"تواصل الأجيال" أول متحف خاص في ظفار للحفاظ على الموروث التراثي والثقافي
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
طاقة- العُمانية
يُعد متحف تواصل الأجيال بولاية طاقة أول متحف خاص مُرخَّص من وزارة التراث والسياحة في محافظة ظفار، ويهدف إلى الحفاظ على الموروث التراثي ومفردات الثقافة العُمانية.
ويقع المتحف في الحي القديم بالقرب من حصن طاقة وبرج العسكر، وتم افتتاحه في فبراير 2023م، ويشتمل على "الساحة الخارجية" إلى جانب أربع قاعات رئيسة وهي: قاعة "الاستقبال"، وقاعة "أم سالم"، والقاعة الكبرى، وقاعة "ديرهم" المختصة بالعملات النقدية.
وقال سالم بن أحمد العمري صاحب المتحف الخاص، إنّه بدأ تجميع المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عام 1983م، موضحًا أن المتحف يعزز الحفاظ على الموروث العُماني الأصيل وغرسه في نفوس الناشئة.
وبيّن العمري- لوكالة الأنباء العُمانية- أن الساحة الخارجية للمتحف تحتوي على سور من سعف النخيل مع زراعة بعض الأشجار المحلية ونماذج من النوافذ والأبواب ذات التصميم القديم وسفينة الغنجة وبعض أنواع شباك الصيد والأحجار المستخدمة في البناء قديمًا. وأوضح أن قاعة "الاستقبال" بالمتحف تجسّد البيئة البدوية بخيمتها المنسوجة من صوف الحيوانات والصناعات الحرفية والسعفية وبعض أدوات الطبخ والزي البدوي والأدوات الموسيقية مثل الضرغام والربابة، وكذلك مكتبة ثقافية مصغرة، إضافة إلى بعض المقتنيات المتحجرة القديمة.
وأوضح أن قاعة "أم سالم" هي للحرفية الراحلة طفول بنت رمضان بامخالف التي تضم مقتنيات وأدوات أثرية قديمة تمثّل البيئة الحضرية وما تحويه غرفة النوم، وأدوات الزينة والطبخ قديمًا، إلى جانب المناديس والصناعات الحرفية المرتبطة بالبيئة الحضرية مثل حرفة السعفيات المسماة "القفع".
وأشار صاحب المتحف الخاص إلى أن القاعة الكبرى تضم قسمين: قسم زينة الرجل والمرأة في ظفار، وقسم البيئة الريفية، مبيّنًا أن القسم الخاص بالأزياء التقليدية يمثّل البيئات الحضرية والريفية والبدوية، إلى جانب أدوات الزينة المستخدمة والخناجر العُمانية والصناعات الفضية والبخور.
ولفت إلى أن قسم البيئة الريفية بالقاعة الكبرى يجسّد البيت الريفي المكوّن من الخشب والقش والحبال وأدوات المطبخ والزي الريفي للرجل والمرأة كالصبيغة وثوب النيل وصناعة الجلود والفخار والسعفيات وأدوات استخراج السمن البلدي المسمى محليًّا "القطميم"، وسرير "مهد" الطفل.
وأردف قائلًا: قاعة "ديرهم" باللهجة المحلية وتعني النقود، تحتوي على نماذج متعددة من العملات الورقية والمعدنية والتذكارية المتداولة قديماً في سلطنة عُمان إلى جانب إبراز صور سلاطين عُمان وبعض المجسمات كالقلاع والحصون والأبراج والسفن. وأضاف أنه يجري العمل على تطوير المتحف من خلال إضافة قاعة جديدة تُعنى بالحرف التقليدية القديمة في ظفار، المستخدمة في التجارة والنجارة والبناء والزراعة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الع مانیة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
«سقطرى».. مهارات فنية وحِرف تقليدية
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
في مشهدية متكاملة تبهج زوار «مهرجان الشيخ زايد» من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم فرصة الاطلاع على عادات وتقاليد الشعوب في فضاء تفاعلي، يحتفي الحدث العالمي بالدول المشاركة وسط أجواء تسودها المحبة والسلام، حيث يحظى الجمهور يومياً بفرصة حضور العديد من العروض الخاصة بمختلف البلدان التي تجتمع تحت سماء أبوظبي والاستمتاع، بما تقدمه من فنون وصناعات وحرف ضمن أجمل ملتقى للحضارات.
