كيف أعلم أن الله راض عني؟ .. اعرف أيها ينطبق عليك
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
كيف أعلم أن الله راض عني .. الكثير منا يبحث عن رضا الله والبعض يربط حدوث أزمات ومشاكل له بعدم رضا الله عنه، ولكن الحقيقة أن الله يعطى الابتلاءات لعباده المؤمنين ليختبر قوة إيمانهم ، وأيضا ليس كل الخير الذي يأتي للإنسان يدل على رضا الله عنه وذلك لقوله تعالى “ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ۖ” وهو ما يدل على أن جميع ما يأتى للإنسان هو اختبار من الله سواء كان ابتلاء أو نعما أنعم الله عليه بها.
كيف أعلم أن الله راض عني؟
العلامات الباطنية:
أن القلب يشعر بذلك، أي يشعر أنه مرتاح ومطمئن وسعيد، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن من سرته حسنته، وساءته سيئته).
لذلك فإذا قمت بالحسنة ووجدت قلبك فرحانا وليس نفسك، لأنه إذا عصي الشخص الله كثيرا ستسعد نفسه، فهذا يعني أن الطاعة جيدة، وسيتقبلها الله بإذنه.
القلب هو المقياس، بمعني أنه إذا انشغل الشخص وهو يصلي ولم يخشع فسيشعر وكأنه لم يصليط، لأن قلبه لم يشعر، على الرغم من أن صلاته صحيحة فقها ومكتملة الأركان.
العلامات الظاهرة:
1.أن الإنسان يجد نفسه دائما مستخدما في الطاعة، ودائما منهمك في الطاعات، هذا توفيق رباني ودليل على رضا الله عنك.
2.أن تخرج من طاعة إلى طاعة دون أن يمل قلبك.
3.أن تسأل نفسك هل أنت راض عن ربك؟، بمعني هل ترضي عما يرزقك الله به؟، فالمولى عز وجل يريد أن يستنطقك.
فإذا كانت إجابتك بنعم وقلت أنا راض عما رزقني الله به، فهذا يعني أن الله راض عنك.لأنك تذكر النعمة فكأنك تشكر الله على ما رزقك به، فيرضى عنك لأنك تحمده.
آثار رضا الله عن العبد
رضا الله -عز وجل- محل اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حق الإيمان هو رضاه -جل وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربه رضي الله -تعالى- عنه، كما أن رضا العبد عن ربه يعد من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سببا ونتيجة في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.
علامات رضا الله عن العبد
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن من علامات رضا الله عن عبده التوفيق فإذا كنت تصلي مثلا ومواظبا على الصلاة باستمرار دون انقطاع فهذا توفيق من الله بسبب رضاه عنك.
وأضاف خلال إجابته عن سؤال ورد اليه يقول: "كيف أعلم أن الله راض عني وهل هناك علامات على ذلك؟". قائلا: إذا كنت تداوم على فعل شيء تقربا لله فهو رضا من الله عليك كأن تداوم على صلاة ركعتين يوميا قبل نومك. و"أحب الأعمال الى الله أدومها".
وأوضح "جمعة" ان من بين علامات رضا الله عن عبده هو استجابة الله لدعاء عبده وفي نفس الوقت لا يمكن القول بأن عدم الاستجابة غضب من الله لعل كان التأخير أفضل فالله يعلم وانتم لا تعلمون.
ومن بين علامات الرضا أيضا: "منعك ولو قهرا من المعصية" كأن تكون متوجها بسيارتك لفعل معصية ما فتجد إطار السيارة قد تعطل في الطريق فهذا خير لك قدره الله حتى لا تتوجه الى فعل هذه المعصية.
وتابع المفتي السابق أن من بين علامات رضا الله عن عبده ان يكون لسان العبد رطبا من كثرة ذكر الله والتحكم في نفسه عند الغضب.
علامات تدل على رضا الله عنك
من جانبه، قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الإنسان يعمل الأعمال وهو على وجل ولا يعرف أقبله الله ام لم يقبل، والقبول معناه الرضا والحب.
وأضاف "عاشور" في فتوى له، أن هناك علامات ظاهرة وعلامات باطنة فمن العلامات الباطنة ان القلب يشعر انه مرتاح وسعيد لذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (المؤمن من سرته حسنته وسأته سيئته) فالقلب هو المقياس، هو الذي يحكم على أن الإنسان كان حاضرا فى العبادة بقلبه وليس بجسده فقط ، هو الذي يحكم على أن العبد بأن يكون سعيدا بطاعاته، هو الذي يحكم على أن الله عز وجل راض عنه أم غير راض.
