البوابة نيوز:
2025-03-19@21:59:20 GMT

القباب.. أصل العمارة المصرية القديمة

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الحقيقة أن الإبهار المعماري في القباب الإسلامية والقبطية يأخذ البصر بعيدًا ويجعل الخيال ينطلق متناغمًا مع انسيابية البناء وجمال الزخرفة ورشاقة ودقة التكامل المعماري وبراعته.

ولكن يبقى السؤال لماذا القبة؟
نجد القبة شامخة فوق ساحة كنيسة مار جرجس في مجمع الأديان، كما نراها سامقة فوق ضريح السلطان قلاوون في شارع المعز لدين الله الفاطمي أو فوق ساحة جامع أبو الدهب في الأزهر، فما السبب في اعتماد القبة كبناء ديني جنائزي سواء في العمارة القبطية أو الإسلامية.

والحقيقة -وعذرًا على تكرار الكلمة فالآثار هي من تقرر الحقائق دائمًا- إن القبة من مميزات العمارة المصرية، ولا نجد في القبة سواء بكنيسة أو جامع أو ضريح إلا امتدادًا للعمارة المصرية القديمة والتي برعت في صنع وبناء الأسقف المقببة.

وفي الأيام الأخيرة طالعتنا الصحف ونشرات الأخبار عن كشف أثري لبعثة أثرية عاملة في سوهاج وضمن مكونات الكشف مقبرة ملكية لأحد الملوك السابقين على ملك يُدعى سنب كاي.

وهي أكبر بكثير من المقابر الأخرى المعروفة سابقا والمنسوبة إلى "أسرة أبيدوس"، وأقر الدكتور جوزيف وجنر رئيس البعثة المصرية الأميركية العاملة بأبيدوس، أنه تم العثور على المقبرة الملكية على عمق يصل إلى حوالي 7 متر تحت سطح الأرض، وتتكون من غرفة للدفن من الحجر الجيري، مغطاة بأقبية من الطوب اللبن يصل ارتفاعها في الأصل إلى حوالي 5 متر، كما يوجد بها بقايا نقوش على جانبي المدخل المؤدي إلى غرفة الدفن للمعبودتين إيزيس ونفتيس، مع أشرطة كتابية صفراء كانت تحمل ذات يوم اسم الملك بالهيروغليفية، ويشبه أسلوب الزخارف والنصوص في طرازه تلك التي تم اكتشافها سابقا في مقبرة الملك "سنب كاي".

هنا نجد أن سقف الغرفة على هيئة قبو، وذلك لأن السقف المقبب هو الأكثر قدرة على حمل ما فوقه، فهنا نحن لا نبني بخراسانات مدعمة بالحديد وإنما نستعين بالمهارة الهندسية في توزيع الأحمال ودا عن طريق الأسقف المقببة.

كما نجد العقود وهي الـArshes والتي عرفها المصري القديم ونجد نموذج لها في معبد الأقصر.

كما نجد الأسقف المقببة لمقابر الكتاكومب في الإسكندرية وهي ذات مناطق انتقال، حيث حول المعماري الشكل المربع لدائري من خلال المثلثات الكروية مما مكن له صنع السقف المقبي.

كما أن لدينا سقف رواق الرامسيوم في الأقصر وتحديدًا مخازن الغلال الخاصة بالرامسيوم وهي أسقف مقببة كأفضل ما يكون، كما نجد البدايات للقباب الضريحية في سقف قبر الملك زوسر في سقارة، حيث نجد أن المعماري جعل السقف عبارة عن قبة ضحلة، واستعان بكتل من الخشب في الأربعة أجناب والتي تشبه مناطق الانتقال في القباب القبطية والاسلامية والتي نطلق عليها الآن المقرنصات.

إذًا فالفكرة والتصميم نابعان من العصور المصرية القديمة، فكرة القبة والتحايل على الشكل المربع كي نصل به لشكل دائري، ولقد وصلت القبة لتمامها واكتمالها في العصر المملوكي الجركسي الذي نجد فيه قباب غاية في البهاء والرشاقة.

