عين ليبيا:
2025-04-14@19:49:30 GMT

اتحاد المغرب العربي بعد 36 عام إلى أين؟

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

ترتبط الشعوب المغاربية بعلاقات اجتماعية وتاريخية عميقة، بما فيهم الساسة، ويشتركون في العديد من العادات والتقاليد التي تبرز الروابط الثقافية بين موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا.

فالتاريخ يثبت التنقلات والإقامة بين الدول بلا حدود، من المغرب وبلاد شنقيط، والجزائر وليبيا، وتونس، بحيث أصبحوا مواطنين في هذه الدول، والكفاح المشترك في وجه الاستعمار الفرنسي والإيطالي، نذكر منها أحداث ساقية سيدي يوسف بين تونس والجزائر، التي ارتكبت فيها المستعمر الفرنسي، بقصف القرية وسقط فيها 76 شهيدا من المدنيين من النساء والأطفال، التوانسة والجزائريين، و148 جريح.

. ومعركة “إيسين” بين ليبيا والجزائر عام 1957، ضد المستعمر الفرنسي ،والتي امتزج فيها الدم الليبي والجزائري! والدعم المغربي للثورة الجزائري، والدعم التونسي والدعم الليبي للثورة الجزائرية.. هذه الروابط تساهم في خلق هوية مغاربية مشتركة رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي قد تواجه هذه الدول.

أهم الأسس التي تربط الشعب المغاربي

1- اللغة العربية واللغة الأمازيغية هما اللغتان الرئيسيتان في معظم الدول المغاربية، وهو ما يعزز الترابط بين شعوب المنطقة.

كما أن اللهجات المحلية في هذه الدول تتشابه إلى حد كبير، مما يسهل التواصل والتفاهم بين الناس في حياتهم اليومية.

2- الإسلام هو الدين الرئيسي في كل دول المغرب العربي، مما يشكل قاعدة ثقافية ودينية مشتركة بين شعوب المنطقة.

3- التاريخ المشترك بين شعوب المغرب العربي في تاريخ طويل من الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، مثل الحضارة الأمازيغية، الفينيقية، الرومانية، الإسلامية، والاستعمار الأوروبي، حيث امتزجت الدماء في مواجهة الاستعمار، من خلال الدعم بالسلاح والتبرعات والاحتضان والدعم السياسي بين الحكومات والشعوب.

4- الجغرافيا والمصير المشترك تتميز المنطقة بوحدة جغرافية تسهل التواصل والتبادل الاقتصادي والاجتماعي، كما تواجه تحديات تنموية وأمنية مشتركة.

الاقتصاد والتكامل الإقليمي

هناك محاولات لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال اتحاد المغرب العربي، رغم التحديات السياسية التي تعوق تحقيق تكامل فعلي.

محاولات مغاربية وحدوية

بذلت مساعي لإنشاء الاتحاد المغاربي في عدة مناسبات، فكان أول لقاء في مؤتمر “طنجة” المغربية بمشاركة أحزاب الاستقلال المغربي والحزب الدستوري التونسي وجبهة التحرير الجزائرية، إلى أول مؤتمر للأحزاب المغاربية، تجدد اللقاء بعد استقلال الدول المغاربية وأسست اللجنة الاستشارية للمغرب العربي عام 1964، والتي كانت تهدف إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين دول المغرب العربي.

استمرت المحاولات من خلال إبرام معاهدات:

بيان “جربة ” بين تونس وليبيا عام 1974. اتفاقية حاسي مسعود هي اتفاقية تعاون وُقِّعت بين ليبيا والجزائر في 28 يوليو 1971، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والاقتصاد. معاهدة مستغانم هي اتفاقية تعاون وُقِّعت بين ليبيا والجزائر عام 1983، وتهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

تأسيس اتحاد المغرب العربي

جاء اجتماع “زرالدة” الجزائرية بين قادة دول المغرب العربي عام 1988، والذي يُعتبر بيان زرالدة خطوة أساسية نحو تأسيس اتحاد المغرب العربي، وجاء لقاء مراكش بين قادة المغرب، الجزائر، موريتانيا، وتونس، ليبيا، الذي توج بتوقيع معاهدة اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير 1989، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي بين دول المنطقة.

