توفيق الحميدي يكتب: ماذا تعني زيارة رئيس وزراء العراق السابق المقرب من ايران إلى صنعاء في ظل التصعيد العسكري؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
1. توقيت الإعلان وملابساته
إعلان الحوثيين عن وصول ماجد عبدالمهدي إلى صنعاء يأتي في توقيت حساس للغاية، حيث يتعرضون لحملة قصف أمريكية وبريطانية مكثفة بذريعة استهداف القدرات العسكرية التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر. التوقيت يطرح تساؤلات مهمة حول أهداف الإعلان ومدى ارتباطه بمفاوضات أوسع تتجاوز اليمن لتشمل الملفات الإقليمية الكبرى، خاصة في ظل التصعيد الأمريكي ضد إيران وتزايد الضغوط على طهران وحلفائها.
2. كيفية وصوله ومدى وجود ضوء أخضر أمريكي
وصول شخصية بهذا الثقل إلى صنعاء، رغم القصف المكثف والرقابة المشددة، يشير إلى وجود قناة تنسيق خفية، قد تكون عبر وسطاء إقليميين أو حتى ضمن تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطهران. السيناريوهات الممكنة:
• ضوء أخضر أمريكي غير مباشر: إذا كان ماجد عبدالمهدي مبعوثًا إيرانيًا، فمن غير المنطقي أن يغامر الحوثيون بالإعلان عن زيارته دون ضمانات معينة، خاصة في ظل تهديدات واشنطن لإيران. ما يفتح الباب لتساؤلات حول وجود تفاهمات ضمنية على استمرار القنوات الخلفية للحوار، رغم القصف.
• دور عماني محتمل : عمان معروفة بدورها بقربها من الحوثيين ، ولعبت دور مهم في التقارب و الوساطات السرية بين جماعة الحوثي والعالم الخارجي ، وربما تكون قد لعبت دورًا في تسهيل وصوله أو ترتيب اللقاءات دون الاصطدام مباشرة بالتصعيد العسكري الجاري.
3. السياق الإقليمي والدولي: هل هناك صفقة قيد التفاوض؟
زيارة عبدالمهدي قد تكون جزءًا من مفاوضات أوسع تشمل الملفات الإيرانية-الأمريكية وليس اليمن فقط. هناك إشارات عدة تدعم هذا الطرح:
• رسالة ترامب حول مفاوضات مع إيران: قد يكون الهدف خلق مساحات للتفاوض في ظل التصعيد العسكري، وهو تكتيك استخدمته واشنطن سابقًا عبر زيادة الضغوط ثم فتح القنوات الخلفية.
• تصريح وزير الدفاع الأمريكي بأن القصف لا يستهدف تغيير النظام في صنعاء: هذه إشارة واضحة إلى أن واشنطن لا تريد تصعيدًا مفتوحًا بل تسعى لاحتواء التصعيد دون كسره بالكامل، مما يعني أن هناك نية لإبقاء الباب مفتوحًا للحوار.
• هدوء رد الحوثيين وصمت الإقليم: الحوثيون، رغم بيانهم المعلن ضد الهجمات الأمريكية، لم يصعّدوا بشكل قد يقطع الطريق على التفاوض، مما يعكس إدراكهم أن الأمور تجري في سياق أكبر. كما أن صمت الحكومة اليمنية ودول الخليج يشير إلى أنهم إما غير مدركين لكل تفاصيل المشهد أو أنهم يترقبون دون رغبة في إفساد التفاهمات الجارية.
4. دلالات نشر الحوثيين لخبر الزيارة
• رسالة إلى الداخل والخارج: الحوثيون يريدون التأكيد أنهم ليسوا في عزلة دولية، وأنهم جزء من معادلة التفاوض الإقليمي، وأن لديهم قناة مباشرة مع طهران، رغم الضغوط العسكرية.
• إثبات استمرار الدعم الإيراني: نشر الخبر قد يكون رسالة لخصومهم بأنهم لا يزالون في قلب المحور الإيراني، وأن طهران لم تتخلَّ عنهم رغم القصف الأمريكي، ما قد يرفع معنويات مقاتليهم ويعزز موقفهم التفاوضي.
• استعراض للشرعية السياسية: الإعلان قد يكون أيضًا محاولة لتعزيز شرعيتهم كسلطة سياسية تمتلك القدرة على إدارة علاقات دولية مباشرة، وليس فقط كحركة مسلحة محاصرة.
