العماري والمجتمع.. انعكاس التحولات الاجتماعية في أعماله
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
لم يكن أحمد مفتاح العماري مجرد شاعر أو كاتب، بل كان شاهدًا على التحولات الكبرى التي مرت بها مصر في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عبر قصائده ومقالاته، عكس العماري واقع المجتمع المصري، وسجل بريشته الأدبية التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد.
بين الريف والمدينة.. صراع الهويةوُلد العماري في مثل ذلك اليوم في قرية نزلة عمرو بصعيد مصر، حيث تأثر بالبساطة الريفية، لكنه انتقل لاحقًا إلى القاهرة حيث التقى بمجتمع مختلف تمامًا.
هذا التباين بين الريف والمدينة ظهر في أعماله، حيث عبر عن الحنين إلى الأصالة، وفي الوقت ذاته كان واعيًا لحركة التحديث التي اجتاحت مصر في عهده.
الطبقية الاجتماعية.. صوت الفقراء والمهمشينشهدت مصر خلال حياة العماري تغيرات كبيرة في البنية الاجتماعية، حيث ازداد الفارق بين طبقة الباشوات والأغنياء، وبين الطبقات الفقيرة التي عانت من الظلم الاجتماعي، لم يكن العماري بعيدًا عن هذه المعاناة، بل سجلها في كتاباته، منتقدًا الفساد والاستغلال الذي عانى منه البسطاء.
التغيرات السياسية.. بين الحراك الوطني والاستعمارفي أواخر القرن التاسع عشر، كانت مصر تحت سيطرة الاحتلال البريطاني، وشهدت البلاد حراكًا سياسيًا كبيرًا للمطالبة بالاستقلال.
تأثرت كتابات العماري بهذه الأجواء، حيث عبر عن الروح الوطنية، وانتقد النفوذ الأجنبي في البلاد، كما عكس موقفه من التغيرات التي طرأت على النظام السياسي والتعليمي، داعيًا إلى الإصلاح والنهضة الفكرية.
المرأة في كتابات العماري.. دعوة للتحرر أم دفاع عن التقاليد؟في ظل النقاشات الدائرة آنذاك حول دور المرأة في المجتمع، قدم العماري صورة متوازنة.
ففي بعض كتاباته، دافع عن دور المرأة التقليدي، لكنه في الوقت ذاته لم يكن منغلقًا على فكرة تحديث المجتمع وتعليم الفتيات، وهو ما جعله جزءًا من الجدل الدائر حول قضية المرأة في عصره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجتمع المصري النفوذ الأجنبي الاحتلال البريطاني المزيد
إقرأ أيضاً:
التغيرات المناخية وأثرها على السياحة ندوة توعوية بجامعة قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظّمت الإدارة العامة للاتصالات والمؤتمرات بجامعة قناة السويس، في إطار حرص الجامعة على نشر الوعي البيئي والمجتمعي، وتحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، ندوة تثقيفية بعنوان: "التغيرات المناخية وتأثيرها على السياحة"، استهدفت طالبات مدرسة السلام الثانوية بنات، بحضور 45 طالبة.
وتأتي هذه الندوة ضمن جهود الجامعة في التفاعل مع القضايا البيئية المعاصرة، وربطها بالواقع السياحي والاقتصادي لمصر.
تأثيرات التغيرات المناخيةوأشار الدكتور ناصر مندور إلى أن التغيرات المناخية أصبحت واحدة من أخطر التحديات التي تهدد قطاع السياحة في العالم العربي، لافتًا إلى ما تسببت به من أزمات وكوارث بيئية في مناطق متعددة حول العالم.
وشدد على أن التعامل مع هذه التغيرات يستلزم رؤية علمية وتخطيطًا بيئيًا مستدامًا، مؤكدًا أهمية تعزيز وعي الأجيال الجديدة بهذه القضايا لما تمثله من تأثير مباشر على مستقبل السياحة والاقتصاد الوطني.
وجاءت الندوة تحت الإشراف العام للدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي أكدت أن دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على السياحة في مصر لم تعد رفاهية معرفية، بل ضرورة وطنية تتطلب التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لمواجهة تداعياتها والحد من آثارها السلبية.
وبإشراف الدكتورة نيفين جلال، عميد كلية السياحة والفنادق، تولّت تقديم الندوة كل من الدكتورة سمر محمد مصلح، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة دينا محمد علي، المدرس المساعد بالكلية، حيث استعرضتا رؤية ورسالة كلية السياحة والفنادق، وأهمية قطاع خدمة المجتمع ودوره في الربط بين المعرفة الأكاديمية والواقع المجتمعي.
خطة جامعة قناة السويس لنشر الوعي المجتمعيوأشارت الدكتورة سمر مصلح إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار خطة الجامعة لنشر الوعي المجتمعي وتعزيز الشراكة مع المؤسسات التعليمية المختلفة، بما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على فهم التحديات البيئية والمشاركة في مواجهتها بفعالية.
كما تم تعريف الطالبات بمبادرة "طوف وشوف" التي تهدف إلى تعزيز الانتماء من خلال التعرف على المعالم السياحية المصرية.
وأوضحت المحاضرتان أن أبرز الأسباب المؤثرة في التغيرات المناخية تعود إلى سوء استغلال الموارد الطبيعية، والانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود في المصانع، وقطع الأشجار والغابات، ما يؤدي إلى خلل بيئي يؤثر على استقرار الأنظمة المناخية ويؤدي بالتبعية إلى تغيرات حادة في أنماط الطقس.
وتناولت الندوة كذلك الفرق بين مفاهيم الطقس والمناخ والتغيرات المناخية، موضحة كيف تؤثر هذه المتغيرات على مصر من خلال ارتفاع درجات الحرارة، وتغير توزيع الأمطار، وتكرار موجات الجفاف والسيول، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمقومات السياحية خاصة في المناطق الساحلية والأثرية.
وأُشرف على تنظيم الندوة إيفون حبيب، مدير إدارة الاتصالات والمؤتمرات.