سودانايل:
2025-03-20@18:46:16 GMT

في القولد التقيت بالصديق ! (٢)

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

غرضي من إعداد هذه الحلقات ان اتعرض لهذه التجربه الناجحه ليتعرف علي تفاصيلها الاجيال التي لم تشهد ثمارها من حيث المنهج المجرب و المعلمين الاكفاء فضلا عن البيئة التعليمية المناسبه وغيرها من المطلوبات مما ادي لتدهور المستوي التعليمي للتعليم العام السبب الذي اثر علي مخرجات التعليم الجامعي باعتبار ان التعليم فيما قبله هو الاساس ٠ محاولة اجهاض تجربة بخت الرضا دون ايجاد بديل يواكب التطور كانت قفزة في الظلام !
هدف اخر عرضها لاننا نستشرف مرحلة جديده من مراحل اعادة البناء نحتاج ان ندرس التجارب الناجحه لنستخلص منها اسباب الانجازات وتلافي القصور مع استصحاب التجارب العالميه مثل فنلندا و سنغاقورا و ماليزيا و الهند و غيرها مستفيدين من ثمار التقنية الحديثه ٠
إضافة الي ما تقدم هناك سبب شخصي يدعوني لتذكر هذه التجربه فانا احد ثمار غرسها الطيب منذ كنت تلميذا في مدرسة الدلنج الريفيه التابعه لمعهد التربيه بالدلنج وهو احد فروع بخت الرضا شانه شان معهد التربيه بشندي واخر في مريدي ٠
في تلك المرحله الغضه تعرفنا علي العمل الجماعي وروح الفريق من خلال الانخراط في الجمعيات.

من زراعيه و صحيه و خدميه و ثقافيه بل اكثر من ذلك كانت لنا حمعيه عامه خصصت لها ميزانيه ينتخب الطلاب من بينهم من يتولي ادارة تلك الجمعيات يتم مراقبة ادائهم يخضعون للمحاسبه اول مره اسمع كلمات ارشح ٫ اثني , نقطه نظام وغيرها إذن هو برلمان مصغر يبدو إن هناك فكره لتعميمه لتهيئة المجتمع للتطور القادم باعتبار المدارس الريفيه موقع مناسب للتجريب قبل التنفيذ٠
دافع اخر هو انني عملت معلما في المدارس الوسطي اذكر تماما حين علمت بحاجة وزارة اللمعارف لمعلمين قابلت الاستاذ الطيب شبيكه المسئول انذاك من التعليم في المرحلة المتوسطه وجهني بمراجعة تعليم المديرية الشمالية عاصمتها انذاك الدامر فتم اصدار تصريح السفر وهو وثيقة تسمح لك باستخدام وسيلة المواصلات مجانا لمكان عملك اول مرة او عند الاجازات السنوية في حالة السفر بالقطار او بالعربات التجارية او بالطائرة حسب الدرجة الوظيفه او ظروف المنطقة حجزت مقعد علي قطار كريمه ايامها قطار اخر يتجه لوادي حلفا و منها لمصر القطارات ايامها منتظمه في مواعيدها نظيفه السفر عبرها متعة خلد ذكري السفر بالقطار و صورها الشاعر محمد المكي ابراهيم في قصيدته قطار الغرب من الابيض الي الخرطوم اقتطف منها :
عفوا ٫ عفوا يا اجدادي شعراء الشعب
يمضي
يا من نظموا عقد الكلمات بشكة سهم
انا اعلم ان الشعر يواتيكم عفو الخاطر عفو الخاطر
سبقمتوني في هذا الفن وداع الاحباب
باركتم بالدعوات مسار احبتكم
من اسكلة الخرطوم الي الجبلين الي الرجاف
ويمضي الي وصف حال الركاب بعد ان يتعارفوا فيتالفوا في رحلة ممتده وهذا الحال يشبه حال ركاب القطارات في ذلك الوقت وطبيعة السوداني السمحة قبل ان تشوهها هذه الحرب الكارثية التي دمرت المعنوي قبل المادي الاخير يمكن اصلاحه اما الاول يصعب إعادة تاهيله ففي النفوس حزن عميق و مرارات و حزازات تحتاج لتبصر و حكمة و بعد نظر تقول الحكمة الشعبية ( البفش غبينتو بخرب مدينتو ) اواصل وصلت محطة السكة حديد بالخرطوم رافقني شقيقي الاستاذ جيلاني عباس رحمه الله زودني بنصائحه واطمان علي سفري ٫ القطار مريح الدرجه الثانيه تفيص مقاعدها مريحه هناك الدرجة الاولي و درجة النوم تمتاز الدرجة الاولي بوجود بوفيه يقدم اشهي الوجبات و المشروبات حالة المسافرين و المودعين كما وصفها شاعرنا ود المكي تفيض بالعراطف الجياشة لحظات الوداع وانهمار الدموع و الدعوات ٠
بدا القطار متمهلا سرعان ما زادت سرعته مطلقا صفافيره من حين لاخر , تتالت المحطات حتي وصلنا شندي المرتبطه في الذاكره الجمعيه بالمك نمر و حملة الدفترار الانتقاميه التي تركت جروح غير قابله النيسان مما يؤكد علي ضرورة قيمة التسامح بدلا من الانتقام و اشاعة الكراهية٠
رفبق الرحلة شخص فاضل يعمل ضابط مجلس في بلدية عطبرة في الذاكره انذاك رئاسة السكة حديد التي ربطت بين اهل السودان نشرت الوعي والمعرفة اهل الشرق لوحظ ان صغارهم يجرون وراء القطار يطلبون جريدة ! بدلا من طلب طعام هم في حاجته لاقامة الاود هنا تصدق مقولة ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) كما اتذكر مقولة الشيخ بابو نمر عندما ساله نميري عن رأيه حين هتف البعض بسقوط الادارة الاهلية وهو احد نظارها و ممثيلها رد الناظر الحكيم ( سقطت منذ وصول القطار الي بابنوسه ) وهي منطقة نظارته يقصد ان وصول القطار يعني نشر العلم والمعرفة وتنامي الوعي ٠
تخطيت محطة الدامر مقصدي ونزلت بدعوة كريمة من رفيق الرحله نزلت في عطبره مدينة الحديد والنار كما لقبت فيها رئاسة السكة حديد للاسف تعرضت للتخريب و الانهيار لاسباب سياسية في عطبره تاسست نقابة عمال السكه حديد التي كان لها دور هام في الحركة النقابية في السودان٠
وصلت بعدها الدامر ترتبط بالذاكره بشخصيات مؤثره البرفيسور عبد الله الطيب معروف في عالم الادب والشعر عند رواد الادب ومعروف لدي كافة اهل السودان من مختلف فئاتهم ببرنامجه الاواعي لتفسير القرآن الكريم اتذاكر والدتي رحمها الله كانت حريصة علي متابعته و كذا الحال في بيوت اهل السودان لطريقته المحببه و البسيطه في تفسير الايات القرانية ٫ و الشئ بالشئ يذكر هناك قريبه الشاعر محمد المهدي المجذوب الذي قد لا يعلم الكثيرون إنه. شاعر اوبريت المولد وهو احد الشعراء المجددين في الشعر العربي و السوداني قام الفنان عبد الكريم بتلحينه وغنائه مما اتاح له الذيوع والانتشار يحسب للكابلي محهوده في ارتقاء الذائقه الفنيه وتذوق الشعر باللغة العربية الفصحي لدي جميع الاذواق والفئات يؤكد ذلك ما ذكره الشاعر صديق مدثر حين تعطلت سيارته فوقف محتارا في كيفية معالجة الخلل حينها مر شاب فقال له ( ما تستنطقها موش قلت استنطق الصخر العصيا ! ) في إشارة ذكية لبيت في قصيدة ضنين الوعد كان للكابلي و لزملائه دور هام في شان امكانية تذوق الجميع للشعر الجميل الراقي من السودان ومن بقية البلاد العربية ٠

قصدت في الدامر مكتب التعليم الذي كان يعمل فيه انذاك فيه انذاك الاستاذ الفاضل الشيخ ادريس الخليفه رحمه الله والد الاستاذ هشام الخليفه ٠
قابلت مدير تعليم الشماليه حينها الاستاذ احمد صالح ثابت من بربر سألني عن موطني اجبته العيلفون فاشار بانه سيختار مدرسة في منطقة يمكن منها ان اسافر بالعربات بسهولة منها الي الخرطوم دون حاجة لرحلة القطار و الباخره التي تستغرق وقتا طويلاً و معاناة كان هذا مغري لي لكن الواقع كما عشته قبل شريان الشمال كان مختلفا جدا ٠ تم اكمال الإجراءات واستلمت تصريح السفر الذي يمكنني من السفر مجانا بالقطار و بعده بالباخره من كريمه الي بلدة الدبه وهي تشكل اول محطات حياتي في عالم التعليم الرحب و بدء رحلة مهنية ممتعة ٠

(يتواصل )

modnour67@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر محتوى السفر بوسائل التواصل على سفرك القادم؟

هل فكرت يوما كيف تؤثر ضغطة زر بالإعجاب والتفاعل الرقمي مع الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات المدونة عن زيارة وجهة جديدة أو بلد سياحي على قرارات سفرك المستقبلية؟ وهل حلمت يوما بتحويل الاهتمام الافتراضي بالسفر إلى تجارب سياحية فعلية؟ أنت لست وحدك.. فكلنا هذا الشخص!

تتأثر قرارات الوجهة السياحية المستقبلية بشكل متزايد بآراء الأصدقاء الموثوق بهم الذين يتم نقلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي من المهم للغاية استكشاف الدور الذي يلعبه هذا في سياق السفر.

ووفقًا لإحدى الدراسات المنشورة عام 2020 بمجلة الإدارة السياحية عن سبب مشاركة البعض لتجارب سفرهم على منصات التواصل، فإن المسافرين يعتمدون بشكل متزايد على شبكات التواصل للحصول على التوصيات والنصائح عند التخطيط لرحلاتهم، حيث توفر المصادر الرقمية، مثل "تريب أدفايز" (TripAdvisor)، كما هائلا من المحتوى الذي ينشأه المستخدمون، ويشمل ذلك ملايين التقييمات والتجارب الشخصية، مما يسهم في تشكيل قرارات السفر.

وتشير الدراسة نفسها إلى أن منصات التواصل باتت المؤثر الرئيس في اختيار وجهات السفر، والمؤثر الأول لدى فئة الشباب، وأن هذه المنصات تؤثر على سلوك العملاء وقراراتهم، حيث تسهم في تشجيعهم على زيارة وجهات معينة، لكنها قد تكون أيضًا مصدرا للمعلومات المضللة.

إعلان الارتباط العاطفي بالوجهات السياحية

أيضا، تشير دراسة أخرى إلى تأثير وسائل التواصل بشكل كبير على سلوك السياح، حيث تلعب دورا في إقناعهم بوجهات معينة وتعزيز ارتباطهم العاطفي بهذه الوجهات، مما يؤدي إلى تغييرات في قراراتهم وسلوكهم أثناء السفر.

وتعتمد عملية الإقناع السياحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على استراتيجيات مختلفة، مثل عرض صور جذابة، ومشاركة تجارب شخصية، واستخدام أساليب التسويق العاطفي التي تخلق روابط نفسية بين السياح والوجهات.

أساليب مختلفة في تسويق الوجهات عبر وسائل التواصل تهدف لخلق ارتباط عاطفي بين المتابع وتلك الوجهات (شترستوك)

ويزيد التفاعل المستمر مع المحتوى السياحي على المنصات الرقمية من شعور المستخدمين بالانتماء لمجتمعات السفر، مما يدفعهم لتعديل خططهم السياحية بناء على تجارب الآخرين، حيث يثق السياح بتجارب المسافرين الآخرين أكثر من الإعلانات التجارية التقليدية.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تخطط لرحلة إلى جزيرة بالي وصادفت أحد الشخصيات المؤثرة الذي تتابعه على منصة الإنستغرام والذي كان يوثق رحلاته وتجاربه في الجزيرة، ويشارك صوراً مذهلة للشواطئ مع متابعيه، ويقدم نصائح حول أفضل الأماكن للإقامة، ويوصى بالمعالم السياحية التي يجب زيارتها والأطباق التي لا ينبغي تفويتها. عندما تتصفح هذا المحتوى، تبدأ في الشعور بالثقة والألفة مع المؤثر، وتبدأ في النظر في توصياتهم على محمل الجد.