5. السيناريوهات المحتملة
• 1. المفاوضات السرية مستمرة: الزيارة قد تكون مؤشرًا على أن هناك قنوات مفتوحة، وقد نرى قريبًا مزيدًا من التحركات الدبلوماسية أو التسريبات حول مفاوضات تشمل الهدنة في اليمن أو حتى ترتيبات إقليمية أوسع.
• 2. صفقة أمريكية-إيرانية قيد التشكل: قد تكون هناك ترتيبات غير معلنة تشمل ضبط التصعيد في اليمن مقابل تنازلات أخرى في العراق أو لبنان أو حتى في الملف النووي الإيراني.
• 3. إعادة رسم التوازنات في اليمن: إذا كان هناك تفاهمات تشمل الحوثيين، فقد نرى تحولًا في الموقف الدولي من الشرعية اليمنية، وربما تزايد الضغوط نحو تسوية سياسية جديدة.
خلاصة
زيارة ماجد عبدالمهدي إلى صنعاء في هذا التوقيت ليست حدثًا عابرًا، بل هي مؤشر على أن هناك تحركات غير معلنة تجري خلف الكواليس، قد تتجاوز الملف اليمني إلى مفاوضات أوسع تشمل إيران وأمريكا. الحوثيون لم يكونوا ليعلنوا عن الزيارة دون حسابات دقيقة، ما يعزز فرضية أن القنوات الخلفية للتفاوض لا تزال مفتوحة رغم القصف، وأن هناك ترتيبات جديدة قيد التبلور في المنطقة.
*نقلا من صفحة الكاتب على فيسبوك
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن العراق ايران الحوثي أمريكا إلى صنعاء رغم القصف أن هناک قد تکون
إقرأ أيضاً:
صنعاء تُسقط ثالث طائرة أمريكية خلال 10 أيام وواشنطن تقر بالعجز رغم التصعيد الجوي
يمانيون../
في إقرار جديد بالعجز العسكري الأمريكي أمام قدرات الدفاع الجوي اليمني، أكدت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إسقاط طائرة أمريكية من طراز MQ-9، وذلك للمرة الثالثة خلال عشرة أيام فقط، رغم التصعيد الجوي المكثف الذي تشنه الولايات المتحدة ضد اليمن.
ونقلت مراسلة الشبكة في البنتاغون جينيفر غريفين عن مصادر مطلعة، أن الطائرة التي تم إسقاطها تُعد واحدة من أكثر الطائرات المسيّرة تكلفةً وتطوراً في الترسانة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذه الخسارة الجديدة تُضاف إلى سجل الضربات التي تتلقاها واشنطن في إطار حملتها العسكرية المستمرة.
وفي تقرير نشرته القناة، قالت فوكس نيوز إن “الولايات المتحدة تستخدم طائرات B-2 الشبحية ومتفجرات خارقة للتحصينات ضمن غاراتها الجوية ضد أهداف في اليمن، إلا أن قوات صنعاء لا تزال تحتفظ بقدرتها على الرد الفاعل، وإسقاط الطائرات المسيّرة، وإطلاق الصواريخ الداعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، يوم الأربعاء، إسقاط طائرة MQ-9 أمريكية متطورة أثناء قيامها بمهام معادية في أجواء محافظة الجوف، مؤكدة أن العملية تمّت باستخدام منظومة دفاع جوي محلية الصنع، في تأكيد جديد على تطور القدرات الدفاعية اليمنية في مواجهة التفوق الجوي الأمريكي.
وتُعد هذه الطائرة هي الثالثة التي يتم إسقاطها خلال عشرة أيام فقط، والـثامنة عشرة منذ بدء عمليات الإسناد اليمني لمحور المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة.
ويرى مراقبون أن استمرار إسقاط هذه الطائرات المتطورة، والتي تُستخدم عادة في المهام الاستخباراتية والهجومية عالية الدقة، يُشكل إحراجاً كبيراً للبنتاغون، ويعكس في الوقت ذاته نجاح صنعاء في فرض معادلة ردع جوية جديدة رغم فارق الإمكانات الهائل.
كما تؤكد هذه العمليات، وفق محللين، أن اليمن بات يمتلك منظومة دفاع جوي فعّالة، قادرة على مواجهة أحدث ما تملكه واشنطن من طائرات دون طيار، ما يضرب عمق نظرية “التفوق الأمريكي الجوي”، ويعزز حضور صنعاء كلاعب إقليمي مؤثر في المعادلات الميدانية والسياسية في المنطقة.