هل عدم استجابة الدعاء دليل عدم رضا الله؟
وفي سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية من خلال البث المباشر يقول سائل:" هل عدم استجابة الدعاء دليل على عدم رضا الله تبارك وتعالى؟، ليبين أمين الفتوى بالدار الشيخ محمد وسام، أن الأمر ليس كما يتوهم البعض، حيث لا ينبغي أن يشك أحد في استجابة الله للدعاء، لأنه كريم معطاء، وعلى قدر الحكمة يعطي.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء: "نحن في دار الحكمة والإنسان يعطى بما يصلحه يقول الله تبارك وتعالى:" ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض"، موضحا أن الله يعطي بما فيه صلاح الإنسان، وليس كل ما يسأله بالضرورة سيأتيه.
وشدد أمين الفتوى بدار الإفتاء، على انه لا يجوز أن يشك إنسان في أن الله يستجيب فهو يستجيب قطعا، الاستجابة على مقتضى الحكمة طالما سألت بصدق وإخلاص فلا تظن أن الله لن يستجيب، مبينا أن هناك في الأحاديث الشريفة ما يعلم المسلم كيف يكون الدعاء مجابا مباشرة، وكيف يكون موافقا لنور البصيرة، لذا كما يقول سيدنا عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة قد ما احمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه".
ولفت وسام إلى أنه في بيان سؤال :"ازاي نفهم حكمة وعسى أن تحبوا شيئا وعسى أن تكرهوا شيئا"، أنها الممكنات والتي يعلمها الله فهو يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن، يسددك ويوفقك لما هو أنفع لك في الوقت الذي يريد لا ما تريده أنت".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
قبل أن يهل هلاله، تجتمع اللجان المختصة وعامة الناس لاستطلاع ثبوت رؤيته بعد أن ينقضي شهر شعبان المبارك، رغم أنه تطور العلم حاليا في رصد الكواكب وأهلة الشهور من خلال استخدام أجهزة حديثة مزودة بالتقنيات المتقدمة.
وبعد ثبوت رؤيته يبث الخبر في جميع القنوات الإخبارية ليتم الإعلان رسميا عن بداية شهر الرحمة والغفران، ويتبادل الناس التهاني بقدوم شهر رمضان الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتزين الشوارع العامة بالأنوار، والمنازل بالفوانيس الرمضانية، وتقوم المؤسسات التجارية بعمل العروض والتخفيضات الرمضانية، أما المنازل فإنها تعج بقراءة القرآن وتنتشر بداخلها الطقوس الرمضانية والاستعدادات المختلفة.
ويحرص الجيران على زيارة بعضهم البعض خلال فترة المساء في الشهر الفضيل هذه الزيارات توطد علاقات المحبة والمودة، كما يتبادل البعض قبل الإفطار الأطباق الرمضانية بأصناف مختلفة من المأكولات التي يشيع تقديمها على المائدة الرمضانية في هذا الشهر العظيم الذي هو خير الشهور وأجملها، فشهر رمضان يملأ منازل المسلمين بالروحانية والسكينة، فهو يأتي كل عام ليطهرنا وينقينا ويحقق أمانينا ويجمعنا على المحبة والتواد والتراحم فيما بيننا وبين الآخرين.
إن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة ومميزة عند المسلمين لأنه شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام الذي يعد ركنا من أركان الإسلام، وفيه فرضت عبادة الصوم التي لم يحدد الله عز وجل أجرها كون الصيام يكون خالصا لله سبحانه وتعالى فهو يجزي به الصائمين.
ورمضان، شهر عظيم ينتظره المسلمون في بقاع العالم كل عام للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصيام وكثرة الصلاة وكثرة الدعاء والصدقات طمعا في المغفرة والأجر الكثير.
إن شهر رمضان يعج بالكثير من الفضائل والحكم العظيمة والفوائد العديدة بما فيه من صوم وتقرب إلى الله تعالى منها: أنه سبب لاستجابة الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ»؛ لذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في شهر رمضان لما فيه من فضل كثير ودعوات مستجابة.
كما أن رمضان هو شهر القرآن فقد خصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم على سيد البشرية وهاديها إلى الطريق المستقيم، وقد روي عن عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن الكريم كل يوم في رمضان.
إلى ذلك كله في رمضان ليلة من أعظم الليالي المباركة وهي «ليلة القدر» التي ميزها الله تعالى عن باقي الليالي وتقع في أواخر هذا الشهر الفضيل، وجاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في ألف شهر، فما أعظمها من ليلة مباركة!
وأخيرا علينا أن نعي بأن لشهر رمضان منزلة عظيمة عند الله تعالى، ففيه يفتح الله أمام العباد أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل الشياطين، لذا فهو فرصة كبيرة أمام المسلم للتوبة والمغفرة وتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، إضافة إلى أنه فرصة لعبادة الله على أكمل وجه.
إن هذه الفضائل التي ذكرتها لتعد نقطة في بحر ممتد لكثرتها ومنافعها؛ لذا وجب على المسلم الفطن أن يستغل أيام هذا الشهر وما بقي من لياليه في الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه تعالى؛ ولذا ندعو الله ونسأله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا خالص الأعمال ويجعلنا المولى عز وجل وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.