لماذا يشارك البعض تجارب سفرهم؟

قبل أن نفكر في تأثير تجارب السفر على خطة ووجهة سفرك القادمة، دعنا نحاول الإجابة عن سؤال لماذا يفضل العديد من الأشخاص "العاديين" غير المؤثرين على منصات التواصل لمشاركة تجارب سفرهم بين عامة الناس؟ هناك عدة لعدة أسباب لهذا السلوك، ومن أبرزهم:

التعبير عن الذات والتوثيق الشخصي: يستخدم الكثيرون منصات التواصل كمدوَّنة سفر رقمية ووسيلة للتعبير عن هويتهم وتوثيق لحظاتهم المميزة، مما يسمح لهم بمشاركة تجاربهم مع الأصدقاء والعائلة. التأثير الاجتماعي وبث المصداقية: تُعتبر توصيات الأصدقاء والمعارف ذات تأثير قوي على قرارات الآخرين، حيث يثق الناس بتجارب أقرانهم أكثر من الإعلانات التقليدية. البحث عن التفاعل والتقدير: يسعى البعض للحصول على ردود فعل إيجابية وتعليقات مشجعة من متابعيهم وأصدقائهم الافتراضيين، مما يعزز شعورهم بالإنجاز والرضا. تقديم المساعدة والإلهام للآخرين: يرغب العديد في تقديم نصائح وإرشادات للمسافرين المحتملين، ومشاركة تجاربهم لتكون مصدر إلهام وتوجيه للآخرين في تخطيط رحلاتهم. تعزيز المكانة الاجتماعية: يمكن لمشاركة تجارب السفر أن تعزز من صورة الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساهم في زيادة مكانته الاجتماعية بين أقرانه ومتابعيه باعتباره شخص لديه فائض مالي يغطي تكاليف سفره، حتى وإن كانت سفرة داخلية وغير مكلفة في ظل التضخم الذي يضرب العالم اليوم. برزت منذ سنوات ظاهرة مدونين السفر المستقلين والذين صاروا لهم أحد المراجع في التخطيط السفر (مولدة من الذكاء الاصطناعي) المدى الأوسع لظاهرة المشاركة

وأما عن المدى الأوسع الذي يظهر أبعاد هذه الاهتمام بمشاركة تجارب السفر فيصعب تخيله للوهلة الأول! فيشير استطلاع منشور في صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية في 2024 أن 39% من الأميركيين يتظاهرون بأنهم مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العطلات!

إعلان

كما أظهر الاستطلاع نفسه -الذي شمل 2000 مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي- أن هؤلاء المشاركين يصورون مقاطع فيديو على شكل فلوقات (Vlogs)، وينشرون محتوى أكثر من المعتاد أثناء الإجازات، ويضعون تعليقات إبداعية على منشوراتهم!

وبالإضافة إلى ذلك نجد نصف المشاركين في الاستطلاع ينشرون تفاصيل أنشطة إجازاتهم أثناء الرحلة، بينما ينتظر 30% حتى تنتهي الرحلة للنشر، كما أن نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يعتبرون هاتفا مشحونا بالكامل من بين أهم ثلاثة أشياء يجب إعدادها عند السفر.

المحتوى كمصدر إلهام للسفر

أظهرت دراسة أخرى بعنوان "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن معلومات السفر" ، أن وسائل التواصل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عملية البحث عن المعلومات السياحية، حيث يلجأ المسافرون لهذه المنصات للحصول على توصيات، مراجعات، وتجارب سابقة من مسافرين آخرين.

