تفصلنا أيام قليلة عن اكتمال عشر سنوات من العدوان الغاشم على اليمن، الذي بدأ في مارس 2015م بقيادة أمريكية عبر أدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات. خلال هذه السنوات، شهد اليمن حربًا همجية استهدفت سيادته واستقلاله، وفرض عليه حصار اقتصادي خانق، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة. كما شنت السعودية والإمارات، بدعم أمريكي وإسرائيلي، حملة عسكرية مكثفة طالت البنية التحتية والمنشآت المدنية، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح.


وبعد مرور عقد من الحرب، تعود أمريكا اليوم لتكرار المشهد نفسه في مارس 2025م، عبر شن غارات عسكرية مباشرة على صنعاء وصعدة وعدة محافظات يمنية. هذا التصعيد يأتي بعد أن أعلن الشعب اليمني موقفه الواضح من العدوان على غزة، واتخذ خطوات عملية في البحر الأحمر لمنع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور. هذا التحرك لم يكن مقبولًا لدى واشنطن، التي ردّت بتدخل عسكري مباشر مستهدفة نفس المواقع التي قصفها التحالف السعودي الإماراتي سابقًا، في تأكيد جديد على أنها كانت دائمًا المحرك الرئيسي للعدوان على اليمن.
منذ 2015م وحتى 2025م، تغيرت الأدوات، لكن الهدف ظل ثابتًا: إخضاع اليمن وإجباره على الرضوخ للهيمنة الأمريكية والصهيونية. ففي 2015م، كان العدوان يتم بأيدٍ سعودية وإماراتية بغطاء أمريكي، أما اليوم، فقد أصبح العدوان أمريكيًا إسرائيليًا مباشرًا، بعدما فشلت أدواته الإقليمية في تحقيق أهداف واشنطن.
ما قصفه الطيران السعودي والإماراتي خلال سنوات الحرب، تعيد الطائرات الأمريكية قصفه اليوم، مستهدفة المناطق السكنية في الجراف بصنعاء وقحزة بصعدة وعدة محافظات والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، والمرافق الحيوية مثل مستشفى الأورام السرطانية قيد الإنشاء في صعدة، المجمع الحكومي بالجوف، محطة كهرباء صعدة، وميناء الحديدة، ومحلج القطن إضافة إلى منشآت اقتصادية خاصة مثل مصنع الحبشي للحديد، وهي أهداف مدنية بحتة لا علاقة لها بما تزعمه واشنطن عن استهداف منصات صواريخ أو رادارات.
لقد كان اليمن حاضرا في معادلة الصراع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023م، حينما أعلن موقفه الداعم لفلسطين، وبدأ بتنفيذ عمليات بحرية لمنع السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، كما قصف مواقع استراتيجية في يافا، أم الرشراش، وحيفا بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، وهو ما شكل تهديدًا للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ولهذا، تسعى واشنطن اليوم إلى فرض سيطرتها على البحر الأحمر، والقضاء على القدرات العسكرية اليمنية التي أصبحت قوة ردع إقليمية.
فشل التحالف السعودي الإماراتي طوال عشر سنوات في تحقيق أي مكاسب عسكرية، بل أصبح اليمن اليوم أقوى مما كان عليه في بداية العدوان. ولهذا، تدخلت أمريكا بنفسها لإضعافه. لكن اليمن الذي صمد في وجه العدوان وهو لا يملك رصاصة، لن يستسلم اليوم وهو يمتلك صواريخ وطائرات تقصف حاملات الطائرات الأمريكية، وتصل إلى تل أبيب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

للمرة الثالثة.. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"

أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" شمالي البحر الأحمر، للمرة الثالثة خلال يومين.

 

وقال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع، في بيان له على منصة إكس، إن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، بالإضافة لإستهداف مدمرة أمريكية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة.

 

 

وأوضح أن هذه العمليات تأتي رداً على استمرار "العدوان الأمريكي الغاشم" على اليمن.

 

وأشار إلى أن هذا الاستهداف لحاملة الطائرات هو الثالث خلال الـ 48 ساعة الماضية الأمر الذي دفع واشنطن للتراجع بالعديد من قطعها الحربية باتجاه منطقة شمال البحر الأحمر، لافتا إلى أنه تم إفشال هجوم جوي كان يُحضَّرُ له ضد الجماعة.

 

وحمل سريع، واشنطن كافة التداعيات جراء عسكرة البحر الأحمر وتوسيع دائرة المواجهة باستمرارها في شن "العدوان" على اليمن وبما يؤثر سلباً على حركة الملاحة الدولية.

 

وجدد التأكيد أن جماعته لن تتوقف عن استهداف كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان على اليمن، وأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي خلال الساعات والأيام المقبلة.


مقالات مشابهة

  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 19 مارس
  • فنزويلا تُدين بشدة العدوان الأمريكي البريطاني السافر على اليمن
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 18 مارس
  • بالتزامن مع بدء الغارات الأمريكية في اليمن.. مناورة مشتركة بين واشنطن والإمارات والسعودية وتركيا
  • التصعيدُ الإرهابي الأمريكي المحتمَل في اليمن: هل ستغامرُ واشنطن باستخدام القاذفات الاستراتيجية والأسلحة الفتاكة؟
  • للمرة الثالثة.. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"
  • وزارة الخارجية الإيرانية: العدوان الأمريكي على اليمن جريمة ومدان تماماً
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 17 مارس
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن