القاهرة- تعدّ صناعة الدواجن في مصر من أهم الصناعات الحيوية التي ترتبط بشكل وثيق بثقافة الاستهلاك المصري، خاصة في شهر رمضان المبارك، إذ تزداد نسبة الطلب على الدواجن لتصبح العنصر الغذائي الرئيسي على المائدة المصرية.

ورغم ارتفاع أسعارها في المدة الأخيرة، فإنها تظل الخيار الأكثر توازنا بين القيمة الغذائية والقدرة الشرائية لأغلب الأسر، خاصة محدودي الدخل ومتوسطيه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد الجدل.. الشركة المنتجة لمسلسل "بالدم": ليس مأخوذا عن قصة شخصيةlist 2 of 2بلاد تبدأ فيها صيامك بينما يفطر الآخرونend of list

في هذا الحوار، نستعرض مع عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية بالقاهرة وأحد رواد الأعمال في قطاع الدواجن ويمتلك خبرة تمتد أكثر من 40 سنة، التحديات التي تواجه هذه الصناعة، وكيفية استعدادها لمواجهة الطلب المتزايد خلال شهر رمضان، وتأثير تقلبات الأسعار على الإنتاج والاستهلاك، بالإضافة إلى سبل تطوير نموذج مستدام لهذه الصناعة يضمن توفير منتجات صحية بأسعار مناسبة وتحقيق استقرار في السوق المحلية.

 

وفي ما يأتي نص الحوار:

زيادة الطلب على الدواجن في رمضان كيف يؤثر شهر رمضان على صناعة الدواجن في مصر؟

يزيد الطلب على الدواجن في شهر رمضان بنسبة تصل إلى 20%، إذ تعد العنصر الغذائي الرئيسي على المائدة المصرية. ورغم ارتفاع أسعارها، فإنها تظل في متناول أغلب الأسر، خاصة مع تراجع الطلب على اللحوم الحمراء بعد الأيام الأولى من الشهر الكريم.

إعلان ما أسباب ارتفاع أسعار الدواجن؟

تتعدد أسباب ارتفاع الأسعار، والتي تراوح بين 10% و15%، فمنها زيادة الطلب، وارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج مثل الأعلاف المستوردة والطاقة والنقل، كما أن ارتفاع سعر الكتكوت، الذي يصل إلى 60 جنيها (الدولار يساوي نحو 50.6 جنيها)، يشكل حوالي 60% من تكاليف الإنتاج، مما يؤثر بشكل كبير على السعر النهائي.

كيف تستعد صناعة الدواجن في مصر لمواجهة الطلب المتزايد؟

تبدأ الاستعدادات قبل شهور من رمضان الذي يعد فرصة ذهبية للعاملين في القطاع لتحقيق أرباح جيدة. نحن نعمل في هذا المجال منذ أكثر من 40 عامًا، ولدينا شركات مثل "الشركة الثلاثينية لتنمية الثروة الحيوانية والداجنة" التي تعمل منذ 15 عامًا. نحرص على دراسة السوق جيدا لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية الأخيرة.

يُمثل هذا الشهر سوقا ضخمة تتيح فرصا كبيرة لتحقيق الأرباح، بل فرصة للعودة إلى النشاط لمن توقفوا عن العمل خلال العام. ويستفيد من هذا الزخم حتى من خرجوا من المنظومة، حيث يجدون فرصة للعودة والاستفادة من هذه الدورة الموسمية النشطة.

الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على الصناعة كيف أثرت الأزمة الاقتصادية الأخيرة على صناعة الدواجن؟

تضررت الصناعة بشدة في عام 2022 بسبب نقص النقد الأجنبي، مما أدى إلى نقص الأعلاف وتراجع تربية أمهات الدواجن. وقد نتج عن ذلك تراجع عدد الدواجن المنتجة بنحو 20%، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.

وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر كيلو الدجاج من 38-40 جنيهًا (0.75-0.79 دولار) إلى 106-115 جنيهًا (2.10-2.28 دولار)، أي بنسبة زيادة تصل إلى 250%، بينما لم ترتفع الأجور بالنسبة نفسها، مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للمواطنين.

يبلغ إنتاج البيض في مصر 11 مليار بيضة سنويا، ومتوسط استهلاك الفرد 110 بيضات في السنة (الفرنسية) ما واقع صناعة الدواجن في مصر، خاصة في شهر رمضان؟

تعدّ الدواجن العنصر الغذائي الرئيسي على المائدة المصرية وهذه بعض الأرقام الدالة:

إعلان

– حجم الصناعة:

تتجاوز قيمة صناعة الدواجن في مصر 100 مليار جنيه مصري (نحو ملياري دولار).