الناس تبحث في محتوى السفر بوسائل التواصل عن التوصيات والمراجعات وعصارة تجارب الآخرين (مولدة من الذكاء الاصطناعي)

هذا التحول في سلوك البحث يعكس الثقة المتزايدة في المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، مقارنةً بالمصادر التقليدية مثل مواقع الشركات السياحية أو وكالات السفر. فالتجارب الشخصية التي ينقلها المسافرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء عبر الصور أو مقاطع الفيديو أو التقييمات الفورية، أصبحت مصدرًا رئيسا في التأثير على خيارات المسافرين.

ووفقا لدراسة حديثة تتناول دور وسائل التواصل الاجتماعي في قطاع السفر والسياحة في عام 2024، نجد أن 75% من المسافرين يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للإلهام عند التخطيط لرحلاتهم. وتتصدر منصات مثل تيك توك، وإنستغرام، وبينترست قائمة الوجهات المفضلة لاكتشاف أماكن جديدة، ومعالم غير معروفة، وتجارب سياحية فريدة.

صناع المحتوى وتوجيه القرارات

يساهم المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للوجهات السياحية من خلال مشاركة تجاربهم الشخصية، ويتمتع المؤثرون وصناع المحتوى بتأثير كبير في تشكيل اتجاهات السفر، حيث يستخدمون الصور الآسرة ومقاطع فيديو جذابة، ومحتوى بصري أخّاذ إضافة إلى أسلوب السرد القصصي الممتع.

ولا يقتصر تأثير هؤلاء المؤثرين على إبراز الوجهات السياحية الخلابة فحسب، بل يشمل أيضا تجربة الطعام، والأنشطة الثقافية، والمغامرات الفريدة، مما يُلهم الملايين لخوض تجارب مماثلة.

كما برز المدونون المستقلون كمصدر أساسي وموثوق للمعلومات السياحية، حيث يسافرون إلى أماكن مختلفة ويقدمون مراجعات حقيقية تسهم في توجيه قرارات السياح يتم نشرها على مصادر رقمية موثوقة مثل موقع "تريب أديفازر". وقد ساهم ذلك في تعزيز السياحة وجذب المزيد من الزوار إلى الوجهات المختلفة والوصول إلى تجارب أصيلة، مما يعطي انطباعات حقيقية عن الوجهات.

إعلان

وفضلاً عن ذلك، نجد الانتشار الواسع للصفحات المهتمة بالترويج لتجارب السفر وتقديم التوصيات الشخصية للمسافرين الذين يعتمدون على آراء وتجارب الآخرين في اختيار الوجهات على منصات مثل الفيسبوك وتويتر وتشارك نصائح وتجارب مهمة من المسافرين، ومنها: صفحة تجربة المسافر “Traveler Experience"، والتي تهدف إلى تبادل الاستفسارات والتجارب حول السفر والرحلات حول العالم مع الجمهور العربي. وكذلك صفحة "وين نسافر؟" وهي مجتمع عراقي مهتم بالسفر، حيث يشارك الأعضاء تجاربهم وتوصياتهم.

بعض صفحات ومجموعات عشاق السفر على فيسبوك وتويتر يجري فيها تفاعل كبير حول تجارب السفر(مولدة من الذكاء الاصطناعي)

ومع ذلك، قد تختلف التجارب الشخصية، وقد لا تكون بعض التوصيات مناسبة للجميع، كما قد تحتوي بعض المشاركات على معلومات غير دقيقة.

سهلت وسائل التواصل الاجتماعي أيضا عملية تخطيط الرحلات، حيث أصبح بإمكان المسافرين بفضل ظهور تطبيقات متخصصة بالسفر، مثل "بوكينغ" و"إير بي إن بي"، ودمجها مع الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي، الوصول إلى توصيات مخصصة، مما يُعزز تجربة الحجز للمسافرين، ويجعل تخطيط العطلات أسرع وأسهل من أي وقت مضى.

