خبير يشرح أسباب عدم قدرة اختبار الشم على إنقاذك من التسمم الغذائي!
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
كشف عالم ميكروبيولوجي أن الميكروبات المرتبطة بشكل شائع بالأمراض المنقولة بالغذاء، مثل الليستيريا والسالمونيلا، سيكون من المستحيل تقريبا اكتشافها باستخدام اختبار الشم.
وحتى لو كانت موجودة - وكان الخطر منخفضا نسبيا لحسن الحظ - فمن المحتمل أن تكون هذه البكتيريا موجودة بكمية صغيرة في الطعام بحيث يكون أي عمل استقلابي (ومن ثم إنتاج الرائحة) غير محسوس على الإطلاق لأنوفنا.
كما أنه لا يمكن تمييز أي رائحة من الليستيريا عن الروائح البسيطة التي قد تنتجها الأنواع الميكروبية الأكثر وفرة والمنتشرة والمتوقع وجودها في أطعمتنا، والتي لا تسبب لنا أي مخاوف صحية.
وهناك فرصة أقل لشم رائحة السالمونيلا على الطماطم التي استخرجتها من درج الفاكهة والخضروات في الثلاجة - حتى لو كنت تتمتع بقدرة فائقة على شم السالمونيلا.
وإذا كان هذا العامل الممرض موجودا على الطماطم في أي وقت مضى، فمن المحتمل أنه تم إدخاله عن طريق المياه الملوثة في المزرعة أثناء نمو الطماطم، لذلك فهو ليس على سطح الطماطم ولكن داخل الطماطم ومن المستحيل مضاعفة رائحته.
ومع ذلك، يمكن أن تكون رائحة الطعام الفاسد كريهة.
ولكن من الممكن اكتشاف متى يفسد الطعام، وهو عمل آخر تقوم به الميكروبات، حيث تأكل الطعام الذي تم تركه لفترة طويلة أو كان في ظروف تخزين خاطئة.
إقرأ المزيد أمراض خطيرة صامتةوهذا أحد الأسباب التي تجعل الاستخدام الأكثر ملاءمة لاختبار الشم هو التخلص من الحليب الفاسد والمساعدة على الحد من هدر الطعام، بدلا من التخلص من الحليب الذي قد يكون آمنا. وبالنسبة لبعض الأطعمة - فكر في المساهمة الميكروبية في أجود أنواع الجبن - فإن كونها كريهة الرائحة هي سمة من سمات الطهي.
وبالنسبة للأطعمة الأخرى، مثل الفواكه الطازجة أو الخضروات أو الحليب، يمكن الاهتمام بأي روائح توحي بالفساد وتعتبر بمثابة تحذير للقيام بعمل أفضل في تخزين هذا النوع من الطعام المعين في المستقبل.
ويُعتقد أيضا أن بعض أسباب الأمراض المنقولة بالغذاء لا تزال غير معروفة لنا. وفي حين أنه من المعروف أن العديد من حالات المرض ناجمة عن ملوثات بكتيرية، إلا أن هناك العديد من الحالات التي لا نعرف مصدرها بعد.
لكننا نتحسن في هذا المجال أيضا، حيث ابتكر العلماء أدوات أكثر دقة من أنوفنا في اكتشاف مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء.
لذا، إذا شعرت بالقلق من المرض بسبب الطعام، فمن الأفضل أن تصرف طاقاتك على تخزينه في درجة الحرارة المناسبة وطهيه للمدة المناسبة، بدلا من الثقة في الأنف لشم مسببات الأمراض.
