إثر تصاعد الاشتباكات.. رئيس جنوب السودان يقيل حاكم ولاية أعالي النيل
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أقال رئيس جنوب السودان، سلفا كير، حاكم ولاية أعالي النيل شمال شرق البلاد، حيث تتصاعد الاشتباكات بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة عرقية، يتهمها بالتحالف مع منافسه ونائبه الأول ريك مشار.
ويفاقم التطور الأحدث مواجهة بين الرجلين، بدأت بعد أن أجبرت جماعة "الجيش الأبيض" المسلحة، القوات الحكومية على الانسحاب من بلدة الناصر المضطربة قرب الحدود الأثيوبية.
Clarification Regarding Changes in Upper Nile State Leadership.#SSOX #SouthSudan pic.twitter.com/IT0IhgBzqC
— Puok Both Baluang | فوك بوث بالوانق (@Puok_Baluang) March 19, 2025وردت حكومة كير باعتقال عدد من المسؤولين من الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة بزعامة مشار، بما في ذلك وزير النفط ونائب قائد الجيش. وأدى تصاعد المواجهة إلى تأجيج المخاوف من أن تنزلق أحدث دولة في العالم، إلى الصراع مرة أخرى بعد نحو 7 سنوات من خروجها من حرب أهلية أسفرت عن مقتل مئات الألوف.
وفي مرسوم أذاعه التلفزيون الرسمي في وقت متأخر، أمس الأربعاء، أقال كير حاكم ولاية أعالي النيل جيمس أودوك أوياي المنتمي إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة، وعيّن بدلاً منه جيمس كوانغ تشول، وهو لفتنانت جنرال ينحدر من مدينة الناصر.
وأثارت إقالة أوياي غضب الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة، التي انسحبت جزئياً بالفعل من اتفاق السلام لعام 2018 احتجاجاً على الاعتقالات.
Conflict and tension in Upper Nile State continue to affect communities and disrupt humanitarian services.#SouthSudan Humanitarian Coordinator @Kikigbeho calls for the protection of communities, humanitarians and critical infrastructure.
More: https://t.co/FyEr9EY4ua pic.twitter.com/dGhuSo3IoI
وقال بوك بوث بالوانغ، المتحدث باسم مشار في بيان إن "إقالة أوياي تشكل إجراء آخر أحادي الجانب وانتهاكاً خطيراً لاتفاق السلام المنشط"، في إشارة إلى اتفاق 2018. وبدوره، اتهم وزير الإعلام في حزب مشار، مايكل مكوي لويث، بتعريض اتفاق السلام للخطر، وقال إن "أوياي أُقيل من أجل إحلال السلام في ولاية أعالي النيل".
وتتهم الحكومة الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة، بوجود صلات بينها وبين الجيش الأبيض. وينفي الحزب هذه الاتهامات. ويتألف الجيش الأبيض في معظمه من شبان مسلحين من قبيلة النوير، قاتلوا في صف قوات مشار في حرب 2013-2018، على قوات الدنكا الموالية لكير.
وتقول الأمم المتحدة إن المعارك الدائرة حول بلدة الناصر، أدت إلى نزوح 50 ألف شخص منذ أواخر فبراير (شباط) الماضي، وحذرت المنظمة الدولية هذا الأسبوع من أن البلاد "على شفا العودة إلى الحرب الأهلية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حكومة كير جنوب السودان الحرکة الشعبیة لتحریر السودان فی المعارضة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحث العالم على عدم نسيان السودان وسط تصاعد الأزمة
مع اقتراب الصراع الوحشي في السودان من إكمال عامه الثاني، وجهت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة في البلاد تحذيرا حادا بشأن تفاقم الأوضاع هناك، وارتفاع مخاطر المجاعة، والنقص الخطير في تمويل جهود الإغاثة، في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، دعت كليمنتاين نكويتا - سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، المجتمع الدولي إلى تجديد دعمه لملايين المتضررين من هذه الأزمة.
وقالت: "الناس في وضع يائس. نناشد المجتمع الدولي ألا ينسى السودان، وألا ينسى الرجال والنساء والأطفال في السودان الذين وجدوا أنفسهم في هذا الوضع الصعب للغاية في هذه اللحظة الحرجة".
وضع إنساني كارثي
منذ اندلاع الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/أبريل 2023، شهد السودان دمارا غير مسبوق. فقد تم تهجير أكثر من 12 مليون شخص، مما يجعلها أسوأ أزمة نزوح في العالم.
قالت السيدة نكويتا - سلامي إن الوضع الإنساني كارثي، مؤكدة أن بعد عامين من النزاع، "كنا نأمل أن نكون قد تمكنا من تقديم المساعدة الإنسانية بشكل شامل لكل من يحتاجها، لكننا ما زلنا نكافح".