تحدي المعلومات المضللة

على الرغم أن منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وسناب شات مصادر غنية بالمعلومات والتوصيات حول الوجهات السياحية؛ ومع ذلك قد تحتوي بعض هذه المعلومات على تضليل أو نقص في الدقة، مما يؤدي إلى تجارب سفر غير مرضية.

تظهر هذه الفجوة بين التوقعات والواقع بوضوح في عدة جوانب، أبرزها الأسعار والعروض، حيث تنتشر إعلانات عن تذاكر طيران وإقامات فندقية بأسعار مغرية، مثل إعلانات عن فنادق تذاكر رخيصة أو عروض سفر غير حقيقية تبدو رخيصة ولكنها تتضمن تكاليف خفية، مما يؤدي إلى خيبة أمل لدى المسافرين عند اكتشافهم للحقائق.

إعلان

ولعل أشهر هذا الشكل من المعلومات المضللة عروض تذاكر الطيران التي تشجع على السفر نظرًا لقلة تكلفتها عن المعتاد، لكن في الواقع تكون هذه الأسعار غير شاملة للضرائب أو تتضمن رسومًا إضافية غير مذكورة بوضوح، أو أنها تذكرة ذهاب فقط ودون أمتعة!

بعض المشاركات لمحتوى السفر تتضمن نشر صور مثالية ومنمقة لمعالم سياحية شهيرة (مولدة من الذكاء الاصطناعي)

كذلك، تتضمن بعض تجارب مشاركة محتوى السفر نشر صور مثالية لمعالم شهيرة دون زحام، مثل برج إيفل في باريس، في حين أن الواقع غالبا ما يكون مختلفا مع طوابير طويلة وازدحام شديد يؤثر على تجربة الزائرين.

ويمكن أن نشهد ذلك بشكل يومي على سبيل المثال في مقاطع الفيديو القصيرة للغاية التي تظهر على هيئة "الريلز" (Reels) على منصات مثل تيك توك، وتظهر الوجهات السياحية بشكل سريع ومثالي ولكنها لا تعكس الواقع.

تعديل الصور لتظهر أجمل

ونضيف إلى ذلك الصور المعدلة لوجهات سياحية بعد تعديلها ببرامج التحرير التي ينشرها بعض المسافرين وصناع محتوى السفر، مما يخلق توقعات غير واقعية لدى المسافر تتحطم على صخرة الحقيقة بمجرد وصوله إلى هذه الوجهة بنفسه، مثل مدينة شفشاون المغربية على سبيل المثال التي تبدو مبانيها وجدرانها شديدة الزرقة بسبب تحرير وتعديل صورها المنشورة على الإنترنت، في حين أنها في الواقع أقل زرقة.

كما أن الفجوة بين التوقعات مقابل الواقع تُعد من أبرز التحديات التي يواجهها المسافرون بسبب المحتوى المثالي الذي يتم الترويج له، حيث تخلق الصور المنشورة على منصتي إنستغرام أو فيسبوك توقعات مرتفعة تجاه بعض الوجهات، مثل منتجعات المالديف الفاخرة، لكن الواقع قد يكون مختلفًا، إذ إن بعض هذه المنتجعات تقع في جزر نائية وتتطلب رحلة طويلة بالطائرة المائية للوصول إليها، مما قد لا يكون مناسبا لجميع المسافرين.

إعلان

لذلك، من الضروري أن يكون المسافر واعيًا بالفجوة بين التسويق الرقمي والتجربة الفعلية، ويعتمد على مصادر موثوقة ومتنوعة قبل اتخاذ قرارات السفر.

الفجوة بين التوقعات والواقع تُعد من أبرز التحديات التي يواجهها المسافرون بسبب المحتوى المثالي الذي يتم الترويج له في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تخلق الصور المنشورة على إنستغرام أو فيسبوك توقعات مرتفعة تجاه بعض الوجهات.

كيف نصل إلى الحقيقة؟

لتجنب الوقوع في فخ المعلومات المضللة عند التخطيط للسفر والاستفادة بما هو حقيقي ومفيد من تجارب المسافرين على منصات التواصل، من المهم أن يكون المسافر واعيًا بالمصادر التي يعتمد عليها.

