على مدى أشهر، بدا أن الأحداث في الداخل والخارج تتحرك لصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها

فخلال الأشهر الماضية، شهدت العلاقات المتوترة مع أوروبا تحسناً ملحوظاً، مع ترسيخ أهمية أنقرة كحليف في الناتو بعد انعطاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو موسكو، كما تباطئ التضخم الجامح في تركيا وانخفضت أسعار الفائدة التي لطالما كانت مصدر إزعاج لأردوغان، بل وظهرت بوادر على اقتراب نهاية تمرد الانفصاليين الأكراد الذي استمر 40 عاماً.

 

ولكن يبدو أن المعارضة لحكم أردوغان كانت تنمو في الخفاء، حيث شنت السلطات حملة قمع استمرت شهوراً ضد خصومه السياسيين، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز". 

تركيا تتحفظ على شركة البناء المملوكة لأكرم أوغلو - موقع 24قال مكتب المدعي العام في إسطنبول، إن السلطات تحفظت على شركة البناء المملوكة بشكل مشترك لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو.

اعتقال عمدة إسطنبول

وبلغت الحملة ذروتها يوم الأربعاء باعتقال أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول الشهير، والذي يُعتبر على نطاق واسع أقوى سياسي يتحدى أردوغان منذ توليه السلطة عام 2002. 

وبضربة واحدة، أصبحت النجاحات التي كان بإمكان أردوغان الإشارة إليها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية في خطر، وسط مخاوف من أن اعتقال إمام أوغلو يُمثل نقطة تحول خطيرة لتركيا.

وقال النائب السابق سوات كينيكلي أوغلو: "لقد عبر نهر الروبيكون. لا عودة له من هنا".

اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو - موقع 24أفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة التركية ألقت القبض على أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول، المنافس البارز للرئيس رجب طيب أردوغان، بتهم تتعلق بالفساد والارتباط بجماعات إرهابية.

مخاوف المستثمرين

وكان رد فعل المستثمرين، الذين عادوا بحذر إلى الأسواق التركية منذ تخلي أردوغان عن السياسات النقدية غير التقليدية التي أغرقت البلاد في أزمة، أشبه بالصدمة، إذ سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار قبل أن تغلق منخفضة بنسبة 3.3%، مع تزايد المخاوف بشأن التزام أردوغان بسيادة القانون والإصلاحات الاقتصادية التي يقودها وزير المالية محمد شيمشك. وأغلق مؤشر بيست 100 القياسي منخفضاً بنسبة تقارب 9%. 

وصرحت كابيتال إيكونوميكس بأن اعتقال إمام أوغلو أثار مخاوف بشأن "أجندة الإصلاح الأوسع نطاقاً"، وأشارت إلى أن "المخاوف السياسية، لا الاقتصادية، ربما بدأت تهيمن على تفكير الرئيس أردوغان". 

بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. تقييد وسائل التواصل الاجتماعي وانهيار الليرة التركية - موقع 24في أعقاب إلقاء القبض على عمدة إسطنبول والسياسي المعارض أكرم إمام أوغلو، أصبحت هناك عدة شبكات تواصل اجتماعي وتطبيقات للرسائل القصيرة تعمل بصورة جزئية فقط في البلاد، إلى جانب تراجع الليرة التركية بأكثر من 10%.

وصرح غالب دالاي، من تشاتام هاوس، بأن اعتقال إمام أوغلو قد يُضعف آمال أنقرة في استخدام علاقاتها الدفاعية والأمنية المعززة مع أوروبا لتطوير علاقة أوسع مع القارة.

 وقال دالاي: "يُعد رئيس بلدية اسطنبول ثاني أهم منصب منتخب في البلاد بعد الرئيس. المشكلة هي أن ما نراه الآن سيُفسد العلاقة مع أوروبا".  

وصرح مسؤول ألماني بأنه "من المستحيل تجاهل تركيا نظراً لحجم صناعتها الدفاعية، لكننا في بداية النقاش، الأمر بيد تركيا لتسهيل هذا النقاش أو تعقيده، والساعات الأربع والعشرين الماضية تشير إلى أنها تسير في اتجاه التعقيد".

أهمية أنقرة في الدفاع الأوروبي

ومع ذلك، قال محللون إن أهمية أنقرة في الدفاع الأوروبي مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ربما شجعت أردوغان، على التحرك ضد منافسه الرئيسي. 

وقالت سيدا ديميرالب، أستاذة العلوم السياسية في جامعة إيشيك بإسطنبول، إن الولايات المتحدة سهّلت "تجاوز هذه المحنة" من خلال إشارتها إلى قدرتها على "العمل مع رجال أقوياء". 

ويبرز إمام أوغلو، الذي صعد سياسياً بعد هزيمته مرشح أردوغان لمنصب عمدة إسطنبول عام 2019، كواحد من السياسيين القلائل الذين يحظون بقبول طيف واسع من الناخبين، بمن فيهم الأكراد والمحافظون والعلمانيون. 

رؤساء بلديات أوروبية يطالبون بالإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول - موقع 24دان رؤساء بلديات عدد من العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، "بشدة" أمس الأربعاء، توقيف أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول والمعارض البارز للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ودعوا إلى إطلاق سراحه.

كما ساعد حزب الشعب الجمهوري المعارض العلماني الوسطي على إلحاق أسوأ هزيمة انتخابية على الإطلاق بحزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان في الانتخابات المحلية العام الماضي. 

لكن الرجل البالغ من العمر 54 عاماً واجه سلسلة من التحقيقات الجنائية في بلد يتمتع فيه أردوغان، الذي هيمن على السياسة التركية لأكثر من عقدين، بسلطات واسعة على مؤسسات الدولة، بما في ذلك القضاء.

