كابل الجديدة.. حلم تنموي يواجه تحديات كبيرة
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
كابل– في خطوة تهدف إلى تحسين بنية العاصمة الأفغانية كابل ورفع مستوى المعيشة لسكانها، أعلنت الحكومة الأفغانية عن إطلاق مشروع "مدينة كابل الجديدة"، الذي يُعد من أبرز المشاريع التنموية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.
يأتي المشروع في وقت بالغ الأهمية، حيث تعاني كابل من عديد من المشكلات الناتجة عن النمو السكاني المتسارع، وازدحام المرور، ونقص الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء.
تسعى الحكومة الأفغانية عن طريق هذا المشروع إلى خلق مدينة ذكية ومتطورة، تعتمد على البنية التحتية الحديثة، والتكنولوجيا، والمرافق المتكاملة التي تشمل التعليم، والصحة، والنقل، مما سيجعلها مركزا اقتصاديا وموطنا لعديد من الفرص الوظيفية.
كما يهدف المشروع إلى أن تكون المدينة الجديدة نقطة انطلاق لتحفيز الاستثمارات المحلية والدولية، مما يساعد على تنمية الاقتصاد الأفغاني بشكل مستدام.
لكن، كما هي الحال مع أي مشروع ضخم في بيئة غير مستقرة، يواجه مشروع مدينة كابل الجديدة عديدا من التحديات، من بينها تحديات اقتصادية وإدارية، وهو ما يجعل تنفيذه يتطلب جهودا مضاعفة من الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع الدولي. ورغم هذه التحديات، فإن هذا المشروع يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في أفغانستان، ويُحتمل أن يكون بداية لمرحلة جديدة من التطور العمراني والتحديث في البلاد.
تعود فكرة إنشاء مدينة كابل الجديدة إلى عهد الحكومة الأفغانية السابقة، التي كانت تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد للتحديات العمرانية في العاصمة.
إعلانفي ذلك الوقت، تم طرح المشروع ضمن الجهود الحكومية لمعالجة الاكتظاظ السكاني ونقص الخدمات الأساسية. تمت الموافقة على مشروع بناء مدينة كابل الجديدة منذ 13 عاما في مجلس الوزراء خلال فترة رئاسة حامد كرزاي.
تم الانتهاء من إعداد المخطط الرئيسي لها عام 2010 بواسطة المعهد الياباني "جايكا"، ويُقال إن إعداد هذا المخطط الرئيسي كلف 60 مليون دولار. ومع ذلك، لم تشهد الفكرة أي تنفيذ فعلي بسبب التحديات الأمنية والاقتصادية التي كانت تواجهها البلاد.
بعد تغيير نظام الحكم في أغسطس/آب 2021، تم إحياء الفكرة مرة أخرى، وبدأت الأعمال الفعلية للمشروع عام 2024 تحت إشراف الحكومة الجديدة التي تقودها حركة طالبان وهيئة تطوير مدينة كابل الجديدة.
يهدف المشروع إلى تحسين جودة الحياة في كابل، إذ من المتوقع أن تستوعب المدينة الجديدة ما يصل إلى 3 ملايين نسمة. ستوفر المدينة مرافق متطورة تشمل شبكات المياه، والكهرباء، والطرق، والصرف الصحي، بالإضافة إلى مناطق سكنية وتجارية حديثة.
في تصريح خاص للجزيرة نت، أكد رئيس هيئة تطوير مدينة كابل الجديدة المهندس إقبال ميرزاده أن فريقه الفني والمختص يراقب باستمرار أعمال البناء في مدينة كابل الجديدة. وقال إن "العمل على بناء مدينة كابل الجديدة يسير بوتيرة سريعة، حيث نقوم بتطوير البنية التحتية بشكل متكامل، ونحن ملتزمون بتوفير مرافق سكنية وتجارية متطورة تلبي احتياجات السكان".
وأضاف ميرزاده: "العمل الجاري في الجزء (ب) من المرحلة الأولى يتضمن بناء 5 كتل سكنية من 5 طوابق، ومبنيين سكنيين من طابقين و3 طوابق، بالإضافة إلى بناء مسجد، وإنشاء جدران إحاطية للوحدات السكنية، وكذلك العمل على تطوير الطرق وتركيب الإنارة في المنطقة".
وأشار أيضا إلى أن "العمل لا يقتصر على البناء فقط، بل يشمل تسوية أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية، وتخطيط وتنفيذ شبكة الطرق في المنطقة"، مؤكدا أن جهود وزارة الإعمار والإسكان تهدف إلى تسريع العملية لتحسين الحياة اليومية للمواطنين في المستقبل القريب.
أعلنت وزارة الإعمار والإسكان الأفغانية أنه تم الموافقة على خطة التنمية للمرحلة الأولى من مشروع مدينة كابل الجديدة، وأن العمل جارٍ في الأقسام الأولى والثانية من هذه المرحلة. وقال كمال أفغاني، المتحدث باسم الوزارة للجزيرة نت: "من المتوقع أن تزداد سرعة الأعمال في المرحلة الأولى بعد إتمام خطة التنمية، خاصة في القطعة أ، حيث وعدت الشركة الوطنية بأن تكمل مشاريعها بعد موافقة الخطة".
إعلانوأكد المسؤولون في الوزارة أن المشروع يتماشى مع المعايير العالمية، وسيتم تنفيذه وفقا للجدول الزمني المحدد. كما أشار سيد مقدم أمين، المسؤول عن المشروع، إلى أن العشرات من الشركات التابعة لهم تعمل على تنفيذ هذا المشروع بشكل كامل، وفقا للمعايير الدولية.
رغم الطموحات الكبيرة التي يحملها المشروع، فإنه يواجه عددا من التحديات التي قد تعوق تنفيذه بالكامل. من أبرز هذه التحديات:
التحديات الاقتصادية: يحتاج المشروع إلى تمويل ضخم، وقد يواجه صعوبات في جذب الاستثمارات الخارجية بسبب الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد والعقوبات المفروضة على البلاد. التحديات الإدارية: يتطلب المشروع تنسيقا كبيرا بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وهو ما قد يكون صعبا في ظل الظروف الحالية. مشكلة الاستحواذ على الأراضي: تم الاستحواذ على حوالي 40% من الأراضي المخصصة للمشروع من قبل أفراد ذوي نفوذ، مما يعوق تنفيذ المشروع. التحديات الأمنية: رغم بدء المرحلة الأولى من المشروع في عام 2023، فإن الوضع الأمني غير المستقر أدى إلى تأخر تنفيذ المشروع عن الجدول الزمني المحدد. التحديات القانونية والإدارية: العمليات الإدارية والقانونية المعقدة في أفغانستان، بما في ذلك المشاكل في انتقال وشراء الأراضي، قد تؤدي إلى تباطؤ المشروع. معارضة محلية: في بعض المناطق، قد يعارض السكان المحليون المشروع لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، خاصة إذا كانت هناك آثار سلبية على حياتهم أو تغييرات كبيرة في الهيكل المحلي.أعرب عدد من الخبراء الاقتصاديين الأفغان عن آرائهم حول مشروع مدينة كابل الجديدة، من أبرزهم الدكتور أحمد شاه أحمدي، إذ يرى أن المشروع يحمل إمكانات كبيرة لتحفيز الاقتصاد الأفغاني.
إعلانوفي حديث للجزيرة نت، اعتبر أحمدي أن "المشروع يمثل فرصة فريدة لتحفيز نمو قطاعات البناء والخدمات، مما سيوفر آلاف فرص العمل لعديد من الأفغان، ويعزز بشكل مباشر الاقتصاد المحلي". وأضاف: "إذا تم توفير بيئة آمنة ومستقرة، يمكن لهذا المشروع أن يجذب استثمارات أجنبية كبيرة، وهو أمر في غاية الأهمية لأفغانستان في هذه المرحلة التي تسعى فيها إلى إعادة بناء اقتصادها".
كما أعرب أستاذ الاقتصاد في جامعة كابل عبد الله هوتك عن تفاؤله بالمشروع من حيث قدرته على تحسين الاقتصاد الأفغاني على المدى البعيد. وقال: "إذا تمت المراحل المختلفة للمشروع بشكل منظم وفعال، فإنه يمكن أن يساهم في تنمية عديد من الصناعات الأفغانية، مثل البناء والتطوير العقاري، بالإضافة إلى القطاعات الفرعية مثل الطاقة والنقل".
وأضاف: "المشروع سيحسن من معيشة الناس ويقلل من مستويات الفقر بشكل عام، من خلال توفير وظائف جديدة وتحسين الظروف المعيشية في العاصمة الأفغانية كابل، مما يرفع من مستوى الطلب على المنتجات والخدمات المحلية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان هذا المشروع المشروع إلى
إقرأ أيضاً:
بيوند تطلق ذا ميورال في مدينة دبي الملاحية
كشفت بيوند للتطوير العقاري، الشركة الرائدة في قطاع العقارات الفاخرة في دبي، عن إطلاق ذا ميورال، رابع مشاريعها ضمن المخطط الرئيسي البالغة مساحته ثمانية ملايين قدم مربع على الواجهة البحرية لمدينة دبي الملاحية.
ويجمع المشروع بتصميمه الفني المعاصر، والذي يهدف إلى إعادة تعريف أسلوب الحياة على الواجهات البحرية، بين الإبداع المعماري وأسلوب الحياة الاستثنائي الراقي على الواجهة البحرية، مقدمًا للمستثمرين فرصًا واعدة وتجربة سكنية فاخرة تعكس طموحاتهم.
