النزاهة تضبط موظفين في تربية نينوى بتهمة اختلاس أموال موظفين وهميين
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
مارس 20, 2025آخر تحديث: مارس 20, 2025
المستقلة/- أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم الخميس، عن ضبط أربعة موظفين من المديرية العامة لتربية محافظة نينوى بتهمة اختلاس مبالغ مالية تعود لعشرة موظفين وهميين في ممثليَّة المديريَّة في محافظة أربيل. ووفقًا لبيان الهيئة، فإن التحقيقات كشفت عن قيام هؤلاء الموظفين باختلاس أموال تعود لأسماء وهمية مسجلة في سجلات المديرية.
تمكنت هيئة النزاهة من كشف العملية بعد إجراء تحقيقات ميدانية بالتعاون مع محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا النزاهة، حيث تم تشكيل فريق عمل ميداني من مديرية تحقيق نينوى لمتابعة وتقصي الحقائق بشأن هذه المخالفات. ونتيجة لهذه التحقيقات، تبين أن الموظفين المتورطين قد قاموا بتسجيل أسماء وهمية لأشخاص غير موجودين على أرض الواقع، وبناءً عليه تم صرف رواتب ومبالغ مالية لموظفين لا وجود لهم، مما ترتب عليه اختلاس مبالغ مالية ضخمة.
التنسيق بين الجهات المعنيةبيَّن بيان الهيئة أن التنسيق الجيد بين الهيئات المختصة لعب دورًا كبيرًا في الكشف عن هذه الجريمة، حيث تم إشراف قاضي محكمة تحقيق نينوى على التحقيقات والعمليات الميدانية التي قادها الفريق المكلف. وأكدت الهيئة أن عمليات التحري والمتابعة أسفرت عن التأكد من ارتكاب المخالفات في مديرية التربية في نينوى وفي الممثلية التابعة لها في محافظة أربيل، مما استدعى إيقاف الموظفين الأربعة المتورطين.
أهمية التحقيقاتهذه الحادثة تبرز أهمية دور هيئة النزاهة في مكافحة الفساد الإداري، حيث تسلط الضوء على الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي تترتب على الاختلاس و الفساد المالي في مؤسسات الدولة. كما تُظهر التحقيقات ضرورة تكثيف الرقابة والمتابعة على الدوائر الحكومية لضمان الشفافية وحماية المال العام.
من جانبها، أكدت الهيئة أنَّها ستواصل إجراءات التحقيق مع المتهمين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، بالتنسيق مع محكمة التحقيق لإحالة القضية إلى السلطات القضائية المختصة، وذلك لمعاقبة المتورطين في هذا الفعل المشين وتطبيق العقوبات المناسبة.
الهيئة ومواصلة مكافحة الفسادتعتبر هيئة النزاهة واحدة من أهم الجهات المعنية بمكافحة الفساد الإداري والمالي في العراق، حيث تسعى بشكل دائم للحد من هذه الظواهر السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على تطوير النظام الحكومي وتعزيز ثقة المواطن في المؤسسات الحكومية. وتعتبر هذه القضية بمثابة نموذج آخر يُضاف إلى سلسلة الجهود التي تبذلها الهيئة لضمان النزاهة والشفافية في إدارة الأموال العامة.
ختاماًإنَّ الهيئة في موقف قوي للدفاع عن المال العام، وقد قدمت درسًا مهمًا في كيفية التعامل مع حالات الفساد الإداري. وسيتابع المواطنون الإجراءات القانونية عن كثب لضمان أن تُطبَّق العدالة وتُحاسب الأطراف المتورطة في اختلاس الأموال المخصصة للمواطنين.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: هیئة النزاهة
إقرأ أيضاً:
تربية «الفنق»
أعادني حديث يتناول تربية «الترف» أو كما نقول بالمحلية الدارجة «الفنق» إلى صورة الماضي الذي كانت فيه البساطة والقناعة والرضا سمات واضحة لحياة الناس بمختلف قدراتهم المادية.
المتحدث هو الشيخ القاضي- رحمه الله - سالم بن خلفان الراشدي وكان يُلقي فيه باللائمة على دور بعض الأسر في تنشئة أبناء مُترفين غير قنوعين لا يقدَّرون قيمة النِعم التي حُرم الكثيرون منها فمن باب توفرها ويُسر الحال كما يقول تُلبى كل مطالبهم وهم بذلك إنما يشبون على الدعة والبطر «فمن لا يعجبه الطعام المُعد للأسرة يُصنع له طعام آخر».
يعتبر الشيخ الراشدي أن البيت الذي لا يسير فيه الجميع وفق منهج واضح من تقدير النعمة ومعرفة قيمتها ليس بـ«بيت آداب» لكنه لم يكن يعلم أن ما كان يُحذرُ منه سيجرُّ في طريقه ظاهرة جديدة تتمثل في اعتماد تناول الطعام خارج المنزل كأسلوب حياة.
مؤكد أن لا أحد من الأبناء اليوم مضطر لاشتراط طعام معين ليأكل إنما بات ينفر من كل ما يقدم له فالوجبات بمختلف أنواعها أصبحت تقتحم عتبات المنازل عبر الإنترنت وخدمات التوصيل المتاحة للجميع. وربما لم يصل الراشدي أن الطبخ في بعض المنازل يعد الآن شيئا من الماضي!.
ربما لم يعرف الشيخ الكثير عن المطاعم التي شرّعت للشباب أبوابًا واسعة يهربون عبرها من تقاليد التغذية التي يؤمن بها هو وجيله من الطيبين وأنها أفسدت صحتهم بسبب ما تقدمه من غذاء سام بلا قيمة غذائية جلبت معها أمراضًا قاتلة كالسمنة وأمراض الشرايين وأمراض الكلى والكبد وبعض أنواع السرطان.
انصبّ عتب الراشدي على تربية «الفنق» ولم يكن ليتصور وهو يضرب مثالًا لها أن هناك خيارات أخرى لمن لا يحب أكل اللحم والسمك والدجاج الذي يصنع في البيت.. لم يصله شيئ عن أشباه الأغذية كـ«الأندومي» و«النقانق» ووجبات «الفرايز» التي تجلب إلى المنازل وتحفل بها مطاعم الوجبات السريعة.
ربما نسي أن يتطرق إلى اختفاء وجباتنا التقليدية وتحريم دخول أغذية ألفناها كالعدس والفاصولياء والفول إلى بيوتنا لأنها «مُتخلفة» ويخجل بعض الشباب من ذكر أنها تدخل إلى بيوتهم.
ألم يكن من الواجب إخطار الشيخ حينها بأن رب الأسرة حتى في الوقت الذي كان يُلقي فيه درسه لا حول له ولا قوة، وأنه لا يملك سوى النُصح الذي غالبًا ما يتبدد في الهواء؟.
نستيقظ كل يوم على أمراض غريبة وحكايات محزنة لشباب يُنكؤون في صحتهم ليس بسبب الترف الذي توفره المُكنة المالية لبعض الأسر فقط وإنما بسبب تناسل مطاعم الموت في كل مكان وزخم الدعايات التي تحاصرنا في كل زاوية وشارع وبناية في المدينة والقرية والزقاق وهذا حتمًا لم يخطر على بال الراشدي -رحمة الله عليه.
النقطة الأخيرة..
أصبح من النادر أن تجلس أسرة واحدة على مائدة لتناول وجبة منزلية إلا في مناسبات محدودة ليس بسبب الانشغالات والأعمال إنما لأن الخراب أتى على «لمّة الأسرة» واجتماعها على صحن أعدته ربة البيت.
عُمر العبري كاتب عُماني