انقراض جماعي قبل 252 مليون سنة غيّر وجه الأرض
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أدى انقراض جماعي كارثي قبل 252 مليون سنة إلى القضاء على معظم أشكال الحياة الحيوانية على الأرض، بسبب الانفجارات البركانية الضخمة التي أطلقت 100 ألف مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون، وفقا لنتائج دراسة حديثة، نُشرت يوم 11 مارس في مجلة "فرونتيرز إن إيرث ساينس".
وكشفت الدراسة أن متوسط درجة حرارة الهواء السطحي على الأرض ارتفع بنحو 10 درجات مئوية بعد الانقراض، في حين نجا العديد من النباتات.
وفي تصريح للجزيرة نت، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة "مورا برونيتي" – الباحثة الأولى بمجموعة الفيزياء التطبيقية ومعهد العلوم البيئية، جامعة جنيف، في سويسرا، "بينما لا توفر الجراثيم وحبوب اللقاح النباتية المتحجرة من العصر الترياسي المبكر دليلا قويا على فقدان مفاجئ وكارثي للتنوع البيولوجي، فقد شهدت الحيوانات البحرية والبرية أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض. لقد كان على الحياة على الأرض أن تتكيف مع التغيرات المتكررة في المناخ ودورة الكربون لملايين السنين بعد حدود العصر البرمي-الترياسي".
حدث الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي، حين أدت الانفجارات البركانية الضخمة إلى إطلاق كمية ضخمة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما أدى إلى اضطراب المناخ ودورة الكربون.
أدى ذلك إلى احترار عالمي شديد، ونقص الأكسجين في المحيطات، وانهيار العديد من النظم البيئية. ومع ذلك، تشير الأدلة الأحفورية إلى أنه في حين انقرض العديد من أنواع الحيوانات استمرت النباتات في الازدهار.
"لإعادة بناء المناخ القديم، حللنا حفريات نباتية من 5 مراحل جيولوجية رئيسية تمتد من العصر البرمي المتأخر إلى العصر الترياسي الأوسط"، كما أوضحت "برونيتي" في تصريحاتها للجزيرة نت.
إعلانوقام الفريق بتصنيف الأجناس النباتية إلى 6 مناطق بيئية رئيسية وقارنوها بنماذج مناخية لاستنتاج التغيرات في درجات الحرارة. وكشفت النتائج عن تباين حاد بين مناخ العصر البرمي البارد والبيئة الترياسية الأكثر حرارة بكثير.
خلال العصر البرمي، كان مناخ الأرض باردا نسبيا، حيث كانت الصحاري تهيمن على المناطق الاستوائية، وكانت النباتات المشابهة للتندرا تظهر في خطوط العرض الأعلى، لكن بعد الانقراض الجماعي، شهد العصر الترياسي المبكر تقلبات مناخية غير متوقعة جعلت من الصعب تشكيل نُظم بيئية مستقرة.
ومع ذلك، استقر العصر الترياسي اللاحق عند درجات حرارة أعلى بكثير، حيث انتقلت المناطق البيئية الاستوائية والمعتدلة نحو القطبين، وتوسعت الظروف الصحراوية في المناطق الاستوائية.
وتوضح الباحثة "يتميز هذا الانتقال من الحالة المناخية الباردة إلى الحالة الأكثر سخونة بزيادة تبلغ حوالي 10 درجات مئوية في متوسط درجة حرارة سطح الأرض العالمية، وتكثيف دورة المياه.
ظهرت المناطق البيئية الاستوائية الرطبة في المناطق الاستوائية، لتحل محل المناظر الطبيعية الصحراوية السائدة سابقا. وفي الوقت نفسه، انتقلت المنطقة البيئية الدافئة والمعتدلة نحو المناطق القطبية، مما أدى إلى الاختفاء التام لأنظمة التندرا البيئية".
وفقا للباحثة، توفر الدراسة منظورا مهما حول تغير المناخ في العصر الحديث، في سياق احترار عالمي قائم بالفعل.