والقبة تعطي هيبة عظيمة مرتبطة بنفسية المصري منذ القدم، فسقف المقابر المصرية القديمة في العديد منها مقبب، فهي تدل على أن هناك من هو مدفون هنا.

ثم هي حيلة معمارية بارعة لإغلاق السقف وتحريم البناء فوقه بقوة المعمار وبراعة الهندسة ودون الحاجة لقوانين، فمن سيستطيع البناء فوق الشكل المقبب، بالضبط كالأسقف الجمالون في أوروبا والتي تحد من تعلية الأدوار ببراعة.

وكذلك القبة تحاكي فلسفيًا قبة السماء، فكأن المدفون قد وضعنا فوقه قبة السماء، وهو ما يصلح كتفسير لماذا لجأ له المصري القديم، فقد يكون يريد أن يحاكي بيئة الربة نوت ربة السماء، وبالطبع في العمارة الإسلامية يحاكي المعماري قبة السماء وكأنه لم يخالف الأمر النبوي بعدم البناء فوق الأضرحة، فيما يبدو أنه معين واحد، وارتباط نفسي ممتد عبر العصور.

أخيرًا السقف المقبب أكثر تحملًا ومقاومة لعوامل الجو من مطر وغيره، ففوق القبة لا تتجمع أمطار، كما أن الحِمل المعماري على الجدران وليس على القبة نفسها.

بعد العرض السابق قرر علماء الآثار أن أصول القبة مصري قديم أو أن الفكرة داعبت أذهان قدماء المصريين فطبقوها وسلموا الراية لمن ورثهم فطوروها.

WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM (1) WhatsApp Image 2025-03-19 at 2.43.17 PM

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القباب الإسلامية كنيسة مار جرجس مجمع الأديان السلطان قلاوون شارع المعز لدين الله الفاطمي الأزهر المصریة القدیمة

إقرأ أيضاً:

المداني يطلع على سير العمل في ترميم المنازل المتضررة بصنعاء القديمة

يمانيون/ صنعاء اطلع نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني اليوم، على سير العمل بمشروع ترميم المنازل المتضررة من الأمطار والسيول بمدينة صنعاء القديمة.

وخلال الزيارة ومعه وكيل الوزارة نبيل الدمشقي، ورئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية عبد الوهاب المهدي، ومدير مديرية صنعاء القديمة مهدي عرهب ومسؤول التعبئة بالمديرية، اطلع نائب رئيس الوزراء على سير العمل في المشروع الذي يستهدف ترميم المنازل المتضررة للأسر الأشد فقرا في صنعاء القديمة.

وأكد المداني على أهمية مضاعفة وتنسيق الجهود في تنفيذ المشروع بمشاركة حكومية ومجتمعية، وبالتعاون مع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ومؤسسة بنيان التنموية، والتعبئة العامة وفرسان التنمية والقطاع الخاص من التجار في صنعاء القديمة.

يشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تستهدف ترميم ١٣ منزلا للأسر الأشد فقرا واحتياجا، على أن تشمل المراحل اللاحقة بقية المنازل المتضررة البالغ عددها ١١٣ منزلا.

مقالات مشابهة

  • المداني يطلع على سير العمل في ترميم المنازل المتضررة بصنعاء القديمة
  • رئيس الوزراء يزور مدينة صنعاء القديمة
  • رئيس الوزراء يزور صنعاء القديمة
  • قبل ما تتحرك من بيتك.. خريطة الزحام المروري بطرق ومحاور القاهرة والجيزة
  • حلا شيحة تعود للحجاب مجددا وتحذف صورها القديمة
  • بورسعيد تحافظ على تراثها المعماري: ترميم فيلات قناة السويس وتطوير شوارع بورفؤاد
  • تأجيل محاكمة عاطلين بتهمة سرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة لجلسة 8 أبريل
  • ضبط عصابة تسرق متعلقات المواطنين بحدائق القبة
  • اعرف طريقك.. تباطؤ حركة السيارات بشوارع وميادين القاهرة والجيزة