تجميد مؤسسات الاتحاد المغاربي

لقد ألقت الخلافات والتباينات السياسية بين دول الاتحاد، بتداعياتها، وأهمها الخلاف بين المغرب والجزائر، بسبب “قضية الصحراء”، وقد تراوح العلاقات بين فترات تحسن وفتور، مع كل تغيير سياسي في الجزائر، وبذلك أصبحت هذا الملف هو العقبة الكائدة في سبيل تفعيل دور الاتحاد، وضعف بقية الدول المغاربية في حل لهذا الخلاف، وتحديدا مؤسسة الاتحاد بشكل حيادي، وكذلك جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي ومنظمة العمل الإسلامي، وكذلك دور الدول الخليج التي ترتبط بعلاقات مع البلدين.

دور الاقتصادي للاتحاد المغاربي

يمثل الكيان المغاربي مكانة مهمة اقليما ودوليا ، ويحتل موقع استراتيجي يربط قارات العالم في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وبوابة مهمة تربط المشرق والمغرب العربي، وأوروبا بقارة إفريقيا جنوبا، وتعداد سكاني يبلغ 120 مليون نسمة، ويحتل مساحة 6 مليون كيلومتر مربع بنسبة 40% من الوطن العربي، وتبلغ صادراتها 47.53 مليار دولار تشكل 17.8% من صادرات الوطن العربي . وتمتلك الدول المغاربية ثروات متنوعة وهائلة، النفط والغاز – الفوسفات – الذهب والحديد – الزيوت – الأسماك ..المنتجات الزراعية، وصناعات تقليدية وصناعة السيارات والمعدات الصناعية والزراعية، صناعة السياحة، وتمتلك الأيادي العاملة المهرة.

بإمكان الدول المغاربية تزيد من التعاون الاقتصادي مع محيطها العربي، وأن تكون رافد للعمل الاقتصادي العربي المشترك في جميع المجالات، كمنافس للكيان كالاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد على الأيادي العاملة المغاربية، وكذلك مع مجموعة بريكس والاسيان، وأمام الاتحاد المغاربي المحيط الافريقي الذي تلعب فيها الدول المغاربية دورا سياسيا وتاريخيا عندما دعمت استقلال الدول الإفريقية، وساهمت في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وأخيرا الاتحاد الإفريقي، لدول الاتحاد المغاربي دورا كبير تعزيز الكيان الإفريقي اقتصاديا وسياسيا، ليأخذ مكانتها بين التكتلات الدولية.

التوتر بين الجزائر والمغرب

أمام الدولتين فرصة تاريخية والتزامات أمام شعوب الاتحاد وبمعية بقية الدول المغاربية، ومساعدة ليبيا في حل أزمتها، لكي تعود لمواصلة دورها في محيطها العربي والمغاربي والإفريقي!.

ومن أجل إعطاء الكيان المغاربي الذي لم تكتشف بعد إمكانياتها التي تعطيها الدور الحقيقي في عربيا وأفريقيا ودوليا، سياسيا واقتصاديا والانطلاق نحو التنمية المستدامة.

أيضا هناك معطى يمكن التأسيس عليه، ويتمثل في الروابط الاجتماعية والثقافية والدينية بين الشعوب المغاربية والتي تنتظر الفرصة لتواصل وتحقيق والتعاون.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اتحاد المغرب العربی الاتحاد المغاربی الدول المغاربیة

إقرأ أيضاً:

تقرير أميركي يحذر: ليبيا تواجه خطر الانهيار الاقتصادي بسبب تراجع متوقع في أسعار النفط

???? تقرير أميركي يحذر: ليبيا تواجه خطر الانهيار الاقتصادي بسبب تراجع متوقع في أسعار النفط

ليبيا – كشف تقرير اقتصادي نشرته صحيفة “يورشيا رفيو” الأميركية عن مخاطر اقتصادية مرتقبة تهدد ليبيا في ظل توقعات بانخفاض كبير في أسعار النفط العالمية خلال عامي 2025 و2026.

