الخليج الجديد:
2025-04-06@23:56:39 GMT

انتفاضة في الضفة الغربية

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

انتفاضة في الضفة الغربية

انتفاضة في الضفة الغربية

عمليات تهريب الأسلحة من الأراضي الأردنية إلى الضفة الغربية يفرض الإسرائيليون تعتيماً واضحاً عليها.

في الضفة الغربية انتفاضة ثالثة بالفعل، لكنها ذات ملامح مختلفة، وبشكل يختلف عن سابقتيها وتحولات استراتيجية وتحركات لم تكن مسبوقة من قبل.

حالة قلق وهلع إسرائيلي بالضفة الغربية مردها تحولات استراتيجية تشهدها، وأهمها التسارع غير المسبوق لعمليات مسلحة التي تستهدف المستوطنين الإسرائيليين.

تشهد الضفة الغربية تحولات استراتيجية بالغة الأهمية، وهذه التحولات لا تتوقف عند ظاهرة العمليات المسلحة المتوالية والمتزايدة، بل تمتد لما هو أكثر من ذلك.

دخلت الضفة الغربية انتفاضة فلسطينية ثالثة.. انتفاضة قائمة بالفعل وليست على وشك أن تقوم، لكن بملامح مختلفة وشكل يختلف تماماً عن الانتفاضات السابقة

أدرك الاحتلال تحولات المقاومة ويشعرون بقلق بالغ إزاءها، ولذا يشددون القبضة الأمنية على الضفة، ويحاولون نشر أكبر عدد ممكن من الجنود والمستوطنين بكل مكان لتعطيلها وشلها.

* * *

الضفة الغربية المحتلة تشهد تحولات بالغة الأهمية وذات دلالات عميقة، وأغلب الظن أن الإسرائيليين أدركوا هذه التحولات ويشعرون بالقلق البالغ تجاهها، ولذلك فإنهم يشددون القبضة الأمنية على الضفة، ويحاولون نشر أكبر عدد ممكن من الجنود والمستوطنين في كل مكان من أجل تعطيلها وشلها.

كما أن الاحتلال الإسرائيلي يشعر بقلق بالغ إزاء وجوده في مدينة القدس، وحجم سيطرته على الشطر الشرقي منها، ولذلك قررت الحكومة الإسرائيلية تخصيص 864 مليون دولار لتشديد القبضة على القدس، خلال السنوات الخمس المقبلة.

واللافت أن الحكومة قالت، إن الخطة تهدف إلى «تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الاقتصادية في القدس الشرقية» أي أنها خطة إنفاقية عامة وليست محصورة في التشديد الأمني والعسكري، ما يعني أن إسرائيل تعمل بسياسة الترغيب والترهيب معاً في فلسطين المحتلة، أو «سياسة العصا والجزرة» حيث في اليوم نفسه، الذي أقرت فيه إنفاق هذا المبلغ الهائل كانت تقوم بمزيد من الاعتقالات وأعمال الهدم لمنازل الفلسطينيين.

حالة القلق والهلع الإسرائيلي في الضفة الغربية مردها إلى التحولات المهمة التي تشهدها هذه المناطق، وأهمها التسارع غير المسبوق للعمليات المسلحة التي تستهدف المستوطنين الإسرائيليين.

وهي عمليات تؤكد ما ذهبنا له سابقاً، أن الضفة الغربية المحتلة تشهد حالياً انتفاضة فلسطينية ثالثة، وأن هذه الانتفاضة قائمة بالفعل وليست على وشك أن تقوم، ولكنها ذات ملامح مختلفة وشكل يختلف تماماً عن الانتفاضات السابقة، ويتلاءم ذلك مع الظروف الراهنة لهذه المناطق.

ومن المعروف طبعاً أن الانتفاضة الأولى التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 1987 كانت انتفاضة حجر بالكامل، وكانت حينها هبة شعبية شاملة في كل الأرض الفلسطينية، أدت إلى اشتباك مباشر مع الاحتلال، وكانت ملائمة لظروف الاحتلال في ذلك الحين.

أما انتفاضة الأقصى في عام 2000 فكانت تختلف تماماً عن تلك الانتفاضة، حيث أنها حدثت في ظل وجود السلطة الفلسطينية، وفي ظل وجود مجموعات مسلحة، فيما تأتي هذه الانتفاضة الثالثة لتأخذ شكلاً مختلفاً تماماً عن المرتين السابقتين، وتتسم بالعمليات الفردية التي تحدث بين الحين والآخر، وتتباين من مكان الى آخر.

خلال الأيام القليلة الماضية، وفي غضون 48 ساعة فقط، نفذ الفلسطينيون هجومين في الضفة الغربية، الأول في حوارة بالقرب من نابلس، والثاني قرب مستوطنة «كريات أربع» القريبة من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

واللافت في هذين الهجومين أن المنفذين تمكنوا من الانسحاب من المكان، من دون أي إصابة، ومن دون الكشف عن هوياتهم، وهو ما لم يكن يحدث في السابق، إذ كانت مثل هذه العمليات تنتهي على الفور بالقبض على المنفذ، أو على الأغلب قتله في المكان نفسه بشكل فوري.

ثمة تحول استراتيجي آخر في الضفة الغربية ويبدو أنه أكثر أهمية من ظاهرة العمليات الفردية المتتالية، وهو الصواريخ محلية الصنع التي ظهرت في مدينة جنين في الضفة، وهذه الصواريخ رغم أنها معدودة ومحدودة حتى الآن، وطبعاً لم توقع أي خسائر في صفوف الإسرائيليين.

إلا أن المؤكد أنها تشكل مصدر رعب لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي ترى فيها بصمات حركة حماس، وأيضاً تعيد إلى الذاكرة بدايات ظهور هذه الصواريخ في قطاع غزة، عندما كانت بدائية وسرعان ما تطورت.

تحول استراتيجي ثالث في الضفة الغربية ربما يكون الأهم من هذا وذاك، وهو عمليات تهريب الأسلحة من الأراضي الأردنية إلى الضفة الغربية، التي يفرض الإسرائيليون تعتيماً واضحاً عليها، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي في نهاية الشهر الماضي (تحديداً يوم 30 يوليو/تموز 2023) أنه تمكن من إحباط «محاولة استثنائية لتهريب أسلحة من الأردن إلى إسرائيل» وقال الجيش الإسرائيلي، إن الأسلحة المهربة تم ضبطها في غور الأردن.

وقالت جريدة «»تايمز أوف إسرائيل» إن محاولة التهريب كانت «استثنائية ولا تشبه محاولات التهريب السابقة والمتكررة على الحدود الأردنية» ما يعني أن الحدود تشهد نشاطاً في هذا المجال، وأن إسرائيل تشعر بالقلق مما يجري على أطول حدود لها.

والخلاصة، هو أنّ ما يجري في الضفة الغربية المحتلة هو انتفاضة ثالثة بالفعل، ولكن هذه الانتفاضة ذات ملامح مختلفة، وبشكل يختلف عن الانتفاضات السابقة، كما أن الضفة تشهد تحولات استراتيجية بالغة الأهمية، وتحركات لم تكن مسبوقة من قبل، وهذه التحولات لا تتوقف عند ظاهرة عمليات مسلحة متوالية ومتزايدة، وإنما تمتد الى ما هو أكثر من ذلك.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الضفة الغربية تهريب الأسلحة صواريخ المقاومة المستوطنين الإسرائيليين فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: شمال الضفة الغربية يشهد أكبر موجة نزوح منذ 1967

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ، من أن "الوضع في شمال الضفة الغربية لا يزال مقلقا للغاية" نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل، مشيرة إلى أن العدوان أسفر عن أكبر موجة نزوح سكاني منذ حرب عام 1967.

وذكرت وكالة "الأونروا" أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن تدمير ممنهج وتهجير قسري وتضمن أوامر هدم أثرت على العائلات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.

وأشارت الوكالة أنها تواصل العمل مع شركائها لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة ودعم نفسي واجتماعي للعائلات النازحة، كما قامت بتكييف الخدمات الأساسية وتوفير عيادات صحية متنقلة وخدمات التعلم عبر الإنترنت.

ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، وتحديدا في محافظات جنين وطولكرم وطوباس و نابلس ، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، ونزوح أكثر من 40 ألف مواطن قسرا، وتدمير مئات المنازل والبنية التحتية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الخارجية تجدد مطالبتها مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف حرب غزة فصائل فلسطينية تعقب على تصاعد الجرائم الإسرائيلية في غزة الأردن: نؤكد رفضنا بشكل مطلق لتوسيع إسرائيل عدوانها على غزة الأكثر قراءة نتنياهو: المعادلة تغيّرت وما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر الأمم المتحدة : الترحيل القسري لسكان غزة جريمة حرب مطالبة للأمم المتحدة بالتراجع عن قرارها سحب موظفيها الدوليين من غزة كان : وقف إطلاق النار في غزة من المفترض أن يتزامن مع عيد الفطر عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • استشهاد 13 فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة
  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • رتيبة النتشة: الوضع في الضفة الغربية يتدهور بسبب التصعيد الإسرائيلي
  • استشهاد 13 فلسطينيًا في الضفة الغربية وغزة وسط عمليات هدم وتجريف
  • إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على غزة
  • إضراب شامل في الضفة الغربية غدا رفضا لإبادة غزة
  • أونروا: شمال الضفة الغربية يشهد أكبر موجة نزوح منذ 1967
  • الأونروا: شمال الضفة الغربية يشهد أكبر موجة نزوح منذ 1967
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني
  • عاجل | لو فيغارو عن وزير الخارجية الإسرائيلي: الضفة الغربية بالنسبة لنا أرض متنازع عليها وليست أرضا محتلة