بعد النجاح الاستثنائي لمشروعها الثالث "سنسيا"، الذي تم بيع جميع وحداته خلال يومين فقط من إطلاقه، يمثل "ذا ميورال" إنجازًا معماريًا وفنيًا آخر في مسيرة "بيوند". ويقدم المشروع مجمعًا سكنيًا فاخرًا مستوحى من أسلوب حياة المنتجعات البحرية، حيث تندمج الطبيعة مع التصميم الحضري المتميز بانسيابية وإبداع، لتمنح السكان بيئة سكنية راقية تعكس الفخامة والهدوء والإلهام، مما يعزز المشهد العقاري المتنامي في دبي.
وفي هذا السياق، قال عادل تقي، الرئيس التنفيذي لشركة بيوند للتطوير العقاري: "يؤكد حصول دبي على المركز الأول عالميًا في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة لأربعة أعوام على التوالي الثقة المتنامية والمستمرة للمستثمرين في الإمارة. ونواكب هذا الزخم بخطوات حاسمة، من خلال استحواذنا على أراضٍ في مواقع استراتيجية ومميزة لمشاريعنا المستقبلية للمساهمة في دفع عجلة النمو وتوفير قيمة أكبر لعملائنا. ويعكس النجاح الباهر لمشاريعنا، والمدعوم بقاعدة متنوعة من المستثمرين العالميين حيوية وازدهار سوق العقارات في دبي".
وقد استقطبت مشاريع "بيوند" على الواجهة البحرية لمدينة دبي الملاحية "ساريا"، "أورايز"، و"سنسيا"، اهتمامًا واسعًا من المستثمرين من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا.
ويعكس هذا الإقبال المتزايد نمو قطاع العقارات في دبي، والمكانة المتميزة التي تحظى بها "بيوند" ومشاريعها العقارية المبتكرة التي تتميَز بمواقعها الاستراتيجية وتصاميمها الابداعية الراقية، على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي. كما يعزز الإطار التنظيمي المتطور في دبي، إلى جانب اعتمادها لأحدث حلول تكنولوجيا العقارات (PropTech)، ثقة المستثمرين، ويوفّر بيئة استثمارية آمنة ومستقرة ومحفّزة، مما يجعل الإمارة وجهةً مثالية للاستثمار العقاري على مستوى العالم.
ويتمتع "ذا ميورال" بموقع استراتيجي على الواجهة البحرية لمدينة دبي الملاحية، وذلك على قمة المخطط الرئيسي الخاص بشركة بيوند للتطوير العقاري بجوار غابة حضرية مخططة، ما يمنحه إطلالات خلابة على البحر والمساحات الخضراء وأفق دبي الساحر. وقد انعكس هذا التميز في التصميم المعماري، حيث يمزج بين المكونات الطبيعية والتصميم الحضري المتطور بانسجام فريد.
وأضاف تقي: "يعكس مشروع ذا ميورال التزامنا بالابتكار والتميز في تطوير مشاريعنا العقارية. فقد تم تصميم كل جانب منه بعناية فائقة لضمان تجربة سكنية فريدة تجسد روعة الموقع المتميز، وترتقي بمعايير العقارات الفاخرة في دبي".
ويجسد مشروع ذا ميورال رؤية فنية مبتكرة من BENOY، شركة الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الشهيرة عالمياً، لإبداع مساحات معيشية تتجاوز المألوف، حيث تتداخل فيه المساحات الخضراء الفاخرة ضمن الواجهة الخارجية عبر حدائق معلقة، بينما توفر الشرفات الواسعة أقصى قدر من الإضاءة الطبيعية، والإطلالات الخلابة على البحر والأفق.
ويضم برج ذا ميورال الممتد على 36 طابقًا، مجموعة متنوعة من الوحدات السكنية، تشمل شققًا بغرفة نوم واحدة، وغرفتين، وثلاث غرف نوم، بالإضافة إلى شقق دوبلكس، وميزونيت، وبنتهاوس فاخر. كما يتميّز المشروع بمجموعة متكاملة من المرافق العصرية المستوحاة من المنتجعات الفاخرة، من بينها صالة رياضية مزوّدة بأحدث المعدات ومجمع لحمامات سباحة متماهية مع الأُفق وحدائق منسقة ومناطق للشواء وتناول الطعام ومنطقة خاصة لممارسة اليوغا.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر المشروع مساحات لعب للأطفال ومساحات خضراء للعائلات، إلى جانب مساحات عمل مشتركة في الهواء الطلق تلبي احتياجات المهنيين والعاملين عن بُعد. أما السمة الأبرز في ذا ميورال، فتتمثل في سكاي تراس في الطابق 32، والذي يضم حمامات جاكوزي، وتراسات للاسترخاء تحت أشعة الشمس، ومنطقة للاستمتاع بتجربة تناول الطعام بين الغيوم بإطلالات خلابة.
يعد "ذا ميورال" المشروع الرابع لشركة "بيوند" بعد النجاح الاستثنائي لمشاريعها السابقة. ومع هذا المشروع، تواصل "بيوند" تجاوز توقعات السوق وإرساء معايير جديدة للفخامة. ومن المقرر استكمال المشروع بحلول الربع الثاني من عام 2028.
"مادة إعلانية"