التقرير من إعداد ماثيو غيلمور، عالم أبحاث ومدير شبكة أبحاث سلامة الأغذية، معهد كوادرام.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الصحة العامة بحوث مواد غذائية
إقرأ أيضاً:
رائحة الموت تفوح من كل مكان شمال قطاع غزة
الثورة / افتكار القاضي
يعيش الفلسطينيون في شمال قطاع غزة أوضاعًا مأساوية تفوق الوصف ” جوع ، حصار ، قتل ، تشريد ودمار ، اعتقال وتعذيب ..” . ويزداد المشهد قتامة مع دخول فصل الشتاء، حيث زادت الأمطار الغزيرة من معاناتهم، فغالبية من تبقى من سكان شمال القطاع يعيشون في خيام بدائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، رائحة الموت تفوح من كل مكان ، مع استمرار الاحتلال أطباق الحصار عليه والتنكيل بسكانه منذ اكثر من 50 يوما مرتكبا مجازر وحشية ، وإبادة جماعية هناك ، ربما لم تحدث من قبل في تاريخ الحروب ، في مسعى لفصل شمال القطاع عن بقية وسط وجنوب غزة وإعادة الاستيطان فيه تنفيذا لخطة الجنرالات التي تقضي بفصل شمال غزة عن جنوبها وإعادة استيطانها .
رامز عواد ، واحد من آلاف الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من مخيم جباليا إثر القصف الصهيوني المتواصل والكثيف الذي يستهدف شمال القطاع بشكل عنيف ويومي منذ بداية شهر أكتوبر 2024.
يروي عواد معاناته مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، الذين وجدوا أنفسهم في “ملعب اليرموك” بمدينة غزة، حيث أقاموا في خيمة ضيقة على الرغم من المحاولات العديدة لتوفير مكان آمن لهم، وسط مئات الخيام التي تؤوي آلاف النازحين من مخيم جباليا ومحيطه، والجميع يعيش ظروفًا كارثية، خاصة مع أجواء البرد والمطر”.
يقول عواد “أن محاولاته وأسرته لحماية خيمتهم من الأمطار كانت دون جدوى بسبب غزارة الأمطار، التي أغرقت خيمتهم وتحولت الأرضية إلى وحل، مما جعل من المستحيل التحرك داخل المخيم.
وأضاف: “عندما سمعنا بتوقعات الأمطار، حاولنا حماية خيامنا وتجنب الخطر، لكن كل محاولاتنا فشلت بسبب غزارة المطر. الأرضية الطينية تحولت إلى وحل، وجعلت من المستحيل التحرك فيها”.
وأكد أن الحياة داخل الخيمة أسية، لا سيما أن أطفاله الصغار يعانون من البرد في ظل غياب الأغطية الكافية بسبب نزوحهم القسري نتيجة العدوان الصهيوني الذي اجتاح “شمال قطاع غزة تحت مزاعم “منع حركة حماس من استعادة قوتها ” وإجبارهم على النزوح مجددا من منازلهم أو قصفها على رؤوسهم.
ليس مجرد منزل
هاشم التلي، أحد النازحين من حي “تل الزعتر” شمال شرق مخيم جباليا، يعيش حاليا مع عائلته المكونة من 10 أفراد بخيمة بحي “الشيخ رضوان” شمال مدينة غزة.
وقال التلي لوكالة الأناضول: “كلما أسمع أصوات التفجيرات، أشعر أنني فقدت منزلي للأبد، المنزل الذي استغرق بناءه أكثر من 40 عاما من العمل الشاق”.
ويضيف “هذه التفجيرات تحدث ارتدادات وكأنها زلازل، وتدمر عشرات المنازل بكل مرة خسارة المنزل لا تعوض، لأنه ليس مجرد مكان؛ إنه حياة مليئة بالذكريات”.
لم يكن حال صابرين المدهون (26 عامًا)، النازحة من مشروع بيت لاهيا، مععائلتها، التي تضم والدها ووالدتها وثلاثة من إخوتها ، أفضل حالًا.. تقول: “لأول مرة نجرب حياة الخيمة بعد نزوحنا القسري من بيت لاهيا، وكانت التجربة أقسى مما نتخيل”.
