عربي21:
2025-03-20@21:17:01 GMT

أرجوكم استمعوا إلى ترنيمة نيجرفان بارزاني!

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

 رغم الاختلافات الجوهرية بين الفكر البعثي العروبي الذي حكم البلاد بالحديد والنار لفترة تزيد عن 50 عاما على إثر انقلابين دمويين (8 شباط عام 1963 على الزعيم عبدالكريم قاسم وانقلاب 17 تموز عام 1968 على عبدالرحمن عارف) وبين الفكر الشيعي الذي يحكم العراق منذ 2003 بدعم من القوات الأمريكية التي أسقطت نظام البعث وسلمت السلطة للأحزاب الشيعية على أساس النظام الاتحادي الفدرالي الدستوري، ولكن مجرد حبر على الورق، ظل النهج السياسي الطائفي القائم على فرض الإرادة سائدا والجهل والتخلف والفساد ضارب أطنابه في عموم مؤسسات الدولة حتى تحول إلى ظاهرة مجتمعية مدمرة تهدد أركان الدولة في أي لحظة.

.

وفي الجانب الآخر للبلاد وعلى العكس من حالة العراق المزرية، برزت تجربة حكم جديدة لم يشهدها العراق منذ تأسيسه وهي تجربة إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد انسحاب القوات العراقية المتمركزة فيه بضغط من التحالف الدولي عام 1991 من الكويت وهي تجر أذيال الهزيمة، حيث اضطر إلى تشكيل مؤسساته الحكومية والتشريعية عام 1992 لإدارة شؤون الإقليم..

رغم ضعف الإمكانيات المادية للإقليم والتهديدات الأمنية المستمرة التي یتعرض لها من التنظيمات الإرهابية "القاعدة" و"داعش" والفصائل المتطرفة التابعة لحكومة بغداد، فإنه قام بدور سياسي فاعل ومهم في ترسيخ السلام والاستقرار في العراق والمنطقة من خلال إيواء مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين بكافة مكوناتهم السنية والشيعية والمسيحية هربا من بطش النظام الصدامي تارة ومن النظام الطائفي تارة أخرى، وبحسب الإحصائيات الرسمية يحتضن الإقليم أكثر من مليون من هؤلاء اللاجئين والنازحين الذين تركوا مدنهم على إثر الحرب الطائفية التي نشبت بين الطرفين السني والشيعي عامي 2006 و2007!

على العكس من حالة العراق المزرية، برزت تجربة حكم جديدة لم يشهدها العراق منذ تأسيسه وهي تجربة إقليم كردستان شبه المستقل الذي تشكل بعد انسحاب القوات العراقية المتمركزة فيه بضغط من التحالف الدولي عام 1991 من الكويت وهي تجر أذيال الهزيمة، حيث اضطر إلى تشكيل مؤسساته الحكومية والتشريعية عام 1992 لإدارة شؤون الإقليم..ولم يقتصر الأمرعلى نزوح العوائل المنكوبة بل تعداه إلى الكثير من الزعماء السياسيين المطاردين من قبل النظام البعثي البائد والنظام الحالي. ومن أبرز هؤلاء رئيس الحكومة العراقية لولايتين (2006 ـ 2014) "نوري المالكي" ومعه الكثير من قادة الأحزاب الشيعية الأخرى أيام المعارضة العراقية، ولكن عندما تولوا الحكم في عام 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق وهيمنوا على مفاصل الدولة قلبوا ظهر المجن للشعب الكردي وتنكروا له ومارسوا بحقه نفس السياسة العدائية التي كانت تمارس ضدهم زمن صدام حسين، بل أسوأ حيث فرضوا عليه الحصار الشديد ومارسوا بحقه التجويع وأمعنوا في إيذاء الشعب الكردي وإذلاله..

وكل المحاولات الدبلوماسية التي قام بها إقليم كردستان لدفع بغداد لفك الحصار والكف عن ممارسة سياسة التجويع بحق الكرد باءت بالفشل، لا يمر أسبوع دون أن يرسل الإقليم وفدا فنيا وسياسيا رفيعا إلى بغداد لحل الإشكالات ونبذ الخلافات القائمة من خلال الاحتكام إلى الدستور ولكن دون جدوى.

وأكثر من قام بهذه الجهود الدبلوماسية الجبارة رئيس الإقليم الحالي "نيجيرفان بارزاني"، هذا الرجل لا يتوقف عن الحركة باتجاه بغداد، زيارات تلو زيارات، ما إن يرجع منها حتى يعود إليها باحثا عن بصيص أمل للأزمات العالقة التي تعصف بالعلاقات بين العاصمتين بغداد وإربيل، فهو لا يكتفي بالزيارات المستمرة إلى بغداد للقاء القادة السياسيين الشيعة والسنة على حد سواء، بل يؤكد حضوره الدائم في المؤتمرات والمنتديات، يلتقي الباحثين والسياسيين وأصحاب القرار، ولا يفوت أي فرصة سانحة للتوصل إلى حل ناجع، فهو لا يكل ولا يمل من أجل الوصول إلى صيغة سياسية توافقية لجمع كافة الأطراف المتنازعة على كلمة سواء وفق الدستور..

