تحدث الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، عن استراتيجية الوزارة لمكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات، قائلًا إن هناك مخاطر صحية جسيمة مرتبطة بسوء استخدام المضادات الحيوية.

الصحة بغزة: 710 شهداء وأكثر من 900 جريح بعد استئناف العمليات العسكريةكنز لصحتك وللشعر.. تعرف على فوائد الجرجير


وأضاف، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنه في عام 1928 جرى اكتشاف البنسلين ليكون أول مضاد حيوي مكتشف، ولم تكن المسألة مجرد اكتشاف دواء جديد، بل حدثت نقلة نوعية في الرعاية الصحية؛ إذ أسهمت المضادات الحيوية في علاج العديد من الأمراض التي كانت قاتلة مثل الالتهابات الرئوية، والالتهابات السحائية، والتسمم الدموي، وكلها أصبحت أمراضًا لها علاج باستخدام المضادات الحيوية بعد أن كانت قاتلة للمصاب بها.


وأوضح: «يمكن إجراء جراحات تحت غطاء آمن من المضادات الحيوية، وبالتالي نبتعد عن العدوى وتزداد إمكانية إجراء جراحات بمخاطر قليلة»، مشددًا على أن سوء استخدام المضادات الحيوية يهدد هذه الثورة الصحية. فعندما نستعمل مضادات حيوية دون الحاجة إليها، تنشأ أجيال من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ولذلك تخشى منظمة الصحة العالمية الوصول إلى مرحلة لا نجد فيها مضادًا حيويًا يعالج الالتهابات البكتيرية بسبب التوسع غير المبرر وغير الطبي في استخدام المضادات الحيوية، سواء للإنسان أو للحيوان، وهذا من شأنه أن يعيدنا مرة أخرى إلى عصر ما قبل اكتشاف البنسلين.


وأكد أن الوزارة والدولة المصرية تطبقان استراتيجية شاملة لمكافحة العدوى في المستشفيات لمنع الاضطرار إلى استخدام المضادات الحيوية، والأمر الثاني هو التوعية بضوابط ومعايير استخدام المضاد الحيوي، سواء في المستشفيات أو على مستوى المواطن في منزله.


وذكر أن كل مقدمي الرعاية الصحية سيشاركون في تطبيق هذه الاستراتيجية بصرف النظر عن تبعيتهم الإدارية، سواء المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان بشكل مباشر، أو الجهات التابعة لهيئة الرعاية والتأمين الصحي وغيرها، أو المستشفيات الجامعية التابعة للتعليم العالي، أو مستشفيات الخدمات الطبية بالقوات المسلحة أو بوزارة الداخلية وغيرها من الجهات.


وأكد أن كل مقدمي الرعاية الصحية، سواء على المستوى الحكومي أو الخاص، مشاركون في هذه الاستراتيجية وتنفيذها، ويتم متابعة تنفيذها بشكل مباشر، وعلى مستوى الجمهور والمواطنين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الصحة الصحة مضادات الميكروبات الصحة والسكان المضادات الحيوية الالتهابات المزيد استخدام المضادات الحیویة

إقرأ أيضاً:

فوضى المستشفيات الأهلية في العراق.. انهيار المعايير الصحية واستغلال المرضى دون رقيب

بغداد اليوم -  بغداد

تحوّلت المستشفيات الأهلية في العراق من خيار بديل لدعم القطاع الصحي إلى مشكلة متفاقمة تهدد حياة المواطنين، وسط غياب واضح للرقابة من قبل وزارة الصحة. في ظل الفوضى التي تجتاح هذه المستشفيات، أصبح المرضى في مواجهة مباشرة مع تجاوزات كارثية، بدءًا من الخدمات الطبية الرديئة، مرورًا بالتشخيصات الخاطئة، وانتهاءً بالاستغلال المالي الفاضح. وبينما يتصاعد الجدل حول تفشي الفساد الإداري والطبي في هذا القطاع، يبقى السؤال الأهم: لماذا تقف الجهات الرقابية مكتوفة الأيدي أمام هذه الانتهاكات؟