???? تحذيرات من محافظ سابق للمركزي ⚠️
نقل التقرير عن علي الحبري، المحافظ الأسبق لمصرف ليبيا المركزي، تحذيراته من مؤشرات “خطيرة” تُنذر بانهيار مالي وشيك، مشيرًا إلى أن البلاد تعاني من غياب الشفافية، وتضخم الإنفاق الحكومي، واعتماد شبه كلي على النفط كمصدر دخل.

???? انخفاض متوقع لأسعار النفط ????️
توقّع التقرير أن يبلغ سعر خام برنت 54 دولارًا بنهاية 2025، و45 دولارًا في ديسمبر 2026، في حين تحتاج ليبيا لسعر لا يقل عن 72 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن المالي، ما قد يؤدي لاختلالات حادة تهدد التزامات الدولة التشغيلية والتنموية.

???? مصير مجهول لإنفاقات ضخمة على النفط ????
أشار التقرير إلى تخصيص 34 مليار دينار لصالح مؤسسة النفط بطرابلس لرفع الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا، لكنه تساءل عن مدى الشفافية في صرف هذه الأموال، في ظل عدم إعلان أي خطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف.

???? عجز مالي حاد وغياب للسياسات الفعالة ????
أوضح التقرير أن ليبيا تسجل عجزًا بنحو 1.5 مليار دولار، نتيجة إنفاق بلغ 2.3 مليار مقابل إيرادات بـ778 مليون دولار فقط. وبيّن أن 60% من عائدات النفط تُستخدم لتغطية الواردات، بينما لم تعد الإيرادات غير النفطية تغطي 1% من الإنفاق العام.

???? تهريب واسع وغياب التنسيق ????
تحدث التقرير عن تصاعد عمليات تهريب الوقود والسلع إلى دول الجوار، ما زاد من أزمة النقد الأجنبي والطلب المتزايد على الدولار، مشيرًا إلى أن عدم تنسيق السياسات الاقتصادية، والخلل في أدوات السياسة النقدية، فاقم من الأزمة الحالية.

???? دعوات لتبني استراتيجية تنموية جديدة ????️
اختتم التقرير بالتأكيد على ضرورة إنهاء الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل، وتطبيق خطة اقتصادية شاملة وشفافة، تعالج أوجه القصور في الصحة والتعليم وتعزز الإنتاج المحلي والاستثمار الأجنبي.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • ختام أعمال اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العربي للرياضة العسكرية بقطر
  • المنظور الاستراتيجي للصراع الاقتصادي العالمي
  • ليبيا تشارك باجتماعات «الاتحاد العربي للرياضة العسكرية» في قطر
  • المجبري يعبر عن اعجابه بوكالة أنباء المغرب العربي ويشيد بمواقف الرباط تجاه ليبيا
  • رئيس الوزراء يلتقي وفد الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
  • اتحاد كرة القدم ينفي لـ«عين ليبيا» شائعات اختطاف الشحومي ويكشف تفاصيل تغيير ملعب المباراة
  • تقرير أميركي يحذر: ليبيا تواجه خطر الانهيار الاقتصادي بسبب تراجع متوقع في أسعار النفط
  • الشيباني: انهيار الدينار والعجز الاقتصادي انعكاس مباشر لفشل مصرف ليبيا في أداء مهامه
  • بالصور | حماد يفتتح مؤتمر الاتحاد المغاربي للصحفيين في بنغازي بمشاركة 23 دولة
  • شلقم: ليبيا من بين البلدان التي عانت غياب الخبرة السياسية