ومن المشاركات المميزة في «مهرجان الشيخ زايد» قسم محافظة سقطرى الذي يحظى بأهمية كبيرة، حيث يتوافد الزوار على الركن في ساحة «القرية التراثية» ضمن «مركز سقطرى للإبداع»، والذي يزخر بالعديد من الفنون والحرف اليدوية والورش الفنية. ويعرِّف العالم بالجزيرة وما تمتلكه من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، وما يمتلكه السقطريون من مهارات وحرف يدوية، بينما تستقطب فقرات أداء الفرق الموسيقية جمهوراً عريضاً للاستمتاع بالتراث الثقافي السقطري الغني.
موروث
قال علي سالم مسؤول قسم محافظة سقطرى في «مهرجان الشيخ زايد»: إن المشاركة جاءت للتعريف بما تزخر به الجزيرة من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة ونشر الحرف التقليدية والتعريف بها ضمن حدث عالمي يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقد أصبح قبلة لمختلف الدول التي ترغب في التعريف بتراثها وفنونها، مما يسهم في انتشار عاداتنا وتقاليدنا وصناعاتنا وطبيعتنا أيضاً، حيث يحافظ السقطريون على الحرف التي تزخر بها المحافظة، ومنها صناعة الفخار التي تتميز بجودتها، موضحاً أنها تمرّ بمراحل عدة كإحضار الطين من مسافة بعيدة ثم خلطه بالماء، لتأتي بعدها مرحلة بناء الشيء المراد تصنيعه، ثم يوضع بعد ذلك تحت أشعة الشمس يوماً كاملاً، وفي اليوم التالي وبعد التعديلات يدخل النار ويُنقش ويُشكل، ليكون بعد يومين جاهزاً للعرض في السوق، لافتاً إلى أن الطين السقطري يتميز بجودته العالية وبجماليته، حيث يزيَّن بمادة مستخلصة من شجرة تتميز بها المحافظة.
دعم
وأكدت مجموعة من المشاركات على دور الدعم الذي يقدمه المهرجان في نشر هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار، ولاسيما مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، مما يسهم في حفظ الموروث الثقافي والشعبي وإشعاع الحرف اليدوية التقليدية، وأبرزها سف الخوص وغزل الصوف ونقش الفخار.
حفظ الموروث
وأوضحت أمل عبدالحكيم المسؤولة عن الحرفيات أن فعاليات سقطرى تستقطب الزوار من مختلف الجنسيات، وهي فرصة للتعريف بما تزخر به المحافظة وما تتمتع به من تاريخ وتراث وطبيعة وعادات وتقاليد مميزة، ومقومات سياحية وثقافية وبيئية، وما تمتلكه السقطريات من مهارات حرفية. وأكدت على دور الدعم الذي يقدمه المهرجان في نشر هذه الحرف والحفاظ عليها من الاندثار، موضحة أن المشاركة تتطور سنوياً وتسهم في الترويج للجزيرة، وبما تتميز به من طبيعة خلابة ومنتجات طبيعية متفردة ونشر الحرف التقليدية والتعريف بها.
ترويج
أشادت أمل عبدالحكيم بدور المهرجان الذي يسمح بتبادل المعارف ويتيح الفرصة للمشاركة، موضحة أن الركن يستعرض العديد من الصناعات التي تتشابه في محتواها مع الصناعات المحلية، ومنها: سف الخوص في الإمارات وسف الخوص في الجزيرة، لكن مع اختلاف في سعف النخيل المستعمل، بحيث يكون ناعماً ورقيقاً في الجزيرة، كما تحتفظ هذه الحرفة بطابعها القديم، وتُصنع الأدوات نفسها من سرود وسلال.
فنون
تستقطب عروض الفرق السقطرية النسائية والرجالية، التي تقدم وصلات غنائية واستعراضات شعبية، جمهوراً عريضاً، وتبرز جانباً من الموروث الثقافي السقطري، وتعكس ما تتميز به الفنون المعبرة عن جماليات الموروث. وتعرِّف الاستعراضات الفنية والشعبية الزوار على هذا الموروث العريق الذي مارسه الأجداد ويحافظ عليه الأحفاد.