فرنسا مُهتمة بزيارة عون لتأمين مظلّة دوليّة لدعم لبنان وواشنطن غير مُستعجلة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
كتب محمد بلوط في" الديار": في خصوص ملف اعادة الاعمار، لم تظهر حتى الآن اشارات جدية تدل على وضعه على سكة التنفيذ، وترجمة الوعود الكثيرة التي اعطيت قبل وبعد اتفاق وقف النار.
ويقول مصدر نيابي مطلع ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يتقدم بجهد شخصي على الحكومة في متابعة هذين الملفين، وانه استطاع مؤخرا ان يحرز بعض التقدم في موضوع الاسرى والافراج عن خمسة منهم، الى جانب حث الجانب الاميركي الذي يرأس اللجنة المعنية، بتنفيذ اتفاق وقف النار وكامل بنوده على تفعيل عمل اللجنة والضغط على العدو لاستكمال انسحابه .
ويضيف المصدر ان ما قام ويقوم به الرئيس عون يتقدم على اداء الحكومة في هذا المجال، ملاحظا ان اداءها يتسم بكسل ملحوظ، رغم انها معنية بالدرجة الاولى على وضع هذين الملفين على رأس جدول عملها، والقيام باستنفار حكومي وديبلوماسي في هذا المجال.
وبعد زيارته الى المملكة العربية السعودية، وما قام به على هامش القمة العربية، يعتزم الرئيس عون زيارة فرنسا في ٢٨ الجاري، في اطار برنامج تحركه العربي والدولي، من اجل تحسين وضع لبنان على خارطة الاهتمام الدولي، والسعي الى توفير الدعم اللازم اكان على صعيد اعادة الاعمار والضغط لاستكمال الانسحاب "الاسرائيلي"، ام على صعيد تأمين المساعدات ايضا من اجل مواجهة الازمة الاقتصادية والمالية المستمرة منذ العام ٢٠١٩.
ويقول المصدر ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يوم الثلاثاء المقبل الى لبنان، تندرج في اطار حرص الرئيس ماكرون على الاهتمام المميز بزيارة الرئيس عون، والبحث في امكانية تحقيق نتائج اولية عملية لها، يمكن ان تساهم في تأمين عناصر مهمة لنجاح الخطوات المقبلة، التي تنوي فرنسا القيام بها لدعم لبنان .
وبرأي المصدر ان باريس تريد تسريع الخطوات الاصلاحية اللبنانية، لتحسين ظروف مساعدة لبنان، وانها تبدي رغبة متجددة بتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف النار واستكمال الانسحاب "الاسرائيلي"، لكن هذه الرغبة الفرنسية غير كافية، لا سيما ان التطورات الاخيرة برهنت ان الادارة الاميركية لا تستعجل انجاز الملفين المذكورين، وتعطي هامشا واضحا للعدو "الاسرائيلي" ولنتنياهو ليس تجاه الوضع مع لبنان، بل ايضا في غزة والمنطقة.
ويضيف المصدر ان واشنطن تملك القرار الحقيقي في شأن ملفي تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف النار واعادة الاعمار، وهناك تخوف حقيقي من ان تمتد فترة الانتظار لمدة طويلة، وتحمل معها تطورات وتوترات كبيرة غير محسوبة النتائج.
مواضيع ذات صلة مساعد بوتين: بريطانيا مهتمة بتعطيل المفاوضات بشأن أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وواشنطن Lebanon 24 مساعد بوتين: بريطانيا مهتمة بتعطيل المفاوضات بشأن أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وواشنطن
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اتفاق وقف النار عون للسعودیة الرئیس عون المصدر ان
إقرأ أيضاً:
كيف يقرأ خبراء إيرانيون مباحثات طهران وواشنطن في مسقط؟
طهران- على وقع الحشد العسكري في المنطقة والتهديد الأميركي باستخدام القوة الخشنة بحق إيران، تغلبت الإرادة الدبلوماسية في الجولة الأولى من مباحثات مسقط حول البرنامج النووي الإيراني أمس السبت، ليخرج منها الوفدان الإيراني والأميركي برواية إعلامية موحدة وصفت "بالإيجابية والبنّاءة"، ويؤكدان الاتفاق على مواصلتها السبت المقبل.
ومع ذلك، لم تتطابق رواية الجانبين؛ فبينما قالت طهران إن الوفدين تبادلا عبر الوسيط العماني مواقف حكومتيهما، كرّرت واشنطن وصفها للمحادثات بأنها مباشرة.
وما كان من الإعلام الفارسي سوى أن يناور على لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، ويؤكد أنه حدث عقب انتهاء المباحثات، معتبرا إياه مؤشرا على أن المفاوضات كانت "غير مباشرة" كما أرادتها طهران.
وفي تقييم الجانبين للمباحثات، وصفت الخارجية الإيرانية الجولة الأولى بأنها إيجابية وبناءة"، في حين وصفها البيت الأبيض -وليس وزارة الخارجية- "بالإيجابية والبنَّاءة جدا".
حذر وتفاؤلوإذا كانت مباحثات مسقط قد وضعت بالفعل حدا للتباين الإعلامي الذي ظهر بإعلانها على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوزير عراقجي الأسبوع الماضي، وردمت جزءا من الهوة بمواقفهما بشأن إمكانية تذليل العقبات في علاقاتهما، فإنها ترسم علامة استفهام عن سبب تفاؤل الأميركيين بها ووصفها بأنها "بناءة جدا" رغم عدم التوصل إلى أي اتفاق أولي أو إنجاز عملي.