القوى العاملة:

يعمل في هذا القطاع بين 3 إلى 3.5 ملايين شخص.

الإنتاج السنوي:

تنتج مصر 1.2 مليار دجاجة سنويا، بعد أن كان الإنتاج 1.4 مليار دجاجة.

الاستهلاك الفردي:

يبلغ متوسط استهلاك الفرد من الدواجن 21.5 كيلوغراما سنويا. كما يبلغ إنتاج البيض 11 مليار بيضة سنويا، ومتوسط استهلاك الفرد 110 بيضات.

الاستهلاك الشهري:

يبلغ حجم الاستهلاك الشهري من الدواجن 120 ألف طن.

في مصر صار نصيب الفرد من لحوم الدواجن 21.5 كيلوغراما سنويا (بيكسابي) نصيب الفرد من الدواجن كيف تأثر نصيب الفرد من الدواجن في مصر؟

نعم، تراجع نصيب الفرد من الدواجن بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الإنتاج. وأصبح نصيب الفرد من الدواجن 21.5 كيلوغراما سنويا، ومن البيض 110 بيضات سنويا بدلا من 140 بيضة.

ومع تراجع الإنتاج من 1.4 مليار دجاجة إلى 1.2 مليار، انخفض الاستهلاك الشهري من 180 ألف طن إلى 120 ألف طن.

هل تعتمد مصر على استيراد الدواجن لتغطية احتياجاتها؟

لا، مصر لا تستورد كميات كبيرة من الدواجن، فلا يتجاوز حجم الاستيراد 50 ألف طن سنويًّا، وهو أقل من نصف الاستهلاك الشهري للمصريين.

ما التحديات التي تواجه صناعة الدواجن في مصر؟

خرج جزء كبير من العاملين في الصناعة بسبب تقلبات الأسعار ونقص الأعلاف، بالإضافة إلى تراجع خيارات التوريد بالآجل، إذ أصبحت الأولوية للسيولة ودفع الثمن نقدًا. هذا أدى إلى تراجع الطاقة الإنتاجية بشكل ملحوظ.

ما رأيك في ظاهرة تداول الدواجن الحية في الأسواق؟

نعاني في مصر من استمرار ثقافة الدواجن الحية، إذ يفضل جزء كبير من المصريين شراء الدواجن وذبحها في المحلات. هذه الممارسة غير صحية وتنشر البكتيريا والعدوى.

أنا أنادي بتطبيق قانون منع تداول الدواجن الحية (قانون 70 لسنة 2009) الذي يسمح فقط بذبح الدواجن في مجازر آلية مرخصة تحت الإشراف البيطري. هذا سيقلل من حلقات التداول ويوفر منتجا آمنا وبجودة عالية للمستهلك.

ثقافة الدواجن الحية مستمرة في الأسواق المصرية (الجزيرة) كيف يختلف شهر رمضان عن بقية الشهور؟ إعلان

شهر رمضان يختلف عن بقية الشهور في جوانب متعددة، فهو ليس فقط شهر عبادة، بل هو أيضًا شهر عمل لا يتوقف، حيث تستمر عجلة الإنتاج لتلبية احتياجات المستهلكين.

ورغم كونه موسما للتجارة في الأسواق، فإنه أيضا شهر التجارة مع الله، حيث يتضاعف الإنفاق على الفقراء والمساكين والمحتاجين، وتزداد فيه أعمال الخير والبر.

 ما الحلول المقترحة لتطوير الصناعة؟

صناعة الدواجن في مصر تواجه تحديات جمة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الأخيرة، لكنها تظل صناعة حيوية ومرتبطة بثقافة الاستهلاك المصري.

ومع تطبيق الإصلاحات الضرورية، كمنع تداول الدواجن الحية وتوسيع الاستثمار في المجازر الآلية، يمكن لهذه الصناعة أن تستعيد قوتها، وتلبي احتياجات السوق المحلية بمنتجات آمنة وبأسعار معقولة للمواطنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025 صناعة الدواجن فی مصر شهر رمضان الطلب على خاصة فی

إقرأ أيضاً:

رغم ارتفاع الأسعار.. إقبال كبير على أسواق الذهب والمجوهرات في الباحة

تشهد أسواق الذهب والمجوهرات في منطقة الباحة في هذه الأيام ومع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، إقبالًا من المتسوقين والمتسوقات وحركة نشطة في عمليات الشراء، على الرغم من استمرار أسعار الذهب في الارتفاع.
ويحرص البعض على شراء الذهب بهدف التزين به ولبسه في أيام عيد الفطر السعيد، نظرًا إلى كثرة اللقاءات والمناسبات العائلية والعامة، وإقامة حفلات الزواج وغيرها.
أخبار متعلقة وزير الداخلية يرأس الاجتماع السنوي لأصحاب السمو أمراء المناطقمستمر طوال العام.. التعليم تكشف عن القواعد التنظيمية لبرنامج "فرص"إضافة إلى تقديمه كهدايا أو ادخاره للاستثمار المستقبلي.38 محلًا ومعرضًاويُعد سوق الذهب والمجوهرات في سوق البلد بمدينة الباحة من أكبر أسواق الذهب في المنطقة، ويضم أكثر من 38 محلًا ومعرضًا لبيع المصوغات الذهبية والفضية، وأسهم موقعه في وسط المنطقة والمحافظات التابعة لها في نشاط الحركة التجارية ودعم أسواق الذهب والمجوهرات.
وأوضح أحد المتسوقين في سوق الذهب أحمد علي الزهراني، أن الحُلي والزينة من الذهب والمجوهرات من المقتنيات المحببة في النفس لما تتميز به من إظهار الرونق والبهاء لمرتاديها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسواق الذهب والمجوهرات بالباحة تشهد إقبالًا من المتسوقين مع قرب عيد الفطر - واس
وأضاف: مع اقتراب عيد الفطر المُبارك يحرص عدد من المواطنين والمقيمين بالمنطقة على زيارة محال الصاغة والمجوهرات لشراء أنواع الحُلِي، لاقتنائها أو تقديمها كهدايا للأمهات والزوجات اللاتي يحرصن على التزين به طيلة أيام عيد الفطر.
إضافة إلى التزين به في المناسبات الوطنية، والأعراس، والأسرية، والاجتماعية.المقتنيات المحببة إلى النفسوأوضحت ليلي الغامدي أن الحُلي والزينة من الذهب والمجوهرات من المقتنيات المحببة إلى النفس لما تتميز به من إظهار الرونق والبهاء لمرتاديها خصوصًا أيام عيد الفطر.
بدورها أشارت المتسوقة عبير الشهراني، إلى أن النساء يُقبِلن خلال شهر رمضان الكريم على شراء الذهب والمجوهرات، خصوصًا المصوغات الذهبية التي تحمل تصاميم وطنية تعكس الحب والانتماء لهذا الوطن المعطاء، إضافة إلى التصاميم العصرية الملائمة للاستخدام في مختلف المناسبات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسواق الذهب والمجوهرات بالباحة تشهد إقبالًا من المتسوقين مع قرب عيد الفطر - واس
وأكد محمد الغامدي صاحب محل في أسواق الذهب، أنهم اعتادوا هذا الإقبال في هذا الوقت من كل عام، ويُعد من أفضل المواسم التي تكثر فيها عمليات البيع والشراء مقارنة بالأيام العادية من السنة، مفيدًا بأن تجارة الذهب والمجوهرات تختلف من فترة إلى أخرى وتنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم ومواسم الأعراس.جولات ميدانية تفتيشية دوريةوتجري الفرق الرقابية بفرع وزارة التجارة بالمنطقة جولات ميدانية تفتيشية دورية على 27 منفذ بيع الذهب والمعادن الثمينة في جميع أسواق الذهب، للتأكد من نظامية أعمالها وامتثالها لنظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، ونظام مكافحة الغش التجاري، وتحديث قاعدة بيانات محال الذهب، وعدم وجود مخالفات في منافذ البيع.
وتعمل أمانة منطقة الباحة على رقابة محلات الذهب، ويقع تحت اختصاصها وإصدار وتجديد الرخص وتطبيق اشتراطات الرخصة التجارية.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: الدولة حريصة على توطين صناعة الدواء بمصر وإتاحة المزيد من التيسيرات لجذب الاستثمارات
  • الشعب الجمهوري: قفزة ملحوظة في الاستثمارات الصناعية وطفرة بصناعة السيارات
  • ارتفاع أسعار النفط مع ضعف الدولار
  • بدل العمال.. مرسيدس تبدأ استخدام الروبوتات الذكية في صناعة سياراتها
  • توقيع اتفاقيات لتطوير الصناعة المحلية لقطع غيار المركبات
  • الفراخ البيضاء بكام؟.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 19 مارس 2025
  • وزير قطاع الأعمال يبحث التوسع في صناعة الألومنيوم مع وفد روسال العالمية
  • المغرب يتصدر إفريقيا في صناعة السيارات ويحقق نموًا قياسيًا في الإنتاج والتصدير
  • رغم ارتفاع الأسعار.. إقبال كبير على أسواق الذهب والمجوهرات في الباحة