ويحذر الباحثون من أنه إذا استمرت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الارتفاع بالمعدل الحالي، فقد يصل البشر إلى مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة نفسه، التي تسببت في الانقراض الجماعي للعصر البرمي-الترياسي في غضون 2,700 عام.
وعلى عكس التراكم البطيء لانبعاثات البراكين القديمة، فإن استهلاك الوقود الأحفوري اليوم يدفع التغير المناخي بسرعة غير مسبوقة.
إعلانوأضافت "برونيتي" أنه يمكن ربط التحول في الغطاء النباتي بآليات تحول بين الحالات المناخية المستقرة، مما يوفر إطارا محتملا لفهم الانتقال بين العصر البرمي والترياسي. ويمكن استخدام هذا الإطار لفهم سلوك نقاط التحول في النظام المناخي استجابة لزيادة ثاني أكسيد الكربون الحالية.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات ونماذج أكثر دقة لتأكيد نتائجهم. فعدم اليقين في عمليات إعادة بناء الجغرافيا القديمة وتصنيف المناطق البيئية، إلى جانب القيود في تقنيات النمذجة المناخية، يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية ارتباط التحولات المناخية القديمة بالاحترار العالمي الحديث بشكل كامل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ثانی أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
الإسماعيلية تستضيف المؤتمر الثالث عشر للمدن الساحلية والسياحة البيئية بمشاركة 20 دولة عربية أغسطس 2025
أعلن الدكتور ممدوح رشوان أمين عام الاتحاد العربي للشباب والبيئة، اختيار مدينة الإسماعيلية "عاصمة للمدن الخضراء" واستضافتها المؤتمر الثالث عشر للمدن الساحلية والسياحة البيئية بمشاركة 20 دولة عربية أغسطس 2025.
جاء ذلك خلال افتتاح ملتقى الشباب العربي الأول للسياحة الشبابية والأسفار، والذي ينظمه الاتحاد العربي لبيوت الشباب وجمعية بيوت الشباب المصرية، وملتقى المدراء التنفيذيون العرب، والذي يقام خلال الفترة من 9-13 أبريل الحالي بمحافظة الإسماعيلية.
شهد مراسم الافتتاح كل من الدكتور أشرف صبحي، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ووزير الشباب والرياضة، واللواء أكرم جلال، محافظ الاسماعيلية، المنصف عامر بن منصور، رئيس الاتحاد العربي لجمعية بيوت الشباب، أشرف علي عثمان، الامين العام للاتحاد العربي ورئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري لبيوت الشباب، حسن بن عبد الله الجعيدي، مستشار الاتحاد العربي لجمعية بيوت الشباب، والدكتور عبد السلام مختار، عضو مجلس امناء الاتحاد الدولي لبيوت الشباب.
من جانبه، أعرب اللواء طيار أ.ح أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، عن سعادته باستضافة محافظة الإسماعيلية لملتقى الشباب العربي الأول للسياحة والأسفار، مؤكدًا أن المحافظة بما تتمتع به من موقع استراتيجي متميز على ضفاف قناة السويس ومناخ معتدل على مدار العام، تعد وجهة سياحية مثالية لاستضافة مثل هذه الفعاليات الشبابية العربية.
وأشار محافظ الإسماعيلية إلى أن المحافظة قد شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في البنية التحتية والخدمات السياحية، مما يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا للسياحة البيئية والثقافية، لافتًا إلى أن المحافظة تزخر بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية التي يمكن للشباب العربي زيارتها والاستمتاع بها خلال فترة إقامتهم.
وأوضح جلال أن استضافة مثل هذه الملتقيات تسهم في تنشيط الحركة السياحية بالمحافظة وتعزيز التبادل الثقافي بين الشباب العربي والشباب المصري، مشيرًا إلى أن المحافظة قد وفرت كافة التسهيلات والإمكانيات