ضربة قاصمة للديمقراطية..ألمانيا تندد باعتقال عمدة إسطنبول - موقع 24قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن اعتقال عمدة مدينة إسطنبول التركية، أكرم إمام أوغلو، والعديد من المعارضين الآخرين، "ضربة قاصمة للديمقراطية في تركيا".

وجاء اعتقاله - على خلفية صلات مزعومة بـ"الإرهاب"، بالإضافة إلى تهم الفساد - قبل أيام فقط من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له كمرشح رئاسي قبل الانتخابات المقررة عام 2028. 

وأكد وزير العدل يلماظ تونج أن القضاء تصرف باستقلالية، ووصف ادعاء المعارضة بأن الاعتقال كان "انقلاباً" ضد إمام أوغلو، بأنه "خطير للغاية".

 لكن بالنسبة لكينكلي أوغلو، النائب السابق، فإن هذه الخطوات "إشارة واضحة على أن أردوغان لا يريد المخاطرة" قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تركيا لأردوغان أكرم إمام أوغلو تركيا أردوغان الناتو أكرم إمام أوغلو رئیس بلدیة إسطنبول اعتقال إمام أوغلو أکرم إمام أوغلو اللیرة الترکیة عمدة إسطنبول اعتقال عمدة

إقرأ أيضاً:

الليرة التركية تهبط لأدنى مستوى بعد اعتقال عمدة إسطنبول

أنقرة (زمان التركية)ــ هبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار يوم الأربعاء، بعد أن داهمت الشرطة منزل عمدة بلدية إسطنبول المعارض البارز أكرم إمام أوغلو، واعتقاله ضمن 100 شخصية أخرى.

و مقارنة مع أمس الثلاثاء، ارتفع سعر صرف الدولار في تركيا من 36.67 ليرة، وسجل الدولار صباح اليوم الأربعاء 40 ليرة، بعد اعتقال عمدة إسطنبول، وهو معارض رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب تحقيق في قضية فساد، وهي الخطوة التي أدانها حزب الشعب الجمهوري المعارض ووصفها بأنها “انقلاب”.

وداهمت الشرطة منزل أكرم إمام أوغلو، الأربعاء، واعتقلته على خلفية تحقيق في قضية فساد.

ويعد إمام أوغلو شخصية شعبية وقوية داخل حزب الشعب الجمهوري، وهو المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، وجاء اعتقاله بعد أيام من إعلانه مرشحا للحزب في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

ويُنظر إلى إمام أوغلو على نطاق واسع باعتباره المرشح الأقوى لتحدي أردوغان، لكن مسيرته المهنية طغت عليها سلسلة من القضايا القانونية ذات الدوافع السياسية، كما يقول المنتقدون.

وجاءت مداهمة الشرطة بعد ساعات من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته، وسط مزاعم بأنه حصل عليها بطريقة غير شرعية.

ويعد إلغاء الشهادة خطوة عالية المخاطر، إذ يتعين على المرشحين للرئاسة في تركيا الحصول على مؤهل تعليمي عالي.

وقال صحفي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالتحدث إلى الصحافة ولم يتمكن من تحديد سبب احتجاز إمام أوغلو “إنه تم اعتقاله وهو الآن في مقر الشرطة”.

وقال عمدة البلدية في مقطع فيديو نُشر على موقع X: “وصل مئات من رجال الشرطة إلى باب منزلي، أسلم نفسي للشعب”.

وذكر بيان صادر عن مكتب المدعي العام في إسطنبول أن إمام أوغلو زعيم “منظمة إجرامية” وأن 100 مشتبه به تم القبض عليهم.

وتقول تقارير إعلامية محلية، بما في ذلك وكالة أنباء الأناضول الرسمية، إن اعتقاله مرتبط بتحقيق منفصل بتهمة مساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور، قائلة إنه كان واحدا من سبعة أشخاص تم اعتقالهم.

أدان زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل ما أسماه “محاولة انقلاب ضد رئيسنا القادم”.

وقال أوزيل في تصريح لقناة إكس: “إن اتخاذ القرارات نيابة عن الشعب، واستخدام القوة لاستبدال إرادة الشعب أو عرقلتها هو انقلاب”.

وأضاف “لن نستسلم. وفي النهاية ستنتصر إرادة الشعب وستنتصر تركيا”.

 

Tags: اعتقال اكرم إمام أوغلوالدولار الليرة التركيةالدولار مقابل الليرة التركيةسعر صرف الدولار في تركيا

مقالات مشابهة

  • من هو أكرم إمام أوغلو؟ عمدة إسطنبول ومنافس أردوغان الذي أثار اعتقاله احتجاجات في تركيا؟
  • ما حقيقة فيديو "البحيرات البشرية" في تركيا بعد اعتقال عمدة إسطنبول؟
  • عمدة أثينا: تركيا تعتقل أقوى خصوم أردوغان
  • أخبار العالم| استشهاد عشرات الفلسطينيين في تصعيد إسرائيلي بغزة.. الحوثيون يقصفون تل أبيب وأزمة سياسية ومظاهرات عارمة في تركيا بعد اعتقال عمدة إسطنبول
  • تركيا.. صور مظاهرات غاضبة بعد اعتقال منافس أردوغان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو
  • أزمة سياسية ومظاهرات عارمة في تركيا بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. ماذا يحدث؟
  • تركيا.. حظر التظاهرات في إسطنبول عقب اعتقال أكرم أوغلو
  • الليرة التركية تهبط لأدنى مستوى بعد اعتقال عمدة إسطنبول
  • تركيا.. اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو