في حرب السودان: لماذا يجب أن تكون الأولوية للقضاء على الكيزان؟
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
لا يهم من استباح وسرق، فالجناة معروفون: الكيزان، المليشيات، وقوات الدعم السريع. لكن الفارق أن الدعم السريع، رغم ممارساته القمعية، ترك معظم المنازل سليمة، في حين أن الجيش والمليشيات نهبوا ودمروا بشكل منهجي. أما جبريل، الكوز، فقد انتهى به الأمر إلى بيع ملايين السيارات المسروقة لمصر، في واحدة من أكبر عمليات النهب المنظم.
انما في الوقت نفسه، قامت قوات الدعم السريع بإعادة هيكلة بعض وحداتها، مستبدلة عناصر أقل تدريبًا وانضباطًا بوحدات نظامية تخضع لتدريب قاسٍ وأوامر صارمة، مما يشير إلى تحول في استراتيجيتها العسكرية.
يمتلك تحالف التأسيس القدرة على التعامل مع قوات الدعم السريع، لأنهم لا يطرحون مشروعًا سياسيًا يتناقض مع الحكم المدني السلمي الفيدرالي الديمقراطي العلماني. وهو نظام مشروع التأسيس الذي يقوم على مبدأ الحياد التام تجاه جميع الأديان والمعتقدات والأعراق والإثنيات.
في المقابل، يظل الكيزان ومليشياتهم الخطر الأكبر، فهم لا يكتفون بحمل السلاح، بل يتبنون فكرًا متطرفًا، بلغ حد إصدار فتاوى تبرر قتل نصف الشعب، مما يجعلهم تهديدًا وجوديًا للدولة والمجتمع.
لذلك، تبقى الأولوية القصوى هي القضاء التام على الكيزان ومليشياتهم، لأنهم العقبة الأساسية أمام بناء دولة مدنية ديمقراطية مستقرة.
نواصل…
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
19 مارس 2025 – نيروبي، كينيا
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الخرطوم: 50 قتيلا وعشرات المخطوفين في هجمات للدعم السريع خلال أسبوع
ام درمان (السودان) "أ ف ب": قتل 50 شخصاً في العاصمة السودانية خلال الأسبوع الماضي بينهم 10 متطوعين، بقصف من قبل قوات الدعم السريع، وفق بيان لغرفة طوارئ الخرطوم اليوم.
وأضاف البيان أنه تم اختطاف واعتقال نحو 70 شخص، بينهم 12 متطوعا، بينما "يتعرض المواطنون في مناطق متعددة (من الخرطوم) لانتهاكات واسعة النطاق من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها".
غرفة طوارئ ولاية الخرطوم هي مبادرة إغاثية مستقلة في العاصمة السودانية تقوم بالتنسيق بين غرف الطوارئ في الأحياء المختلفة.
وتشهد الخرطوم في الأشهر الأخيرة اشتباكات محتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع تقدم الأول في مناطق كانت تحت سيطرة الدعم السريع، وسعيه لاستعادة العاصمة بالكامل.
ووفقاً لبيان غرفة الطوارئ "تم تسجيل عدة حالات اغتصاب"، إلا أن العدد الدقيق غير واضح "بسبب الخوف المجتمعي من الإفصاح عنها".
وشهدت مناطق وسط وجنوب وشرق الخرطوم "عمليات تهجير قسري واسعة"، بحسب المصدر ذاته الذي تحدث عن "تزايد خطير" في سوء التغذية خاصة بين الأطفال وكبار السن والحوامل، ما أدى الى وفاة سبعة أطفال منذ بداية مارس.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قالت إن نحو 3,2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان.
وانتشرت المجاعة في خمس مناطق في السودان، وفقا لوكالات أممية استندت إلى التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وطالب بيان غرفة طوارئ الخرطوم "بالوقف الفوري لهذه الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين والمتطوعين وتحييد المواطنين عن دائرة الصراع".
ومنذ أبريل 2023 تدور حرب في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وأسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص وتسببت بأزمة إنسانية حادة.
ووصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه أكبر أزمة نزوح في العالم. ويُتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام التجويع كسلاح في الحرب.