وأوضحت كنا قد لجأنا إلى “ملعب اليرموك” حيث وجدنا مأوى في خيمة صغيرة وسط الآلاف من النازحين. لكن كل شيء غرق فجأة ولم نعد نحتمل. سلمنا أنفسنا للأمطار، والكل كان يدعو الله أن يوقف المطر وينقذ أرواحنا”. وقالت المدهون: إن الأوضاع الصعبة في الخيمة جعلتها تبكي طوال الوقت بسبب حالة عجزها وعجز أسرتها عن مواجهة الظروف القاسية، خصوصًا مع وجود والديها المسنين في هذه الظروف الصعبة.
وتابعت: “أنا أنظر إلى أبي وأمي المسنين، يعيشان هذه المأساة، بينما العالم يواصل دعمه للاحتلال”. وناشدت المدهون “كل إنسان حر في العالم للتحرك من أجل النازحين الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب المجنونة”.
تهجير وفصل
أما أدهم غباين، النازح إلى مدينة غزة من “مشروع بيت لاهيا”، يرى أن عمليات النسف تعكس نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة وفصل شمال القطاع عن بقية مناطقه.
يقول غباين: “الاحتلال يريد تهجيرنا بشكل دائم، ظروفنا بالخيام مأساوية، لا طعام صحي، ولا مأوى ملائم وسط البرد والأمطار، لكننا نتمسك بالأمل في العودة”.
وتابع: “الحنين يرافقني بكل دقيقة، وأتمنى أن أتمكن من العودة إلى منزلي بأقرب وقت، وأن أراه سالما وغير مدمر، ليكون مأوى لي ولعائلتي”.
أصوات التفجيرات تُسمع بجميع أنحاء مدينة غزة والمناطق الشمالية، ما أدى إلى تدمير منازل المواطنين، والمحال التجارية، والبنية التحتية بشكل شبه كامل.
من داخل “مشروع بيت لاهيا”، قال الشاب رياض محمود “كل صباح نصحو على دمار جديد سببه التفجيرات الليلية، لم تسلم أي منطقة في شمال قطاع غزة من هذا الخراب”.
وأكد محمود أن من تبقى في شمال القطاع يعيش وسط مشاهد يومية من الدمار والخراب، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المشدد والقصف المستمر وشح الطعام والدواء وعدم توفر أي فرق إنقاذ.
وقال فلسطينيون محاصرون إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف أي شخص يتحرك لجلب المياه أو تشغيل الآبار في المنطقة، وأضافوا أنه إذا لم يمت الأهالي بالقصف الإسرائيلي فسيموتون بنقص المستلزمات الأساسية، ودعا السكان إلى ضغط دولي فوري لإدخال الطعام والماء والعلاج.
وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح قسرا من محافظة شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة. لكن آلاف السكان لا يزالون يرفضون مغادرة منازلهم، ويعيشون الموت كل ساعة وهم يشهدون حجم الدمار والتدمير الذي تسببت فيه عمليات التفجير والنسف لمنازل السكان وكل شيء في شمال القطاع / كما يعيشون حصار مطبقا ، ولم يعد أمامهم شيء سوى انتظار الموت قصفا أو جوعا وعطشا .
تحذير أممي
واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، بينما تعيش مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام. وحذر تقرير أممي من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة وسط تصاعد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريبا، في وقت ارتفعت فيه حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر منذ أكثر من عام.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها أن “احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة وخصوصا في شماله “، مع انهيار أنظمة الغذاء، وانخفاض المساعدات الإنسانية، وظروف المياه والصرف الصحي
وضمن ما يعرف بـ”خطة الجنرالات”، بدأ الجيش الإسرائيلي في 5 أكتوبر عملية برية واسعة بمحافظة شمال غزة بزعم “منع حركة حماس من استعادة قوتها هناك”، وكشفت وسائل إعلام عبرية لاحقا أنه يسعى لفصل الشمال عن محافظة غزة، وعدم السماح بعودة النازحين.