وهو الضيف الدائم المرحب به في بغداد وفي العواصم الإقليمية والأوروبية، يلتقي هذا الرئيس ويبحث مع ذاك القائد والزعيم ولا يفوت أي فرصة توصله إلى نجاح سعيه الدبلوماسي، ففي 15 من شهر فبراير الماضي حضر مؤتمر ميونخ للأمن وكان له نشاط فاعل فيه من خلال لقائه بالرئيس الأمريكي "ترامب". وما إن رجع حتى  طار إلى بغداد لحضور مؤتمر الحوار الوطني في 22 ـ 23 فبراير وفي 26 من نفس الشهر حضر منتدى أربيل الثالث رفقة 70 قائدا سياسيا وباحثا أكاديميا لبحث ودراسة  مستقبل الشرق الأوسط في ظل المتغييرات السريعة التي طرأت على المنطقة، فهو بحسه الاستشرافي ورؤيته لمستقبل المنطقة يرى أن زلزال التغيير قادم إلينا لامحالة، ولابد من مواجهته ونبذ خلافاتنا وراء ظهورنا!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراق كردستان العراق علاقات كردستان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه

18 مارس، 2025

بغداد/المسلة:‏  أطلق رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني تصريحاً مثيراً للجدل، حيث هدد بقطع مياه نهري دجلة والفرات عن مناطق الوسط والجنوب، رداً على طرح فكرة إنشاء إقليم شيعي، قائلاً: “من يطرح فكرة إنشاء إقليم شيعي يجب أن يكون على دراية بمسار نهري دجلة والفرات”. يأتي هذا التصريح من موقع رئيس أعلى سلطة تشريعية في البلاد، ما يضفي عليه طابعاً استثنائياً ويعكس توتراً سياسياً متصاعداً في العراق.

يبرز التصريح في سياق يعج بالاستقطاب الطائفي، حيث يرى مراقبون أن حديث المشهداني يعكس رد فعل على استفزازات سابقة من جهات شيعية. وتشير تدوينات حديثة على منصة “إكس”، مثل تلك التي نشرها حساب @Iraqfree0 بتاريخ 17 مارس 2025، إلى أن شخصيات مثل نوري المالكي وحنان الفتلاوي وحسين مؤنس تحدثوا عن إمكانية إقامة إقليم شيعي في الجنوب، ما قد يكون دفع المشهداني للرد بهذا الأسلوب الحاد.

وتشير آراء الى أن هذه التصريحات الشيعية تهدف إلى الدفاع عن مصالح النفط في البصرة، التي تشكل مصدراً رئيسياً للإيرادات الوطنية، والتي قد تُستخدم كورقة ضغط ضد المناطق السنية.

يثير هذا الخطاب مخاوف من استنهاض الطائفية مجدداً، إذ يعيد إلى الأذهان أصواتاً قديمة دعت لتقسيم العراق على أسس مذهبية. ويؤكد المشهد السياسي الحالي أن الحدث السوري، بتداعياته الإقليمية، قد عمّق الشرخ الطائفي في العراق، مع تصاعد النبرة السنية مقابل شعور القوى الشيعية بالحصار.

ويرى محللون أن تصريح المشهداني قد يكون محاولة لاستعادة موازين القوى لصالح القوى السنية، التي بات صوتها أعلى في البرلمان والشارع بعد سنوات من الهيمنة الشيعية على المشهد السياسي.

ووصفت تدوينات تابعتها المسلة تصريحات المشهداني بـ”الطائفية المعتوهة”، متسائلاً عما إذا كان المشهداني ينوي معاقبة شعب الوسط والجنوب بقطع المياه.

يضع هذا التصريح العراق أمام مفترق طرق خطير، حيث تتجدد المخاوف من تقسيم البلاد وسط غياب إحصاءات رسمية حديثة توضح توزيع الموارد كالمياه والنفط بين المحافظات. لكن تقارير سابقة، مثل تلك الصادرة عن مركز “TRENDS Research & Advisory”  أشارت إلى أن الصراع يحمل بذور التقسيم، وهو ما يبدو أنه يتكرر اليوم بأشكال جديدة. ويحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه الخطابات قد يدفع نحو نزاع داخلي، خاصة مع اعتماد الجنوب على المياه من الشمال، والشمال على النفط من الجنوب.

تصريح المشهداني ليس مجرد تهديد عابر، بل محاولة لرسم خطوط حمراء سياسية في مواجهة مشروع الإقليم الشيعي، الذي يبدو أنه يكتسب زخماً بين بعض القوى الشيعية المحسوبة على إيران.

و خطورة هذا الخطاب تكمن في قدرته على تحويل الخلاف السياسي إلى أزمة وجودية، تهدد وحدة العراق في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متفاقمة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني يهنئ بعيد نوروز ويجدد التأكيد على الالتزام بالدستور للتعامل مع بغداد
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل عن نية إسرائيل قصف بغداد
  • البنداوي يرد على الاتهامات.. العلاقات العراقية السورية تحكمها المصالح الوطنية
  • سياسي كردي: حزب بارزاني أكبر خطر على أمن العراق واستقراره ويهدد بسقوط حكومة السوداني
  • تاكيدا لما نشرته بغداد اليوم.. مالية الإقليم ترسل رواتب شهر آذار إلى بغداد
  • تاكيدا لما نشرته بغداد اليوم.. مالية الإقليم ترسال رواتب شهر آذار إلى بغداد
  • المشهداني يرد على فكرة الإقليم الشيعي بورقة المياه
  • هل تضررت محافظات الإقليم من انقطاع الغاز الإيراني؟
  • هل تضررت محافظات الإقليم من انقطاع الغاز الإيراني؟ - عاجل