فكثير من المحتوى السياحي المتداول على الإنترنت يكون مدفوعا بهدف الترويج التجاري، أو صادرا عن أفراد يسعون لجذب المتابعين من خلال استعراض رحلاتهم، وأحيانا يجمع بين الأمرين. لذا، ينبغي على المسافرين التدقيق في نوعية المعلومات التي يتابعونها، والتأكد من مصداقية الأشخاص الذين يعتمدون عليهم للحصول على نصائح السفر.

على سبيل المثال، تشير إحدى تجارب السفر المنشورة في جريدة "الوطن" العمانية في نهاية عام 2023، أن مسافرا قد عقد العزم على قضاء إجازته الصيفية في وجهة آسيوية بدت مثالية وفقًا لما تم الترويج له في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث صورها المؤثرون في سلطنة عمان على أنها وجهة عائلية بامتياز تتمتع بأجواء صيفية معتدلة.

إلا أن الواقع كان مختلفا تماما، فقد كانت درجات الحرارة أعلى من المتوقع، بل أشد حرارة من بلده الأصلي، مما جعل التجربة محبطة وغير ممتعة كما كان يتوقع.

وربما يتساءل البعض: لماذا لم يقم بالبحث عن حالة الطقس مسبقًا؟ والإجابة تكمن في التأثير القوي للمحتوى الترويجي، حيث إن كثرة الفيديوهات والمراجعات التي أكدت أن الأجواء "مثالية" جعلته يطمئن دون أن يتحقق بنفسه.

لا بد من تحقيق التوازن بين ما تروج له الشركات السياحية وبعض صناع المحتوى المدفوعين برغبة التكسّب وتحقيق المنافع، وبين البحث عن مصادر مستقلة وموثوقة للمعلومات قبل السفر.

تحقيق التوازن وتنويع المصادر

لذلك، لا بد من تحقيق التوازن بين ما تروج له الشركات السياحية وبعض صناع المحتوى المدفوعين برغبة التكسّب وتحقيق المنافع، وبين البحث عن مصادر مستقلة وموثوقة للمعلومات قبل السفر، سواء عبر المواقع الرسمية للأرصاد الجوية، أو تجارب حقيقية من مسافرين موثوقين أو أصدقاء أو معارف، لضمان اتخاذ قرارات مدروسة تساهم في الاستمتاع بالرحلة دون مفاجآت محبطة.

إعلان

وبالإضافة إلى ذلك، تقدم الجزيرة نت إليك عزيزي المسافر النقاط الآتية:

اعتمد على نفسك في البحث والتحقق من كل معلومة منشورة على الإنترنت عبر مصادر متنوعة. قم بقراءة المراجعات والاطلاع على مراجعات أخرى للمسافرين قبل اتخاذ قرارك النهائي. لا تعمد على صورة أو مقطع فيديو أو منشور واحد، بل قم بالبحث في مصادر متعددة عن صور وفيديوهات مختلفة للوجهة قبل الحجز. قم التواصل المباشر قبل السفر مع الفنادق أو شركات الطيران ووكلائها للتأكد من صحة العروض.

مقالات مشابهة

  • كيف يؤثر محتوى السفر بوسائل التواصل على سفرك القادم؟
  • مدبولي يُتابع الموقف المالي لمشروعات التعليم العالي التي تنفذها الهيئة الهندسية
  • رئيس الوزراء يُتابع الموقف المالي لمشروعات التعليم العالي التي تنفذها الهيئة الهندسية
  • إسلام فوزي يستعرض مسلسل قهوة المحطة في استلام فوري بطريقة كوميدية!
  • في القولد التقيت بالصديق !
  • صول بعثة منتخب مصر إلي المغرب لمواجهة إثيوبيا في التصفيات المؤهلة لمونديال كأس العالم ????????
  • ذياب بن محمد بن زايد: «يوم زايد للعمل الإنساني» مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • مصرع عامل تحت عجلات القطار فى أسوان
  • مواعيد قطارات السكة الحديد في عيد الفطر 2025