إعلانوتقرأ أوساط سياسية في طهران تفاؤل البيان الأميركي -إلى جانب الحذر الإيراني- في سياق تذكير الرأي العام بعزم ترامب على إحلال السلام؛ إذ عاد للبيت الأبيض متحمسا لوضع حد للعديد من الأزمات الدولية، لكن الرياح جاءت معاكسة -حتى الآن- بخصوص الحرب الأوكرانية والعدوان الإسرائيلي على غزة.
وتعتقد الباحثة السياسية عفيفة عابدي، أنه خلافا للجانب الإيراني الذي يفضل شراء الوقت بناء على حساسية الجوانب التقنية في الملف النووي، فإن ترامب يبدو مستعجلا لحسم المفاوضات، لكنه يصطدم بشرط طهران مواصلتها "بعيدا عن التهديدات والضغوط".
وتعتبر عابدي، في حديثها للجزيرة نت، وصف الجانبين الإيراني والأميركي مباحثات مسقط بأنها إيجابية مؤشرا على عزمهما مواصلة المسار الدبلوماسي بالمرحلة الراهنة، موضحة أن أميركا تخشى العودة للمربع الأول في حال استخدامه لغة التهديد والوعيد بعد أن أظهرت طهران جدية لإزالة القلق الدولي بشأن برنامجها النووي.
وترى أن مبدأ "عدم الثقة" لا يزال يخيم على رؤية طهران حيال سياسات واشنطن وأنها لا تستبعد تغيير اللهجة الأميركية بشأن المفاوضات الجارية في الأيام المقبلة تحت تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
وخلصت عابدي إلى أن لقاء عراقجي وويتكوف لدى مغادرتهما مكان التفاوض جاء بمبادرة عُمانية ورغبة الجانبين بإيصال رسالة على توفر الإرادة لديهما لمواصلة المباحثات الأسبوع المقبل، وقد يكون "للتمهيد لتحولها إلى مباشرة في المستقبل".
انتقادوفي حين تحرص الرواية الإيرانية الرسمية على وصف لقاء عراقجي وويتكوف أنه كان "عفويا وغير مبرمج" فإنه حظي بتأييد كبير في أوساط سياسية بإيران التي ترى أن عقد المفاوضات المباشرة بطهران من دون وسيط وتبادل البعثات الدبلوماسية كفيل بوضع حد للعداء المتواصل منذ أكثر من 4 عقود.
إعلانفي المقابل، هاجم النائب المتشدد مهدي كوجك زاده مباحثات بلاده مع واشنطن، وكتب في قناته علی منصة "إيتا" المحلية أن "السبت كان يوما سيئا".
في حين أشار النائب حميد رسائي إلى أن عراقجي تأخر 10 دقائق في المجيء إلى مكان المفاوضات لكنه التقى الطرف المقابل بعد ختامها، وخاطب عراقجي بتغريدة على منصة إكس "لقد مُنِحتَ الإذن للتفاوض غير المباشر وكان بإمكانك التأخر بمغادرة المكان كما فعلت بداية لتفادي الحديث (مع الممثل الأميركي)، هذا ليس سلوكا عاديا".
من ناحيته، قلّل أستاذ العلاقات الدولية المتخصص بالملف طهران النووي محسن جليلوند من أهمية إشادة الجانبين الإيراني والأميركي بمباحثات مسقط، وقرأها في سياق "المجاملات الدبلوماسية المعتادة"، معتبرا أن العامل الأساس لتفاقم أزمة البرنامج النووي الإيراني لم يعد في الولايات المتحدة بل في تل أبيب التي ترى فيه تهديدا وجوديا لها.
واستذكر جليلوند، بحديثه للجزيرة نت، زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن عقب الانتخابات الأميركية 2016، حينما حث ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي.
عقبات إسرائيلورأى الأكاديمي أنه قد يكون الأجدر بطرفي المفاوضات طرح القضية الأساس بدلا من الملفات الثانوية، لأن طهران تمتلك بالفعل قدرات تؤرق الجانب الإسرائيلي، منها الصواريخ والمسيرات وفصائل المقاومة، وستكون سببا لأزمات محتملة بين طهران وواشنطن لاحقا.
وسيتواصل الضغط الأميركي على إيران بشتى الذرائع لتنصيب إسرائيل شرطيا في الشرق الأوسط -حسب جليلوند- كي تتفرغ الولايات المتحدة لمواجهة الصين، مؤكدا أن المحور "الصهيوأميركي" ينفذ مخططا محكما منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 للقضاء على الحاءات الأربعة (حماس وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيين) لضمان أمن الكيان الصهيوني.
ويرى جليلوند أنه لطالما لا يقبل اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة بحل لملف إيران النووي سوى بتحييد عوامل الخطر التي تتهدد أمن إسرائيل "لا يمكن التفاؤل بصمود أي اتفاق محتمل بشأنه".
إعلانواستدرك أن العالم الغربي لا يريد تفويت فرصة تفعيل آلية الزناد قبل حلول يوم النهاية في الاتفاق النووي (18 أكتوبر/تشرين الأول 2025)، وذلك ما يجعل ترامب في عجلة من أمره لحسم مباحثات مسقط خلال شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير.
وختم الأكاديمي الإيراني بالقول إنه "مهما تقدمت مباحثات مسقط بشكل إيجابي وحصل تقارب حقيقي في وجهات النظر فستبقى معرضة للانهيار عند نشوب احتجاجات شعبية داخل إيران أو مهاجمة إسرائيل منشآت طهران الحيوية، أو فبركة أطراف خارجية هجوما على مصالح تل أبيب أو الولايات المتحدة وتوجيه أصابع الاتهام لإيران".