انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اعتقال رئيس بلدية إسطنبول والمرشح الرئاسي المعارض، أكرم إمام أوغلو، واصفةً الأمر بأنه "مدعاة للقلق العميق"، وداعيةً أنقرة إلى احترام القيم الديمقراطية وحقوق المسؤولين المنتخبين.

وفي مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل الأربعاء، شددت فون دير لاين على أن تركيا يجب أن تلتزم بالمعايير الديمقراطية إذا كانت تسعى للحفاظ على علاقاتها مع أوروبا.

وقالت: "نريد لتركيا أن تبقى راسخة في أوروبا، لكن ذلك يتطلب التزامًا واضحًا بالممارسات الديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية"، مشيرةً إلى أن أنقرة مطالبة بضمان استقلال القضاء وحماية حقوق المعارضين السياسيين.

بحسب وسائل الإعلام التركية، فقد اعتُقل إمام أوغلو على خلفية تحقيق يتعلق بقضية فساد، لكن المعارضة ترى أن الخطوة تأتي في سياق محاولات سياسية لتقويض مستقبله قبل الانتخابات الرئاسية.

وجاء اعتقاله بعد إعلان جامعة إسطنبول سحب شهادته الجامعية، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، حيث اعتبره أنصار إمام أوغلو محاولة لإقصائه من المشهد السياسي.

اعتقال 106 أشخاص في مقدمتهم رئيس بلدية أسطنبول.. ماذا يحدث في تركياتطور خطير في تركيا.. انهيار كبير لليرة مقابل الدولار واليوروتركيا تقيد الوصول إلى العديد من منصات التواصل الاجتماعي.. ماذا يحدث؟اعتقال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول في تركياتركيا: ليس مقبولاً أن تكون إسرائيل سبباً في دوامة جديدة من العنفتركيا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات عن سورياخصم سياسي قوي لأردوغان

يعد إمام أوغلو، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، أحد أبرز الشخصيات السياسية المعارضة في تركيا، وكان قد فاز برئاسة بلدية إسطنبول عام 2019، في انتصار شكل ضربة قاسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

ومنذ توليه المنصب، واجه إمام أوغلو ضغوطًا سياسية وقضائية مكثفة، كان أبرزها حكم بالسجن صدر بحقه عام 2022 بتهمة "إهانة مسؤولين حكوميين"، وهي قضية رأى معارضوه أنها ذات دوافع سياسية تهدف إلى إبعاده عن الانتخابات المقبلة.

تأتي هذه التطورات وسط توتر متزايد في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حيث يثير الاتحاد الأوروبي قلقه بشأن تراجع الحريات في تركيا، لا سيما فيما يتعلق بـ حقوق الإنسان، حرية الصحافة، واستقلال القضاء.

ويعتبر الاتحاد أن أي تراجع ديمقراطي في تركيا قد يؤدي إلى تعثر مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، والتي تعاني بالفعل من جمود منذ سنوات.

في المقابل، ينفي حزب العدالة والتنمية الحاكم الادعاءات بأن القضية مسيّسة، مؤكداً أن التحقيقات ضد إمام أوغلو تتعلق بملفات قانونية بحتة، وليست بدوافع سياسية. ومع ذلك، يرى معارضون أن توقيت الاعتقال يعزز الشكوك بأن الهدف إضعاف المعارضة قبل الانتخابات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تركيا أردوغان إمام أوغلو أكرم إمام أوغلو رئيسة المفوضية الأوروبية المزيد الاتحاد الأوروبی إمام أوغلو فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

كيف تفاعلت منصات تركيا مع اعتقال رئيس بلدية إسطنبول؟

وأوقفت الشرطة أكرم إمام أوغلو بعدما فتشت منزله، عقب إصدار السلطات القضائية التركية -أمس الثلاثاء- مذكرة اعتقال بحقه في إطار تحقيقين منفصلين، إلى جانب 104 أشخاص آخرين بينهم مسؤولون وصحفيون ورجال أعمال بارزون.

ويخضع إمام أوغلو حاليا إلى تحقيق في تهم فساد وتزعم شبكة إجرامية تنشط في الابتزاز والرشوة والتزوير والاحتيال والتلاعب بالمناقصات، إضافة إلى مساعدة جماعة إرهابية، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المصنف جماعة إرهابية في تركيا.