التغذية في مستشفى سعودي بأم درمان.
تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها هذا العام إلى جمع 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم إلى نحو 30 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، إلا أن التمويل لا يزال بعيدا عن المطلوب.
وقالت المسؤولة الأممية إن بعض المانحين أبلغوا مكتبها بأنهم سيقومون بتقليص الموارد المتاحة، معربة عن قلقها من عدم حصول العاملين الإنسانيين على مستوى التمويل الذي يمكنهم من تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.
ووسط الفوضى التي تعم البلاد، يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدات الحيوية، رغم القيود الشديدة على الوصول، واستمرار العنف، والعقبات اللوجستية.
وقالت السيدة نكويتا - سلامي: "ليست لدينا إمكانية الوصول إلى كل المناطق الساخنة، لكننا نبذل قصارى جهدنا لضمان أن الموارد التي نملكها تُنقل بأسرع ما يمكن باستخدام كل الوسائل المتاحة".
المجاعة موجودة بالفعل وتنتشر
كان للصراع تأثير مدمر بشكل خاص في منطقة دارفور، حيث أكدت المنسقة الأممية أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار. وقالت إن السكان المدنيين "محاصرون منذ عدة أشهر، وهم يواجهون قصفا يوميا وتشريدا وتدهورا سريعا في الأوضاع الإنسانية".
وعبّرت عن قلقها البالغ إزاء تأكيد المجاعة في مخيم زمزم شمال دارفور، وصفت الوضع هناك بالـ "كارثي"، مشيرة إلى نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية. وقالت إن أسعار السلع الأساسية "ارتفعت بشكل كبير، ما جعل المواد الضرورية خارج متناول معظم الأسر".
وقد تم تأكيد حدوث المجاعة في مخيم زمزم المتاخم لمدينة الفاشر في آب/أغسطس 2023، وأُعيد تأكيدها مجددا في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
وذكّرت المسؤولة الأممية بأن مناطق أخرى مثل الخرطوم، وكردفان، والنيل الأزرق معرضة أيضا للخطر، وأضافت: "نعمل ضد الزمن لمحاولة منع انتشار المجاعة".
الجهود الإنسانية مستمرة
ورغم غياب الحل السياسي، شددت السيدة نكويتا - سلامي على أن العمل الإنساني لا يمكن أن ينتظر، وأكدت أنه في ظل غياب وقف إطلاق النار، "نواصل المضي قدما في الاستجابة الإنسانية".
كما أكدت على الحاجة الماسة إلى تدابير حماية في ظل انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهشاشة أوضاع الأطفال. وأضافت: "نواصل التأكيد على ضرورة حماية المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. هذا شيء لم نره بعد، وما زلنا نطالب به".
أسر نازحة تفر من مدينة الفاشر بشمال دارفور بحثا عن الأمان. في مختلف أنحاء السودان، نزح أكثر من 12 مليون شخص من ديارهم.
وأفادت منسقة الشؤون الإنسانية بأن تحديات الوصول لا تزال تمثل عقبة كبيرة. وأكدت أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية والحدود، مشددة على ضرورة الحفاظ على أكبر عدد ممكن من هذه الخيارات، "وضمان وجود اتفاقات مع جميع الجماعات المسلحة حتى نتمكن من توصيل المساعدات بشكل واسع وسريع إلى المناطق المتضررة بشدة".
تقديم المساعدات وسط الخطر
أشارت نكويتا - سلامي إلى أن الأمم المتحدة لا تعمل وحدها، بل تتعاون مع منظمات غير حكومية دولية، وشبكة وطنية كبيرة من المنظمات غير الحكومية – بعضها بقيادة نساء. ووصفت هؤلاء بأنهم في "الخطوط الأمامية".
ورغم التحديات الجسيمة وانعدام الأمن، يظل العاملون الإنسانيون ملتزمين بالعمل، بحسب المسؤولة الأممية، وقالت إنهم "مستعدون – ولديهم الوسائل والطرق – للوصول" حتى في أماكن الصراع.
إلا أنها أكدت أن ثمن ذلك كان باهظا، وقالت إن عدد العاملين الإنسانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الصراع "غير مقبول". وأضافت: "يجب ألا يخسر العاملون في المجال الإنساني حياتهم أثناء محاولتهم تقديم الدعم للمحتاجين".
ومع تفاقم الكارثة الإنسانية، وجهت السيدة نكويتا - سلامي رسالة واضحة وعاجلة إلى العالم، حيث قالت: "ما زلنا بحاجة إلى جهد هائل. ما زلنا بحاجة إلى دعم من المجتمع الدولي من حيث الموارد، وما زلنا بحاجة إلى مزيد من التسهيلات من جميع الجماعات المسلحة المشاركة في هذا الصراع".