جنوب العراق.. انتحار خمسيني وضبط طبيب مزيف وتفكيك عصابة سطو
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
جنوب العراق.. انتحار خمسيني وضبط طبيب مزيف وتفكيك عصابة سطو.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
مهمة أمريكية سرية خلال الحرب الباردة.. هكذا عاش طبيب في معسكر تحت الجليد خلال الستينيات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عام 1962، تصاعدت توترات الحرب الباردة بين العاصمتين الأمريكية واشنطن والروسية موسكو.
طلب الجيش الأمريكي في تلك الأثناء طبيبًا للتجنيد، ما جعله يُوقف تدريبه الطبي في مستشفى "بيلفيو" في مدينة نيويورك الأمريكية على مضض، ويسافر إلى منطقة نائية في غرينلاند.
وفُرضت عليه الأوامر العمل كطبيب في معسكر داخل ما قيل له إنّه محطة أبحاث قطبية حُفرت على عمق حوالي 8 أمتار تحت سطح الغطاء الجليدي لغرينلاند.
يستذكر الدكتور روبرت وايس، الذي كان يبلغ من العمر 26 عامًا آنذاك، تلك الفترة من حياته قائلاً إنّه أُرسِل "للجلوس تحت الغطاء الجليدي على بُعد 800 ميل (حوالي 1,300 كيلومتر) من القطب الشمالي".
يعمل وايس الآن كمتخصص بجراحة المسالك البولية في جامعة "ييل" بأمريكا.
في الواقع، كان "معسكر سنشري" (Camp Century) الذي عاش فيه وايس جزءًا من محاولةٍ سرية للغاية من جانب الولايات المتحدة لإخفاء مواقع إطلاق الصواريخ في القطب الشمالي، والذي اعتبره الجيش موقعًا استراتيجيًا أقرب إلى روسيا.
يتمتع وايس، الذي قال إنّه لم يكن على علمٍ بخطط البنتاغون حتى تم الكشف عن المعلومات في منتصف التسعينيات، بذكريات واضحة عن جولتين خدم خلالها في المعسكر بين عامي 1962 و1963.
قضى الطبيب حوالي عامًا في الموقع إجمالاً، وعاش في مدينة تعمل بالطاقة النووية في الجليد لعدة أشهر في كلّ مرة.
رغم أنّ أهمية المعسكر خلال الحرب الباردة كانت عابرة، مع تخلي الجيش الأمريكي عنه في أواخر الستينيات بعد أقل من عقد من تشغيله، إلا أنّ العمل العلمي المتطور الذي أُجري داخله، في مجالات مثل الجيوفيزياء وعلم المناخ القديم، شكلت تأثيرًا دائمًا.
لا يزال تساقط الثلوج في الشتاء يفوق معدل ذوبان الجليد صيفًا في معسكر "سينشري"، وهو مدفون الآن على عمق 30 مترًا تحت السطح على الأقل.
لم تُنشر سوى بضع روايات مباشرة عن الحياة في معسكر "سينشري".
وشرح فايس أنّه شعر برغبةٍ ملحة في مشاركة ذكرياته بعد أن شارك أصدقائه معه مدونة في نوفمبر/تشرين الثاني شملت صورًا جديدة مذهلة للمعسكر التقطها علماء "ناسا" أثناء إجراء مسح جوي للغطاء الجليدي في غرينلاند.
"مدينة تحت الجليد"شكّل بناء "مدينة تحت الجليد"، وهو لقب أُطلق على معسكر "سينشري"، إنجازًا هندسيًا غير مسبوق.
وعادةً ما تُبنى محطات الأبحاث القطبية اليوم فوق الجليد بدلاً من حفرها في الأسفل.
وضمّت المباني الجاهزة التي شُيّدت في الكهوف الجوفية أماكن للنوم، وحمامات، ومختبرات، وقاعة طعام، وغرفة غسيل، وصالة ألعاب رياضية.
كما نُقِل مفاعل نووي ببطء لمسافة 222 كيلومترًا عبر الغطاء الجليدي ليتم تركيبه تحت السطح لتزويد القاعدة بالطاقة.
لم تكن الحياة هناك قاسية أو مُرهقة كما تخوف فايس في البداية، إذ كان الجو دافئًا وجافًا داخل الأكواخ.
بما أنّ أعمار غالبية سكان معسكر "سينشري"، الذي بلغ عددهم قرابة مئتي رجل، تراوحت بين 20 و45 عامًا، كانت حالات الطوارئ الطبية التي تطلبت عنايته نادرة.
وكان وايس يقضي وقت فراغه في قراءة الكتب الطبية، ولعب الشطرنج، وشرب الـ"مارتيني"، والتمتع بوجبات الطعام "الرائعة" حسبما وصفه.
بعد وقتٍ قصير من تشغيل المعسكر في عام 1960، أُغلق المفاعل النووي بسبب ارتفاع الإشعاع في أجزاء من المعسكر إلى مستويات غير مقبولة.
نادرًا ما كان لدى وايس سببًا للذهاب إلى السطح، إذ قال: "كان بإمكاني البقاء في الحفرة، أو الخندق، لأسابيع من دون الخروج قط. لم يكن لديّ سببٌ للتواجد هناك. لكنني كنتُ أذهب أحيانًا برفقة ضباط آخرين لأرى ما يحدث. كانت معي كاميرا والتقطتُ العديد من الصور".
مشروع "الدودة الثلجية"عمل معسكر "سينشري" بشكلٍ متواصل بين عامي 1960 1964، ومن ثمّ خلال فصول الصيف فقط حتى إغلاقه في عام 1967، وشكّل البحث العلمي المهمَّة العامة للمحطة.
وكانت القاعدة نفسها بمثابة دراسة لجدوى السكن البشري طويل الأمد على الغطاء الجليدي، وشملت مجالات البحث العلمي الأخرى الظواهر المحيطة بالقطب الشمالي المغناطيسي، وكيفية تأثيرها على قنوات الاتصال من بين أمور أخرى.
روّج الجيش الأمريكي بنشاط لإنجازاته في المعسكر، مع استضافته للمسؤولين العسكريين والعديد من الصحفيين الذين كتبوا قصصًا تحتفي بالإعجاز التقني الذي يمثله المعسكر.
لكن خلف هذه الدعايات، شكّل المعسكر حقل اختبار لمهمة سرية عُرفت باسم مشروع "الدودة الثلجية" (Project Iceworm).
تضمنت الخطة الجريئة إنشاء شبكة من مواقع إطلاق الصواريخ متصلة بنظام أنفاق تحت جليد القطب الشمالي، بهدف أن تتمتع بالقدرة على ضرب الأهداف في روسيا بدقةٍ أكبر.
وقال وايس إنّه شهد ما يُرجِّح أنّه محاولة فاشلة لإنشاء ركيزة أساسية لمشروع "الدودة الثلجية"، والذي كان طريقة لنقل الصواريخ تحت الجليد مع تجنب المراقبة الروسية.
لم يُكشف عن المشروع للعامّة إلا في عام 1997، عندما حصل المعهد الدنماركي للشؤون الدولية على مجموعة من الوثائق الأمريكية التي رُفعت السرية عنها، في إطار دراسة أوسع نطاقًا حول الدور الذي لعبته غرينلاند في الحرب الباردة، وفقًا لكتاب "Camp Century: The Untold Story of America’s Secret Arctic Military Base Under the Greenland Ice" الصادر في عام 2021، من تأليف مؤرخي العلوم الدنماركيين، كريستيان نيلسن، وهنري نيلسن.