نشر موقع بلومبيرغ الأميركي تقريرا مطولا عن الصمغ العربي في السودان ومخاطر إنتاجه ونقله إلى منافذ التصدير وسيطرة قوات الدعم السريع على مناطق إنتاجه وابتزاز المزارعين وسائقي الشاحنات التي تنقله وترويعهم.

وصدر التقرير، الذي أعده سيمون ماركس، تحت عنوان "مليشيا الإبادة الجماعية في السودان تسيطر على عنصر رئيسي في صناعة الكوكاكولا والبيبسي كولا"، وتضمن أن هذه المليشيا، التي اتهمتها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية، تسيطر على أجزاء أساسية من سلسلة التوريد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: نتنياهو استأنف الحرب للحفاظ على حياته السياسيةlist 2 of 2إنترسبت: شركة المراقبة هذه زودت الشرطة الأميركية ببيانات سرية عن احتجاجات فلسطينend of list

وتضمن التقرير تعريفا بالصمغ العربي وأهميته في عديد من المنتجات، قائلا إنه يعمل كمستحلب عضوي في السلع الاستهلاكية والعلامات التجارية الشهيرة حول العالم.

وأضاف أنه يُستخدم في صناعات الحلوى والأدوية والصودا ومستحضرات التجميل. وينمو في جميع أنحاء أفريقيا -من السنغال إلى كينيا– لكن قلب الإنتاج يقع في السودان بإقليمي دارفور وكردفان، اللذين تسيطر عليهما، إلى حد كبير، قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن السودان ينتج ما نسبته 70% من الإمدادات العالمية لهذا الصمغ.

حجر الأساس لصناعة المواد الغذائية

واستمر يقول إذا اختفى الصمغ العربي، فإن توليفة كوكا كولا لن تعمل بعد الآن، وسيتوقف إنتاجها، مشيرا إلى أن هذا الصمغ يمنع السكر في المشروبات الغازية من السقوط إلى قاع العلبة، وقد تم استخدامه لآلاف السنين في العصر الحجري الأفريقي كمادة لاصقة، وفي الطلاء من قبل الكتبة الصينيين في العصر الحجري الحديث، ولتحنيط مومياوات الفراعنة المصريين ولتقوية أحمر الشفاه الذي تستخدمه الملكة إليزابيث الأولى وكليوباترا، كذلك استخدمه الإغريق لعلاج القرحة، كما أنه عنصر أساسي في كل شيء من كوكا كولا وبيبسي كولا إلى زبادي "دانون" إلى "إم آند إم إس" وغير ذلك.

إعلان

وفي العقود الأخيرة، كان من المهم جدا لشركات الأغذية العالمية الضغط بنجاح على إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لاستثناء الصمغ العربي من قائمة العقوبات الشاملة المفروضة على السودان في عام 1997. وطورت شركات من بينها كارغيل بدائل اصطناعية، لكنها لم تحل محل الصمغ العربي الطبيعي، الذي يستمر في التدفق من السودان وسط الفظائع الحالية، إما عن طريق بورتسودان أو يتم تهريبه عبر البلدان المجاورة.

تجارة تعج بالابتزاز

وذكر التقرير أنه بعد عامين من الحرب، التي خلقت أكبر أزمة إنسانية في العالم، لا يمكن تتبع سلسلة التوريد في السودان تماما، مع عدم وجود طريقة لمعرفة إذا ما كان المصدرون يدفعون أموالا لمجرمي الحرب. وقال مصدرون في السودان إن شراء الصمغ العربي الذي يفي بالمعايير الأخلاقية أصبح شبه مستحيل منذ بدء الحرب.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن الاتحاد الأوروبي استورد عام 2024 من السودان 70% من جملة الـ72 ألف طن متري من الصمغ العربي التي استوردها من العالم، على الرغم من حدوث انخفاض طفيف بنسبة 3% في صادرات السودان إلى الاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة، في حين أظهرت الأرقام زيادة مماثلة تقريبا في الواردات من مصر وتشاد المجاورتين.

آلاف الدولارات للعبور

وأورد التقرير قصصا عن أن سائقي الشاحنات، التي تنقل الصمغ، يتصلون في أحيان كثيرة بأصحاب هذه الشاحنات لدفع آلاف الدولارات لجماعة الإبادة الجماعية التي مزقت البلاد، والتي تبتز السائقين مقابل السماح لهم بالمرور بشحناتهم إلى منافذ التصدير في بورتسودان، أو الحدود التشادية أو الطرق المفتوحة على مصر.

كما أحرقت مليشيا الدعم السريع الحقول وقتلت المزارعين ونهبت آلاف الأطنان من المستودعات في العاصمة السودانية الخرطوم، قبل تهريبها عبر الحدود إلى تشاد أو ليبيا أو مصر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الصمغ العربی الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»

أعلن وزير الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، “عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم تسعة من كوادر منظمة الإغاثة الدولية، في الهجمات التي شنتها قوات “الدعم السريع” على مخيم زمزم للنازحين”.

وقال إبراهيم خاطر في تصريحات نقلتها وكالة “سودان تربيون”: “مقتل أكثر من 100 شخص في الهجمات التي استهدفت معسكر زمزم، إضافة إلى إصابة العشرات”، وأوضح أن من “بين الضحايا كوادر طبية وعمال إغاثة يعملون لصالح منظمة “Relief International” في المستشفى الميداني داخل المخيم”.

ووصف المسؤول الوضع في المخيم بـ”المعقد والمأساوي”، مشيرًا إلى أن النازحين يتعرضون لما وصفه بـ “القتل الممنهج والإبادة الجماعية بأسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى إذلال واستفزاز من قبل قوات “الدعم السريع”.

كما دعا وزير الصحة الجيش والقوات المشتركة وكل القادرين على حمل السلاح “للمشاركة في مواجهة الكارثة الإنسانية والتصدي لعدوان قوات “الدعم السريع”.

في السياق ذاته، أفادت الصحف أن “قوات الدعم السريع”، اقتحمت خلال الهجوم مركزًا لتحفيظ القرآن داخل معسكر زمزم، حيث قتلت نحو 15 طالبًا، بينهم أطفال، بالإضافة إلى ناشطين في العمل الطوعي كانوا يقدمون وجبة للطلاب في المركز”.

من جانبها، أكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان لها أن “قوات الدعم السريع” شنّت هجومًا عنيفًا على معسكر زمزم باستخدام كافة أنواع الأسلحة”. وأضاف البيان أن “المجموعات الشبابية المدافعة عن المعسكر قد تصدت للهجوم، واتهمت القوات المهاجمة باستخدام قذائف من راجمات “40 دليل” بعيدة المدى”.

وأشارت التنسيقية إلى أن “القذائف تتساقط مثل الأمطار على المخيمات، والأرض مبللة بالدماء والدموع، في غياب تام لأي رقابة أو محاسبة”.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • الفاشر في مرمى نيران قوات الدعم السريع.. تفاصيل
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • السودان.. قوات الدعم السريع تتقدم في الفاشر "المأزومة"
  • “الدعم السريع” تؤكد سيطرتها على معسكر زمزم في الفاشر
  • “صمود” يدين الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي نتجت عن هجوم قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور
  • اتهامات الدعم السريع بارتكاب مجازر في الفاشر تثير تعليقات سودانيين
  • السودان.. مقتل 100 شخص بينهم كوادر طبيّة بهجوم لـ«قوات الدعم السريع»
  • الخطاب السياسي الذي أشعل الحروب في السودان