تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد التلوث البيئي من أخطر التحديات التي تواجه العالم اليوم، ويزداد خطره مع الانتشار الواسع للبلاستيك الدقيق، الذي يتغلغل في التربة والمياه ويؤثر على المحاصيل والكائنات الحية. ومع تزايد الأدلة على آثاره السلبية، يصبح الحد من استخدام البلاستيك ومعالجة تداعياته ضرورة بيئية ملحّة.

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على دراسة جديدة تكشف عن أدلة مقلقة حول تأثير البلاستيك الدقيق على المحاصيل الزراعية والطحالب البحرية، مضيفة بذلك بُعدًا جديدًا إلى المخاطر البيئية المتزايدة لهذا النوع من التلوث.
وأظهرت الدراسة، التي أشرف عليها البروفيسور هوان تشونغ من جامعة نانجينغ بالصين، أن البلاستيك قد يُعيق عملية التمثيل الضوئي – وهي العملية التي تحوّل ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية ضرورية لنمو النباتات. 
ورغم أن النتائج لا تزال بحاجة إلى تأكيد إضافي، إلا أنها تثير مخاوف جدية، خاصة مع تقديرات تشير إلى أن المحاصيل الأساسية قد تتراجع بنحو ١٢٪، ما قد يُحدث اضطرابات واسعة في قطاع الزراعة العالمي وسلاسل الإمداد الغذائي.
ولا تقتصر تأثيرات البلاستيك الدقيق على آلية واحدة، بل تنتج عن مجموعة عوامل، منها حجب أشعة الشمس، وعرقلة امتصاص المغذيات، وتلف التربة والخلايا النباتية. ويؤدي هذا بدوره إلى انخفاض مستويات الكلوروفيل – الصبغة المسؤولة عن التمثيل الضوئي وعند محاكاة الخسائر المحتملة في الإنتاج الزراعي، تبيّن أن آسيا ستكون الأكثر تضررًا، مما يزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي وتفاقم أزمة الجوع في المنطقة.
و أصبح انتشار التلوث البلاستيكي واسع النطاق، إذ كشفت الدراسات عن وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة في السائل المنوي البشري، وحليب الأم، بل وحتى في الدماغ والكبد ونخاع العظم، فضلًا عن رصدها في البيئات النائية مثل القطب الشمالي. 
ومع تجاوز الإنتاج السنوي للبلاستيك ٥٠٠ مليون طن، يُلقى معظمه كنفايات دون إعادة تدوير، ما يجعله يترك بصماته في كل مكان. ومن المعروف بالفعل أن البلاستيك يشكل تهديدًا كبيرًا للكائنات الحية، حيث يؤدي إلى تسمم الكائنات البحرية، إلى جانب تأثيره المدمر على المناظر الطبيعية، مما ينعكس سلبًا على المجتمعات المحلية والقطاعات الاقتصادية، لا سيما السياحة.
وعلى الرغم من التقدم في فهم أضرار التلوث البلاستيكي، لا تزال هناك جوانب خفية تتطلب المزيد من البحث. فقد تم ربط وجود البلاستيك الدقيق بمخاطر صحية جسيمة، منها زيادة احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والولادة المبكرة. وأظهرت دراسة حديثة، عُرضت في مؤتمر عُقد في يناير، أن نسبة البلاستيك الدقيق في مشيمات الأطفال الخُدّج كانت أعلى بنسبة ٥٠٪ مقارنة بالمستويات العادية.
على الصعيد السياسي، شهدت المفاوضات التي جرت في كوريا الجنوبية، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى معاهدة أممية بشأن تلوث البلاستيك، فشلًا في ديسمبر الماضي، نتيجة معارضة الدول والشركات المنتجة للوقود الأحفوري، حيث يُستخدم هذا الوقود في تصنيع معظم المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام. وأسهم العدد غير المسبوق لممثلي الصناعة في القمة في تعزيز نفوذ جماعات الضغط، مما أدى إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي، رغم دعم أكثر من ١٠٠ دولة لمسودة تقترح تخفيضات ملزمة قانونيًا والتخلص التدريجي من بعض المواد البلاستيكية. مع استئناف المحادثات في سويسرا في وقت لاحق من العام الجاري، يتعين على الدول المعنية تقديم خطة واضحة. 
في ظل إدارة دونالد ترامب، يُرجح أن تتحالف الولايات المتحدة مع روسيا والسعودية، ما قد يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، فإن التزايد المستمر في حجم النفايات البلاستيكية، إلى جانب الأدلة المتزايدة على الأضرار البيئية الناجمة عنها، يستدعي تحركًا عاجلًا.
ورغم أن البلاستيك لا يزال ضروريًا في بعض الاستخدامات، فإن انتشار المواد ذات الاستخدام الواحد، خاصة في قطاع التغليف، أصبح خارج السيطرة. 
ولا تتجاوز نسبة إعادة تدوير البلاستيك ٩٪، في حين أن عمليات التدوير نفسها قد تؤدي إلى زيادة السمية. في هذا السياق، يجب التصدي لمصالح صناعة الوقود الأحفوري فيما يتعلق بتلوث البلاستيك، تمامًا كما يجري التحدي بشأن تداعيات الفحم والنفط والغاز على الاحتباس الحراري.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بلاستيك النباتات البلاستیک الدقیق

إقرأ أيضاً:

اليمن يبحث مع منظمة دولية تعزيز التعاون الغذائي واعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد الاحتياجات

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

اجتمع وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، شائع الزنداني، مع المدير العام للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، السفير بريك أرين، خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع.

وبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي والبرامج الإنسانية والنموذجية في اليمن، بما في ذلك دعم التمويل الغذائي، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

كما اتفق الجانبان على إنشاء نظام ذكاء اصطناعي لتحديد الاحتياجات الغذائية في اليمن. حضر اللقاء سفير اليمن لدى تركيا، محمد طريق، والمستشار بوزارة الخارجية، محمد بعكر.

هذا التعاون يأتي في إطار الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي بسبب الصراع المستمر وتأثيرات تغير المناخ.

المشاريع التي تدعمها المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي تهدف إلى تحسين البنية التحتية الزراعية وتعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة الأزمات الغذائية.

وفي لقاء آخر، بحث الزنداني مع نائب المدير التنفيذي ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي كارل سكو، سبل تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي، في ظل الاحتياجات الإنسانية الحالية في اليمن.

وناقش الجانبان التحديات التي تعيق عمل البرنامج، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وجهود الحكومة لتخفيف المعاناة الإنسانية.

 

مقالات مشابهة

  • تعزيز التعاون بين وزارة التموين والشركات التابعة لتحقيق الأمن الغذائي
  • إسرائيل تعدم الأمن الغذائي في غزة وتدمر 90% من أراضيها الزراعية
  • اليمن يبحث مع منظمة دولية تعزيز التعاون الغذائي واعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد الاحتياجات
  • بيطرى المنيا: تقديم خدمات لأكثر من 41 ألف رأس ماشية لتحسين السلالات وتعزيز الأمن الغذائي
  • بيطري المنيا: تقديم خدمات لـ41 ألف رأس ماشية لتحسين السلالات وتعزيز الأمن الغذائي
  • التارغي: انتشار يرقات الجراد الصحراوي يتوسع ويهدد الأمن الزراعي
  • أبوالفتوح: وصول إنتاجية القمح لـ 10مليون طن خطوة جادة لتحقيق الأمن الغذائي المصري
  • هل يسبب النظام الغذائي سرطان الرئة.. دراسة تجيب
  • حمدان بن زايد يبحث تعزيز منظومة الأمن الغذائي مع وفد «أبوظبي للزراعة»
  • قبل ترويجها للسوق السوداء.. ضبط 13 طنا من الدقيق الأبيض والبلدي