قضت الحرب الإسرائيلية على أحلام الكثيرين في غزة، وقتلت البعض في بطون أمهاتهم، وآخرهم أفنان الغنام، التي فقدت حياتها وحياة جنينها ورضيعها في قصف إسرائيلي وقع يوم الثلاثاء الماضي.

ولا تكاد القصص المأساوية القادمة من غزة تتوقف، ففي كل يوم حرب جديد تتوارد أنباء عديدة عن قتلى كثر، وجرحى تعجز المستشفيات المتهالكة عن مداواتهم.

وبالعودة لأفنان، تؤكد التقارير أنها أنجبت طفلها الأول خلال الحرب، قبل 13 شهراً، بينما كانت العائلة لا تزال تعيش في منزلها، وكانت هي على وشك الولادة مرة أخرى في الربيع، في خيمة داخل مخيم بائس. ولكن على الأقل، كانت هدنة هشة قد جلبت هدوءاً نسبياً، وأملاً بأن تضع الحرب أوزارها للأبد، وتمهل أفنان مدة أطول حتى تضع مولودها وتربي طفليها معاً في بيئة تفتقر لكل سبل ومقومات الحياة، لكن غارة إسرائيلية عجلت بهم جميعاً، وفقاً لما ذكرته وكالة "أسوشيتيد برس".  

في يوم واحد علاء أبو هلال يودّع طفله وزوجته الحامل في مجـ.ـزرة بمواصي رفح#عاجل #صراحة_نيوز #رفح pic.twitter.com/5KrwoHEemW

— صراحة نيوز (@Saraha_News) March 19, 2025

وقبل فجر الثلاثاء الماضي، ضربت غارة جوية إسرائيلية خيمة عائلة الغنام، قُتلت فيها عفاف، التي كانت حاملًا في شهرها السابع، وابنها الصغير محمد، على حد سواء.

كانت العائلة من بين أكثر من 400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، الذين قتلوا عندما شنت إسرائيل قصفاً مفاجئاً عبر قطاع غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع. 

ويقول علاء أبو هلال، زوج افنان الغنام، وهو يحمل جثة ابنه محمد، ملفوفة بالقماش، في مشرحة مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الجنوبية، "هذا هو بنك أهدافهم. لقد ولد خلال الحرب في ظروف صعبة واستشهد أيضاً في الحرب". 

علاء أبو هلال يودع زوجته الحامل وابنه اللذان استشهدا في قصف الاحتلال لخيام النازحين في خانيونس. pic.twitter.com/XhbUDe6zFF

— صُهيب العصا | SUHEIB ALASSA (@SuAlassa) March 19, 2025

وأضاف وهو يكافح دموعه: "أهدافهم هم الأبرياء، الأطهار. بالكاد رأوا الحياة".

وأنهت الغارة الجوية الإسرائيلية وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، وصدمت الفلسطينيين الذين حصلوا أخيراً على فترة راحة لبدء محاولة إعادة بناء حياتهم بعد 15 شهراً من القصف والهجمات البرية والشتات والجوع.

وشنت إسرائيل حربها على غزة رداً على هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل. 

وأضاف أبو هلال، أنه كان يزور منزل العائلة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عندما ضربت الغارة خيمة العائلة في المواصي، وهو مخيم مترامي الأطراف للعائلات النازحة خارج خان يونس. كان منزلهم في رفح قد تضرر خلال الحرب، وأراد التحقق من بقائه صامداً بعد أهوال الحرب الطويلة، في حين بقيت الغنام البالغة من العمر 20 عاماً وابنهما محمد في المواصي. وقال الأب المكلوم في وداعهم بمرارة وأسى، "لقد ذهبوا وتركوني وحيداً. الطفل الذي لم يولد مات أيضاً".مقتل 23 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على جنوب غزة - موقع 24قتل 23 فلسطينياً على الأقل وأصيب آخرون فجر اليوم الخميس، في سلسلة غارات إسرائيلية على مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة. 

كان محمد ولد في رفح وبعد ذلك بوقت قصير، اضطرت العائلة إلى الفرار من المدينة في مايو (أيار) الماضي، عندما أمرت القوات الإسرائيلية بإجلاء جماعي واقتحمت المدينة.

وختم أبو هلال، "تهرب خلال الحرب للحفاظ على سلامة عائلتك وأطفالك. ولكن هنا، هو ميت. كلهم ماتوا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل غزة غزة وإسرائيل خلال الحرب أبو هلال

إقرأ أيضاً:

العراق يدين القصف الإسرائيلي على غزة

آخر تحديث: 19 مارس 2025 - 12:39 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- أدانت وزارة الخارجية العراقية، امس الثلاثاء، التصعيد العسكري الذي يشنه الكيان الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، معتبرة أن هذه العمليات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.وذكرت الوزارة، في بيان ، أن “استهداف المدنيين الأبرياء يعكس استمرار سياسة القمع والعدوان التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أن “هذه الاعتداءات تتنافى مع القوانين الدولية وأبسط مبادئ حقوق الإنسان”.ودعت الوزارة، بحسب البيان، المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، وحماية المدنيين الفلسطينيين من الاعتداءات المستمرة”.كما جددت الخارجية العراقية، التأكيد على “وقوف العراق الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل تحقيق حريته وحقوقه المشروعة، بما في ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة”.وصعّدت إسرائيل من عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، حيث شنت غارات جوية مكثفة أسفرت عن مقتل وفقدان أكثر من 330 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.وتأتي هذه التطورات في ظل تعثر المفاوضات بشأن الإفراج عن الأسرى، حيث تحتجز حماس 59 أسيراً، يُرجح أن نصفهم ما زالوا على قيد الحياة، فيما قُتل الآخرون جراء القصف الإسرائيلي ومحاولات فاشلة لتحريرهم.

مقالات مشابهة

  • “ماذا حدث هنا؟ كل العائلة راحت”.. أقصر مقابلة صحفية تصف وجع غزة
  • طلب حلوى فذاق الموت.. قصف إسرائيلي ينهي حياة طفل في غزة
  • ماذا حدث هنا؟ كل العائلة راحت.. أقصر مقابلة صحفية تصف وجع غزة
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو لم يكن جادًا في اتفاق غزة.. وعودة الحرب كانت متوقعة
  • الميليشيا كانت تمنع الدفن وتقول لذوي المتوفين: (أجدعوه بس)
  • العراق يدين القصف الإسرائيلي على غزة
  • ارتفاع حصيلة القتلى في غزة وسط استمرار القصف الإسرائيلي على مخيم البريج
  • ليلة القصف الإسرائيلي.. أكثر من 300 قتيل في غزة أغلبهم أطفال ونساء
  • بمساعدة أبيه.. شاب ينهي حياة طليقته ويلقي جثتــها في مصرف بالغربية