معطيات إسرائيلية تكشف تأثير الحرب على نفسية جنود الجيش
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
كشف مؤتمر "المنعة النفسية" الذي عقده "الائتلاف الإسرائيلي للصدمة" عن معطيات "مقلقة" تُظهر الآثار النفسية العميقة للحرب على "الجيش الإسرائيلي".
وفقًا للمعطيات التي عُرضت خلال المؤتمر، زاد عدد المتوجهين إلى مراكز الرعاية النفسية أربعة أضعاف، بينما قفزت أنشطة هذه المراكز عشرة أضعاف.
وكتب مراسل الشؤون الاجتماعية والصحة في موقع "والاه" الإسرائيلي، أفيحاي حاييم، أن مراكز الرعاية النفسية أصبحت عنصرًا رئيسيًا في النظام الصحي الإسرائيلي، خاصة مع تزايد الأحداث الأمنية واستمرار القتال، مما يتطلب توسيع الخدمات وتعزيز القوة البشرية في هذا المجال.
وعرضت المسؤولة في "الائتلاف الإسرائيلي للصدمة"،كارين كابيتكا هوبرمان، أرقاما منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية على غزة، تمثلت في زيادة بنسبة 800 بالمئة في عدد المرشدين والمعالجين النفسيين، وتقديم 290 ألف ساعة من العلاج في الوحدات العيادية، ومشاركة 8 الاف و900 شخص في ورشات علاجية، و72 ألف مشارك في إجراءات مجتمعية.
كما أظهرت البيانات أن 28 بالمئة من سكان ما يُسمى بـ"غلاف غزة" يتلقون علاجًا نفسيًا، بينما بلغ عدد الإسرائيليين الذين يتلقون العلاج في أطر مختلفة 34 ألفا و83 شخصًا.
وقال وزير الصحة الإسرائيلي، أوريئيل بوسو، خلال المؤتمر: "إن عدد المعالجين والمعالجين والفروع التي أُقيمت هو دليل على مستوى الحاجة والعمل الذي أُنجز. الاستجابة التي تُقدّم في مراكز المنعة تثبت أهميتها الهائلة لنظام الصحة والدولة بأكملها".
وأكد أن نظام الدعم النفسي يُعد "عنصرًا حاسمًا في التعامل مع الآثار العاطفية للحرب"، مشيرًا إلى أن الوزارة لا تعتزم إيقاف جهودها في هذا المجال.
يأتي ذلك في وقت أقرت فيه هيئة البث الإسرائيلية العام الماضي أن عدد متلقي العلاج النفسي تضاعف ثلاث مرات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما أظهرت بيانات صادرة عن شعبة إعادة التأهيل في وزارة الحرب الإسرائيلية في آب/أغسطس الماضي أن أكثر من ثلث الجنود المستبعدين من القتال تم إقصائهم لأسباب نفسية وعقلية.
وتشير التقارير إلى أنه يتم إخراج أكثر من 1000 جندي شهريًا من غزة لتلقي العلاج، حيث يعاني 35% منهم من اضطرابات عقلية، و27% من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التكتّم بشأن أعداد الجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية، خشية تأثير ذلك على معنويات القوات وامتناع الجنود عن العودة إلى جبهات القتال، إضافة إلى تجنب الوصمة الاجتماعية التي قد تلحق بالجنود المصابين، إذ يُنظر إليهم في أوساطهم كمتخاذلين.
وتعد ظاهرة تفشي الأمراض النفسية بين جنود جيش الاحتلال ليست جديدة، حيث يعاني الجنود من آثار نفسية عميقة بعد كل حرب يشنها الجيش على الفلسطينيين، نتيجة المجازر التي يرتكبونها بحق المدنيين والعنف المفرط الذي يرافقها.
ففي عام 2003، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن إحصائيات صادرة عن قسم التأهيل في جيش الاحتلال تظهر أن حالات الانتحار بين الجنود تجاوزت أعداد القتلى خلال العمليات العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووفقًا للتقرير، انتحر 43 جنديًا إسرائيليًا خلال ذلك العام.
وفي عام 2021، كان الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين جنود الجيش الإسرائيلي، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلاً عن بيانات عسكرية أظهرت أن 11 جنديًا على الأقل انتحروا في ذلك العام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الجيش غزة العلاج النفسي الاحتلال الانتحار غزة الاحتلال انتحار جيش علاج نفسي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يطرد طيارين وقعوا عريضة لوقف الحرب
أفاد مسؤول عسكري إسرائيلي الخميس بأن الجيش سيطرد الطيارين في الاحتياط الذين وقعوا بشكل علني عريضة تدعو إلى تأمين الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة وإن تطلب ذلك وقف الحرب على حركة حماس.
وقال متحدث عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية "بدعم كامل من رئيس هيئة الأركان، قرر قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن أي عنصر احتياط فاعل وقّع هذه الرسالة لن يتمكن من مواصلة الخدمة في الجيش".
وأتى ذلك ردا على سؤال بشأن العريضة التي وقعها نحو ألف طيار متقاعد أو في الاحتياط، ونشرت كصفحة كاملة في عدد من الصحف الإسرائيلية.
وشكلت العريضة تحديا لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن زيادة الضغط العسكري في غزة هو السبيل الوحيد لإرغام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إطلاق سراح المحتجزين الذين احتجزتهم أثناء هجومها على غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
عريضة لوقف الحرب
ومساء اليوم الخميس، قالت صحيفة هآرتس إن 970 من أفراد طاقم الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا على رسالة تعارض الحرب، لكنها لا تدعو إلى رفض الخدمة.
وجاء في العريضة "نحن عناصر سلاح الجو في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بالعودة الفورية للرهائن حتى وإن كلف ذلك الوقف الفوري للأعمال العدائية".
إعلانوأضاف الموقعون أن "الحرب تخدم بالدرجة الأولى مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية"، مشيرين إلى أنها ستسفر عن وفاة الرهائن والجنود والمدنيين الأبرياء، وإنهاك خدمة الاحتياط للجيش الإسرائيلي.
وشددت العريضة على أن "اتفاقا فقط هو الذي سيعيد الرهائن بأمان، في حين أن الضغط العسكري يؤدي بشكل رئيسي إلى مقتل الرهائن، وتهديد حياة جنودنا".
وأوضح المسؤول العسكري أن غالبية الموقعين ليسوا من عناصر الاحتياط الفاعلين، مؤكدا أن "سياستنا واضحة بأن الجيش فوق كل خلاف سياسي".
وأعرب نتنياهو عن تأييده لطرد أي طيار فاعل وقع هذه العريضة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن "الرفض هو رفض، وإن كان مضمرا أو تم التعبير عنه بلغة لطيفة"، مشيرا إلى أن "البيانات التي تضعف الجيش وتقوّي أعداءنا خلال فترة الحرب لا تُغتفر".
ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، فقد أثارت العريضة عاصفة في المستويات العليا للقوات الجوية الإسرائيلية حيث وقع عليها القائد الأسبق لأركان الجيش الفريق (احتياط) دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو اللواء (احتياط) نمرود شيفر، والرئيس الأسبق لسلطة الطيران المدني العقيد (المتقاعد) نيري يركوني.
كما وقع على الرسالة الرئيس السابق لقسم الموارد البشرية بالجيش اللواء (متقاعد) غيل ريغيف، والعميد (متقاعد) في سلاح الجو ريليك شافير، والعميد (متقاعد) في السلاح نفسه أمير هاسكل، والعميد (متقاعد) عساف أغمون.