هل التهجد يجزئ عن التراويح وقيام الليل؟ الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التهجد تُجزئ عن التراويح وقيام الليل، موضحة أن جميعها تدخل تحت مسمى قيام الليل، والفرق بينها يكمن في التوقيت وكيفية الأداء.
وأوضحت الإفتاء أن صلاة التراويح تُؤدى بعد صلاة العشاء وحتى قبل الفجر، وغالبًا ما تُصلى في جماعة خلال شهر رمضان، وتكون عبارة عن عدد من الركعات يؤديها المسلم مثنى مثنى، ويختمها بالوتر.
صلاة التهجد
أما صلاة التهجد، فهي نوع خاص من قيام الليل، يؤديه المسلم بعد الاستيقاظ من النوم ليلًا، ويكون غالبًا في الثلث الأخير من الليل، وهو وقت له فضل عظيم، إذ ورد عن النبي ﷺ أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويجيب دعوات عباده.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن أداء التهجد يغني عن التراويح، لأن المقصود من التراويح في الأساس هو إحياء الليل بالصلاة، والتقرب إلى الله، وليس شرطًا أن يكون ذلك في وقت معين، مضيفة أن النبي ﷺ كان يجتهد في القيام طوال رمضان، سواءً في أول الليل أو آخره، ولم يحدد عددًا معينًا من الركعات.
كما أكدت أن المسلم مخير في أداء أي من هذه الصلوات حسب استطاعته وظروفه، فالمهم هو الاجتهاد في العبادة خلال شهر رمضان، سواءً بأداء التراويح بعد العشاء أو التهجد في الثلث الأخير من الليل. وأضافت أن بعض المسلمين يفضلون الجمع بين الصلاتين، حيث يؤدون التراويح أول الليل ثم يتهجدون قبل الفجر، بينما يكتفي البعض الآخر بصلاة التهجد فقط، وهذا جائز ولا ينقص من ثوابهم شيئًا.
وبيّنت الإفتاء أن الهدف الأساسي من هذه الصلوات هو التقرب إلى الله، واستغلال شهر رمضان في الطاعات، مشيرة إلى أن المسلم يمكنه أداء ما يستطيع دون تكليف نفسه فوق طاقته، فالإسلام دين يسر، وليس هناك إلزام بعدد محدد من الركعات أو وقت معين يجب الالتزام به، بل الأهم هو النية والإخلاص في العبادة.
وختمت دار الإفتاء فتواها بتوجيه النصح للمسلمين بأن يجتهدوا في قيام الليل بالأسلوب الذي يناسبهم، سواءً بالتراويح أو التهجد أو كليهما معًا، مؤكدة أن العبرة ليست بالعدد، بل بالخشوع والإخلاص لله في الصلاة، واستغلال هذه الأوقات المباركة في الدعاء والذكر وقراءة القرآن، حتى ينالوا الأجر والثواب العظيم في هذا الشهر الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التهجد التراويح قيام الليل صلاة التهجد
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الدعاء لشخص معين باسمه خلال السجود بالصلاة؟.. الإفتاء توضح
كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم الدعاء لشخص معين باسمه خلال السجود بالصلاة المفروضة أو السنة، مشيرة إلى الدعاء أثناء السجود من الأمور المرغوبة مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء"، كما حثَّ عليها الشرع الشريف ورغَّب فيها؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60[.
وأضافت دار الإفتاء، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، أنه لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل -كوالديه أو أستاذه- بالدعاء له في الصلاة مع ذِكْر اسمه عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة.
وذكرت دار الإفتاء رأي الفقهاء في حكم الدعاء لشخص معين باسمه أثناء السجود ومنهم:
أما الدعاء في الصلاة لشخصٍ معين بذكر اسمه، فذهب المالكية والشافعية، والحنابلة في الصحيح من المذهب إلى جواز ذلك.
قال الإمام الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 251-252): [(و) ندب (دعاء بتشهد ثان) يعني تشهد السلام بأيِّ صيغةٍ كانت.. (لا) يكره الدعاء (بين سجدتيه) ولا بعد قراءة، وقبل ركوع ولا بعد رفع منه، ولا في سجود وبعد تشهد أخير، بل يندب في الأخيرين، وكذا بين السجدتين لما روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول بينهما: «اللهم اغفر لي وارحمني واسترني واجبرني وارزقني واعف عني وعافني» (و) حيث جاز له الدعاء (دعا بما أحب) من جائز شرعًا وعادة إن لم يكن لدين بل (وإن) كان (لـ) طلب (دنيا وسمَّى) جوازًا (من أحب) أن يدعو له أو عليه] اهـ.
وقال إمام الحرمين الجويني الشافعي في "نهاية المطلب" (2/ 227، ط. دار المنهاج) وهو يُرجِّح عدم منع ذلك: [فتسمية الواحد منَّا في دعائه شخصًا وشيئًا بمثابة ما صحت الرواية فيه] اهـ.
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 82): [يجوز الدعاء في الصلاة لشخصٍ معينٍ في الصحيح من المذهب، كما كان الإمام أحمد يدعو لجماعة في الصلاة، منهم الإمام الشافعي رضي الله عنهم] اهـ.
كما حقق العلامة زين الدين ابن نجيم الحنفي مشروعية ذلك؛ حيث قال في "البحر الرائق" (1/ 351، ط. دار الكتاب الإسلامي): [يمكن أن يقال: إنه على الخلاف أيضًا وإن الظاهر عدم الفساد به، ولهذا قال في "الحاوي القدسي": من سنن القعدة الأخيرة الدعاء بما شاء من صلاح الدِّين والدنيا لنفسه ولوالديه وأستاذه وجميع المؤمنين، وهو يفيد أنه لو قال: اللهم اغفر لي ولوالدي ولأستاذي لا تفسد، مع أن الأستاذ ليس في القرآن، فيقتضي عدم الفساد بقوله: اللهم اغفر لزيد] اهـ.
والقول بالجواز هو المختار، وذلك لموافقته لما ورد في السُّنَّة المطهرة من تخصيص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشخاصًا بعينها في القنوت، فقد أخرج الإمام البخاري -واللفظ له- ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في القنوت: «اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف».
ووجه الدلالة: أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر أشخاصًا بأسمائهم، وهذا أيضًا روي عن غير واحد من الصحابة الكرام والتابعين والسلف الصالح أجمعين رضوان الله عليهم.