قطاع بلا رقابة.. كيف تحوّلت المستشفيات الأهلية إلى تجارة رابحة على حساب المرضى؟

على مدى السنوات الأخيرة، أظهرت التقارير الميدانية والشكاوى المتزايدة من المواطنين أن العديد من المستشفيات الأهلية باتت تعمل خارج أي إطار قانوني واضح، حيث لا تلتزم بالبروتوكولات الصحية المعتمدة، ولا تخضع لمعايير السلامة الطبية. هذا التجاوز انعكس بشكل مباشر على صحة المرضى الذين أصبحوا فريسة لعمليات طبية غير دقيقة، وأدوية غير مطابقة للمواصفات، ناهيك عن رفع أسعار الخدمات الصحية بشكل جنوني، وكأن هذه المستشفيات تُدار وفق منطق "التربح لا العلاج".

وتشير مصادر طبية، تحدثت لـ"بغداد اليوم"، إلى أن "وزارة الصحة لم تعد تفرض رقابة فعلية على أداء المستشفيات الأهلية، ما سمح لهذه المؤسسات بالعمل دون محاسبة أو مساءلة، مستغلة حاجة المرضى للعلاج وسط التدهور الحاد في المستشفيات الحكومية".


خريجون بلا خبرة وأطباء وافدون.. كيف تدير المستشفيات الأهلية ملف التوظيف؟

لا تقتصر التجاوزات في المستشفيات الأهلية على جودة الخدمات الطبية فقط، بل تمتد إلى ملف التوظيف، حيث يتم تعيين خريجين حديثين أو كوادر طبية وافدة، خصوصًا من سوريا، دون التأكد من كفاءتهم أو حصولهم على التراخيص المطلوبة.

المصادر الطبية أكدت أن "العديد من هذه المستشفيات تعتمد على توظيف كادر طبي غير مدرب بشكل كافٍ، بل يتم استغلالهم ماديًا ومهنيًا، في وقت يتم فيه إقصاء الكفاءات الوطنية لصالح عمالة أقل كلفة". هذه السياسة لا تؤدي فقط إلى تراجع مستوى الرعاية الصحية، بل تضع حياة المرضى في خطر حقيقي نتيجة الأخطاء الطبية والتشخيصات العشوائية.


عمالة أجنبية تحت غطاء "عمال خدمة"

لم تقف هذه التجاوزات عند حد التعيينات العشوائية، بل تجاوزت ذلك إلى استقدام كوادر طبية بطرق غير قانونية. فقد كشفت تقارير سابقة أن بعض المستشفيات الأهلية تستقدم ممرضين وأطباء أجانب، خاصة من بعض الدول العربية، تحت غطاء "العمالة الأجنبية" وليس ككوادر طبية، أي أنهم يدخلون البلاد بتأشيرات عمال خدمة، وليس كأطباء أو ممرضين.

ويؤكد مراقبون أن هذا الأسلوب يسمح لهذه المستشفيات بتوظيف عمالة رخيصة دون الحاجة إلى التدقيق في شهاداتهم أو خبراتهم الطبية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المرضى. فهؤلاء العاملون يُزَجّ بهم في غرف العمليات وأقسام الطوارئ دون أي رقابة على مدى كفاءتهم، ما يزيد من الأخطاء الطبية والمخاطر الصحية داخل هذه المستشفيات.


التجاوزات الطبية.. من الأدوية المغشوشة إلى الأخطاء القاتلة

لم تعد الأخطاء الطبية في المستشفيات الأهلية مجرد حوادث فردية، بل أصبحت ظاهرة متكررة تُنذر بعواقب وخيمة على صحة العراقيين. تقارير طبية كشفت عن عدة حالات أصيب فيها المرضى بمضاعفات خطيرة نتيجة لتشخيصات غير دقيقة، أو بسبب استخدام أدوية غير مطابقة للمواصفات الطبية المعتمدة.

