناخي، وليس فقط التعامل مع تداعياته البيئية.
وأشارت إلى أن نتائج البحث يمكن أن تساعد في توجيه استراتيجيات التدخل لتعزيز الصحة النفسية لدى الشباب في البلدان الأكثر هشاشة، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأُجريت الدراسة في منطقة غراند سود في جنوب مدغشقر، التي تعد واحدة من أكثر المناطق تضررًا من تغير المناخ، حيث شهدت عام 2021 ما اعتُبر "أول مجاعة ناجمة عن تغير المناخ في العالم".
وتؤكد هذه النتائج على الحاجة الملحة إلى دمج الدعم النفسي في خطط التكيف مع المناخ، لضمان عدم ترك الأجيال الشابة فريسة للأزمات البيئية والنفسية في آنٍ واحد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة: تغير المناخ ساهم في تكاثر أعداد القوارض في مدن مثل أمستردام ونيويورك وتورنتو الصلبان الجليدية.. تقليد روماني يقاوم التغير المناخي في عيد الغطاس أمل وإحباط في كوب 29: 300 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فهل يجب النظر للنصف الفارغ من الكأس؟ علم النفسمدغشقردراسةأزمة المناختغير المناخشبابالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي غزة دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي غزة علم النفس مدغشقر دراسة أزمة المناخ تغير المناخ شباب دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي غزة الاتحاد الأوروبي أوروبا وقف إطلاق النار بنيامين نتنياهو إتفاقية سلام واشنطن الصحة النفسیة تغیر المناخ یعرض الآنNext العدید من
إقرأ أيضاً:
أستاذ طب نفسي: شهر رمضان فرصة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية
قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن شهر رمضان هو فرصة فريدة لتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة وتحقيق تعافٍ نفسي وجسدي.
وأكد أن هذا الشهر المبارك يمثل فترة مثالية للاستفادة من الصيام كوسيلة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، معتبرًا أن من أبرز فوائد الشهر هو إتاحة الفرصة للتخلص من العادات السيئة وتعزيز الوعي بالصحة العامة.
أسباب الخمول والصداع بعد الإفطار:وأوضح المهدي، في حديثه خلال حلقة برنامج "راحة نفسية" المذاع على قناة “الناس”، أن الشعور بالخمول والصداع بعد الإفطار مباشرة يعود إلى العادات الغذائية غير السليمة، حيث إن تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة يؤدي إلى إفراز البنكرياس لكميات زائدة من الأنسولين، ما يتسبب في انخفاض مستوى السكر في الدم ويؤدي إلى الشعور بالتعب والدوار.
تأثير الصيام على الجسم وصحة النفس:وأضاف أستاذ الطب النفسي أن الجسم خلال ساعات الصيام يتكيف مع حرق الدهون للحصول على الطاقة، وهو ما يعد أمرًا مفيدًا للصحة.
ومع ذلك، يدخل الإفطار المفاجئ بكميات كبيرة من الطعام في إرباك لهذه العملية، ما يسبب شعورًا بالخمول وضعف التركيز.
نصائح لتجنب الخمول وتحقيق التوازن الغذائي:لتجنب هذه المشكلة، نصح المهدي بالالتزام بالسنة النبوية في الإفطار، وهي تناول التمر مع الماء أولًا، ثم أداء صلاة المغرب قبل استكمال الوجبة الرئيسية بكميات معتدلة.
كما أوصى بتجنب التنوع المبالغ فيه في الأصناف على المائدة، لأن ذلك يدفع الصائم إلى تناول كميات أكبر من الطعام، ما يؤدي إلى الشعور بالثقل والخمول.
رمضان ليس موسمًا للإفراط في الأكل:وأكد المهدي أن رمضان ليس موسمًا للإفراط في الأكل، بل هو فرصة لتحقيق التوازن بين الجوع والشبع.
وقد أشار إلى أن هذا التوازن يساهم في تحسين التركيز، ويسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، وبذلك، يشكل شهر رمضان وقتًا مثاليًا لتغذية الجسم والنفس بشكل صحيح.