ونشر رئيس بلدية إسطنبول مقطع فيديو قبل لحظات من اعتقاله، وقال إن "مجموعة صغيرة من العقول تحاول الاستيلاء على إرادة أمتنا، واستخدموا ضباط الشرطة كأدوات لهذا الشر"، مؤكدا أنه "لن يستسلم، وسيظل واقفا شامخا".

وينظر إلى أكرم إمام أوغلو على أنه المنافس الأبرز حاليا للرئيس رجب طيب أردوغان خاصة في ظل الحديث عن انتخابات رئاسية مبكرة يستطيع فيها الأخير المشاركة فيها.

في السياق ذاته، وصف رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أوزغور أوزيل ما حصل بأنه "محاولة انقلابية سياسية استغلت القضاء"، مضيفا أنه "من المعيب استغلال القضاة والمدعين العامين لتحقيق مصالح سياسية".

ورد وزير العدل التركي يلماز تونتش بأن التحقيق الجاري لا دخل له برئيس الجمهورية، وأن الدستور واضح، والمحاكم والقضاة في تركيا لا يأخذون تعليماتهم من أحد، مؤكدا أن رئيس بلدية إسطنبول ليس فوق القانون.

إعلان بين مؤيد ومعارض

ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/3/19)- جانبا من تعليقات الأتراك على اعتقال أكرم إمام أوغلو الذي يواجه التحقيق السادس ضده منذ توليه رئاسة بلدية إسطنبول عام 2019.

وفي هذا الإطار، قال فاتح دوروك: "استغلال النفوذ بطريقة غير قانونية وغير عادلة هي التي أوصلتك إلى هذه الحالة يا سيد إمام أوغلو. لو لم تنتهك حقوق الناس لما اعتقلت".

وسار مراد في الاتجاه ذاته قائلا: "لو نفذت مهامك على أكمل وجه، لوجدت الدعم من الشعب، ولكنك كنت تلعب لعبة الرئاسة لمدة 6 سنوات، لذا أعطنا تقريرا واحدا عما فعلته خلال توليك رئاسة بلدية إسطنبول".

في المقابل، أعرب تولغا كارامانلي عن أمله في "ألا يحدث شيئا لإمام أوغلو وألا يصبح سجينا سياسيا، مشيرا إلى "مخاوف قد تلحق بسمعة تركيا أمام العالم".

وأعرب سكابلان عن قناعته بأن اعتقال رئيس بلدية إسطنبول سيزيد من شعبيته في تركيا، إذ قال: "فعلوا شيئا لدرجة أن عدد مؤيدي أكرم إمام أوغلو كان 16 مليونا (أي سكان إسطنبول)، والآن أصبح 85 مليونا (عدد سكان تركيا)".

وذهب دويجولو في معارضة اعتقال إمام أوغلو إلى أبعد من ذلك، إذ قال "سيعتقلون الجميع حتى لا يتبقى أي منافسين. فهموا أن الأمر لم ينجح المرة السابقة فقرروا التغيير. لكن في النهاية نحن في دولة القانون".

بدورها، قالت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الإنترنت إن السلطات التركية قيدت الوصول إلى العديد من شبكات التواصل الاجتماعي، منها إكس وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك.

وحظرت ولاية إسطنبول التظاهرات والتجمعات في المدينة، بدءا من اليوم الأربعاء وحتى الـ23 من الشهر الجاري. وأغلقت عددا من الطرق والميادين الرئيسية في إسطنبول.

واقتصاديا، انخفض المؤشر الرئيسي لبورصة إسطنبول بنسبة 7% بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو، مما أدى إلى توقف مؤقت للتداول، كما خسرت الليرة التركية 7% من قيمتها مقابل الدولار.

إعلان 19/3/2025

مقالات مشابهة

  • اعتقال إمام أوغلو يشعل أزمة سياسية واقتصادية في تركيا
  • تركيا.. صور مظاهرات غاضبة بعد اعتقال منافس أردوغان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو
  • تحليل لـCNN: ماذا يعني اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو أقوى منافس لأردوغان؟
  • كيف تفاعلت منصات تركيا مع اعتقال رئيس بلدية إسطنبول؟
  • تركيا.. حظر التظاهرات في إسطنبول عقب اعتقال أكرم أوغلو
  • تركيا.. اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو
  • بعد اتهامات بالفساد.. اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض لأردوغان أكرم إمام أوغلو
  • اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو
  • اعتقال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول في تركيا