حذر محللو الدفاع وجنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي من استنزاف متزايد للجيش مع اقتراب البلاد من صراع شامل في غزة، بحسب صحيفة فايننشال تايمز التي ذكرت أيضا نقلا عن مصادر أن حرب إسرائيل اللانهائية ترهق الجيش الإسرائيلي إلى أقصى حد.

وقالت الصحيفة نقلا عن محللي الدفاع وجنود الاحتياط إن هناك خيبة أمل من أهداف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة الذين استبعدوا إنهاء القتال رغم الضغط الشعبي المتواصل للتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين المتبقين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.

وقال عاموس هاريل محلل الشؤون الدفاعية في صحيفة هآرتس إن للمرة الأولى منذ بداية الحرب "قد يكون هناك احتمال لعدم التحاق بعض جنود الاحتياط بالخدمة"، مضيفا أن هذه المشكلة قد تتفاقم إذا لم يكن هناك إجماع بشأن الحرب.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن عائلات جنود الاحتياط الإسرائيليين أن اتفاق جنود الاحتياط مع الجيش كان يقضي بالخدمة 30 يوما في السنة، لكن قيل لهم أن يستعدوا لـ5 سنوات من القتال العنيف.

ووفقا لأرقام الجيش الإسرائيلي، قُتل أكثر من 800 جندي وجُرح نحو 6 آلاف منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويرى بعض المحللين أن الرقم الأخير أعلى عند مراعاة الصحة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة.

إعلان

ونقلت :فايننشال تايمز" عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن هناك حاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي -خاصة ألوية جديدة من المدرعات والمشاة- لتعزيز دفاع إسرائيل والحفاظ "إلى أجل غير مسمى" على مناطق عازلة داخل قطاع غزة.

ووفقا لاستطلاع رأي أجراه منتدى زوجات جنود الاحتياط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال نحو 80% من المستجيبين إن دوافعهم للخدمة قد انخفضت منذ بداية الحرب بسبب عدم تجنيد اليهود الحريديم والصعوبات الشخصية.

ويشكل الحريديم -وفقا للصحيفة- نحو 14% من السكان، وتم إعفاؤهم من الخدمة العسكرية منذ تأسيس إسرائيل، وهي سياسة واجهت مقاومة متزايدة حتى قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما اعتبرتها المحكمة العليا غير دستورية.

وتطالب الغالبية العظمى من الإسرائيليين بأن يخدم الحريديم كغيرهم، لكن نتنياهو، الذي يعتمد ائتلافه على حلفاء الحريديم، أوضح أن حكومته لا تنوي تجنيدهم قسرا.

يهود الحريديم يفضلون الذهاب إلى السجن على الانضمام إلى الجيش (الأناضول-أرشيف)

وبحسب صحيفة فايننشال، لم يلتحق سوى بضع مئات من الرجال الحريديم بالجيش خلال العام الماضي، من بين أكثر من 10 آلاف أمر تجنيد أرسله الجيش الإسرائيلي، وفقا للأرقام الرسمية.

وقال العديد من جنود الاحتياط الذين تحدثوا إلى صحيفة فايننشال تايمز إنه في حين أنه من النادر أن يُغادر جندي احتياط وحدته بالكامل، إلا أنهم الآن أكثر عرضة للتغيب عن التدريب أو الخدمة العملياتية لأسباب شخصية.

وقال ضابط احتياط متمركز منذ أشهر قرب غزة للصحيفة إن معدل الإبلاغ عن التجنيد في بعض وحدات الاحتياط أصبح أقل من النصف، وأكد المحلل العسكري، هاريل، هذا الرقم، مضيفا أنه من المرجح أن يزيد الجدل الأوسع حول مسار الحرب من حدة الغضب.

كما نقلت فايننشال تايمز عن مصادر بأن جنود الاحتياط قد يعلقون خدمتهم إذا شعروا بأنهم يضحون بأنفسهم لتحقيق أهداف اليمين المتطرف "المتمثلة في إعادة بناء المستوطنات في غزة وطرد جميع الفلسطينيين".

إعلان

وأشارت إلى أنه تم تسريح ضابط مخابرات وطيار إسرائيليين بعد إعلانهما تعليق خدمتهما الاحتياطية وأنهما لن يشاركا في حرب "لا تخدم مصلحة شعب إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فایننشال تایمز جنود الاحتیاط

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: جنود وحدة “8200” يطالبون بوقف القتال في غزة

#سواليف

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن المئات من جنود من وحدة الاستخبارات 8200 في جيش الاحتلال، انضموا إلى الجنود في سلاحي الجو والبحرية المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد الفشل في تحقيق أي من أهداف الحرب بعد مرور نحو عام ونصف على العدوان، داعين إلى تغيير فوري في سياسة الحرب التي تنتهجها الحكومة، ما أثار غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتهمهم “بتشجيع” أعداء إسرائيل.

وقال جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات في رسالة نشرت الجمعة: إنهم ينضمون إلى دعوة أطقم الطائرات في المطالبة بالعودة الفورية لصفقة الأسرى، حتى لو كان ذلك على حساب تغيير فوري في سلوك الحرب ووقف القتال في غزة.

وكان هذا الإعلان هو الأحدث في موجة متزايدة من الانتقادات من داخل قوات الاحتياط الإسرائيلية بسبب استمرار الحرب في غزة والفشل في إعادة الرهائن التسعة والخمسين المتبقين

مقالات ذات صلة موظف فصلته مايكروسوفت يكشف للجزيرة نت كيف تلطخت الشركة بدماء غزة 2025/04/12

وأكدوا “أن استمرار الحرب لا يساهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وسوف يؤدي إلى مقتل رهائن وجنود من الجيش الإسرائيلي وأبرياء”، كما كتبوا، وأضافوا في أسفل: “نرى حماس تسيطر على القطاع وتجند عملاء جدد في صفوفها، في حين لم تقدم الحكومة خطة مقنعة للإطاحة بها”.

وبدأت الدعوات بمجموعة تضم نحو ألف من قدامى المحاربين في القوات الجوية الإسرائيلية، أغلبهم متقاعدون، حيث نشروا رسالة يوم الخميس يطالبون فيها بذلك.

وقال الضباط البالغ عددهم 250 ضابط “إننا نتفق مع التأكيد الخطير والمقلق بأن الحرب في هذا الوقت تخدم في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية، وليس المصالح الأمنية”.

وأضافوا أن استمرار الحرب لا يُسهم في تحقيق أهدافها المعلنة، بل سيؤدي إلى مقتل رهائن (الأسرى) وجنود من الجيش الإسرائيلي ومدنيين أبرياء. نحن قلقون إزاء تآكل قوة الاحتياط وتزايد معدلات التغيب عن الخدمة، ونشعر بالقلق إزاء العواقب بعيدة المدى لهذا التوجه.وتابعت الرسالة: “لا يمكن إعادة الرهائن سالمين إلا باتفاق، بينما يؤدي الضغط العسكري بالأساس إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر “. “كل يوم يمرّ بحياتهم معرض للخطر، وكل لحظة تردد إضافية هي وصمة عار”.

وانضم بعد ذلك إلى جنود الاحتياط في القوات الجوية مجموعة تضم نحو 150 ضابطا سابقا في البحرية وعشرات الأطباء الاحتياطيين الذين وقعوا أسماءهم على رسائل تطالب بإنهاء الحرب فورا من أجل الرهائن المتبقين.

وردا على ذلك أعلن جيش الاحتلال، عن طرد المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو الذين وقعوا على الإعلان الذي يدعو إلى إنهاء الحرب، فيما اتهم رئيس جكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جنود الاحتياط بأنهم يمثلون أقلية صغيرة تمولها منظمات زعم أنها تريد الإطاحة بحكومته.

وتابع نتنياهو: “إنّ هؤلاء يحاولون إضعاف دولة إسرائيل وجيشها، ويشجعون عدونا على إيذائنا. لقد سبق لهم أن بثّوا رسالة ضعف لأعدائنا. ولن نسمح لهم بتكرار ذلك”.

وذكر موقع /واينت/ العبري، أن نحو 1840 أكاديميا وقعوا على عريضة لدعم قدامى المحاربين والاحتياط في سلاح الجو ودعوتهم لإنهاء الحرب.

وكتبوا: “نحن، أعضاء هيئة التدريس في معاهد التعليم العالي، ننضم إلى نداء أفراد القوات الجوية ونطالب بعودة الرهائن إلى ديارهم دون تأخير، حتى لو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب على الفور”.

وأعلنوا كذلك أنهم وجدوا أن الحرب في غزة تحولت عن أهدافها المعلنة إلى خدمة “مصالح سياسية وشخصية”.

“وكما ثبت في الماضي، فإن الاتفاق وحده هو الذي أعاد الرهائن سالمين، في حين أن الضغط العسكري يؤدي في الغالب إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر”.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوطات الداخلية على حكومة نتنياهو، حيث تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهرات شبه يومية، تنديداً بإقالة قادة أمنيين ومسؤولين قانونيين كبار، واستئناف الحرب في غزة.

وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش
  • تزايد الاحتجاجات داخل جيش العدو للمطالبة بوقف الحرب
  • عرائض العصيان تحاصر نتنياهو وقائد جيش الاحتلال يحذر من نقص عدد الجنود
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من نقص عدد الجنود بصفوف الجيش
  • مسئولة أوروبية تدعو إلى الضغط على روسيا لإنهاء الحرب الأوكرانية
  • إعلام إسرائيلي: 200 طبيب في خدمة الاحتياط بالجيش يطالبون بوقف الحرب على غزة
  • فايننشال تايمز: ترامب يخطط لتخزين معادن المحيط الهادي لمواجهة الصين
  • أكثر من 100 ألف إسرائيلي توقفوا عن أداء خدمة الاحتياط.. أكبر أزمة
  • قرب الحدود مع لبنان.. إصابة خطيرة لأحد جنود الجيش الإسرائيلي!
  • إعلام عبري: جنود وحدة “8200” يطالبون بوقف القتال في غزة