ويقول أحد الأطباء العاملين في مستشفى أهلي ببغداد، رفض الكشف عن اسمه، إن "بعض المستشفيات الأهلية لا تلتزم بمعايير التعقيم واستخدام المستلزمات الطبية ذات الجودة المطلوبة، ما يؤدي إلى تفشي الالتهابات بين المرضى، خاصة في أقسام الجراحة". كما أشار إلى أن "هناك حالات يتم فيها إجراء عمليات دون مبرر طبي واضح، فقط لدوافع مادية بحتة، وهو أمر كارثي يستدعي تدخلاً فورياً من الجهات المختصة".


وزارة الصحة.. غياب الرقابة والتراخيص العشوائية

ورغم أن وزارة الصحة العراقية تمتلك السلطة القانونية للإشراف على المستشفيات الأهلية، إلا أن الواقع يكشف عن غياب شبه تام لأي إجراءات رقابية صارمة. فحتى عندما تصدر الوزارة قرارات بإغلاق مستشفيات مخالفة، غالبًا ما يتم التحايل على هذه القرارات عبر تدخلات سياسية، أو عبر إعادة فتح المنشآت الطبية تحت أسماء جديدة.

وبحسب مصادر طبية، فإن "بعض المستشفيات تحصل على تراخيصها بطرق غير قانونية، مستفيدة من علاقات مالكيها بنفوذ سياسي أو مالي، ما يجعل مساءلتها أمرًا بالغ الصعوبة".


دعوات إلى إصلاح القطاع الصحي الأهلي.. هل تستجيب الحكومة؟

في ظل هذه الفوضى، تصاعدت الدعوات من جهات رقابية ومنظمات مجتمع مدني تطالب الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات عاجلة لضبط عمل المستشفيات الأهلية. وأكدت هذه الجهات ضرورة إعادة النظر في آليات منح التراخيص، وتفعيل الرقابة المستمرة على أداء هذه المستشفيات، مع فرض عقوبات صارمة بحق المؤسسات الصحية التي يثبت تورطها في تجاوزات تضر بالمرضى.

كما شددت التوصيات على أهمية إطلاق استراتيجية وطنية لإصلاح القطاع الصحي، تتضمن وضع معايير واضحة لجودة الخدمات الطبية، وتعزيز الشفافية في إدارة المستشفيات الأهلية، إضافة إلى تحسين أوضاع الأطباء والكادر الطبي العامل فيها.


الكارثة الصحية المقبلة ستكون أكبر

إن استمرار الفوضى في المستشفيات الأهلية العراقية لا يهدد فقط صحة المواطنين، بل يضع مستقبل القطاع الصحي برمته في خطر. ومع تصاعد الشكاوى من سوء الخدمات وغياب الرقابة، بات من الضروري التحرك العاجل لإنقاذ المرضى من هذا الاستغلال الممنهج. إن القطاع الصحي ليس مجرد سوق للربح، بل هو شريان الحياة لأي دولة، وإذا لم تتدخل الحكومة لضبط التجاوزات في هذا المجال، فإن الكارثة الصحية المقبلة ستكون أكبر من أن يتم احتواؤها.

الكرة الآن في ملعب وزارة الصحة.. فهل تتحرك قبل فوات الأوان؟


المصدر: قسم الرصد والتحليل في بغداد اليوم

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يستقبل سفير فرنسا لبحث سبل التعاون في مجال الرعاية الصحية
  • نائب وزير الصحة يجري زيارة لعدد من المستشفيات ومنشآت الرعاية الأولية بسوهاج
  • نائب وزير الصحة يجرى زيارة مفاجئة لعدد من المستشفيات ومنشآت الرعاية الأولية بسوهاج
  • هل استخدام العطور أو شمها يبطل الصيام؟ أمين الفتوي يجيب «فيديو»
  • "إدارة وتنظيم الرعاية الصحية" تناقش جهود رفع جودة الخدمات
  • بحضور تاج الدين والسبكي.. تفاصيل احتفالية الرعاية الصحية بيوم الطبيب المصري (صور)
  • فوضى المستشفيات الأهلية في العراق.. انهيار المعايير الصحية واستغلال المرضى دون رقيب
  • وزير الصحة: القيادة السياسية تقدم دعما كبيرا لمنظومة «التأمين الشامل»
  • منظمة الصحة العالمية تحذر: 80% من مراكز الرعاية الصحية في أفغانستان مهددة بالإغلاق