إعلام فلسطيني: مدفعية الاحتلال تواصل قصف المناطق الجنوبية الشرقية بغزة
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أكدت وسائل إعلام فلسطينية، أن مدفعية الاحتلال تواصل قصف المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة غزة شمالي القطاع، وذلك وفقا لنبأ عاجل عبر فضائية القاهرة الإخبارية.
قال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن تصريحات داني دانون، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، التي أكد فيها أن إسرائيل لن تتوقف عن حربها على غزة حتى استعادة المحتجزين، تعكس استخفافًا واضحًا بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن.
وأوضح أبو شامة، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل اعتادت على تجاهل المنظمات الأممية بدعم أمريكي غير مشروط، وهو ما تجلى خلال العام والنصف الأخير من الأزمة، خاصة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة رغم كل الوساطات الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وسائل إعلام فلسطينية الاحتلال المناطق الجنوبية غزة القطاع المزيد على غزة
إقرأ أيضاً:
محللون: الصمت على إسرائيل بغزة يزيد جرائمها ويجر المنطقة لمربع الدم
اتفق محللون وباحثون أن صمت المجتمع الدولي والعجز العربي أمام استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات الطبية في قطاع غزة، يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها ويؤسس لمرحلة دامية جديدة في المنطقة.
وفي حلقة جديدة من برنامج "مسار الأحداث"، بتاريخ 2025/4/13 أجمع الضيوف على أن الهجمات الإسرائيلية باتت تستهدف عمدا المنظومة الصحية، مؤكدين أن تلك الاعتداءات تعكس "عقيدة الترويع" الهادفة إلى تهجير سكان غزة وتجريدهم من أدنى مقومات البقاء.
وكانت إسرائيل قد استهدفت فجر الأحد المستشفى المعمداني في غزة، في قصف مزدوج أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، وإخراج المستشفى عن الخدمة. وتزامن الهجوم مع قصف خيمة داخل مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط اتهامات متصاعدة لإسرائيل باتباع سياسة ممنهجة لتدمير النظام الصحي في غزة.
وحذر الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي من أن ما تشهده غزة يمثل "ذروة الوحشية والصفاقة"، معتبرا أن الاحتلال يتعمد استخدام "نظرية الصدمة والرعب" التي اشتهرت بها الأنظمة الفاشية والنازية لتحقيق هدف واضح، وهو جعل غزة غير قابلة للعيش ودفع سكانها نحو التهجير.
ووصف المرزوقي الهجمات الإسرائيلية بأنها "إبادة جماعية متعمدة"، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية مباشرة، وقال إن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن فتح مخازن الأسلحة ومنح إسرائيل غطاء سياسيا كاملا، و"ها هي الجرائم تتواصل اليوم بضوء أخضر واضح من خلفه دونالد ترامب".
إعلانوأشار إلى أن الإدانات الدولية المتكررة من قبل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لم تجد نفعا، لأن المخطط، حسب تعبيره، يسير بدعم أميركي ولا يمكن إيقافه إلا بتحرك عربي جاد يمارس ضغطا سياسيا واقتصاديا حقيقيا على واشنطن.
وشهدت الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة تدمير أكثر من 80 مركزا صحيا، واستهداف ما يفوق 140 سيارة إسعاف، حسب بيانات منظمات دولية، وسط تحذيرات من انهيار كامل للنظام الصحي، وتفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر.
مأساة مكثفة
من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة من دير البلح ما حدث بعد قصف المستشفى المعمداني بأنه "صورة مكثفة للمأساة"، مؤكدا أن الجرحى نقلوا إلى أبواب مستشفيات مغلقة، وبقوا ينزفون على عربات النقل دون أن يجدوا أي جهة طبية قادرة على استقبالهم.
وأضاف عفيفة أن الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الصحية لم يعد حالات معزولة، بل أصبح "نهجا متكررا" بدأ منذ الأيام الأولى للحرب، عبر حملة دعائية صورت مستشفى الشفاء كمركز قيادة للمقاومة، لتبرير تدميره، وتكررت هذه المزاعم ضد أغلب مستشفيات القطاع.
وحذر من أن الفلسطينيين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات خشية استهدافها، مؤكدا أن تلك المؤسسات تحولت من مراكز إنقاذ إلى "مناطق خطرة"، وهو ما يدفع كثيرين إلى تجنب طلب العلاج رغم الإصابات أو الأمراض المزمنة.
وعبر عن أسفه لما وصفه بـ"التطبيع الدولي مع الجريمة"، قائلا إن العالم بات يتقبل استهداف سيارات الإسعاف وقتل المسعفين باعتباره "حوادث مروعة" لا تثير سوى بيانات شجب عابرة، دون أي خطوات عملية لمحاسبة الجناة أو حتى عزل إسرائيل على مستوى القطاع الصحي.
أما الدكتور عثمان الصمادي، الباحث والناشط في المجال الإنساني، فرأى أن العجز الأممي بلغ ذروته، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ موقف حاسم، إما بالتحرك لوقف الحرب أو بالاستقالة تعبيرا عن رفض العجز القائم.
إعلانوشدد الصمادي على أن صمت الدول العربية "غير مبرر"، قائلا إن الخطاب العربي تراجع من التنديد إلى التجاهل، في وقت يتعرض فيه أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني لخطر الجوع والمرض والموت البطيء بسبب الحصار والهجمات.
تبلد عربي
وانتقد ما سماه "تبلد الحس الشعبي العربي"، مؤكدا أن استمرار الشعوب في الصمت مقابل ما يتعرض له الفلسطينيون من مذابح يعكس أزمة أخلاقية عميقة، تستوجب وقفة حقيقية مع الذات ودورا جماهيريا يحاصر السفارات الأميركية ويضغط على الأنظمة لتغيير سياساتها.
وأشار إلى أن أي حروب سابقة لم تشهد تدميرا ممنهجا للمرافق الطبية كما يحدث في غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال قتل خلال 4 أشهر من الحرب عددا من الأطفال يعادل ما سجلته كل الصراعات المسلحة بين عامي 2019 و2022 مجتمعة.
وقال إن الكادر الطبي في القطاع بات منهكا بالكامل بعد استشهاد أكثر من 1500 طبيب وممرض، موضحا أن الوفود الطبية تواجه منعا أو تضييقا في الدخول، وأن إسرائيل تصادر المعدات وتمنع نقل الإمدادات الإنسانية، وسط غياب أي تدخل عربي فعّال.
واعتبر الصمادي أن خطة الاحتلال واضحة، وهي تهجير سكان غزة أو قتلهم، محملا النظام العربي برمته مسؤولية الفشل في الفصل بين المسارين الإنساني والسياسي، والركون إلى مشهد يزداد سوداوية دون أي تحرك لوقف الانهيار أو حتى التخفيف من معاناة المدنيين.
واتفق ضيوف الحلقة على أنه لا يمكن اعتبار ما يجري في غزة مجرد تجاوزات عسكرية، بل يمثل -كما وصفه المرزوقي- "عودة إلى زمن النازية والفاشية"، حيث تُقاس الحقوق بالقوة وحدها، ولا مجال لأي قوانين أو معاهدات أو إنسانية.